الحكيم يقترح تأسيس مرصد وطني لمكافحة الفساد
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
1 مارس، 2025
بغداد/المسلة: اقترح رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، تأسيس مرصد وطني لمكافحة الفساد، يقوده المجتمع المدني”.
وقال الحكيم في الملتقى الاستراتيجي لمنظمات المجتمع المدني، ان “منظمات المجتمع المدني ليست مجرد مؤسسات خيرية أو خدمية، بل هي ركيزة أساسية في بناء الدولة العصرية وترسيخ الديمقراطية وتعزيز التنمية المستدامة.
وأضاف انه “وفي ظل التحديات التي تواجه العراق اليوم، أصبح دور هذه المنظمات أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث تتطلب المرحلة شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع المدني لتحقيق الإصلاح، وتحفيز التنمية، وتعزيز السلم المجتمعي.
وتابع الحكيم انه ” وانطلاقًا من هذه الرؤية، أطرح أمامكم مجموعة من النقاط الجوهرية التي نرى أنها تشكل إطارًا عمليًا لتعزيز دور منظمات المجتمع المدني وجعلها أكثر تأثيرًا واستدامة:
أولاً: مؤسسة العلاقة بين منظمات المجتمع المدني والدولة
لا يمكن تحقيق الإصلاح المجتمعي والمؤسساتي دون علاقة استراتيجية بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني. نحتاج إلى *قانون عصري متكامل ينظم هذه العلاقة، ويحافظ على استقلالية المنظمات، ويضمن لها آليات تمويل شفافة، ويتيح لها المشاركة في صناعة السياسات العامة وتنفيذ برامج التنمية المستدامة بالشراكة مع الدولة، وفق رؤية واضحة تحقق التوازن بين استقلال المنظمات ودعمها
ثانياً: إنشاء المجلس الوطني الاستشاري لمنظمات المجتمع المدني
في ظل الحاجة إلى توحيد الجهود وتعزيز التنسيق بين منظمات المجتمع المدني، نقترح إنشاء مجلس وطني استشاري لمنظمات المجتمع المدني، يكون هيئة مستقلة غير حكومية تمثل المنظمات العاملة في مختلف القطاعات
الحكيم: هذا المجلس لا يمنح التراخيص ولا يمارس الرقابة، بل يعمل كمنصة لتنسيق الجهود، وتقديم التوصيات للحكومة، وتوحيد الرؤى، وتمكين دور المنظمات في صناعة القرار، كما يسهم في اقتراح الإصلاحات التشريعية، وإصدار تقارير دورية عن واقع المجتمع المدني، وتطوير مدونات السلوك ومعايير الشفافية، بالتعاون مع دائرة منظمات المجتمع المدني التابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء، لضمان تكامل الأدوار بدلاً من التعارض.
ثالثاً: صندوق وطني لدعم وتمويل المشاريع التنموية
تطوير صندوق وطني لدعم وتمويل منظمات المجتمع المدني يدار بشفافية عالية، ويمول المشاريع التنموية والاجتماعية والثقافية التي تخدم الأولويات الوطنية. يتم تخصيص نسبة من الموازنة العامة لهذا الصندوق، إضافة إلى تعزيز شراكات مع القطاع الخاص لدعم التمويل المستدام، وتشجيع التنافس الإيجابي بين المنظمات لتقديم أفضل المبادرات وأكثرها تأثيراً.
رابعاً: دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز السلم المجتمعي
في ظل التحديات التي تهدد النسيج الاجتماعي العراقي، تقع على منظمات المجتمع المدني مسؤولية قيادة مشاريع تعزز الهوية الوطنية الجامعة، وبناء جسور الثقة، ونشر ثقافة التعايش والتسامح. لا يمكن بناء عراق قوي دون مجتمعات متماسكة، والتجربة أثبتت أن المبادرات المجتمعية الناجحة قادرة على احتواء الأزمات وتقليل الفجوات الاجتماعية والمذهبية والقومية
خامساً: الحاضنات المجتمعية وتمكين الشباب
الشباب العراقي ثروة وطنية هائلة تحتاج إلى استثمار منظم. لذا، فإننا ندعو إلى إنشاء حاضنات مجتمعية متخصصة توفر برامج تأهيل وتدريب للشباب، تزوّدهم بالمهارات المطلوبة لسوق العمل، وتساعدهم على دخول ميادين ريادة الأعمال، والابتكار، والمشاريع التنموية، مما يقلل البطالة ويمنع هجرة الكفاءات العراقية
سادساً: شبكات التخصص كبديل عن العمل الفردي
الانتقال من العمل الفردي إلى شبكات تخصصية ضرورة لتنظيم القطاع المدني. نحتاج إلى تشكيل شبكات متخصصة تجمع المنظمات العاملة في مجالات مثل الصحة، والتعليم، والبيئة، وحقوق الإنسان، والمرأة…، مما يعزز التراكم المعرفي، ويسمح بتقديم مبادرات أكثر عمقاً وتأثيراً، ويمنح المجتمع المدني صوتاً أقوى عند مخاطبة صناع القرار
سابعاً: المرصد الوطني لمكافحة الفساد، فالفساد خطر يهدد بنية الدولة وثقة المواطنين بالمؤسسات، ومنظمات المجتمع المدني يجب أن تلعب دورها كمراقب مستقل
واقترح الحكيم “تأسيس مرصد وطني لمكافحة الفساد، يقوده المجتمع المدني، ويعمل على رصد الانتهاكات، وتحليل البيانات، وتقديم تقارير دورية، واقتراح سياسات إصلاحية. هذا المرصد سيكون شريكاً إستراتيجياً مع الجهات الرقابية لتعزيز النزاهة والشفافية”.
ثامناً: مساهمة المنظمات المدنية في إعادة الإعمار والتنمية المستدامة
إعادة إعمار العراق تحتاج إلى مشاركة جميع الفاعلين، ومنظمات المجتمع المدني قادرة على لعب دور رئيسي في مشاريع الإعمار والتنمية المستدامة، خاصة في المناطق المحررة والمناطق الأكثر تضرراً. من المهم تطوير نماذج مبتكرة تستفيد من الخبرات الدولية، وتعتمد مقاربات اقتصادية، واجتماعية وبيئية متكاملة لتحقيق إعادة إعمار مستدامة
تاسعاً: دبلوماسية المجتمع المدني لتعزيز مكانة العراق دولياً
منظمات المجتمع المدني يمكن أن تكون قوة ناعمة فاعلة في تحسين صورة العراق عالميًا، عبر ممارسة “الدبلوماسية الشعبية”
عاشراً: بناء ثقافة المواطنة الفاعلة
ترسيخ قيم المواطنة يجب أن يكون مشروعاً مجتمعياً شاملاً، لا مجرد شعارات. منظمات المجتمع المدني مدعوة لتطوير برامج توعوية وتثقيفية تعزز ثقافة المشاركة والمسؤولية، وتنمي الحس النقدي والتفكير الإبداعي لدى الأفراد، مما يخلق جيلاً قادراً على صناعة التغيير الإيجابي، بدلًا من انتظار حدوثه
الحادي عشر: دور التكنولوجيا في دعم المجتمع المدني
نحن في عصر الثورة الرقمية، ومنظمات المجتمع المدني مطالبة بالاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تطوير منصات تفاعلية، وأنظمة رصد إلكترونية، وتطبيقات مبتكرة لمراقبة الأداء الحكومي، وتعزيز الشفافية، وتمكين المواطنين من المشاركة الفعالة في اتخاذ القرار، مما يرفع مستوى الوعي والمساءلة الاجتماعية.
الثاني عشر: استحداث برامج الحماية الاجتماعية من خلال المجتمع المدني*
الأزمات الاقتصادية تتطلب حلاً مجتمعياً مشتركاً، لذا يجب أن تساهم منظمات المجتمع المدني في تصميم برامج حماية اجتماعية تشمل الفئات الهشة، وتوفر حلولاً عملية لمكافحة الفقر، ودعم المرأة، وتمكين الفئات المهمّشة، بالتعاون مع الدولة والقطاع الخاص، وبما يضمن استدامة هذه البرامج
وفي الختام قال الحكيم إن منظمات المجتمع المدني العراقي أمام فرصة تاريخية لتثبت أنها ليست مجرد كيانات داعمة، بل شريك أساسي في صنع المستقبل. هذه المنظمات تمثل الرئة التي يتنفس بها المجتمع، وهي النبض الحي الذي ينقل هموم الشعب وتطلعاته، ويحولها إلى مشاريع ومبادرات ملموسة تساهم في بناء عراق قوي، موحد، ومستقل ومستقر ومزدهر
وتابع ” نحن هنا اليوم لنؤكد التزامنا المشترك بالعمل معًا، حكومةً وشعبًا ومنظمات، من أجل وطنٍ يستحقه العراقيون، ومستقبل يليق بعراقة العراق وحضارته”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: ومنظمات المجتمع المدنی منظمات المجتمع المدنی
إقرأ أيضاً:
المجتمع.. حامي الموروث وسارد القصص
محمد عبدالسميع
لا اختلاف على أنّ المجتمع هو غاية التنمية، بمفهومها الشّامل، وبمفهومي الثقافيّ أيضاً، وما تقوم به دولة الإمارات العربيّة المتحدة من تأكيد لهذه الرؤية، وقد سارت فيها شوطاً بعيداً، فانعكست آثارها على تفكير الفرد والعائلة والمجتمع بعمومه، هو عملٌ مهم وتفكير استراتيجي.
لكنّ الإمارات اليوم تزيد من إبداع هذا التفكير وهذه الرؤية، بأن تجعل من المجتمع نفسه سارداً قصصه وموروثه ومشاركاً فاعلاً في أرشيف الدولة بمجموعها، من التراث والقصص والحكايات وكلّ التراث، طُموحاً لأن يقول الناس ما لديهم، فينسجون تراثهم الذي ساروا عليه، ويكون الأرشيف التراثي بأقلامهم وبأنفاسهم، وهي مبادرة ذكيّة في عصر متسارع التكنولوجيا والتقدّم والتقنيات الرقميّة، ومع هذا، لا تنسى الدولة أن تظلّ على إيمانها بإرثها المجتمعي وقصص العائلات وأشعارها وحكاياها وأمثالها وأناشيدها وكلّ ما يتعلق بهذا التراث الغنيّ، ومن الطبيعي أنّ من يشارك في هذا العمل من مواطني الدولة، سيعمل بكلّ طاقته وفاعليّته لهذا الأرشيف الوطنيّ، بناءً على عنصر الحريّة المتاحة، وإبراز دور المجتمع المدني لمساندة الجهات الرسميّة في الدولة، في كتابة الموروث واستعادته والتذكير به.
اليوم، في دبيّ، كأنموذج إماراتي على التقدّم وبلوغ المؤشرات العالية في الريادة والإنجاز، تتجلّى هذه الرؤية من خلال مبادرة «إرث دبي» المهمّة، والتي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وتعمل على اتجاهين متكاملين، هما: إرث المكان، والتفاعل المجتمعي.
وتضطلع إمارة دبي، في هذه المبادرة، بأن تحفظ إرث المكان، باعتبار المكان من وجهة نظر ثقافيّة واجتماعيّة هو بذكرياته وناسه المحطات الأولى للإبداع الإنسانيّ، وحين تفتح دبي لكلّ هذه الذكريات والحسّ الإنساني الإماراتي الأصيل أبواب الكتابة والتعبير المجتمعي، عبر منصّة رقميّة، ساعتها نكون قد جمعنا خير الكنوز التراثيّة البشريّة، وخير التحوّل الرقمي والتقدّم التكنولوجي الذي يشهده العالم، فأمسكنا بتراثنا وحفظناه ورسّخناه، وبقينا على تواصل مع تقنيات الثورة التكنولوجيّة وآفاقها، بمعنى آخر جمعنا ما بين الأصالة والحداثة، حين طوّعنا المنصّات الرقميّة لاحتضان ما نكتبه ونستعيده ونستذكره ونقدّمه للأجيال التي عليها أن تفرح بالتراث كما هي تفرح بالتقدّم الرقميّ وقنوات ومنصّات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعيّ، بل تظلّ على يقين بقيمة التراث والأصالة والجذور والقيم والخصال المجتمعيّة، والتي هي بالتأكيد متضمّنة في هذه المذكرات والمغامرات والقصص الإنسانيّة، التي يكتبها الروّاد عن المكان الإماراتي ويؤرشفون بها لحياة كاملة وبدايات وإصرار وعزيمة وظروف صنعت كلّ هذا التقدّم الإماراتي الذي نعيش.
عنصر مساند
وتشتمل دبي، كما هي كلّ الإمارات، على ما يسوّغ ويبعث على الإحساس بالفخر بالتراث، والذي هو أشبه بكنز من اللهجات والحكايات والوقائع والسير والأمثال والفنون، وهي خطوة أولى للأرشفة الوطنية الكاملة للتراث الإماراتي، وقد تمّ أرشفته بجهود الدولة، ولكن، هذه المرّة يدخل عنصر مساند هو المجتمع في كتابة هذا الموروث، وذلك أدعى لأن يُنسب إلى قائليه والمتحدثين به ومستعيديه من الرواة والحفظة والمعمرين والمجايلين.
وبالتأكيد، فإنّ كلّ ذلك سيكون مقنناً من خلال لجان عاملة، لاستصفاء المعلومات وتحقيقها والتثبّت منها، وهي لجان موضوعيّة وضروريّة، لاعتماد هذه الإسهامات المجتمعيّة وتوفيرها في النهاية للناس والقرّاء والمشاهدين والمستمعين، عبر وسائل الإعلام الصحفية والإذاعية والتلفزيونية والبرامج التوعوية والوثائقيّة وفي الندوات والمحاضرات والمؤتمرات ذات العلاقة.
ويمكن أن يتوسّع هذا العمل باتجاه إشراك الأجيال الجديدة الشابة في الجمع والتوثيق والتدوين والأخذ عن الآباء والحفظة والرواة، نحو توفير أكثر من مكنز تراثي، ويمكن أن نشرك أيضاً طلبة المدارس والجامعات والناشطين في هذا المشروع الوطني الرسمي والمجتمعي، فتكون عمليات الجمع الميدانيّة ولجان الفرز والاستصفاء والتثبّت والاعتماد، متكاملة في نشاط يظلّ مستمرّاً ويؤتي أكله في كلّ حين، بل ويقدّم لضيوف الإمارات من الأشقاء والأصدقاء كتعبير ناصع عن عمق الرؤية الثقافيّة في العناية بالتراث وقراءته وتأكيد حضوره.
البيئة الحاضنة
والميدان دائماً هو محلّ الإبداعات فيما يتعلق بالتراث، وهو البيئة الحاضنة لكلّ مفردات الناس وأساليب عيشهم، وستكشف لنا العمليات الأولى من هذا العمل الميداني كم هي ممتعة عملية جمع الموروث من صدور الحفظة والرواة، وكم هو جميلٌ تبويبه وتصنيفه، وإخراجه على الناس والمهتمين والباحثين، إذ وجدت هذه المبادرة مباركة مجتمعيّة وأكاديمية، حين يطيب للراوي مثلاً أن يتجلّى في الاستذكار والتعبير والوصف وسرد الذات والمكان وظلال هذا المكان من قصص وحكايات وشخصيّات، وهي فرصة كبيرة لأن يبدع الناس ما عاشوه مع المكان، والأمثلة والشواهد على ذلك كثيرة ويعرفها المهتمون بدراسة التراث المحكي وتراث القصائد والأشعار والسير الذاتية، وكذلك سيرة المكان وتوثيق شخصياته وتطوّره، لتغدو المقارنة بين الأزمان والمحطات والمراحل موضوعاً شائقاً ويفتح الكثير من منافذ النظر والربط بين الأشياء والتفاصيل نحو نظرة كليّة لهذا المكان المليء بالحركة، والذي يؤكّد أنّ هذا البلد ضاربٌ في جذور التاريخ، تدلّ على ذلك المكتشفات الأثرية وعمليات التنقيب وبحوث العاملين في هذا المجال، بل وقرّاء الأدب الإنساني التفاعلي للناس مع بيئاتهم الصحراوية والريفية والزراعية والبحرية والجبليّة، وكيفية تكوّن المدن وازدهارها وبداياتها، وهو ما ننتظره من خلال هذه المبادرة الذكيّة تحت عنوان «إرث دبي».
مبادرات مهمّة
إنّ استنفار الباحثين والمؤسسات الحكوميّة والقطاع الخاص، بما عُرف عن القطاع الخاص من مبادرات مهمّة وفاعلة، واستثمار العمل الإلكتروني الذي سهّل علينا الكثير من عمليات التبويب والتصنيف والطباعة والأرشفة، يستند في الواقع إلى تسويق هذه المبادرة والترغيب بجدواها وأثرها المجتمعيّ وثمارها الوطنيّة، وتسجيل التراث أو جمعه أو التحقق منه أو أمانة نقله وتوخّي الروايات الدقيقة منه، جميعها مفردات مهمّة وضرورية على الباحث وكلّ هذه المؤسسات إدراك ضرورتها وأهميتها وهي تسير في ردّ الأحاديث إلى أصحابها والروايات إلى رُواتها والأشعار إلى قائليها، بل والقصص التي تنتقل إلينا جميعاً بدلاً من أن تظلّ في صدر الراوي وعائلته، فلا تجاوز هذا النطاق أو تتعداه، لكنّها حين يتمّ توسيعها تكون الفائدة أكبر بكثير، حينها نكون قد ضمنّا الحصول على هذه المواد التراثية، ليكون التفكير بعد ذلك في كيفيّة تقديمها للآخرين واعتمادها لدى منظمات العالم المعنيّة بالتراث ومفرداته.
توقيت ذكي
توقيت مبادرة «إرث دبي» ذكي ومدروس، حيث تزامن إطلاق المبادرة مع انطلاق شهر الابتكار الإماراتي، بما فيه من فعاليات تؤكّد قوّة التصميم في الإضافة الثقافية النوعيّة التي تنتهجها الدولة بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة وتوجّهاتها، والعناية بالإنسان الإماراتي كصانع لهذا الابتكار والتطوير، ولهذا فإنّ مبادرة إرث دبي ضمن مسار التفاعل المجتمعي، تحمل رؤية القيادة الرشيدة في أنّ الإمارات دولة تبحث عن الجديد، كما أنّ أفراد مجتمعها هم المحرّك الأساس في التقدّم والنجاح والدخول في المضامير الجديدة للتنمية، وكذلك التعليم المستمر، والذي هو وقود هذا المحرّك الذي يقود وطننا إلى الأمام.
وختاماً، فإنّ المبادرة يمكن أن تكون مخرجات أعمالها وموادها التراثيّة المجموعة من الميدان والناس، والمبوّبة والمصنّفة عبر لجانها العاملة، محمولةً إلى العالم كلّه، إن نحن قمنا بترجمة هذه المخرجات إلى أكثر من لغة، وهو اقتراح له ما يبرره بعد ما رأيناه من اهتمام عالمي بالموروث الثقافي والشعبي الإماراتي، ومن احترام منظمات العالم الإنسانية والتراثية لتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وما تشتمل عليه من بنية ثقافية تراثيّة في كلّ أرجاء الدولة.