موقع 24:
2024-10-05@04:17:16 GMT

جفاف بحيرة إيرانية يتسبب بصداع لنظام طهران

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

جفاف بحيرة إيرانية يتسبب بصداع لنظام طهران

يشير الباحث في مؤسسة حقيقة الشرق الأوسط جوزف إبستين إلى أن إحدى أكبر البحيرات المالحة في العالم والموجودة في إيران قد اختفت تقريباً، ويلقي إيرانيون من أقلية إثنية اللوم على الملالي في طهران

بدأ جفاف البحيرة في الثمانينات بسبب بناء السدود وارتفاع درجات الحرارة



. وكتب في مجلة "نيوزويك" الأمريكية أنه على مدى العقدين الماضيين، تقلصت بحيرة أرومية في شمال غرب إيران، بنسبة 95 % تقريباً، مما أدى إلى تدمير صناعات السياحة وصيد الأسماك التي كانت مزدهرة ذات يوم، بالإضافة إلى موائل الحيوانات المحلية.

وإذا جفت البحيرة فسيتعين إجلاء نحو أربعة ملايين شخص من سكان محافظتي أذربيجان الغربية والشرقية، مع عواصف ملحية خبيثة تجعل أراضيهم غير صالحة للسكن. وهم لن يخرجوا بهدوء.
  ماذا حصل؟ خلال الأسبوع الماضي، نزل المتظاهرون الأذريون إلى الشوارع في جميع أنحاء المنطقة. وقبل أسبوع، تجمع المتظاهرون أمام المكتب الإقليمي لمنظمة إدارة الموارد الطبيعية وأحواض المياه الإيرانية في تبريز وهم يهتفون "بحيرة أرومية عطشى!"
ولكن حتى مع تركز اهتمام العالم على احتجاجات النساء الإيرانيات وحلفائهن، تحولت هذه المجموعات أيضاً إلى المقاومة ويمكن أن تسبب صداعات كبيرة للنظام. لا تسمح إيران بإجراء تعداد سكاني، لكن خبراء موثوق بهم يقدرون أن الإثنية الفارسية تشكل أقل من نصف السكان. المجموعة الكبيرة التالية هي الأذريون الذين يشكلون ما يصل إلى ربع السكان. ثم تأتي بعد ذلك مجموعات أصغر ولكن لا تزال مهمة، مثل الأكراد والعرب والبلوش واللور والتركمان.
  تظاهرات مستمرة

على مر السنين، أثارت هذه الجماعات احتجاجات متفرقة. في 2005، تظاهر آلاف الأذريين بعد أن صورتهم وسائل إعلامية رسمية بأنهم صراصير. وفي 2013، شكل ألفا عربي سلسلة بشرية للاحتجاج على تحويل مسار أحد الأنهار خلال فترة جفاف شديد. وكانت هناك تظاهرات دامية، بما فيها احتجاجات على التلوث الناجم عن مصافي النفط في مقاطعة خوزستان ذات الأغلبية العربية سنة 2017، وعلى سوء إدارة المياه في جميع أنحاء المحافظة سنة 2021.

 


وحتى بوجود رقابة على الصحافة، ثمة العديد من العلامات العامة التي تشير إلى تزايد المقاومة. خلال الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني في حجز الشرطة كانت التظاهرات في المناطق ذات الغالبية الأذرية والكردية والعربية والبلوشية أكثر اشتعالاً. وثمة نقطة توتر أخرى في محافظة سيستان وبلوشستان حيث الإثنية البلوشية التي تعاني من نقص مدمر في الوقود يتسبب بطوابير لساعات أمام محطات الوقود بسبب سوء الإدارة الحكومية.
أضاف الكاتب أنه بدلاً من معالجة مخاوف الأقليات الوطنية، يقوم النظام بقمعها. الأقليات معرضة بشكل أكبر لخطر الانتهاكات والاختفاء القسري والإعدام. يشكل الأكراد نصف السجناء السياسيين في البلاد وأكثر من 70 في المئة من عمليات الإعدام القضائية بالرغم من أنهم يشكلون أقل من 10 في المئة من السكان، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة سنة 2021.
 

سياسة تفريس تتعامل الحكومة الإيرانية مع هذه الجماعات باعتبارها تهديداً انفصالياً، وقد نفذت حملة تفريس ضدها. شمل ذلك مبادرات لتعزيز الثقافة الفارسية مع محاولة تدمير مظاهر الهوية الإثنية، وخصوصاً من خلال اللغة. في مايو (أيار) 2019، أعلنت وزارة التعليم الإيرانية أنه سيتعين على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وست سنوات اجتياز اختبارات كفاءة في اللغة الفارسية أو إلحاقهم بمدارس خاصة. وتجبر هذه السياسة العائلات على تدريس اللغة الفارسية والتحدث بها في المنزل.
سجنت طهران أساتذة لتدريسهم لغات إثنية بتهمة "تشكيل مجموعات وجمعيات بهدف الإخلال بالأمن القومي". حتى أن طهران منعت الآباء الأذريين من إعطاء أطفالهم أسماء إثنية تقليدية. ويبدو أن طهران بذلت كل ما في وسعها لتظهر للأقليات الإثنية أن الحكومة لن تهتم بها، ولهذا السبب إن الأذريين مقتنعون بأن الحكومة تتجاهل معالجة الأزمة الآتية حول بحيرة أرومية.
  تجاهل وتمييز ودوافع أخرى

بدأ جفاف البحيرة في الثمانينات بسبب بناء السدود وارتفاع درجات الحرارة والإفراط في الزراعة. وتم تحذير الحكومة منذ التسعينات من أن سوء إدارة المياه قد يؤدي إلى تدمير البحيرة، لكنها لم تتخذ أي إجراء. وبدلاً من ذلك، كثف المسؤولون بناء السدود على الأنهار القريبة، بل قاموا ببناء طريق سريع في وسط البحيرة، مما أدى إلى تعطيل تدفق المياه.

 


وبينما تجف بحيرة أرومية، لم تألُ الحكومة أي جهد في توفير المياه للمناطق الفارسية المحتاجة. وهذا لم يغب عن أنظار المتظاهرين. قبل أسبوعين، وزع ناشطون أذريون في مدينة أردبيل المطلة على بحر قزوين منشورات تهاجم النظام بسبب ضخ المياه من بحر قزوين إلى المزارعين في مقاطعة سمنان الذين ينتمون إلى الإثنية الفارسية والذين لطالما أساؤوا إدارة المياه وأهدروها.
حسب الكاتب، ربما يتعمّد النظام إهمال البحيرة لاستخراج الليثيوم من قاعها الجاف في المستقبل، وفق ما ذكرت إذاعة صوت أمريكا السنة الماضية وهو ما ونفته طهران. ويرسم البعض، مثل قناة الناشط على تلغرام غوني أزفرونت، صورة أكثر قتامة: يريد النظام رؤية المنطقة منهارة لتدمير أي احتمال لانفصال أذربيجان في المستقبل.

  الاتهامات والتهديدات نفسها لم يعد السياح يتدفقون على بحيرة أرومية. إذا فعلوا ذلك فكل ما سيرونه هو مزارع مهجورة وفنادق مغلقة وسفن متروكة على طبقات من الملح كانت في السابق مياهاً. وبدلاً من اتخاذ خطوات ملموسة للحفاظ على شريان الحياة للأذريين، ألقت الحكومة اللوم في الجفاف على مؤامرة إسرائيلية وشيطنة المتظاهرين. وفي الأسبوع الماضي، اتهم متحدث باسم الحرس الثوري المتظاهرين باستخدام جفاف البحيرة كسلاح سياسي. في وقت سابق من هذا الشهر، اعتقلت قوات الأمن نشطاء بيئيين بارزين مثل سعيد مينائي وفاطمة داداش زاده. كما ألقت القبض على صاحب متجر لارتدائه قميصاً على شكل بحيرة أرومية.
من غير المرجح حسب إبستين أن تؤدي الاعتقالات والتهديدات إلى تخفيف عزيمة الأذريين. وبالرغم من عقود من القمع، يواصل الأذريون النزول إلى الشوارع للمطالبة بحل. بالنسبة إليهم، يعتبر تجفيف بحيرة أرومية مشكلة وجودية. يمكنهم النجاة من التمييز، لكنهم لا يستطيعون النجاة من دون ماء.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

«نقل النواب» توافق على تمويل دراسة لربط بحيرة فيتكوريا بالبحر المتوسط

وافقت لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب برئاسة النائب علاء عابد خلال اجتماعها اليوم على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 371 لسنة 2024، بشأن الموافقة على اتفاق المنحة المقدمة من بنك التنمية الإفريقي للمساهمة في إعداد المرحلة الثانية من دراسات الجدوى الخاصة بمشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط (VICMED) بمبلغ مليوني دولار أمريكي.

حضور ممثلي الحكومة

جاء ذلك بحضور حضور ممثلي الحكومة العميد وائل نعيم مستشار وزير النقل والمواصلات لقطاع الاستثمار، اللواء مفيد صلاح رئيس الهيئة العامة للنقل النهري، الدكتورة رانيا محمود باحث استثمار، المهندس عمر الشيخ مدير الاتصال السياسي بوزارة النقل، المهندس سمير سلامه مستشار وزير النقل والمواصلات لقطاع النقل النهري.

مقالات مشابهة

  • سببه حادثة قتل قديمة.. نزاع عشائري عنيف يتسبب بحرق منازل جنوبي العراق
  • أبل تطلق التحديث الأول لنظام iOS 18
  • صفارات الإنذار تدوي جنوب بحيرة طبريا شمالي إسرائيل
  • ‎5 أمراض جلدية تنتشر في الخريف
  • غرق 78 شخص بعد أنقلاب قارب في بحيرة كيفو في الكونغو
  • مسؤول محلي: غرق 78 على الأقل وفقدان عدد غير معروف في انقلاب قارب يقل 278 راكبا في بحيرة كيفو بالكونغو
  • كيف يتسبب التوتر في تساقط الشعر؟.. قد تصاب بالثعلبة
  • اليابان.. انفجار في مطار ميازاكي يتسبب بإلغاء جميع الرحلات الجوية
  • نقل النواب توافق على منحة للربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط بـ٢ مليون دولار
  • «نقل النواب» توافق على تمويل دراسة لربط بحيرة فيتكوريا بالبحر المتوسط