"هذا ليس رمضان، إنه عام الحزن".. كيف استقبل أهل غزة أول أيام شهر الصوم؟
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
مع قدوم شهر رمضان، يعيش سكان غزة واقعا غير مسبوق، إذ يختلف تمامًا عما شهدوه في السنوات الماضية. فقد فرضت الحرب على الحياة اليومية ظروفًا قاسية، فحوّلت المناسبة التي كان يجب أن تكون موسمًا للفرح والعبادة إلى ظرف دونه أحزان ومشقات.
وظهر إبراهيم الغندور بجانب منزله المدمر مع زوجته أثناء تحضير الطعام، معبرًا عن معاناته: "لا شيء هنا يشبه رمضان.
في سوق صغير أقيم داخل خيمة، وصف محمد النثار، صاحب محل بقالة متنقل، التغيرات الكبيرة التي طرأت على رمضان هذا العام،: "هذا العام يختلف عن أي عام مضى. الحرب تركت جروحًا عميقة، والسوق يفتقر إلى العديد من السلع الأساسية. تركت الحرب آثارًا سلبية على الجميع، والآن يعيش معظم الناس بلا مأوى، في الشوارع أو الخيام أو الملاجئ."
أما عبد الله جربوع، الذي يمر بين أنقاض منزله المدمر، فيعبر عن حزنه العميق: "رمضان في زمن الحرب قاتم جدًا. أعيننا يغشاها الحزن. بعض الأشخاص مفقودون، وآخرون قتلوا، المنازل مدمرة والعائلات مشتتة في الشوارع. في رمضان الماضي، تحملنا الحرب، لكن هذا العام أصعب لأننا نعيش في تداعياتها دون مأوى أو استقرار."
تستمر معاناة سكان غزة هذا العام وسط الدمار المستمر، حيث تظهر الصورالفلسطينيين الذين يعيشون في الخيام بالقرب من منازلهم المدمرة، والمشاهد اليومية لمعاناة الناس في الأسواق الصغيرة التي تم تحويلها إلى محلات مؤقتة لبيع المواد الغذائية وزينة رمضان.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير هجوم 7 أكتوبر: فشل دفاعي إسرائيلي ومعلومات صادمة عن خطط حماس طويلة الأمد محور فيلادلفيا إلى الواجهة مجددا.. هل يصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟ بأجساد منهكة.. نقل أسرى فلسطينيين إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم من سجون إسرائيل أزمة إنسانيةقطاع غزةصوم شهر رمضانتدمرإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي السياسة الأوروبية صوم شهر رمضان دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي السياسة الأوروبية صوم شهر رمضان أزمة إنسانية قطاع غزة صوم شهر رمضان تدمر إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي السياسة الأوروبية صوم شهر رمضان فلاديمير بوتين روسيا الاتحاد الأوروبي إيمانويل ماكرون وسائل التواصل الاجتماعي علم النفس یعرض الآنNext هذا العام
إقرأ أيضاً:
العبسي في رسالة الصوم: ليكن صومنا مع المسلمين من أجل بناء عالم يعيشُ فيه الجميع بمحبّة
وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي رسالة الصوم وجاء فيها :
"يطلّ الصوم علينا في هذا العام لابسًا حلّة خاصّة وداعيًا إلى مزيد من الانتماء إلى السيّد المسيح والالتزام بإنجيله. نصوم في هذا العام مع إخوتنا الأرثوذكس في العالم أجمع. يصوم المسيحيّون معًا ويحتفلون بالفصح معًا. شيء جميل يقوّي شهادتنا المسيحيّة الواحدة على سرّ الفداء الذي أجراه لنا السيّد بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات. ليكن صومنا في هذا العام على هذه النيّة، بالصلاة والقول والعمل، ولتكن وحدة المسيحيّين في الإيمان غاية حياتنا وصلواتنا وأعمالنا الصالحة في هذا الزمن المبارك کما كان في العام الفائت اليوبيليّ. لا ينبغي أن نستقرّ ونستكين إلى ما نحن عليه في كنيستنا الأنطاكيّة التي تتقاذفها الأمواج الخطرة من كلّ جانب، ولا أن تغيب وحدة المسيحيّين الأنطاكيّين عن بالنا. هي حاضرة في ضميرنا ووجداننا وتفكيرنا وصلاتنا وسعينا. صيامنا في هذا العام من أجل أن نكون واحدًا".
اضاف:"نصوم في هذا العام مع المسلمين. نصلّي من أجل أن يتقبّل الله صيام الجميع إذ الجميع يصومون له. ونصلّي من أجل أن يكون الصيام الواحد للإله الواحد مدعاة ليتقرّب المسيحيّون والمسلمون بعضهم من بعض تقرّبًا أكثر شفافيّة وثقة وصراحة وإرادة في تقبّل بعضهم بعضًا كما يتقبّلهم الله جميعًا، ومن أجل بناء عالم يعيشُ فيه الجميع بمحبّة ورحمة وعدل وسلام وراحة وأمان. إنّ التجربة التي تدفعنا إلى الانسلاخ عن المسلمين الذين نعيش معهم منذ مئات السنين، وخصوصاً إلى الهجرة بدافع الخوف والريبة واليأس والانزعاج، قويّة ومغرية. ليكن صومنا في هذا العام، على غرار صوم السيّد المسيح، دافعًا للتجربة مكلَّلًا بالانتصار عليها، متّكلين على الله الذي يعرف ما نحن في حاجة إليه ويعتني بنا وواثقين بأنّ الإنسان لايحيا بالخبز وحده".
وتابع:"نصوم في هذا العام 2025 الذي يصادف انقضاء 1700 سنة على انعقاد المجمع المسكونيّ الأوّل في نيقية في العام 325 بدعوة من الامبراطور قسطنطين الكبير معادل الرسل. في هذا المجمع المسكونيّ الأوّل أوضح الآباء المشاركون وثبّتوا الإيمان بألوهيّة السيّد المسيح، بمساواته للآب في الجوهر وبأزليّته. وحدّدوا أيضًا ووحّدوا تاريخ الاحتفال بالفصح المجيد المقدّس. ليكن صومنا في هذا العام وصلاتنا من أجل أن يبقى الإيمان المسيحيّ واحدًا لدى جميع المسيحيّين فينأوا عن الانشقاقات والخصومات، ومن أجل أن يكون الاحتفال الواحد بالفصح الواحد رمزًا للإيمان الواحد".
وقال:"هذا العام 2025 الحافل بما سبق حدا قداسة البابا فرنسيس إلى جعله عامًا يوبيليًّا بامتياز عنوانه "الرجاء". الرجاء الذي، كما نعلم جميعًا، هو فضيلة إلهيّة يُدعى المسيحيّون إلى التمسّك بها تمسّكهم بمرساة كما نقول في صلواتنا الليترجيّة، وهو كما يعلّم القدّيس بولس «لا يُخْزي لأَنَّ محبَّةَ اللهِ قد أُفِيضَتْ في قلوبنا بالرّوح القدس الذي أُعْطيناه» (روما 5: 5). زمن الصوم هو زمن الرجاء يتّجه صوب القيامة ويسير فيه المسيحيّون متطلّعين إلى القيامة على طريق التجرّد والتضحية والعطاء وحمل الصليب. فلنتمسّك إذن كلّنا بالرجاء في صومنا في هذا العام وليكن لنا، كما يعلّم بولس، مصدر فرح وسلام بالرّغم من الصعوبات والضيقات لعلمنا أنّ الله "في كلّ شيء يسعى لخير الذين يحبّونه" (روما 8: 28)".
واضاف العبسي:"تفتتح كنيستنا زمن الصوم بصلاة تضعنا على الدرب المستقيم في مسيرة صومنا، تقول: "لِنَفْتَتِحْ زمنَ الصِّيامِ بحبُور. باذلينَ أنفسَنا في الجهاداتِ الروحيَّة. ولْنُنَقِّ النَّفسَ ونُطهِّرِ الجسد. صائمينَ عن الشَّهواتِ صَومَنا عن الأغذِية. متنعِّمينَ بفضائلِ الرُّوح. التي نَستحِقُّ بتَتْمِيمِنا إِياها بشوقٍ. أَن نُشاهِدَ آلامَ المسيحِ الإلهِ الكاملةَ الوقار. ونُعاينَ الفصحَ المقدَّس. مبتهِجينَ روحيّاً" (قطعة من نظم ثيوذورس تقال في صَلاة الغُرُوب لأحَد مَرفَع الجبْن مَسَاءً). كلام الكنيسة واضح، كما أنّ كلام بولس عن الصوم واضح: "من يأكل من كلّ شيء فللربّ يأكل، لأنّه يشكر الله، ومن لا يأكل فللربّ أيضًا لا يأكل، وهو أيضًا يشكر الله... فأنت إذن، لِمَ تدينُ أخاك؟ وأنت أيضًا، لِمَ تزدري أخاك؟ فإنّا جميعاً سنقف أمام منبر الله" (روما 14: 6-10) ".
وختم:" أرفع صلاتي إلى الربّ يسوع لكي نخرج کما خرج هو من الصوم منتصرين بقوّة الروح على الشرّير، على تجربة المال والسلطة، ومجتنين ثمار الروح التي هي "المَحَبَّة والفَرَح والسَلاَم وطُولُ الأَنَاة واللُطْف والصَلاَح والإِيمَان" (غلاطية 5: 22)".