وشم الطائر صفحة من تاريخ العراق الحزين
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
مارسنا حتى أوائل الثمانينات، ضرب الكلاب والتطبيل عند خسوف القمر، سواء بأواني البيت أو بأي شيء يصدر صوتا، وبعضنا يقرأ القرآن والآخر يؤذن فوق سطح المنزل أو في المسجد. كان الاعتقاد بأن " دابة / حية تحاول أكل القمر " ونغني نحن الأطفال " وا قمرنا وا بيه وا كلته الدابيه ..دابةٍ تمشي عليه " تبدأ الكاتبة باجترار الأحزان " سيتوجهون كلهم إلى جبل يسمونه سن الكلب لأنه محاط بجبال وتلال أقل ارتفاعا فيبرز بينهم كسن الكلب .
في مرحلة السبي، لكل من " هيلين " و" أمينة " والممارسات المؤلمة واللاإنسانية التي مارسها التنظيم ضد (الأزيديات) من بيع وتعذيب وحشي جسدته الكاتبة من خلال أبناء " هيلين " الصغار كمقاتلين. وتضع " أمينة " طفل من ممارسات داعش وعندما تقرر هيلين الهرب من قبضة داعش تستدعي الأبناء الذي يقدمون من سوريا وتطلب منهم العودة لمنطقتهم إلا أنها فوجئت برفضهم مدعين أن هذا التنظيم جاء لنشر العدل والمساواة في الأرض ...ما حداها أن تصرخ في وجههم... أي عدل لمن زنا وباع أمكم؟ تنتقل الكاتبة لتستعرض بعضا من ثقافات التنظيم، من حيث المحاضرات والتدرب على الذبح سواء كان الذبح واقعا أو من خلال بث فيديو لتقوية قلوب المقاتلين الجدد عن كيفية ذبح الكفار، فيشاهد الأبناء كيف ذبح التنظيم والدهم فيرجعا لوالدتهم.
" أمينة " ترجع ومعها طفل اسمه " آدم " لا يقبله زوجها ولا يتم تسجيله في كشوفات الأزيديين وتحت إلحاح زوجها بأن تتركه في رعاية جمعيات الأطفال اليتم على أن تزوره متى شاءت.
بعد يومين، يتم منح الطفل لعائلة سورية لتتبناه تعرف الأم من خلال العنوان الذي تركته العائلة ...فتذهب لرؤيته ولكن في الطريق يتم قذف المكان وتموت من جراء ذلك التفجير.
وشم الطائر، هو شم وضعته هيلين وإلياس مكان وضع خاتم الزواج ...والطائر الذي تدور حوله الرواية هو طائر " الحجل العربي " أو " القبج" بالعراقي الكردي أو " الصفرد " بالعماني الدارج... هذا الطائر له قدسية مع الحليقيين فهم يتحركون معا على هيئة جماعات مثل اسراب الطيور وللكبرياء ولرقصة الألم التي يقلدها الأكراد في احتفالاتهم. (لكل شخص نجمة هناك في السماء. انظري، تلك نجمتك، متألقة مثلك. أريدك دائما عالية مثل تلك النجمة. لا تحني رأسك أبدا يا هيلين)، (هذا الصباح سأصعد الجبال. نجمات السماء هناك أجمل لأنها تلمع في عينيك)، (أولئك الأسرى كان لهم أمل من نوع خاص. أمل يشبه اليأس. فعندما يتكرر الأمل كل يوم، يصبح اليأس أليفا كالأمل نفسه، وبمرور الوقت يتشابهون إلى درجة يصعب التفريق بينما) أو كما يقول شاعر العراق، عبد الرزاق عبد الواحد:
(سلام على بغداد... أدمنت همها/ فما عاد فيها فاجئ بعد يفجأ/ وأدمنت شكواها، وأدمنت صبرها/ وأدمنتها جرحا عن الذل يبرأ/ وها هي ذي تدمى ولكن أبية/ وعنها شرايين الغيورين تدرأ/ دلالة أن الأرض، كل ذئابها/ تعاوت على مجرى دماك، وتخسأ/ يظل طهورا كل جرح فتحته/ عسى كل مظلوم به يتوضأ)
الرواية تكشف الأبعاد الخفية التي تمارسها التنظيمات المسلحة وخاصة تلك التنظيمات المؤدلجة التي تحمل أفكارا اقصائية للآخر الذي يختلف معها أيديولوجيا وخاصة من ناحية المعتقد، كما تحاول الكاتبة اظهار الأقليات الدينية التي كانت تعيش بسلام قبل ظهور هذا التشدد المذهبي الذي يغرق البلاد والعباد في فوضى، لا يعرف فيها الظالم من المظلوم.
العراق مهد الحضارة الإنسانية، ومنبع ثقافتها، وتاريخ نزفها الذي تسمعه في كل روغ عراقي، يذكرك بالحزن الأبدي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ميمي جمال: حبيت دوري في صفحة بيضا وعملت الأم بشكل مختلف
قالت الفنانة ميمي جمال إنها سعيدة بردود فعل الجمهور وإشادتهم بها في مسلسل صفحة بيضا الذي انتهى عرضه.
وعبرت ميمي جمال في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد عن سعادتها بالمشاركة في هذا العمل، الذي قدمت فيه شخصية الأم بطريقة مختلفة.
كما وصفت الفنانة ميمي جمال، حنان مطاوع بطلة المسلسل بأنها فنانة جميلة، واستمتعت بالعمل معها.
مسلسل صفحة بيضااحتفل إياد ( سامي الشيخ ) مع ضي ( حنان مطاوع ) بانتصارهم على العصابة، وتصنيع دواء ضي ووصوله للشعب في الحلقة الأخيرة من مسلسل صفحة بيضا.
وتنتهي الحلقة بحديث ضي مع إياد عن النصائح التي تريد ابنتها ان تعرفها وتتعلمها عن الحياة .
يلعب سامي الشيخ في العمل دور المقدم إياد توفيق، الضابط المنغمس في عمله حتى تثير فضوله قضية ضي (حنان مطاوع)، لينطلق في رحلة كشف غموضها في إطار مشوق ومليء بالإثارة.
يضم مسلسل “صفحة بيضا” النجوم حنان مطاوع، سامي الشيخ، مها نصار، أحمد الشامي، تيسير عبد العزيز، حنان يوسف، وحسن العدل، إلى جانب عدد من الفنانين المميزين. العمل من تأليف حاتم حافظ، إخراج أحمد حسن، وإنتاج شركة أروما للمنتج تامر مرتضى.