قيادي بحماس: التخطيط للطوفان استغرق أعواما طويلة والسنوار كان دوره الأبرز
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
وفي حلقة (2025/3/1) من البرنامج، يتحدث نعيم عن أول لقاء جمعه برئيس المكتب السياسي للحركة الشهيد يحيى السنوار، والذي كان عقب خروجه من السجن عام 2011 في صفقة "وفاء الأحرار"، ويتحدث عن سماته الشخصية، ويذكر أنه "كان مقاتلا شرسا مع الإسرائيليين لطيفا مع إخوانه وحريصا على علاقات طيبة معهم".
وما عرف عن السنوار (أبو إبراهيم)، أنه كان واسع الثقافة وعميق التدين، وكان يحمل بكالوريوس في اللغة العربية وبكالوريوس في الأدب العبري، واستغل فترة سجنه (22 عاما) للقراءة والاطلاع على كل ما يقع بين يديه من مؤلفات سواء بالعربية أو بالعبرية.
كما كان يحرص على أوراده الخاصة، قراءة القرآن الكريم والذكر وغيرها، ويشهد نعيم أنه سمعه (أي السنوار) مرة يقول: "وقت الأوراد حان وإذا لم أنجز أورادي الليلة فقد لا أصبح".
ومن جهة أخرى، يكشف ضيف برنامج "شاهد على العصر" أن الشهيد كان يعتبر أن الحكم الذي يمارسه الفلسطينيون تحت الاحتلال هو حالة استثنائية اضطروا إليها في ظل اتفاق أوسلو، و"كان حريصا على إنجاز مصالحة للتحلل من أعباء الحكم والتفرغ لمشروع المقاومة"، بالإضافة إلى سعيه للفصل الكامل بين مشروع حركة حماس ومشروع الحكم.
كما قضت رؤية أبو إبراهيم أن العمل الحكومي يجب أن يصبح أحد ملفات المكتب السياسي للحركة وليس همه الأكبر، كما يقول نعيم، والذي يوضح أن حماس سلمت الحكومة في 2014 من أجل التفرغ للمشروع، لكنها فشلت، لأن "حكومة الوحدة الوطنية لم تصبح واقعا في قطاع غزة".
إعلانوفي السياق نفسه، تميز الشهيد بقدرة غير عادية على احترام الآخر حتى لو كان مختلفا معه سياسيا واجتماعيا، ومن الأمثلة التي يذكرها نعيم في شهادته أنه كان يشيد بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (يسارية)، وتمنى في أحد المجالس لو يكون عناصر التنظيم ضمن كوادر حماس. كما كان دوما يوصي خيرا بحركة الجهاد الإسلامي ويعتبرها من أكثر الشركاء إيمانا بفكرة المقاومة لمسلحة، ومما قاله: "أوصيكم حيا وميتا ممنوع منعا باتا الوصول إلى أي صدام مع إخواننا في حركة الجهاد الإسلامي".
وانعكست رؤية الشهيد الراحل في غرفة العمليات المشتركة بين الفصائل في معركة "سيف القدس" عام 2021، وفي "مسيرات العودة" بين عامي 2018 و2019، حيث حرص على إظهار الحالة الوطنية وتقدير الآخر.
تحييد المعركة
وعن نظرة الشهيد السنوار للسلطة الوطنية الفلسطينية، يوضح القيادي في حركة حماس أنه كان ينظر لحركة التحرير الوطني (فتح) على أنها "حركة وطنية أصيلة لا يمكن إلغاؤها أو إلغاء تاريخها"، ولأن السلطة جسمها حركة فتح فيجب تحييد المعركة مع فتح. وكان يعتقد أن ضرب العدو هو الذي سيضعف الاتجاهات المناوئة لحماس داخل فتح.
كما كان يعتقد أن المعركة الأساسية هي التجهيز للمعركة الحاسمة (طوفان الأقصى)، وأي انشغال إعلامي وسياسي سيصب من مصلحة الاحتلال الإسرائيلي، لأنه المستفيد الوحيد من حالة الانقسام والفرقة بين الشعب الفلسطيني.
وحسب نعيم -الذي عمل وزيرا للصحة في حكومة الشهيد إسماعيل هنية– فإن "التخطيط لطوفان الأقصى استغرق أعواما طويلة، فهناك 600 من الأنفاق استغرق حفرها نحو 20 عاما"، مشيرا إلى أن السنوار كان له الدور الأبرز في المحطات الأخيرة من معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي إطار رؤية رئيس مكتبها الشهيد، حافظت حركة حماس على علاقتها متميزة واستثنائية مع تياري فتح في غزة، تيار ممثل حركة فتح في غزة سابقا، محمد دحلان، وتيار السلطة في رام الله، وكانت بينهما خلافات جذرية وعميقة حول الرؤية والمستقبل، وكان يركز على تحييد كل نقاط التوتر مع بقية الفصائل الفلسطينية.
إعلانوعن اللقاء السري الذي جمع الشهيد السنوار مع دحلان يقول نعيم إنه جرى بين عامي 2016 و2017، و كان في إطار رؤية الشهيد لتحييد التوتر مع الفصائل والتركيز على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
1/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حركة حماس تؤكد: وافقنا على مقترح الوسطاء ونأمل ألّا يعطله العدو الصهيوني
يمانيون../ صرح رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة خليل الحية، أن “الحركة وافقت على مقترح تسلمته من الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، معربًا عن أمله بعدم تعطيله من قبل العدو الصهيوني .
وقال الحية في كلمة مصورة له مساء اليوم السبت، “تسلمنا قبل يومين مقترحًا من الإخوة الوسطاء في مصر وقطر وتعاملنا معه بإيجابية ووافقنا عليه”.
وأضاف “نأمل ألا يعطل العدو المقترح الذي تلقيناه من الوسطاء ووافقنا عليه”.
وأردف “على مدار عام ونصف، خُضنا ومعنا الإخوةُ في فصائل المقاومة، مفاوضاتٍ مع العدو ومن خلال الوسطاء، وقد وضعنا أهدافاً لذلك، وفي مقدمتها وقف العدوان على شعبنا في غزة والتركيز على حقوق شعبنا المشروعة في أرضه ووطنه، والإفراج عن أسرانا من سجون العدو”.
وبيّن الحية أن “العدو لم يقبل لا بالجلوس على طاولة المفاوضات لبدء المرحلة الثانية، كما هو متفق عليه، ولا هو انسحبَ من محور صلاح الدين (فيلادلفي)، بل وعاد للحرب بشكل أكثر وحشية وعنفاً بالقتل والقصف والاجتياح في بعض مناطق القطاع، وأغلق المعابر ومنع دخول المساعدات”.
وزاد قائلًا: “مع ذلك تمسكنا بموقفٍ واضحٍ هو الالتزام بالاتفاق، وخاطبنا العالمَ أجمع بموقفنا، أننا لا نريد أي شيء جديد، نريد احترام ما تم التوقيع عليه وما ضمنه الضامنون، وأقرّه المجتمعُ الدولي”.
ولفت الحية إلى أن “رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو راوغ على مدار عام كامل وأجهض كل محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق”.
وأوضح أن “العدو ظل يماطل ويتهرب من استحقاقات الاتفاق لإنقاذ حكومة المجرم نتنياهو”.
وأشار الحية إلى أن “الحركة التزمت بكل بنود الاتفاق رغم انتهاكه مرارا من جانب قوات العدو”.
في سياق متصل قال الحية: “وصلنا إلى مراحل متقدمة في نقاشات تتعلق بشخصيات تتولى قيادة لجنة الإسناد المجتمعي في غزة”.
وشدد على أن “لا تهجير ولا ترحيل” مؤكدا أن “سلاح المقاومة خط أحمر وهو مرتبط بوجود العدو وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فإذا ما زال العدو يبقى سلاحاً للشعب والدولة، يحمي مقدّراته وحقوقه”.
وفي الشان الداخلي قال الحية: “تحركنا لإنجاز وتحقيق وحدة شعبنا، وذهبنا إلى روسيا ثم الصين مرتين، وأبرمنا اتفاقاً واضحاً مثّلَ إجماع القوى والفصائل بتشكيل حكومة توافق وطني من خبراء”.
وأضاف “ثم استجبنا لاحقاً للمقترح المصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة قطاع غزة، تتحمل مسؤوليةَ القطاع كاملاً في كل المجالات، تتشكل من شخصياتٍ وطنيةٍ مستقلة، وأن يتسلموا عملهم بدءاً من لحظة الاتفاق، لقطع الطريق أمام أي دعاية يمكن أن يمارسها العدو”.
وأردف الحية: “وصلنا إلى مراحلَ متقدمةٍ في هذه الحوارات، وقدّمْنا مع عددٍ من القوى والفصائل للأشقاء في مصر، مجموعةً من الأسماء لأشخاصٍ مستقلين ومهنيين وخبراء، لإتمام عمليةِ التشكيل، ونأمل من الأشقاء في مصر أن يتمكنوا من الإسراعِ في تشكيلها بعدما أخذوا دعماً عربياً وإسلامياً لها”.
وتابع “نقول بصراحة لمن يراهن أن حماس وفصائل المقاومة يمكن أن تتخلى عن مسؤولياتها أو تسلم شعبنا وأهلنا لمصير مجهول يتحكم فيه الاحتلال وفق ما يريد، نقول لهم: أنتم واهمون”.