عزل النظام الإماراتي بات أمرًا ملحًا
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
المتتبع لسلوك قادة النظام الإماراتي والنهج الذي يتبعونه بقيادة محمد بن زايد في التعامل مع القضايا الحساسة في المنطقة، وفي مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي، يجد أن هذه الدولة الصغيرة سددت طعنات مؤلمة في ظهر القضية الفلسطينية، فهذا النظام ليس مجرد رائد للتطبيع مع دولة الاحتلال، إنما يتماهى مع عقيدة اليمين المتطرف الذي يعمل على ابتلاع الأرض ومن عليها.
المبررات التي ساقها النظام الإماراتي لإبرام اتفاقية أبراهام، بأنه يسعى إلى تحقيق السلام في المنطقة ومساعدة الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم، ثبت كذبها وزيفها. فما فعله الاحتلال في فلسطين عقب الاتفاق عكس ذلك تمامًا، فعلى مستوى الاستيطان ازداد توسعًا ولم يتوقف، وهجمات المستوطنين على السكان والمسجد الأقصى تصاعدت حتى إن تقارير سرت بأن الاحتلال يستعد لبناء الهيكل في المسجد الأقصى.
كل ذلك يتم تحت سمع وبصر بن زايد الذي لم يحرك ساكنًا، لا على صعيد التهديد بتجميد الاتفاقيات أو حتى الاستنكار، بل كانت العلاقات تزداد قوة، الزيارات على أعلى مستوى استمرت، التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي على أشده، رجال أعمال نفذوا استثمارات في المستوطنات وتبرعوا لمنظمات استيطانية متطرفة.
المبررات التي ساقها النظام الإماراتي لإبرام اتفاقية أبراهام، بأنه يسعى إلى تحقيق السلام في المنطقة ومساعدة الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم، ثبت كذبها وزيفها. فما فعله الاحتلال في فلسطين عقب الاتفاق عكس ذلك تمامًا، فعلى مستوى الاستيطان ازداد توسعًا ولم يتوقف، وهجمات المستوطنين على السكان والمسجد الأقصى تصاعدت حتى إن تقارير سرت بأن الاحتلال يستعد لبناء الهيكل في المسجد الأقصى.واللافت في هذا التطبيع أن النظام الإماراتي فرضه على الناس، فمنعهم من القيام بأي مظاهر من أشكال التضامن أو حتى التعاطف تحت طائلة السجن أو الطرد من البلاد، في حين يصول المستوطنون ويجولون في البلاد، ويقيمون الاحتفالات التوراتية التي تمجد إسرائيل وتلعن العرب وتتمنى لهم الموت.
لم يكتفِ بن زايد برؤيته للتطبيع في بلاده والبحرين والمغرب، إنما أراد أن يفرضه على كل الدول العربية، تارة بالترغيب وتارة بالترهيب. أحد الأمثلة البارزة هو الضغط على دولة الجزائر من خلال تسعير الصراع بين المغرب والجزائر، مما دفع النظام الجزائري، على غير العادة، لشن حملة إعلامية ضد شخص بن زايد.
استمر هذا الحال حتى انفجار أحداث السابع من أكتوبر وقيام إسرائيل بشن عدوان غاشم على قطاع غزة طوال أكثر من خمسة عشر شهرًا، ارتكبت خلالها قوات الاحتلال أم الجرائم، إبادة جماعية راح ضحيتها عشرات الآلاف من النساء والأطفال، وتدمير أكثر من 80% من القطاع. مشاهد القتل والدمار والتجويع لم تحرك النظام الإماراتي ليقوم بما تفرضه الإنسانية في حدودها الدنيا واتخاذ إجراءات تقول لإسرائيل كفى.
بشكل مريع ومشين استمر التطبيع وبقوة، ولم يتأثر بشيء، ولم يتزحزح بن زايد قيد أنملة عما وعد به الإسرائيليين والأمريكان عند توقيع الاتفاق بأنه لن يتأثر مهما فعلت إسرائيل بالفلسطينيين. سارت الأمور على طبيعتها، ومارس الإسرائيليون نشاطهم في الدولة كالمعتاد، وشاركوا في المعارض العسكرية والاقتصادية، وكان لهم أجنحة، وحضروا المؤتمرات المختلفة، وصدّر النظام الإماراتي صورًا لهذه الفعاليات غير آبه بأي انتقاد، في حين أن دولًا بعيدة مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج وهندوراس وكولومبيا وبوليفيا وجنوب أفريقيا رفعت صوتها واتخذت إجراءات وصلت إلى قطيعة دبلوماسية.
وعندما هاجم الحوثيون السفن المتجهة إلى فلسطين عبر باب المندب، وما سببه ذلك من أزمة في نقص البضائع في دولة الاحتلال، هب بن زايد إلى إنقاذها، فشق طريقًا بريًا من أراضيه مرورًا بالسعودية إلى الأردن وصولًا إلى فلسطين المحتلة لتزويد الاحتلال بما يلزم من بضائع، الأمر الذي لعب دورًا مهمًا في منع انهيار الاقتصاد في دولة الاحتلال.
ولذر الرماد في العيون، أطلقت الإمارات حملة “الفارس الشهم” التي لم يكن من اسمها نصيب، إذ كانت مجرد دعاية لغسل جريمة النظام الإماراتي. فكافة الشهادات من قطاع غزة والتقارير الدولية أكدت أن نقص الغذاء والدواء والوقود كان في تصاعد طوال 15 شهرًا، وأن ما وصل من هذه المساعدات لا يسد حاجة الجوعى والمرضى.
كما جند النظام الإماراتي ماكينته الإعلامية لبث الرواية الإسرائيلية عن الأحداث لدرجة تبنيها، فمن يقرأ ويشاهد الإعلام الإماراتي والإسرائيلي يجد أن الإعلام الإماراتي تفوق في العداء للفلسطينيين على الإعلام الإسرائيلي، كما عمل النظام الإماراتي على إجهاض كل مسعى لاتخاذ قرارات جادة من خلال القمم العربية والإسلامية والمنابر الدولية التي عقدت للتخفيف من وطأة الإبادة.
كشف الصحفي الأمريكي الاستقصائي بوب وودوورد في كتابه “الحرب”، الذي صدر في أكتوبر 2024، عن موقف النظام الإماراتي من الإبادة، موضحًا أن ما يجري في الغرف المغلقة يختلف عن التصريحات العلنية. ففي لقاء لبن زايد مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، قال: “إن على إسرائيل الصبر، ولها كل المساحة لإنجاز المهمة والقضاء على الفصائل في قطاع غزة، وفي نفس الوقت على إسرائيل أن تسمح لنا بإدخال المساعدات لكسب ود الناس".
وأكثر من ذلك، قام النظام الإماراتي عبر بعثاته الدبلوماسية بالضغط على الدول لتبني الرواية الإسرائيلية ومنعها من اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، كما مارست ضغوطًا على جنوب أفريقيا من أجل سحب قضيتها أمام محكمة العدل الدولية، إلا أن أفريقيا لم تنصع واستمرت في شكواها، التي لم ينضم إليها أي دولة عربية أو إسلامية سوى تركيا وليبيا.
محاولات الإمارات في دفع إسرائيل للاستمرار في حرب الإبادة فشلت، فقبل دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، ضغط لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، ونجح في فرض وقف إطلاق نار وصف بالهش. وبعد أيام من تنصيبه واستلامه مهامه، أطلق مشروعًا مفاجئًا يقضي بتهجير سكان قطاع غزة، وعندما سئل السفير الإماراتي في أمريكا يوسف العتيبة عن المشروع، قال: "إنه صعب، لكن لا بديل له!"
هذا التصريح الخطير، الذي احتفى به ترامب على منصته، وعدم اتخاذ النظام الإماراتي أي إجراءات ضد السفير، يؤكد أن هذا النظام له نهج واحد، وهو دعم أجندات الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة، وأن كل ما ينشره المسؤولون عن شعارات التمسك بالثوابت العربية تجاه قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عنها في المحافل الدولية هو كذب واضح.
القاصي والداني بات يعلم أن النظام الإماراتي لن يتخلى عن التطبيع مع الاحتلال تحت المظلة الأمريكية، فالعلاقة مع الاحتلال أصبحت تحكمها وحدة المصير الذي لا فكاك منه. فهذه الدولة، التي أصبحت توصف في المنطقة بالمارقة بسبب الخراب والدمار الذي ألحقته في دول الجوار، لا تستطيع التخلي عن هذا الحلف الشيطاني، لأنها تعلم أنه في اللحظة التي يتفكك فيها هذا الحلف ستنقض عليها الشعوب التي أثخنتها الجراح.
ندرك تمامًا أن الأنظمة العربية ليست بريئة من التعاون مع الاحتلال سرًا أو علنًا، فالنظامان الأردني والمصري يرتبطان باتفاقات سلام مع إسرائيل لم تتأثر مطلقًا بما يجري في فلسطين، لكنهما وقفا بوضوح ضد مشروع ترامب للتهجير، ولم يستخدما الثروات لتأجيج الصراعات في المنطقة كما تفعل الإمارات.
عندما هاجم الحوثيون السفن المتجهة إلى فلسطين عبر باب المندب، وما سببه ذلك من أزمة في نقص البضائع في دولة الاحتلال، هب بن زايد إلى إنقاذها، فشق طريقًا بريًا من أراضيه مرورًا بالسعودية إلى الأردن وصولًا إلى فلسطين المحتلة لتزويد الاحتلال بما يلزم من بضائع، الأمر الذي لعب دورًا مهمًا في منع انهيار الاقتصاد في دولة الاحتلال.كما أنه من المعلوم أن هذه الأنظمة دون استثناء متورطة في جرائم لا حصر لها، ارتكبتها على مدار عقود بحق الشعوب لمجرد مطالبتها بالتغيير. ففي ثورات الربيع العربي، انقضت هذه الأنظمة بتمويل إماراتي على الثورات، وأجهضتها بالقتل والاعتقال والتعذيب، مما كرس القبضة الحديدية والفساد ونهب وتبديد الثروات.
في ضوء هذه الشرور والخراب الذي تسبب به النظام الإماراتي داخليًا وخارجيًا، من الواجب عزله وكف يده عن التدخل في شؤون المنطقة، وعلى وجه الخصوص في القضية الفلسطينية. فإن كان هناك بقية للكرامة، يجب ألا يُسمح لدولة الإمارات بالاستمرار في هذا العبث، فالمسار الذي اتخذته لنفسها في ركب إسرائيل يتناقض مع المنطق والقيم والأخلاق، فلتتحمل المسؤولية وتواجه مصيرها، ولا حاجة للعرب لوجودها بينهم، وهناك من الدول غير العربية اتخذت مواقف مشرفة، يتوجب مد الجسور والتنسيق معها لوضع خطة لمواجهة المخاطر المحدقة.
النظام العربي، وبشكل أوسع الدولي، يعيش في أسوأ حالاته مع قدوم ترامب، الذي اتخذ منهج البلطجة والبيع والشراء في إدارة السياسة الخارجية، فلا أحد يضمن استمرار حماية الولايات المتحدة في مواجهة المخاطر المحيطة، فهذه أوكرانيا تم بيعها في ليلة وضحاها، والاتحاد الأوروبي يواجه معضلة الدفاع عن وجوده، وكندا يريدها ترامب ولاية تابعة له، فهذا التاجر الذي تخلى عن أقرب حلفائه، ألا نتوقع أن يتخلى عن الإمارات وغيرها في لحظة ما؟
على القادة العرب إعادة حساباتهم وترتيب أوراقهم بما يخدم مصالح شعوبهم، وأن يتخلوا عن رهن مصائر شعوبهم ومقدراتهم خدمة لأمريكا وإسرائيل، فيكفي القتل والنهب والتدمير الذي مارسوه طوال عقود، فقد آن الأوان لانعتاق هذه الأنظمة من عبودية أمريكا ونسج تحالفات جديدة تقوم على الندية ومبادئ واضحة تحافظ على الحقوق وسيادة الشعوب.
القمة العربية الطارئة، التي كان من المقرر عقدها في السابع والعشرين من فبراير وتأجلت إلى الرابع من مارس للرد على مشروع ترامب، وسبقها اجتماع لقادة مجلس التعاون الخليجي حضرته مصر والأردن ولم يصدر عنه أي إعلان، كان يجب أن تُعقد فور الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وُلد هشًا، للبحث في طريقة تحصينه واتخاذ خطوات عملية لإغاثة قطاع غزة وإعماره، لا كرد فعل على مشروع وُلد ميتًا.
من الخطأ الجسيم أن تُعقد القمة من أجل هدف وحيد، وهو الرد على مشروع ترامب، فقد فات الأوان وأصبح هذا المشروع في مزبلة التاريخ، ويجب أن يعي هؤلاء الذين ينوون الاجتماع في قمتهم أن مشروع ترامب كان مجرد مناورة للضغط عليهم، لوضعهم في مواجهة الشعب الفلسطيني ودفعهم للتدخل عسكريًا لتفكيك الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لذلك يتوجب الالتفاف على هذا المشروع وعدم إيلائه أي أهمية، والتركيز على اتخاذ قرارات تؤدي بشكل عملي إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإغاثة سكان القطاع وإعماره، والعمل على وقف الإبادة الزاحفة في الضفة الغربية.
لقد ثبت بالدليل القاطع أن نتنياهو وحكومته اليمينية يتحينون الفرص من أجل التوسع والعدوان، وأن التطبيع الذي يسعون إليه ما هو إلا أداة لتحقيق أحلامهم التوراتية، وإن كان من حسنة لمشروع ترامب أنه فضح نوايا نتنياهو، الذي تلقف المشروع ودعا بكل وقاحة إلى إقامة دولة فلسطينية في السعودية، وهي الدولة التي كانت الهدف التالي في التطبيع، وقد قطع الطرفان شوطًا كبيرًا في اللقاءات السرية والعلنية لإنجازه، وكان قاب قوسين أو أدنى من التحقق.
لذلك، يتوجب على هذه القمة أن تكون على مستوى التحديات والاستحقاقات القادمة، فنتنياهو وحكومته يتأهبون للعودة مرة أخرى إلى العدوان، فقد ظهر جليًا عدم التزامهم باتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى، ويضعون شروطًا تعجيزية لإنجاز المرحلة الثانية، وهذا يقتضي التصدي لهم بحسم، حتى لو اقتضى الأمر التدخل عسكريًا، فمن العار أن يعيد النظام العربي الكرة مرة أخرى ويقف متفرجًا على استئناف الإبادة التي بدأها نتنياهو قبل 16 شهرًا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإماراتي الفلسطينية الاحتلال موقف احتلال فلسطين الإمارات رأي موقف مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام الإماراتی فی دولة الاحتلال وقف إطلاق النار مشروع ترامب فی المنطقة إلى فلسطین على مستوى قطاع غزة بن زاید
إقرأ أيضاً:
من هو دان رازين كين الذي اختاره ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي؟
استعرضت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الأسباب التي دفعت ترامب لاختيار الجنرال دان رازين كين لتولي منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السيرة المهنية لكين ثرية حيث تقلد العديد من المهام، من بينها العمل كطيار مقاتل وتولي منصب عميل للاتصال في وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه".
وتضيف أن كين عاد إلى حياته المهنية بعد خروجه الى التقاعد ليشغل منصب رئيس أركان القوات المسلحة الجديد، وقد كان لتوعده سنة 2018 - أثناء الزيارة التي أداها دونالد ترامب إلى العراق في سنة 2018 خلال ولايته الرئاسية الأولى - بقدرته على القضاء على تنظيم الدولة في غضون أسبوع الفضل في وقوع اختيار ترامب عليه خلفا للجنرال تشارلز كوينتون براون جونيور؛ حيث إن التوعد بإنجاز المهام بطريقة أفضل من الآخرين وفي فترة وجيزة دون تكبد تكاليف باهظة من العوامل التي يأخذها دونالد ترامب بعين الاعتبار أثناء تعيين فريق إدارته.
وأفادت الصحيفة أن كين كان أحد الطيارين الذين حلقوا في سماء الولايات المتحدة بعد دقائق من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. في إحدى منشورات وكالة المخابرات المركزية بخصوص الهجوم قال الجنرال الحالي: "لقد قفزنا إلى الطائرات وبدأنا في تشغيلها لقد قضيت في ذلك اليوم ثماني ساعات تقريبا في الجو".
وتخصص كين في مكافحة الإرهاب في عهد جورج دبليو بوش وتقلد العديد من مهام الاستخبارات والعمليات الخاصة.
وذكرت الصحيفة أنه في المجمل تمت إحالة ستة من كبار المسؤولين في البنتاغون إلى التقاعد المبكر، من بينهم الأدميرال ليزا فرانشيتي، التي كانت على رأس البحرية الأمريكية. وفيما يخص تشارلز كوينتون براون جونيور، فقد ألمح وزير الدفاع بيت هيغسيث إلى ضرورة إقالته بسبب دعمه لبرامج التنوع والإنصاف والإدماج داخل الجيش، مشككا في مواصلة حياته المهنية بسبب لون بشرته رغم أن ترامب نفسه عيّنه سنة 2020 على رأس سلاح الجو الأمريكي.
وبحسب الصحيفة فإن السبب الآخر لوقوع اختيار ترامب على كين هو الوفاء المطلق، فبعد فوزه في انتخابات 2016، اختار العديد من المسؤولين التنحي عن مناصبهم بسبب شخصية ترامب المزاجية، من بينهم الجنرال مارك ألكسندر ميلي، الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة، الذي، ذكّر خلال خلاف معه أنه أقسم على خدمة الدستور لا الرئيس.
أداء أفضل من سابقيه
لهذه الأسباب استبعدت الإدارة الجديدة الشخصيات الأكثر تقليدية، مثل الجنرال مايكل كوريلا، الذي يشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. رغم التقدير الذي يكنه ترامب لكوريلا غير أنه اعتبره ينتمي إلى القادة الذين حاولوا التصدي له خلال ولايته الرئاسية الأولى.
وتتساءل الصحيفة عما إذا كان الجنرال دان كاين، بمجرد توليه المنصب واطلاعه على تعقيدات هذه المهمة، سيكون قادرا بالفعل على إنجاز المهام بشكل أفضل مقارنة بغيره وفي فترة قصيرة دون تخصيص موارد طائلة.
في رواية أخرى، رويت بعد خمس سنوات من لقائهما، ذكر ترامب أن كين وعده بهزيمة تنظيم الدولة خلال أربعة أسابيع، زاعما أن كين "لعب دورا حاسما في القضاء التام على تنظيم الدولة ونفذ ذلك في وقت قياسي، في غضون أسابيع قليلة". إلى جانب ذلك، قال ترامب: "العديد من العباقرة العسكريين قالوا إن هزيمة تنظيم الدولة سوف تستغرق سنوات. لكن الجنرال كين قال إنه يمكن معالجة هذه المسألة بسرعة، وأوفى بوعده".
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة بأنه على الرغم من أن تنظيم الدولة لم يعد يسيطر على المنطقة كما هو الحال في سنة 2014، غير أنه لم يتم القضاء عليه نهائيّا، حيث تستمر الخلايا النشطة في سوريا والعراق في العمل واستقطاب المسلحين.