للعام الثالث على التوالي، أضاءت العاصمة البريطانية لندن ميدان بيكاديللي احتفاءً بحلول شهر رمضان المبارك، في فعالية أصبحت تقليداً سنوياً، يعكس التنوع الثقافي والانفتاح في المدينة.

وشهدت منطقة "ويست إند" عرضاً ضوئياً مذهلًا يضم أكثر من 30 ألف مصباح LED، صُمّمت على هيئة أنماط هندسية إسلامية وزخارف تعبر عن روح الشهر الفضيل، إذ يهدف هذا الحدث إلى تعزيز روح الوحدة، والاحتفاء بالتعددية الثقافية التي تتميز بها لندن.



وبحسب صحيفة "الغارديان"، أقيمت فعالية إضاءة رمضان بحضور العديد من الشخصيات البارزة، بينها  الممثل ومقدم برنامج "صباح الخير بريطانيا" عادل راي، والمقدم ياسر رانجا، ورحيمة عزيز، أمينة مؤسسة عزيز، التي ترعى الحدث، إضافة إلى عمدة لندن، صادق خان، الذي عبّر عن فخره بهذه الفعالية، مشيراً إلى أنها تمثل خطوة مهمة في التعايش داخل المدينة.

وكانت لندن قد صنعت التاريخ في عام 2023 عندما أصبحت أول مدينة في أوروبا الغربية تحتفي بشهر رمضان، من خلال إضاءة واسعة النطاق، ما يعكس حرصها على احتضان مختلف الثقافات والديانات.

فعاليات رمضانية وأجواء احتفالية

هذا العام، يشهد الاحتفال إضافات جديدة، من بينها تركيب تفاعلي في ميدان ليستر يتيح للزوار تجربة بصرية مميزة، إلى جانب مسار إفطار يشمل عدداً من المطاعم المحلية التي تقدم وجبات خاصة برمضان، مثل "LSQ Rooftop" في فندق إنديغو و"Farzi London".

كما تضمن الحدث مسيرة رمضانية بالفوانيس حول حدائق بيكاديللي، بمشاركة عمدة وستمنستر، روبرت ريغبي، وأطفال من مدرسة WAW للفنون الإبداعية. وعبّر ريغبي عن سعادته بالمشاركة، مؤكداً أن المجتمع المسلم جزء لا يتجزأ من نسيج وستمنستر الثقافي.

وستظل أضواء رمضان مضاءة حتى 30 مارس (أذار)، على أن تتحول لافتة "رمضان سعيد" إلى "عيد مبارك" بعد انتهاء الشهر الفضيل وحتى 6 أبريل (نيسان)، تزامناً مع حلول عيد الفطر، ليواصل الحدث نشر أجواء الفرح، والاحتفاء بالقيم الرمضانية في قلب لندن.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية رمضان 2025 لندن

إقرأ أيضاً:

خواطر رمضانية

#خواطر_رمضانية

د. #هاشم_غرايبه

وانقضى شهر الرحمات والمغفرة، ومرت أيامه سريعة كما كل الأوقات الجميلة، فهنيئا لمن اغتنم الفرصة ففاز الفوز العظيم بالعتق من النار.
كان هذا الشهر موسم حصاد الأرباح، إذ يضاعف فيه أجر الأعمال الصالحة، ولعل أكثر ما يقبل المؤمنون عليه فيه هو تلاوة القرآن.
حقيقة أنها من اجل الأعمال الصالحة، وقد حضنا عليه نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم، لما يعلمه من جزيل نفع ذلك لحياة الأمة وصلاح أمرها، قبل نفع الفرد بأجر عند الله عندما يجد القرآن شفيعا له يوم لا ينفع المرء مال ولا بنون.
القرآن ليس مجرد كتاب هداية يفصل شؤون الدين فقط، بل هو أعظم نعمة منّ الله بها على عباده المؤمنين، فهو مصدر موثوق للمعرفة الكاملة والعلم الصحيح، ومرجع صادق لأحوال الأمم السابقة، ودليل شامل لكل ما ينفع المرء ويسعده، ولكل ما يضره ويشقيه، لذلك فهو منهاج حياة الأفراد والأمم.
لهذا كله أراد الله تعالى لعباده المداومة على قراءة القرآن في رمضان وفي غيره، لكننا للأسف نجد من المسلمين كثير تلاوة وقليل تدبر وتفكر فيما تلوه.
هنالك مقولة لـ “علي عزت بيغوفيتش”: المسلمون هذه الأيام يقدسون القرآن كمصحف، فيبجلونه ويزينونه، لكنهم لا يقدسونه كمنهج”.
الحقيقة أنه مصيب فيما قاله، فاستعماله يقتصر على تلاوته في رمضان بقصد كسب الحسنات، ويتنافسون في عدد الختمات، لكنك لا تجد من يتوقف عند كل آية محاولا اسقاط المضمون على الواقع، ولا التدبر في أحوال الأشخاص والأقوام اللذين أورد الله قصصهم، لأجل أخذ العظة مما جرى معهم.
هم يعظمون القرآن، لكنهم يريدونه طقوسيا وليس منهاجا يتبع، يحتفظون به في المساجد ودور التحفيظ، ويفتتحون به المؤتمرات، ويتنافس قراؤه على جمال تجويده، ويذيعونه على مكبرات الصوت في بيوت العزاء، لكنهم لا يتفكرون في مضمون ما يسمعونه أو يتلونه، ولا يطبقونه في حياتهم اليومية ولا يعتمدون منهجه كدستور ناظم لشؤون حياتهم، بل يعتمدون دساتير الغرب ، ويلتزمون بتعليمات المستعمر ومقررات هيئاته ويطبقون مبادئ فلاسفته ومنظريه.
وهذا هو هجران القرآن: “وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا” [الفرقان:30].
قد يقول قائل: ها هم الأمم المتقدمة لا يقرؤون القرآن، بل لا يعترفون به، ومع ذلك فهم يحققون النجاح والازدهار والتقدم، فيما نحن نلتقط من ورائهم فتاتهم.
غير المؤمنين اعتمدوا على التجربة والخطأ في تدبير شؤون حياتهم، وعانوا كثيرا من تنكبهم لمنهج الله القويم، فظلموا غيرهم وأنفسهم كثيرا وعدلوا قليلا، وسبب شقائهم أنهم خالفوا فطرة الخير والاحسان الكامنة في كل نفوس البشر مؤمنهم وكافرهم، أكثر مما اتبعوها، لذلك فحياتهم ضنكة لأنها تشبه حياة الأنعام: تعيش ليومها ولمتعها الآنية تأكل وتشرب وتتمتع بالجنس.
كيف يطمئن المرء ويهنأ باله إن كان يعلم يقينا أنه سيموت حتما، وبلا انذار، وسيترك كل ما حازه من علم وجاه وأموال وبنين وراءه، ويمضي الى واقع مجهول لا يعلم مصيره فيه، ولكي يعزي نفسه يحاول أن يقنع نفسه أنه ماض الى الفناء وليس الى دار حياة أخرى، يحدد مصيره فيها من نعيم أوشقاء بناء على محصلة أعماله الدنيوية، لكنه يفشل في اقناع نفسه قبل اقناع غيره بصحة ظنه هذا، فليس له دليل واحد على صحته، فلم يحدث أن عاد أحد بعد الموت لينبئ بما وجده، بل كل الأدلة المنطقية توحي بالعكس.
واولها أنه لو كان وجود البشر بالصدفة وبلا خالق، لوجدت احتمالات كثيرة لنماذج متعددة لمخلوقات بشرية وغيرها، لكنك لا تجد إلا صورة واحدة محددة لكل مخلوق منذ الأزل رغم مروره بمراحل تطور، لكنها جميعها في الاتجاه ذاته.
ولا يمكن لمتفكر في الطبيعة البشرية المتحكمة في سائر المخلوقات التي سخرت جميعها لنفعها، لا يمكن أن يتصور أن ذلك بلا تكليف ولا مسؤولية، فكل ما في الواقع ينبئ أنه على قدر ما يتحقق من تميز أو نفع لمخلوق، كلما كانت المتطلبات اكثر، ومسؤوليته أكبر.
لذلك من المنطقي لمن تتاح له فرصة للسيادة والتميز على غيره أن يكون وراءه حساب.
السعادة تحققها الطمأنينة، لذلك: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا” [طه:124].
كل عام وانتم بخير، ونلتقي ان شاء الله بعد إجازة العيد.

مقالات ذات صلة خواطر رمضانية 2025/03/29

مقالات مشابهة

  • أكثر من 122 مليون قاصد للحرمين الشريفين في شهر رمضان للعام 1446
  • أكثر من 122 مليون قاصدٍ للحرمين الشريفين في شهر رمضان للعام 1446
  • «الدبيبة» يؤدي صلاة عيد الفطر في ميدان الشهداء
  • ميدان الشبان المسلمين بسوهاج يتزين استعدادا لصلاة عيد الفطر.. صور
  • أردوغان يتهم المعارضة بمحاولة التستر على الفساد
  • خواطر رمضانية
  • القومي للمرأة يشيد بنجاح "مطبخ المصرية" للعام الثالث على التوالي
  • المجلس القومي للمرأة يشيد بنجاح مطبخ المصرية للعام الثالث
  • «أبوظبي للسلم» يختتم ملتقاه الرمضاني الثالث
  • منتدى أبوظبي للسلم يختتم ملتقاه الثالث «رمضان شهر السلام»