بعدما جرى احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948 جراء أحداث حرب النكبة، وجد المستوطنون أنفسهم مجموعة جرى تشكيلها من مختلف دول العالم، وكل فرد منهم يحمل ثقافة وعادات مختلفة تعكس البلاد التي جاء منها، وهي كلها غريبة عن المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وعمل الاحتلال على حل هذه المشكلة ليس من خلال إنتاج مروث وإرث ثقافي لا يمكن إنجازه في أقل من 77 عاما منذ النكبة، إنما بسرقة التراث الموجود فعليا لدى الفلسطينيين والدول العربية المجاورة ونسبه إلى "إسرائيل".



وطوال السنوات الماضية عملت مختلف الجهات الإسرائيلية على تبني نفس الرواية وسرقة أشهر الأطعمة والأطباق الشعبية العربية والفلسطينية، ونسبها إلى دولة الاحتلال حديثة التأسيس.

"الحمص إسرائيلي"
يحتدم الجدل في الشرق الأوسط حول هوية أكلة أو طبق الحمّص المنتشر جدا في الدول العربية، وذلك حول موطنه الأصلي وهوية الشعب الذي سلقه وطحنه وأضاف إليه زيت الزيتون والطحينة.

وبينما استمر الجدل هذا لسنوات طويلة بين دول بلاد الشام وحتى تركيا اليونان، التي تنتشر فيها مكونات صنع هذا الطبق، دخل "إسرائيل" إلى هذا الجدل واعتبرت أنها الموطن الرئيسي له، بس وأنه تراث يهودي قديم.


وأكد مدير أحد المطاعم الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، واسمه توم كابالو وبشكل قاطع، أن "اليهود أول من اخترعوا الحمص"، معتبرا أن أكلة الحمص ذكرت في "سفر راعوث قبل 3500 سنة".

View this post on Instagram A post shared by Amer Zahr عامر زهر (@amerzahr)
واستشهد بـ"دعوة بوعز أبي لزوجته راعوث، للعشاء، حيث قال: تعالي يا راعوث وكلي الخبز وغمّسيه بالخوميتس"، رغم أن "الخوميتس" بالعبرية المعاصرة تعني الخل.

 ويرى صاحب المطعم، في تهويده للحمص، أنه من غير المعقول أن يكون بوعز قد دعا راعوث لتغمّس خبزها بالخل.

تروج العديد من الشركات، ومنها شركة "صدف فود"، الحمص كمنج إسرائيلي الأصل، وتستهدف الجاليات العربية في الولايات المتحدة كزبائن رئيسيين لها. 

تروج العديد من الشركات، ومنها شركة "صدف فود - Sadaf Foods"، الحمص كمنج إسرائيلي الأصل، وتستهدف الجاليات العربية في الولايات المتحدة كزبائن رئيسيين لها. 

I saw this video on Sadaf & I was like what is this all about so I went to their website https://t.co/o0WqHn1yKr They look like an amazing company with great Middle Eastern food products. And the boycott campaign by pro-Palestinians seems deeply rooted in antisemitism… pic.twitter.com/7NXbfq692P — Andrea Karshan (@karshanandrea) August 13, 2024
وتشتري شركة "صدف" البضائع من التجمعات الاستيطانية، وتعمل على تطبيع "إسرائيل" ثقافيًا باستمالة الثقافة العربية، كما أنها أحد عملاء "بنك الخصم"، الداعم مباشرة للاستيطان، بحسب ما أكدت شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة "USPCN".

وتزدحم الصفحات الإسرائيلية، التي تحاول تبيض وجه الاحتلال بمختلف الطرق الثقافية والرياضية والاجتماعية، بمحاولات "تهويد الحمص" ونسبه إلى "إسرائيل" أو على الأقل وصف الحمص الإسرائيلي بأنه ألذ حمص في المنطقة.

"الحمص مذاق إسرائيل"
اليوم العالمي للحمص يوافق 13 من مايو كل عام. لن تجدوا إسرائيليا لا يحب الحمص، ويمكنكم الاستمتاع به في كل مدينة إسرائيلية pic.twitter.com/qKW5GeN9A5 — إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) May 13, 2020
"الفلافل إسرائيلي"
ينتشر طبق الفلافل بشكل كبير في الدول العربية والعالمية كمنتج وطبق عربي، وهو طالما كان رفيقا لطبق الحمص على مختلف الموائد وطرق التقديم، وهو يُسمى "الطعمية" في معظم أنحاء مصر والسودان، و"الباجية" في اليمن وجيبوتي وشمال الصومال.

والفلافل هو عجينة تقلى بالزيت، وشكلها على هيئة كرات أو أقراص طولية، وتصنع من الحمص أو الفول أو كليهما، وهي طعام تقليدي في مطبخ الشرق الأوسط، وتؤكل في جميع أنحاء العالم حيث تعتبر وجبة نباتية سريعة.

وعلى خلاف الحمص، تعمل "إسرائيل" على نسب طبق الفلافل بشكل صريح لها باعتبار أنه "وجبة وطنية وتراث إسرائيلي".



وفي حلقة لمدونة الطعام الأمريكية ريتشيل راي نشرت عام 2018، جرى تقديم الفلافل على أنه من "التراث الإسرائيلي"، وقيل في الحلقة حينها أن هذا الطبق إسرائيلي وفقا لكتاب وصفات "الروح الإسرائيلية".



وبعد عقد اتفاق التطبيق بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي في عام 2020، ساهم تلفزيون دبي في تعزيز هذه المزاعم بعدما استضافة حاخام إسرائيلي يعمل بالطهي ليتحدث عن ثقافة الطعام الإسرائيلية.



وتعمل مختلف الأذرع الإسرائيلية تعمل على تسويق نفس الفكرة، وذلك حتى ضمن جيش الاحتلال، بزعم أن لفظ "فلافل" يُستخدم أيضا لوصف الرتبة العسكرية.

في #اليوم_العالمي_للفلافل#هل_تعلم أن رتبة ميجور (رائد) في إسرائيل تُسمى ايضاً #فلافل!
٢ فلافل يعني مقدم
٣ فلافل يعني عقيد
هل علمت ذلك من قبل؟ pic.twitter.com/b4E7YJo3Om — كابتن إيلا Captain Ella (@CaptainElla1) June 12, 2022
وتأتي هذه المحاولات رغم أن "القناة 12" أكدت في تقرير لها: "الفلافل كما تعلمون، ليس ملكنا حقا، لكن التخصيص الذي صنعناه منه مثالي".

"المفتول إسرائيلي"
لم تقتصر محاولات السرقة الإسرائيلية على فلسطين والدول المحيطة بها، إنما وصلت إلى طبق المفتول الشامي مغربي الأصل "الكسكس"، الذي يتكون حبيبات أو كرات تُحضّر من البرغل أو الدقيق الأبيض والأسمر.


وبحسب المصادر الإسرائيلية فإنه يسهل تتبع أصل نسب الحمص إلى "إسرائيل"، فخلال الفترة ما بين عامي 1949 و1950 اتبع الاحتلال سياسة تقشف، وتوجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، دافيد بن غوريون، لشركة "أوسم - Osem" بهدف إنتاج طعام رخيص بديل عن الأرز، وسمي حينها باسمه.

واستلهمت شركة "أوسم" (مملوكة حاليا من نستله) منتجها الجديد من الطعام المغربي الذي يطبخه الفلسطينيون، وأطلقت عليه اسم "بتيتيم"، الذي أصبح يُباع حاليًا بكميات تجارية للمطاعم ودور الرعاية والعالم تحت اسم "كسكس إسرائيلي".

מפתול הוא "פתיתים" שמבוססים בורגול וקמח חיטה (או רק קמח חיטה) ומזכירים בניראות שלהם פתיתים. התפקיד הקולינרי וצורת הבישול שלהם דומה. מצד שני, יש את המאכל האשכנזי פרפלך: "פתיתים" אפויים מבצק אטריות ביצים.

מה שקרה בארץ הוא שילוב של השניים: זה דומה לפרפלך, אבל מוכן יותר כמו מפתול. > pic.twitter.com/IlstHViRdz — Lior Shapira (@LiorShapira2) September 18, 2023
وفي آذار/ مارس 2022، وخلال "قمة النقب"، التي عقدت في المستوطنة الزراعية "سديه بوكير"، وهي التي ضمت منزل بن غوريون، تم تقديم الطعام المنتج في المستوطنات للحضور، ومن بينه "أرز بن غوريون".

وفي 2018، شنت اللوبيات الإسرائيلية حملة ضد شركة "فيرجين اتلانتيك" البريطانية للطيران، بعد إدراجها المفتول كـ "طبق سلطة" في قوائم الطعام وكتبت إلى جانبه "مفتول فلسطيني".

#virginatlantic this is the menu I received yesterday nothing like some BDS and delusionment with your salad, last time you get my money #TerroristSympathisers pic.twitter.com/OksgX5MSD3 — Dani Williams (@Thedaniwilliams) December 23, 2017
وتحت الضغوط، خضعت الشركة البريطانية، وحذفت اسم فلسطين عن المفتول من قائمة طعام المسافرين، فراح الفلسطينيون ومناصروهم ينتقدون هذا الإذعان، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية حينها.

"الكنافة إسرائيلية"
رغم أنه طبق الحلويات الشهير ارتبط عالميا باسم مدينة نابلس الفلسطينية ويعود تاريخها إلى عام 1805، ويتم وصف أي طريقة تحضير للكنافة بالجبن الأبيض على أنها "كنافة نابلسية"، إلا أنها لم تسلم أيضا من محاولات السرقة الإسرائيلية.

وعلى موقع ادرعي الرسمي الناطق بالعربية قبل حذفه، جرى نشر عنوان عريض كان بادعاء: "الكنافة الإسرائيلية أصل الكنافة".


وجاء في التقرير الذي ينسب طبق الكنافة إلى "إسرائيل": أن "أصل الكنافة اختلف الكثير في تحديد أصولها الحقيقية، لكن ما نعرفه ويعرفه العالم أجمع وهو عين الحقيقة هو أنها إسرائيلية، مهما حاولوا طمس هويتها".

وأضاف التقرير "نؤمن بأنها الموروث الثقافي والحضاري لدولة إسرائيل وفي طبق إسرائيلي لا يمكن لأحد استقلاله لصالحه أو الاستيلاء عليه، فالكنافة في العالم في صناعة وموروث ثقافي إسرائيلي و ستبقى إسرائيلية الأصل".



وفي قناة على منصة "يوتيوب" تحمل اسم "أكلات أصلها إسرائيلي" جرى نشر طريقة إعداد "الكنافة الإسرائيلية"، وهي نسخة مقلدة من الكنافة النابلسية وبنفس المكونات تقريبا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية إسرائيل الحمص الفلافل المفتول إسرائيل الفلافل الحمص رمضان 2025 المفتول المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة pic twitter com

إقرأ أيضاً:

الأورومتوسطي: مصدومون من حجم الفظائع والتعذيب الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون في سجون إسرائيل

#سواليف

أعرب المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن صدمته البالغة إزاء #الحالة_الصحية الجسدية والنفسية المروعة التي ظهر بها #الأسرى والمعتقلون #الفلسطينيون المفرج عنهم في الدفعة السابعة من صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع #غزة.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي اليوم الخميس إنّ آثار #التعذيب بدت واضحة على الأجساد الهزيلة للأسرى والمعتقلين المفرج عنهم، بما يعكس حجم الجرائم الممنهجة والمعاملة اللاإنسانية التي تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والقانونية، ويبرهن على استمرار إسرائيل في استخدام التعذيب سلاحًا لترهيب واضطهاد الأسرى والمعتقلين وكسر إرادتهم حتى اللحظات الأخيرة من احتجازهم.

وذكر المرصد الأورومتوسطي أنّ توالي خروج الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية في أوضاع صحية صعبة يدلل عن أنّ التعذيب الوحشي والإهمال الطبي المتعمد الذي يتعرضون له بلغا مستويات صادمة تتجاوز كل الحدود الأخلاقية والقانونية، مشددًا على أن ما يجري في تلك السجون يفوق بكثير كل ما وثقته منظمات حقوق الإنسان حول فظائع السجون في العالم.

مقالات ذات صلة تعليمات الخيم الرمضانية في عمان 2025/02/27 توالي خروج الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية في أوضاع صحية صعبة يدلل عن أنّ التعذيب الوحشي والإهمال الطبي المتعمد الذي يتعرضون له بلغا مستويات صادمة تتجاوز كل الحدود الأخلاقية والقانونية

وأوضح أنّ مئات الأسرى والمعتقلين المفرج عنهم وصلوا إلى قطاع غزة بعد منتصف الليل في ظروف صحية بالغة السوء، إذ تبيّن بعد نقلهم إلى مستشفى غزة الأوروبي جنوبي القطاع حاجة العشرات منهم إلى متابعة صحية طارئة، حيث بدت على أجسادهم آثار التعذيب والمعاملة اللاإنسانية، بما في ذلك الحرمان من الرعاية الطبية والعلاج، في انتهاك صارخ للقواعد الآمرة للقانون الدولي، التي تحظر التعذيب بجميع أشكاله وتحت أي ظرف دون استثناء، ويعتبر ارتكابه جريمة دولية لا تسقط بالتقادم، وتُوجب الملاحقة الجنائية الفورية لمرتكبيها أمام المحاكم الدولية والوطنية وفق مبدأ الولاية القضائية العالمية.

ورصد الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي إصابات خطيرة بين الأسرى والمعتقلين، شملت حالات بتر لأطراف وتورمات حادة ناجمة عن التعذيب، إضافةً إلى وهن وإعياء شديدين. كما ظهر بعضهم غير قادر على المشي إلا بمساعدة مرافقين، بينما احتاج آخرون إلى تدخل طبي عاجل بسبب تدهور حالتهم الصحية.

وأبلغ العديد من المعتقلين عن تعرضهم للضرب والتنكيل والتهديد حتى اللحظة الأخيرة قبل الإفراج عنهم، رغم عدم توجيه أي اتهامات محددة لغالبيتهم، إذ اعتقلوا واحتجزوا وعُذِّبوا وتعرضوا لمعاملة حاطة بالكرامة منذ اختطافهم من قطاع غزة في أوقات مختلفة بعد تشرين أول/ أكتوبر 2023، في إطار سياسة منهجية تستهدف إلحاق أضرار جسدية ونفسية جسيمة بهم، كجزء من جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بهدف تدمير الشعب الفلسطيني في غزة، جزئيًا أو كليًا، وإضعاف مقومات بقائه على الخضوع أو الزوال.

إلى جانب ذلك، وثّق المرصد الأورومتوسطي استمرار إسرائيل في استخدام أساليب التعذيب والإذلال النفسي بحق الأسرى والمعتقلين المحررين، عبر فرض إجراءات تنطوي على تحريض مباشر على العنف والإبادة الجماعية، مما يعكس طبيعة التحريض الرسمي المنهجي كأداة أساسية في سياساتها ضد الفلسطينيين، وبخاصة فلسطيني قطاع غزة.

وبيّن أنّ من مظاهر تلك الإجراءات إجبار سلطات السجون الإسرائيلية الأسرى والمعتقلين المُفرج عنهم على ارتداء سترات تحمل عبارات تهديدية باللغة العبرية، تتضمن اقتباسات دينية تعبّر عن مبدأ الانتقام والمطاردة حتى التصفية، إلى جانب شعارات رسمية لمصلحة السجون الإسرائيلية. كما وضع في معاصمهم أساور بلاستيكية طُبعت عليها عبارات تهديد، في خطوة تهدف إلى إذلالهم نفسيًا والتأكيد على استمرار استهدافهم حتى بعد الإفراج عنهم.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ الجملة المطبوعة على سترات الأسرى والمعتقلين المفرج عنهم- “أطارد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى القضاء عليهم” – مقتبسة من نص توراتي (المزمور 18:37)، وتعكس خطابًا تحريضيًا صريحًا على القتل والإبادة الجماعية، ما يندرج ضمن التحريض العلني والمباشر على الإبادة الجماعية، المحظور بموجب المادة الثالثة من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.

وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن هذه الإجراءات تتجاوز الحرب النفسية، إذ تمثل تصعيدًا خطيرًا لخطاب الكراهية المؤسسي، وترسيخًا للنية المتعمدة لاقتراف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، من خلال تجريدهم من إنسانيتهم والتعامل معهم كهدف مشروع للقتل والاستهداف.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ ما يتعرّض له الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون، سواء أثناء احتجازهم أو عند الإفراج عنهم، يُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، وخرقًا صارخًا لقواعده الآمرة التي تحظر التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية دون أي استثناء. كما يشكّل انتهاكاً جسيما لاتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة، اللتين تكفلان الحماية المطلقة للأسرى والمعتقلين، وتحظران إخضاعهم لأي شكل من أشكال التعذيب أو الإهانة أو الانتقام، وهو ما يجعل هذه الجرائم محلاً للمساءلة الجنائية الدولية.

وأشار إلى الإعلان عن وفاة المعتقل رأفت عدنان عبد العزيز أبو فنونة (34 عاماً) من غزة أمس الأربعاء في مستشفى (أساف هروفيه) الإسرائيلي، بعد أن تعرض للتعذيب والتنكيل منذ اعتقاله في تشرين/ أول أكتوبر 2023 من قطاع غزة، وهو ما يرفع عدد القتلى بين صفوف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة إلى (60) قتيلا، وهم فقط المعلومة هوياتهم من بينهم على الأقل (39) من غزة، وهذا العدد هو الأعلى على الإطلاق.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى وجود معلومات موثوقة تفيد بمقتل عشرات الأسرى والمعتقلين الآخرين داخل السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، في ظل استمرار إسرائيل في إخفاء أي بيانات تتعلق بهم، كما تواصل ممارسة جريمة الاختفاء القسري بحق مئات الأسرى والمعتقلين، مع امتناعها عن الكشف عن مصيرهم أو أوضاعهم الصحية، ما يثير مخاوف جدية بشأن سلامتهم وحياتهم.

وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وغيره من قوات الأمن الإسرائيلية ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، كما تشكل أيضًا أفعالًا من أفعال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في القطاع، لا سيما وأنها تُمارَس بشكل وحشي ومنهجي ضد الفلسطينيين بهدف القضاء عليهم كمجموعة، بما في ذلك من خلال القتل وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي الجسيم، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي الذي يشمل الاغتصاب.

ودعا الأورومتوسطي جميع الدول والكيانات الدولية المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لوقف الجرائم المنهجية وواسعة النطاق من القتل والتعذيب والانتهاكات الجسيمة الأخرى التي ترتكبها إسرائيل ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. كما شدد على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم تعسفيًا، ودعا إلى السماح الفوري للمنظمات الدولية والمحلية المختصة بزيارة المعتقلين، وتمكينهم من تعيين محامين.

وطالب المرصد الأورومتوسطي بالضغط على إسرائيل لوقف جميع أشكال الاعتقال التعسفي، بما في ذلك الاعتقال الإداري والاعتقال بموجب قانون “المقاتلين غير الشرعيين”، التي تشكّل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي وتُستخدم كأداة قمعية ممنهجة لتقويض الإرادة الفلسطينية وتفكيك النسيج المجتمعي وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم القانونية الأساسية.

وحث المرصد الأورومتوسطي الهيئات الحقوقية والإعلامية على تكثيف الجهود في تسليط الضوء على معاناة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، ونقل شهاداتهم حول ما يتعرضون له من جرائم غير مسبوقة، لضمان محاسبة الاحتلال والضغط لإنهاء هذه الجرائم المستمرة.

كما دعا المرصد الأورومتوسطي جميع الدول المعنية إلى دعم عمل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في هذه الجرائم، وتقديم بلاغات متخصصة إلى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية، وبخاصة بعد السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023، وإصدار مذكرات إلقاء قبض على جميع المسؤولين عنها، وملاحقتهم قضائيًا وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم عن ارتكابهم لهذه الجرائم.

وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للتوقف فورًا عن ارتكاب جريمة الاختفاء القسري ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، والكشف الفوري عن جميع معسكرات الاعتقال السرية، والإفصاح عن أسماء جميع الفلسطينيين الذين تحتجزهم من القطاع، وعن مصيرهم وأماكن احتجازهم، وبتحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه حياتهم وسلامتهم.

مقالات مشابهة

  • أمل الحناوي: مصر في مقدمة الدول العربية الباحثة عن حل عادل للقضية الفلسطينية
  • "فتح": الحكومة الإسرائيلية الحالية "حكومة حرب" تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • حماس عن إخفاق إسرائيل في 7 أكتوبر: تفوق الإرادة الفلسطينية
  • صاحب المدة الأطول في سجون إسرائيل.. من هو نائل البرغوثي الذي أُفرج عنه الخميس؟
  • الأورومتوسطي: مصدومون من حجم الفظائع والتعذيب الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون في سجون إسرائيل
  • هاكان فيدان: التحركات الإسرائيلية في الدول العربية المجاورة مرفوضة
  • الجامعة العربية وفلسطين تؤكدان ضرورة تحرك المجتمع الدولي للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية
  • وزارة الخارجية تعرب عن إدانة المملكة واستنكارها قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية عدة مناطق في الجمهورية العربية السورية الشقيقة ومحاولاتها زعزعة أمنها واستقرارها في انتهاكات متكررة للاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة