تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحداث قفزة في العلاقات الدبلوماسية مع إيران، في محاولة لاحتواء الأزمة النووية المتفاقمة وضمان عدم امتلاك طهران لسلاح نووي، وذلك وسط تصاعد التوترات في هذا الملف بالشرق الأوسط، بينما يرى بعض المراقبين أن فرصة التوصل إلى اتفاق ضئيلة، فإن آخرين يعتقدون أن الظروف الحالية قد تفرض على الطرفين إعادة النظر في مواقفهما المتشددة، خاصة مع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران، والتحديات الاستراتيجية التي تواجهها واشنطن.

إيران تقترب من القنبلة النووية وواشنطن تفقد نفوذها
يُعد البرنامج النووي الإيراني أحد أكبر التحديات التي تواجه الإدارة الأمريكية، خاصة مع تسارع وتيرة تخصيب اليورانيوم واقتراب طهران من القدرة على إنتاج سلاح نووي. 

وبعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا والعراق، وتراجع نفوذ حلفائها الإقليميين مثل "حماس" و"حزب الله"، تبدو إيران أكثر إصرارًا على استخدام برنامجها النووي كأداة ردع ضد أي تهديد عسكري محتمل.

في المقابل، تجد واشنطن نفسها أمام معضلة كبيرة، حيث ينتهي هذا العام العمل بآلية "سناب باك" التي تتيح إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران تلقائيًا، وإذا لم تتحرك الإدارة الأمريكية بسرعة، فقد تخسر أحد أهم أدوات الضغط الدبلوماسي، مما يمنح طهران مساحة أوسع للمناورة.

كما أن هناك عقبات معقدة أمام أي تفاوض محتمل لطالما كانت المفاوضات مع إيران عملية معقدة، لكن هذه المرة تبدو الأمور أكثر صعوبة، نظرًا لتداخل الملف النووي مع قضايا أخرى، مثل: 

الدور الإيراني في الحرب الروسية الأوكرانية حيث يُنظر إلى الدعم العسكري الإيراني لروسيا، خاصة الطائرات المسيّرة، على أنه تهديد مباشر للمصالح الغربية.

الملف الإقليمي: تتهم واشنطن طهران بزعزعة استقرار الشرق الأوسط عبر دعم الفصائل المسلحة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.

الاقتصاد الإيراني: رغم العقوبات، تمكنت طهران من تعزيز صادراتها النفطية، خاصة إلى الصين، مما يقلل من تأثير الضغوط الاقتصادية الغربية.

انعدام الثقة بين الطرفين: لا تزال إيران متشككة في نوايا ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018 واغتيال الجنرال قاسم سليماني، فيما يعزز تهديد إيران باغتيال ترامب موقفه المتشدد تجاهها.

نتنياهو يضغط لعمل عسكري ضد إيران
وسط هذه التوترات، كشف تقرير أمريكي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمارس ضغوطًا على إدارة ترامب لدفعها نحو تنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. 

وقد جاء ذلك خلال اجتماع جمعه بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في القدس، حيث ناقش الطرفان "ضرورة إحباط الطموحات النووية الإيرانية".

وفي هذا السياق، صرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز لقناة "فوكس نيوز" في 16 فبراير 2025، بأن إدارة ترامب "لن تدخل في مفاوضات مع إيران ما لم تتخلَّ عن برنامجها النووي بالكامل"، في موقف يعكس توجهًا أمريكيًا أكثر تشددًا تجاه طهران.

إيران ترفض الضغوط وتؤكد استمرار برنامجها النووي
في المقابل، ردّت إيران على هذه التحركات بتصريحات قوية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي: "عندما يتعلق الأمر بدولة مثل إيران، فإنهم لا يستطيعون فعل شيء"، مشددًا على أن "التهديدات لن تثني طهران عن موقفها النووي".

ويبدو أن إيران تعتمد استراتيجية "الردع النووي الكامن"، أي البقاء على عتبة امتلاك سلاح نووي دون تجاوزه رسميًا، مما يمنحها قدرة تفاوضية أكبر دون التورط في مواجهة عسكرية مباشرة.

إيران بين ثلاث سيناريوهات خطرة
وفقًا لمحللين دوليين، تواجه إيران ثلاثة خيارات رئيسية خلال الأشهر المقبلة جاءت كالتالي:

الاحتفاظ بقدراتها النووية عند مستوى "الردع الكامن"، أي الإبقاء على القدرة التقنية لإنتاج سلاح نووي عند الحاجة، دون تجاوز الخطوط الحمراء الدولية.

والتسريع نحو امتلاك قنبلة نووية، في حال تصاعد التهديدات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية.

خيار التفاوض، وهو الحل الأقل احتمالًا حاليًا، لكنه قد يصبح ضروريًا إذا تزايدت الضغوط الاقتصادية والعسكرية على طهران.

تأثير حرب غزة 2023 على حسابات إيران النووية
لعبت حرب غزة عام 2023 دورًا مهمًا في تغيير موازين القوى الإقليمية، حيث شهدت إيران تراجعًا في نفوذها على حلفائها التقليديين، مثل "حزب الله" و"حماس". 

كما أن الضربات الجوية الإسرائيلية المستمرة ضد مواقع إيرانية في سوريا والعراق أضعفت قدرة طهران على استخدام وكلائها في المواجهات الإقليمية. في ظل هذا الوضع، أصبح البرنامج النووي هو أداة الردع الأهم بيد النظام الإيراني.

هل تلجأ واشنطن إلى الخيار العسكري؟
رغم التصريحات القوية من إدارة ترامب، فإن خيار الضربة العسكرية ضد إيران يبقى محفوفًا بالمخاطر، إذ قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة تشمل الخليج العربي، مع احتمال شن "حزب الله" و"الحوثيين" هجمات ضد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

في الوقت ذاته، فإن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، مع احتمال قيام السعودية ودول أخرى بالسعي لامتلاك قدرات مماثلة.

ما هي فرص نجاح الدبلوماسية؟
إذا قررت إدارة ترامب الدخول في مفاوضات مع إيران، فإن نجاحها يعتمد على عدة عوامل، أهمها:

إعطاء الأولوية للملف النووي دون ربطه بالقضايا الإقليمية الأخرى.

تقديم ضمانات اقتصادية لإيران مقابل التزامها بتقييد برنامجها النووي.

كسب دعم الصين وروسيا لمنع طهران من استخدام تحالفاتها لتعطيل أي اتفاق جديد.

تعزيز آليات التفتيش الدولية لضمان عدم قدرة إيران على استئناف أنشطتها النووية سرًا.

مواجهة مفتوحة أم حل دبلوماسي إلى أين ينتهي الأمر؟
في ظل المواقف المتصلبة من جميع الأطراف، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة خطيرة، حيث لا يمكن استبعاد أي سيناريو، سواء كان تصعيدًا عسكريًا أو انفراجة دبلوماسية. 

ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية المقبلة، قد يلجأ ترامب إلى محاولة تحقيق "نصر دبلوماسي" عبر اتفاق جديد مع إيران، ولكن إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، فقد تجد المنطقة نفسها أمام مواجهة عسكرية غير محسوبة العواقب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشرق الأوسط إيران برنامجها النووی إدارة ترامب سلاح نووی مع إیران

إقرأ أيضاً:

كيف علق مغردون على التجاذبات المتواصلة بين واشنطن وطهران؟

فبعد عودته إلى البيت الأبيض، لم يغير الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفه من إيران، فهو يطالبها بتغيير سلوكها بشكل جذري والتخلي عما يسميها سياساتها العدائية في المنطقة، والقبول بشروط أميركية جديدة أكثر صرامة بشأن الاتفاق النووي الإيراني.

والجديد في الأمر أن ترامب يريد مفاوضات مباشرة مع إيران، ففي رسالة أرسلها إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي منح ترامب طهران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق وإلّا فسيكون هناك قصف لا مثيل له، وإمكانية فرض رسوم جمركية ثانوية، كما يقول.

وكشف ترامب في وقت سابق في مقابلة هاتفية مع شبكة (إن بي سي) أن مسؤولين أميركيين وإيرانيين يُجرون محادثات، دون إبداء أي تفاصيل.

ويذكر أن ترامب انسحب في ولايته الأولى من الاتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه عام 2015 بين إيران ومجموعة الدول الكبرى (5+1)، أميركا وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، واعتبره "أسوأ صفقة تم التفاوض عليها على الإطلاق".

وعلق مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي على التجاذبات الأميركية الإيرانية. ورصدت حلقة (2025/3/31) من برنامج "شبكات" بعض التعليقات.

فقد كتب محمد الحسين يقول: "من 40 سنة تحاول أميركا القضاء على إيران، لكنها صامدة وتتطور يوما بعد يوم".

إعلان

وجاء في تغريدة عبد الرحيم أن "إيران أمامها خياران أحلاهما مر: إما الاستسلام والرضوخ لشروط ترامب المهينة، وإما تلقي ضربات قوية وموجعة بسبب التفوق الجوي والاستخباراتي الهائل".

في حين رأى أحمد راوي أنه "لن تقوم أي حرب بين أميركا وإيران.. فقط مجرد حرب نفسية أو إن صح التعبير حرب باردة بينهما".

وعلق بو دفة على الموضوع بالقول: "أميركا تلوح بضرب إيران ولكنها لن تفعل ذلك.. ببساطة إيران ستطبق مقولة علي وعلى أعدائي.. إيران تضرب مفاعل ديمونة النووي وستحل الكارثة على إسرائيل، وستضرب كل القواعد الأميركية في المنطقة".

ومن جهته، غرّد حامد شرف يقول: "باستطاعة أميركا مهاجمة إيران لكن في الوقت نفسه لا يمكن التكهن برد الفعل.. ستضرب مصالح الغرب بالمنطقة وحتى مصالح الدول التي ساعدت على الهجوم".

ويذكر أن رئيس وكالة الطاقة الذرية رافائيل غروسي حذر من أن إيران تعمل على تسريع تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء بنسبة تصل إلى 60%، وهو مستوى صنع الأسلحة النووية.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أفادت بأن الجيش الأميركي نقل قاذفات شبحية بعيدة المدى من طراز "بي 2" القادرة على حمل رؤوس نووية، إلى قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، مما أثار تكهنات بإمكانية استخدامها لتوجيه ضربات عسكرية لإيران.

وبحسب ما نقلته "تليغراف" البريطانية، فإن مسؤولا عسكريا إيرانيا رد بالقول إن "طهران سوف تستهدف القاعدة الواقعة في المحيط الهندي ردا على أي هجوم أميركي محتمل".

31/3/2025

مقالات مشابهة

  • كيف علق مغردون على التجاذبات المتواصلة بين واشنطن وطهران؟
  • خامنئي يتوعد بـرد حازم على تهديد ترامب وطهران تقدم مذكرة احتجاج ضد واشنطن
  • ترامب يتوعد إيران بقصف “لم يروا مثيله” اذا لم توقع اتفاقا نوويا جديدا
  • ترامب: إيران ستتعرض لقصف لا مثيل له إذا لم نتفق بشأن برنامجها النووي
  • ترامب يهدد إيران بالقصف إذا لم يتم التوصل لاتفاق نووي
  • الرئيس الإيراني ردا على رسالة ترامب: رفضنا مفاوضات مباشرة مع واشنطن
  • واشنطن وطهران تتبادلان رسائل حادّة... هل تتكرّر تجربة اتفاق 2015 أم أنّ الظروف تغيّرت؟
  • تصعيد متبادل بين واشنطن وطهران.. هل تعيد العقوبات الأمريكية سيناريو المواجهة؟
  • «ترامب» يحذّر.. وإيران تتحضّر لردٍّ «غير متوقّع»!
  • ترامب يحذر إيران | عواقب وخيمة إذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي مع واشنطن