موقع 24:
2025-05-01@23:11:54 GMT

جفاف بحيرة إيرانية يتسبب بصداع لنظام طهران

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

جفاف بحيرة إيرانية يتسبب بصداع لنظام طهران

يشير الباحث في مؤسسة حقيقة الشرق الأوسط جوزف إبستين إلى أن إحدى أكبر البحيرات المالحة في العالم والموجودة في إيران قد اختفت تقريباً، ويلقي إيرانيون من أقلية إثنية اللوم على الملالي في طهران

بدأ جفاف البحيرة في الثمانينات بسبب بناء السدود وارتفاع درجات الحرارة



. وكتب في مجلة "نيوزويك" الأمريكية أنه على مدى العقدين الماضيين، تقلصت بحيرة أرومية في شمال غرب إيران، بنسبة 95 % تقريباً، مما أدى إلى تدمير صناعات السياحة وصيد الأسماك التي كانت مزدهرة ذات يوم، بالإضافة إلى موائل الحيوانات المحلية.

وإذا جفت البحيرة فسيتعين إجلاء نحو أربعة ملايين شخص من سكان محافظتي أذربيجان الغربية والشرقية، مع عواصف ملحية خبيثة تجعل أراضيهم غير صالحة للسكن. وهم لن يخرجوا بهدوء.
  ماذا حصل؟ خلال الأسبوع الماضي، نزل المتظاهرون الأذريون إلى الشوارع في جميع أنحاء المنطقة. وقبل أسبوع، تجمع المتظاهرون أمام المكتب الإقليمي لمنظمة إدارة الموارد الطبيعية وأحواض المياه الإيرانية في تبريز وهم يهتفون "بحيرة أرومية عطشى!"
ولكن حتى مع تركز اهتمام العالم على احتجاجات النساء الإيرانيات وحلفائهن، تحولت هذه المجموعات أيضاً إلى المقاومة ويمكن أن تسبب صداعات كبيرة للنظام. لا تسمح إيران بإجراء تعداد سكاني، لكن خبراء موثوق بهم يقدرون أن الإثنية الفارسية تشكل أقل من نصف السكان. المجموعة الكبيرة التالية هي الأذريون الذين يشكلون ما يصل إلى ربع السكان. ثم تأتي بعد ذلك مجموعات أصغر ولكن لا تزال مهمة، مثل الأكراد والعرب والبلوش واللور والتركمان.
  تظاهرات مستمرة

على مر السنين، أثارت هذه الجماعات احتجاجات متفرقة. في 2005، تظاهر آلاف الأذريين بعد أن صورتهم وسائل إعلامية رسمية بأنهم صراصير. وفي 2013، شكل ألفا عربي سلسلة بشرية للاحتجاج على تحويل مسار أحد الأنهار خلال فترة جفاف شديد. وكانت هناك تظاهرات دامية، بما فيها احتجاجات على التلوث الناجم عن مصافي النفط في مقاطعة خوزستان ذات الأغلبية العربية سنة 2017، وعلى سوء إدارة المياه في جميع أنحاء المحافظة سنة 2021.

 


وحتى بوجود رقابة على الصحافة، ثمة العديد من العلامات العامة التي تشير إلى تزايد المقاومة. خلال الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني في حجز الشرطة كانت التظاهرات في المناطق ذات الغالبية الأذرية والكردية والعربية والبلوشية أكثر اشتعالاً. وثمة نقطة توتر أخرى في محافظة سيستان وبلوشستان حيث الإثنية البلوشية التي تعاني من نقص مدمر في الوقود يتسبب بطوابير لساعات أمام محطات الوقود بسبب سوء الإدارة الحكومية.
أضاف الكاتب أنه بدلاً من معالجة مخاوف الأقليات الوطنية، يقوم النظام بقمعها. الأقليات معرضة بشكل أكبر لخطر الانتهاكات والاختفاء القسري والإعدام. يشكل الأكراد نصف السجناء السياسيين في البلاد وأكثر من 70 في المئة من عمليات الإعدام القضائية بالرغم من أنهم يشكلون أقل من 10 في المئة من السكان، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة سنة 2021.
 

سياسة تفريس تتعامل الحكومة الإيرانية مع هذه الجماعات باعتبارها تهديداً انفصالياً، وقد نفذت حملة تفريس ضدها. شمل ذلك مبادرات لتعزيز الثقافة الفارسية مع محاولة تدمير مظاهر الهوية الإثنية، وخصوصاً من خلال اللغة. في مايو (أيار) 2019، أعلنت وزارة التعليم الإيرانية أنه سيتعين على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وست سنوات اجتياز اختبارات كفاءة في اللغة الفارسية أو إلحاقهم بمدارس خاصة. وتجبر هذه السياسة العائلات على تدريس اللغة الفارسية والتحدث بها في المنزل.
سجنت طهران أساتذة لتدريسهم لغات إثنية بتهمة "تشكيل مجموعات وجمعيات بهدف الإخلال بالأمن القومي". حتى أن طهران منعت الآباء الأذريين من إعطاء أطفالهم أسماء إثنية تقليدية. ويبدو أن طهران بذلت كل ما في وسعها لتظهر للأقليات الإثنية أن الحكومة لن تهتم بها، ولهذا السبب إن الأذريين مقتنعون بأن الحكومة تتجاهل معالجة الأزمة الآتية حول بحيرة أرومية.
  تجاهل وتمييز ودوافع أخرى

بدأ جفاف البحيرة في الثمانينات بسبب بناء السدود وارتفاع درجات الحرارة والإفراط في الزراعة. وتم تحذير الحكومة منذ التسعينات من أن سوء إدارة المياه قد يؤدي إلى تدمير البحيرة، لكنها لم تتخذ أي إجراء. وبدلاً من ذلك، كثف المسؤولون بناء السدود على الأنهار القريبة، بل قاموا ببناء طريق سريع في وسط البحيرة، مما أدى إلى تعطيل تدفق المياه.

 


وبينما تجف بحيرة أرومية، لم تألُ الحكومة أي جهد في توفير المياه للمناطق الفارسية المحتاجة. وهذا لم يغب عن أنظار المتظاهرين. قبل أسبوعين، وزع ناشطون أذريون في مدينة أردبيل المطلة على بحر قزوين منشورات تهاجم النظام بسبب ضخ المياه من بحر قزوين إلى المزارعين في مقاطعة سمنان الذين ينتمون إلى الإثنية الفارسية والذين لطالما أساؤوا إدارة المياه وأهدروها.
حسب الكاتب، ربما يتعمّد النظام إهمال البحيرة لاستخراج الليثيوم من قاعها الجاف في المستقبل، وفق ما ذكرت إذاعة صوت أمريكا السنة الماضية وهو ما ونفته طهران. ويرسم البعض، مثل قناة الناشط على تلغرام غوني أزفرونت، صورة أكثر قتامة: يريد النظام رؤية المنطقة منهارة لتدمير أي احتمال لانفصال أذربيجان في المستقبل.

  الاتهامات والتهديدات نفسها لم يعد السياح يتدفقون على بحيرة أرومية. إذا فعلوا ذلك فكل ما سيرونه هو مزارع مهجورة وفنادق مغلقة وسفن متروكة على طبقات من الملح كانت في السابق مياهاً. وبدلاً من اتخاذ خطوات ملموسة للحفاظ على شريان الحياة للأذريين، ألقت الحكومة اللوم في الجفاف على مؤامرة إسرائيلية وشيطنة المتظاهرين. وفي الأسبوع الماضي، اتهم متحدث باسم الحرس الثوري المتظاهرين باستخدام جفاف البحيرة كسلاح سياسي. في وقت سابق من هذا الشهر، اعتقلت قوات الأمن نشطاء بيئيين بارزين مثل سعيد مينائي وفاطمة داداش زاده. كما ألقت القبض على صاحب متجر لارتدائه قميصاً على شكل بحيرة أرومية.
من غير المرجح حسب إبستين أن تؤدي الاعتقالات والتهديدات إلى تخفيف عزيمة الأذريين. وبالرغم من عقود من القمع، يواصل الأذريون النزول إلى الشوارع للمطالبة بحل. بالنسبة إليهم، يعتبر تجفيف بحيرة أرومية مشكلة وجودية. يمكنهم النجاة من التمييز، لكنهم لا يستطيعون النجاة من دون ماء.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

محادثات إيرانية أوروبية تسبق جولة التفاوض الرابعة مع أميركا

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الأربعاء إن بلاده ستجري محادثات نووية في العاصمة الإيطالية روما بعد غد الجمعة مع دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بهدف تحسين العلاقات قبل جولة المفاوضات الرابعة مطلع الأسبوع المقبل بشأن الملف النووي.

وقال عراقجي لوسائل إيرانية إعلام رسمية "في رأيي، فقدت الدول الأوروبية الثلاث دورها في الملف النووي بسبب تبنيها سياسات خاطئة. وبالطبع لا نريد ذلك ومستعدون لإجراء محادثات معها في روما".

وكانت وكالة رويترز قد ذكرت أول أمس الاثنين أن طهران عرضت عقد اجتماع مع الدول الثلاث، وهي من بين البلدان الموقعة على الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين طهران وقوى عالمية.

وقال مصدران دبلوماسيان لرويترز إن سياسيين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا سيجتمعون مع مسؤولين إيرانيين بعد غد الجمعة في روما.

العقوبات

وقد نددت إيران بـ"التهديدات" الفرنسية بإعادة فرض عقوبات كانت رُفعت عن طهران بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015، في رسالة وجهتها البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة.

وأشارت البعثة الإيرانية في رسالة لها إلى أن "الدبلوماسية الحقيقية لا تجوز تحت التهديد أو الضغط". وشددت على أنه "إذا كانت فرنسا وشركاؤها مهتمين حقا بالتوصل إلى حل دبلوماسي فعليهم التخلي عن الإكراه".

إعلان

وجاء في نص الرسالة المنشورة على موقع البعثة الإيرانية أن "اللجوء إلى التهديدات والابتزاز الاقتصادي أمر غير مقبول بتاتا ويشكل انتهاكا صارخا لمبادئ شرعة الأمم المتحدة".

تهديد فرنسي

وكانت فرنسا حذرت أول أمس من أنها لن تتوانى -إلى جانب ألمانيا والمملكة المتحدة- "ولو لثانية واحدة" عن إعادة فرض عقوبات على طهران إذا كان أمن أوروبا مهددا بالبرنامج النووي الإيراني.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أمس الثلاثاء إن باريس لن تتردد في إعادة فرض العقوبات الدولية إذا أخفقت المفاوضات في التوصل لاتفاق.

وأضاف "ستمنع تلك العقوبات وبشكل دائم وصول إيران للتكنولوجيا وللاستثمارات وللسوق الأوروبية بتأثيرات مدمرة على اقتصاد البلاد".

ورد ممثل إيران لدى الأمم المتحدة بالقول "إذا كانت فرنسا وشركاؤها يسعون حقا لحل دبلوماسي فعليهم الكف عن التهديد".

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية أمس عقوبات جديدة على ما وصفتها بأنها شبكة مقرها إيران والصين تتهمها بشراء مكونات وقود صواريخ باليستية لصالح الحرس الثوري.

وقال عراقجي إن فرض عقوبات أميركية خلال إجراء المفاوضات يبعث "برسالة سلبية".

أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي سبق أن انسحب من الاتفاق خلال ولايته الرئاسية الأولى في 2018- فأعرب عن ثقته في التوصل إلى اتفاق جديد من شأنه أن يمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية، وهدد في الوقت نفسه بشن هجمات على إيران ما لم توافق على اتفاق نووي جديد.

وبدأت إيران والولايات المتحدة محادثات نووية يوم 12 أبريل/نيسان الجاري للتوصل إلى اتفاق جديد.

وينتهي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتصديق على اتفاق 2015.

وينص الاتفاق الذي ينتهي في أكتوبر/تشرين الأول 2025 -أي بعد 10 سنوات من دخول النص حيز التنفيذ- على إمكان إعادة فرض العقوبات إذا لم تحترم إيران التزاماتها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • اليمن بين جفاف الطبيعة واستنزاف السياسة
  • محادثات إيرانية أوروبية تسبق جولة التفاوض الرابعة مع أميركا
  • تقرير أمريكي: معسكرات إيرانية في العراق لتدريب قوات سورية
  • واقعة صادمة: سرب من النحل يتسبب في إيقاف مباراة في كأس السوبر الهندي
  • ‏وسائل إعلام إيرانية: إعدام شخص بتهمة "التعاون الاستخباراتي" مع جهاز الموساد الإسرائيلي
  • أدى لمقتل وإصابة 4 مدنيين.. رمي عشوائي يتسبب يإيقاف ضباط ومنتسبين بالداخلية العراقية
  • وسائل إعلام إيرانية: انفجار في شركة مرتبطة بصناعة المسيرات في أصفهان وسط إيران
  • صحة عيون الشباب في خطر!.. فما العمل؟
  • زيارة بزشكيان لأذربيجان.. هل تعود المياه إلى مجاريها بين طهران وباكو؟
  • بطل العالم السابق في UFC يتسبب في مصرع فتاة