صنعاء القديمة تقاوم ويلات الحرب وتأمل تعافياً وشيكاً
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أمضت دعاء الواسعي سنوات طويلة تعمل مرشدةً سياحيةً في صنعاء القديمة، تدلّ الأجانب على الحمّامات المخفيّة في العاصمة اليمنية وتصحبهم إلى أسواقها حيث متاجر المصنوعات الفضّية والتوابل والبهارات.
وبعد مرور حوالى عقد من الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، تبدو تلك الحياة ذكرى بعيدة والمدينة القديمة حيث نشأت الواسعي، شبه معزولة عن العالم، في حين أنّ مبانيها المشيّدة من حجر الآجر منذ آلاف السنين، متردّية.
وقالت الواسعي (40 عامًا)، لوكالة فرانس برس، إنّ "السياحة فتحت عينيّ على ثقافتي"، مشيرةً إلى أنّها باتت تقدّر أكثر الزيّ التقليدي والأطباق اليمنية من خلال شرحها تراث بلادها للأجانب.
وبعدما كانت تتحدّث اللغتين الإنكليزية والألمانية بطلاقة، باتت مهاراتها اللغوية تتراجع. وأضافت: "ليست هناك كلمات تعبّر عن كارثتنا، باللغة الإنكليزية أو الألمانية أو حتى الفرنسية".
وصُنّفت مدينة صنعاء القديمة المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي "في خطر" منذ 2015، بعيد تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعمًا للحكومة اليمنية في نزاعها مع المتمرّدين الحوثيين، الذي اندلع عام 2014.
والمدينة المأهولة منذ أكثر من 2500 سنة تضمّ مساجد ومنازل تشبه الأبراج مبنية من الطوب اللبن، لكنّها تواجه راهناً تهديدات مباشرة بالتعرض لضربات جوية وتهديدات غير مباشرة مرتبطة بغياب الصيانة.
وبينما كانت تنتظر بفارغ الصبر انتهاء الحرب، احتفظت الواسعي بسجلات مؤلمة عن تدهور المدينة القديمة، وجداول بياناتها تضمّ المنازل المنهارة والفنادق المتصدّعة. وهي الآن عاقدة العزم على الاستفادة من الوقت الضائع، إذ تسعى للحصول على درجة الماجستير في السياحة من جامعة صنعاء على أمل أن تتمكن يومًا من المساعدة في تعافي المدينة القديمة، وهو أمر لا يمكن أن يحدث قريبًا. وقالت الواسعي: "نحن نفقد صنعاء القديمة. أنا حزينة للغاية لقول ذلك".
وفي الأشهر الأولى من الحرب، أمطرت الضربات الجوية البلدة القديمة، وحوّلت المنازل والحدائق إلى أنقاض.
سمعت الواسعي قصصًا عن القصف خلال حرب أهلية سابقة في ستينيات القرن المنصرم، لكنها لم تعتقد أبدًا أنها ستشاهدها يومًا ما بنفسها. وتساءلت "لماذا يهاجمون مدينتنا؟". وتابعت: "لا أسلحة في صنعاء القديمة، وممنوعة مهاجمة تاريخنا. إنّهم يدمّرون تاريخنا".
ونفى التحالف، الذي تقوده السعودية ويقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على العاصمة منذ 2014، مسؤوليته في ذلك الوقت.
لكنّ المخاطر تزايدت مع استمرار الحرب.
من جهته، قال محمد الجابري، منسق المشروع في "اليونسكو"، إن منازل البلدة القديمة، بزخارفها المميزة من الجبس الأبيض، "هشة للغاية وتتطلب صيانة مستمرة".
لكن ثبت أنّ ذلك شبه مستحيل بالنسبة للعديد من العائلات، وسط أزمة اقتصادية حادّة ورواتب قلّما تدفع ومواد غذائية لا تنفكّ أسعارها ترتفع.
وقال الجابري: "تقليديا كان أصحاب المنازل يقومون بأعمال الصيانة". وتابع: "يتخذ الناس خيارًا صعبًا بين وضع الطعام على المائدة (لعائلاتهم) والحفاظ على سقف فوق رؤوسهم".
كما عانت البنية التحتية للصرف الصحّي من الإهمال، مما جعل مباني المدينة القديمة عرضة للانهيار أثناء الفيضانات المفاجئة.
وتراجعت حدة القتال بشكل كبير في معظم أنحاء اليمن منذ سريان هدنة في إبريل/ نيسان 2022. ومع ذلك، فقد أدى عدم وجود وقف دائم لإطلاق النار إلى توقف العديد من مؤسسات البلاد، بما في ذلك هيئة الحماية العامة المكلفة بإنقاذ المواقع التاريخية، ولكنها، مثل الهيئات الحكومية الأخرى، محرومة من تدفق الأموال.
وازداد اليأس في إبريل/ نيسان، عندما قُتل أكثر من 80 شخصًا في تدافع أثناء توزيع منحة نقدية في نهاية شهر رمضان في مدرسة بالمدينة القديمة. ولم يكن مبلغ الصدقة يتجاوز خمسة آلاف ريال يمني، أي حوالى 8 دولارات فقط.
ورغم هذه المآسي المتراكمة، يتمسّك سكان المدينة القديمة بالأمل في إمكانية إحياء أمجاد الماضي.
وقال عبد الله عصبة (28 عامًا)، مشيرًا إلى شتول الطماطم والكراث: "كانت هذه المزرعة مثل الجنة... لم يكن بإمكانك حتى أن تمشي فيها بسبب العشب، لقد كانت خضراء قبل الحرب".
ويقع الحقل بالقرب من مبنى دمّرته غارة جوية عام 2015، لكنّ عصبة، الذي تزرع عائلته المحاصيل في هذا الحقل منذ عقود، قال إنهم "يحاولون إعادة تأهيله، خطوة بخطوة".
وقرب بوابة اليمن التاريخية في المدينة القديمة، في المتجر الذي يبيع فيه زيوت العلاج التقليدية، يعمل صلاح الدين تحت صورة للرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران أثناء زيارته البلدة القديمة في التسعينات، في وقت كانت رؤية الأجانب في شوارع صنعاء مشهداً مألوفاً.
وأعرب صلاح الدين عن ثقته بعودة تلك الأيام الخوالي، مشبّهاً المدينة القديمة بمريض في المستشفى. وقال: "عاجلاً أم آجلاً، سوف تتعافى. الحرب مرض، لكنّنا سنتعافى".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن صنعاء الحرب صنعاء القديمة اقتصاد المدینة القدیمة صنعاء القدیمة
إقرأ أيضاً:
بروتوكول لإزالة العدادات القديمة من المساجد واستبدالها بـ مسبقة الشحن
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
شهد الدكتور محمود عصمت -وزير الكهرباء- والطاقة المتجددة اليوم الأربعاء بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين "الكهرباء " و"الأوقاف" لتحديد الآليات الخاصة بتركيب العدادات الجديدة وإحلال واستبدال الموجودة في المساجد والزوايا والمباني والمنشآت وملحقاتها التابعة لوزارة الأوقاف في جميع المحافظات، وذلك ضمن جهود الوزارتين لحوكمة استهلاك الكهرباء وتركيب عدادات مسبقة الدفع ومنع الهدر، وخفض الفقد وترشيد الاستهلاك في دور العبادة والمباني الخدمية التابعة للأوقاف.
يشمل البروتوكول تحديد أطر التعاون والعمل المشترك بين شركات توزيع الكهرباء ومديريات الأوقاف بالمحافظات، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتدقيق استهلاك الكهرباء، وتركيب العدادات المسبقة الدفع، وسداد مستحقات المقايسات الخاصة بتوصيل التيار، وكذلك العمل على حصر المساجد والزوايا والمباني الملحقة التي تحتاج إلى تركيب عداد كهرباء، والمنشآت التي تعمل بعدادات ميكانيكية، وكذلك التي بها عدادات معطلة، وذلك ضمن خطة العمل لتحسين كفاءة الطاقة ومنع التعدي على التيار الكهربائي، والعمل على ترشيد استهلاك الكهرباء.
قام بالتوقيع عن وزارة الكهرباء المهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، وعن وزارة الأوقاف اللواء أحمد سمير، الوكيل الدائم للوزارة.
من جانبه أشاد وزير الكهرباء بالتعاون المثمر والبناء مع وزارة الأوقاف، لاسيما في الإجراءات الخاصة بتحسين كفاءة الطاقة وترشيد استهلاك الكهرباء بالمساجد والمباني الخدمية وغيرها، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لرفع الوعي لدى المواطنين ونشر ثقافة المشاركة الإيجابية في معظم القضايا، ومن بينها الإجراءات الخاصة بالتصدي لحالات التعدي على التيار الكهربائي، وخفض الفقد التجاري، موضحًا استمرار العمل على إدخال التكنولوجيا الحديثة في إطار خطة التحول الرقمي وحكومة منظومة العدادات والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والعمل على الارتقاء بمنظومة التحكمات الآلية لتحسين كفاءة الشبكة وزيادة قدرتها على الاستجابة للتحديات المختلفة، والارتقاء بمعدلات الأداء في شبكات التوزيع.
اقرأ أيضًا:
أخبار الطقس: أمطار رعدية وتغيرات جوية سريعة والأرصاد تحذر المواطنين
صور- التشطيبات النهائية لمحطات مشروع مونوريل شرق النيل
أحمد موسى يجدد هجومه على الخطيب والأهلي بسبب أبو تريكة: اعتذروا للشهداء
أمطار على القاهرة.. الأرصاد تعلن أحوال الطقس: تصل رعدية في هذه المناطق
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
إزالة العدادات القديمة الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباءتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
بروتوكول لإزالة العدادات القديمة من المساجد واستبدالها بـ "مسبقة الشحن"
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
21 12 الرطوبة: 40% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك