جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-01@15:58:10 GMT

الاستماع أو الإنصات ومنصة "تجاوب"

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

الاستماع أو الإنصات ومنصة 'تجاوب'

 

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

في عالمنا اليوم، نجد أن العديد من الأشخاص يغفلون عن أهمية الاستماع والإنصات الجيِّد، فقد يعتقد البعض أن مهارة الحوار والحديث هي الأساس في بناء العلاقات، ولكن الحقيقة أن الاستماع يشكل الجزء الأكبر من ذلك، فإنك عندما تُظهر اهتمامًا بكلام الآخرين، عندما تمنحهم الفرصة للتعبير بحرية، تشعرهم أنك تقدّرهم وتُعطيهم مكانتهم ليس في حياتك فحسب وربما في هذا العالم كله، وهذا ما يجعل الشخص الذي يمتلك هذه الصفة يشعر بنجاحه في تواصله مع الآخرين.

ولكن، الاستماع الجيِّد ليس مجرد شيء فطري أو سهل إذ لا يكفي أن تُظهر لباقة الحديث والقدرة على الحوار؛ بل لا بُد من أن يكون لديك أيضًا مهارة الانصات الواعي، هذا النوع من الاستماع يتطلب منك تركيزًا عميقًا واهتمامًا متواصلًا بكل كلمة يتفوه بها الشخص الآخر، ومن هنا يأتي الاستماع الجيد كعملية تتجاوز مجرد سماع الأصوات المحيطة بنا، ليصبح وسيلة معبّرة عن فتح القلب والعقل لفهم أفكار الآخرين ومشاعرهم.

وهناك شروط لا بُد من توافرها في الاستماع، فإنَّ أحد أهم عناصر الاستماع الفعّال هو القدرة على البقاء مركزًا أثناء الحديث، متجنبًا أي عامل قد يشتت انتباهك، فبعض الأحيان من جاء لتستمع إليه ربما ترك من في العالم أجمع وجاء إليك أنت دونهم لتستمع إليه، هنا عليك احترام المتحدث عن طريق عدم مقاطعته وتمنحه الفرصة ليُعبر عن نفسه بحرية، فإنِّه يشعر بالراحة والاطمئنان، وهو ما قد يُعزز العلاقة بينكما.

كما ينبغي عليك عند الاستماع في بعض الأحيان المشاركة الفعّالة أثناء المحادثة؛ فالاستماع ليس فقط الصمت أثناء حديث الآخر؛ بل هو التواصل عبر ردود بسيطة أو تعبيرات وجه تظهر اهتمامك بكل ما يُقال حتى ولو بالإيماءات البسيطة التي يمكن أن تساهم في جعل الشخص الآخر يشعر أنك تهتم لما يقوله، كما إن الصبر يعد من أهم سمات الاستماع الجيد؛ فليس هناك شيء يزعج المتحدث أكثر من الشعور بأن هناك استعجالًا لإنهاء الحديث، لذلك من الضروري أن تتحلى بالصبر وأن تعطي الشخص الآخر الوقت الكافي للتعبير عن ما يدور في خاطره.

والاستماع فن- وأي فن- فهو ليس مهارة محصورة في محيط العمل أو في الأوساط الاجتماعية فحسب، بل له دور بالغ الأهمية في الأسرة، فعلى سبيل المثال عندما يستمع الأب أو الأم إلى أبنائهم، يشعر الأطفال بقيمتهم، مما يعزز من قوة الروابط العاطفية داخل الأسرة، ويعتقد البعض خطأً أن الاستماع فقط لقضاء أو طلب حاجة أو مصلحة أو الاستماع مجرد وسيلة لحل المشكلات، ولكن هو في الحقيقة وسيلة لبناء بيئة صحية تفيض بالحب والثقة  والاحترام، وفي الوقت نفسه، يُعتبر الاستماع أيضًا أساسيًا في علاقاتنا مع الأصدقاء والزملاء في العمل بين الموظف والمسؤول؛ حيث يُساعد في بناء الثقة بين الأفراد ففي اللحظة التي يشعر فيها الآخرون أنهم يُستمع إليهم بصدق، تصبح العلاقات أكثر قوة، بعيدًا عن الفتور أو السطحية.

أما في المجتمع والحياة العامة، فإنَّ الاستماع الجيد يلعب دورًا بارزًا أيضًا، فالحكومات التي تستمع إلى مشاكل واحتياجات مواطنيها، هي تلك التي تتمكن من اتخاذ قرارات أكثر حكمة، تُلبي حاجات الناس وتُحسن من حياتهم ورفاهيتهم، هذا النوع من الاستماع يُعزز من الثقة بين المواطنين وحكوماتهم، مما يساهم في بناء مجتمع متماسك وقوي.

وحريٌ بنا إبراز ما أعلنت عنه الحكومة خلال ملتقى "معًا نتقدم" أو من خلال ما تم من تدشين المنصة الالكترونية "تجاوب"، وهو ما يعكس حرص الحكومة على الاستماع للمواطن حتى يتمكن بنفسه من الاطلاع على السياسات والخطط والبرامج التي تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة في كافة المجالات، ومتابعة وإبداء الرأي فيما تحقق من هذه الخطط والبرامج، وكذلك تقديم أي شكوى عن الموضوعات التي تخص المواطن في كافة المؤسسات الحكومية.

ختامًا.. إنَّ الاستماع ليس مجرد مهارة نمارسها أحيانًا، بل هو فن وأسلوب حياة يجب أن نتبناه وهو الأساس الذي نبني عليه تواصلنا مع من حولنا؛ سواء في الأسرة أو العلاقات الاجتماعية أو الحياة العامة. ومن خلال الاستماع الجيد، نتمكن من حل المشكلات، وبناء الثقة، وتعزيز التعاون بين الجميع. لذلك، يجب علينا أن نتعلم كيف نصبح مستمعين جيدين، لأن هذا يفتح لنا أبوابًا جديدة من الفهم والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.

ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فيديو.. شبيه حسن نصر الله ظهر خلال مراسم التشييع

أثار ظهور شبيه الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله خلال مراسم تشييعه في المدينة الرياضية بالعاصمة بيروت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وخلال التشييع التقط أحد الحاضرين فيديو لشيخ يقف على شرفة أحد الأبنية المحيطة بمكان التشييع، بدا عن بعد شبيها لحسن نصر الله.

وجرى تداول المقطع على نطاق واسع، وقال البعض إن هذا الشخص هو حسن نصر الله.

ولدى تصويره من أحد الحاضرين، سأل المصوّر أحد بجانبه: "بشرفك، مش السيد؟"، في إشارة إلى نصر الله.

وتبين فيما بعد بحسب وسائل إعلام لبنانية أن هذا الشخص هو قاسم الحائري شخصية بارزة لدى الطائفة الشيعية في الكويت.

 

مقالات مشابهة

  • اغتيال الشخصية
  • القدوة ..
  • تجاوب واسع مع مطالبة الجميّل بـحوار مصالحة ومصارحة
  • نهيان بن مبارك: التعليم الجيد انطلاقة نحو مستقبل مشرق
  • واتساب يتيح ميزة الحصول على نصوص الرسائل الصوتية‏
  • الاستماع لأقوال محامي المراكز العربية في بلاغها ضد سوزي الأردنية
  • تركيا.. حزب الجيد يعقد اجتماعا طارئا تزامنا مع دعوة أوجلان المرتقبة
  • الاحتيال الإلكتروني ومنصة FBC.. جرائم رقمية تهدد الأمن الاقتصادي
  • فيديو.. شبيه حسن نصر الله ظهر خلال مراسم التشييع