صدى البلد:
2025-04-23@00:20:52 GMT

إلهام أبو الفتح تكتب: اللهم بارك لنا في رمضان

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

كل عام وأنتم بخير.. بدأ أمس شهر الرحمة والغفران شهر رمضان المبارك بقرآنه ونفحاته يحمل معه مغفرة وثوابا وأجرا عظيما لكل من صامه وقامه بإخلاص. 

جاء يحمل معه الخير والبركة، بأجوائه الروحانية التي ننتظرها من العام للعام.

ويشاء الله أن نصوم للعام الثاني على التوالي، نحن وإخوتنا المسيحيين، نحن نصوم رمضان، وهم يصومون الصوم الكبير، في مشهد جميل يعكس المحبة والوحدة الوطنية، ويؤكد أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا.

 

جاء رمضان لتجتمع الأسرة حول مائدة الإفطار والسحور، وتتبادل التهاني، ويصبح كل تركيزنا على الطعام والشراب والموائد العامرة بكل ما لذ وطاب، ومشاهدة الدراما والمسلسلات التي تملأ الشاشات.

لكن رمضان ليس شهر الطعام فقط، ولا موسمًا للمسلسلات والدراما، هو شهر العبادة والتأمل والعمل. 

ولا يجب أن ننشغل بالمأكولات والدراما، وننسى أنها فرصة لنراجع أنفسنا، ونعيد ترتيب أولوياتنا، ونقترب أكثر من الله ومن أحبائنا.. فرصة للطاعة والعبادة.

وكما كتبت في المقال السابق، لا بد أن نراعي صحتنا ونحافظ عليها ونتبع تعليمات الأطباء، فلا إفراط في الطعام، خاصة الدسم والحلويات المشبعة بالسكر والسمن.

كنت أتمنى أن تأخذ الدراما الشكل الوطني والقومي والعربي، لكن كما يريد المشاهد.

شهر رمضان فرصة للصيام عن كل ما يؤذينا ليس فقط عن الطعام والشراب، بل عن الإسراف، والتبذير، والغضب، والانفعال والعادات السيئة. لنجعل منه شهر خير وتغيير حقيقي.

أتمنى أن نبدأ هذا العام صفحة جديدة فى عاداتنا الرمضانية، فلا يكون كل همنا الأكل ومشاهدة المسلسلات والدراما ولكن العمل وفعل الخير وحب الناس وصلة الرحم، وأن يكون شهر عبادة عن حق صوم وصلاة وتوسل إلى رب كريم بالرحمة والمغفرة.

رمضان ليس شهر الطعام ولا شهر الدراما، هو شهر العبادة والعمل.

اللهم تقبل صيامنا وارحمنا واغفر لنا وبارك في أعمالنا، وزد في أرزاقنا، وأزل عنا همومنا.

اللهم اجعلني من السعداء الذين يخرجون من هذا الشهر فرحين بقبول أعمالهم وصيامهم وصلاتهم.

وكل عام وأنتم بخير.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رمضان شهر رمضان رمضان كريم المزيد

إقرأ أيضاً:

هبة عبد العزيز تكتب.. لنفرح ونبتهج.. عيد فصح مجيد

جاء الملاك إلى يوسف فى الحلم  وقال له ( قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك،  لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه )  متى ٢:  ١٣  .١٥  ..... ولعلى أتأمل معكم قرائى الأعزاء  بعد قراءة تلك الكلمات المباركة،  وذلك تزامنا مع الإحتفال بذكرى الميلاد هذا العام فكرتى:  "الهروب إلى المستقبل" و"الأمل فى القادم".

وقد أرى أنه من الأهمية أن نتعلم  فى معنى " الهروب إلى المستقبل" أمران هما:  متى يكون الهروب بمثابة الخروج الآمن؟  وممن يمكن أن نهرب؟، وكذلك أعتقد أنه من الجيد جدا فى معنى " الأمل فى القادم" أن ندرب أنفسنا على أن الحياة أمل مسبوق بالعمل، وغالبا ما يكون الأمل هو "مفتاح الخلاص" هذا الخلاص الذى نسعى إليه من آلالام وأوجاع تعيش بداخلنا أو تحيط بنا، والتى قد تحاول أحيانا أن تسحق وتكسر عظامنا، أو تطرحنا أرضا نعانى العجز والإحباط، إلا أن حسن إيماننا ويقيننا الصادق بالله هو الذى يعيننا دائما على مواجهة كل ما يحدث لنا أو حولنا من شرور أو أزمات.

وأحيانا كثيرة يبدو لى أن الأمل يشتد أكثر كلما زادت الشدة، فكما يقولون  أن " الحاجة هى أم الإختراع" بحيث تصبح الحاجة للخلاص هى الحالة المسيطرة علينا، وحينها نجد أن أغلب جوارح الأنسان وطاقته تبدأ فى العمل جميعها بإتجاه الخروج من تلك الحالة البائسة....حالة الضيق واليأس والمعاناة، إلى أن يظهر ضوء لنهار جديد من بعد ساعات العتمة الطويلة، وكما هو معلوم أن ضوء النهار دائما يأتى بعد ظلمة الليل الطويل،  وأن الفرج أيضا لا يأتى إلا بعد الضيق، وهنا يحضرنى قول جميل لسيدنا على بن أبى طالب يقول فيه "كل الحادثات إذا تناهت فموصل بها الفرج". ولعلى أرى أيضا أنه من المهم جدا أن يمتزج الأمل بالعمل فى وضع خارطة طريق محددة المعالم لنسير عليها، وإلا سنضطر للسير قى طرق ضبابية، ربما تصل بنا إلى  قرارات أو نتائج كاريثة.

ويشهد لنا تاريخنا الطويل أننا كمصريون، قد مررنا بأوقات صعبة بل ومصيرية لا تعد ولا تحصى، ولربما أيضا كانت تلك الأيام والأعوام أشد، أثقل وأكثر عتمة وقتامة من عامنا المضى، الذى حمل الكثير من الأحداث والتغيرات والتى شملت مستويات عدة منها العام والشخصى....  فقد مر على الكثير منا بالكثير من الضغوط والمعاناة. إلا أننا إجتزنا كل صعاب ومعوقات الماضى، ومما يعطينا الأمل لنعمل ونحن مؤمنين بأننا سنجتاز كل ما نواجهه دائمامن صعاب بإذن الله.

وحيث نحتفل هذه الأيام بقدوم عام جديد، كما يحتفل عدد من  أصحابنا وأصدقائنا وجيراننا وشركائنا فى الوطن بأعيادهم  فى عيد الميلاد المجيد، أدعو الله أن نحظى كلنا هذا العام والأعوام المقبلة بالفرح والإنفراج لنا كأشخاص ولوطننا مصر، وأطلب من الله يهب سلامه لمناطق الصراع فى العالم وخاصة لجيراننا وأشقائنا فى سوريا واليمن والعراق وليبيا.

فعلم المقارنة بين الأديان يخبرنا بأنه كثيرا ما كان يحدث أن ينتشر الإيمان فى مكان ما بين الناس أملا فى فكرة الخلاص، فقد كان ظهور الرسول المخلص فى زمن مقبل، فكرة متمكنة فى كثير من الأحيان، وذلك لأن الرجاء فى الخير يعد أصل من أصول الأديان، وأن الأمل فى الصلاح كذلك كان وسيظل من أهم مواد الحياة الأنسانية، التى يبثها الله فى ضمير خلقه، ويفتح بها لهم سبيل الإجتهاد فى محاولة مستمرة طوال الوقت أو أغلبه للوصول للكمال الذى لم ولن يتحقق أبدا على الأرض، فالكمال لله وحده لا شريك له، ولكنها طبيعتنا كلنا نحن معشر البشر، نسعى له كلا منا ولكن بدرجات مختلفة، فتلك هى الفطرة التى فطرنا الله عليها.

ويذكر أستاذنا عباس محمود العقاد فى كتابه (حياة المسيح) أن الزمن الذى ظهر فيه سيدنا عيسى كانت له آفتان: إحداهما غلبت المظاهر على كل شىء، بحيث إنتقلت الحضارة من النفس إلى الجسد، وقد تحجرت الأشكال والأوضاع فى الدين والحياة الإجتماعية، والآفة الآخرى كانت سوء العلاقة بين الأمم والطوائف، أى أن الدنيا حينها كانت آفتها مظاهر الترف ومظاهر العقيدة. فهل كان لتلك الآفات خلاص غير ذلك الخلاص؟ وهو مجىء سيدنا عيسى برسالته السماوية د؟ وهل كانت المسيحية إلا العقيدة التى تدعو إلى الخلاص من حيث يرجى وهيهات لها فى غيره خلاص؟.

لذا كان الإيمان بإنتظار المسيح على أشده بعد زوال مملكة دادود وهدم الهيكل الأول، حيث بدأ يردد الشعب الإسرائيلي وعود أنبيائه بعودة الملك (بضم الميم) إلى أمير من ذرية داود نفسه، ثم ترقى الإيمان بالمسيح بمعنى (الملك)  " بفتح الميم" إلى الإيمان بالمسيح بمعنى (المختار أو النذور للصلاح والهداية)، وقد تعاظم الأمل أكثر فى ذلك كلما استحكم الظلم.
فكم كان العصر الذى ظهر فيه السيد المسيح فى أشد الإحتياج إلى السكينة والتسليم والثقة بالإيمان والتطهير  من الفساد المنتشر آنذاك فى بلاط الملك هيرود أو هيرودس. فقد إنطلق السيد المسيح من أساس أن الله هو مبدأ الوجود، وجاء ليخلص المجمتع من الحالة الهمجية وشديدة العنصرية  السائدة إلى مجتمع راقى تسود فيه قيم المحبة والسلام والخير  ، جاء ليأخذ بيدهم إلى مدارج عليا من الإحساس الراقى والمشاعر الطيبة، فقد كان مولده مولد فرح لتلك الأرض المعذبة، وكان بمثابة تجسيد لمحبة الله للبشرية ورسالة سلام للإنسان للمصالحة مع الله والعمل بوصياه، والإيمان بحضوره فى أعماق الضمير.

ومع بدايات عام جديد من الحياة تعالوا (سواء أفراد أو جماعات بل وأنظمة)  نسأل سؤالا وهو: أين ستكون قبلتنا لهذا العام؟ هل هى قبلة الحب والسلام أم قبلة الكره والحرب؟ فالإتجاه مهم... ولا يقل عنه أهمية إلى أى مدى سيدوم، وكل ما سيلى ذلك من تفاصيل هو بالأساس كان إختيار.

ودعونى أختم مقالى هذا بتلك الكلمات الإنسانية، التى تبرهن أن الرسالات السماوية جاءت لتكمل بعضها البعض لا لتتنازع:

(لاتظنوا أننى جئت لأنقص الناموس أو الأنبياء، وما جئت لأنقص بل لأكمل،فأنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو كلمة واحدة من الناموس حتى يكون الكل....) كما جاء فى الأصحاح الخامس.
فالمجد للله دائما... وعلى الأرض السلام... وبالناس المسرة.

مقالات مشابهة

  • تحذير من تخزين الطعام بورق الألمنيوم
  • مسلسلات رمضان 2025.. ارتفاع مشاهد التدخين والتعاطي مقارنة بالعام الماضي
  • تأثير الطعام على الأدوية
  • نازحون بغزة يستخدمون كتب الجامعة وقودا للطهي
  • 3 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف مركز توزيع طعام
  • تكية في الفاشر لتقديم الطعام لنازحي مخيم زمزم في شمال دارفور
  • هبة عبد العزيز تكتب.. لنفرح ونبتهج.. عيد فصح مجيد
  • سباحو الفتح يُتوجون بكأس بطولة السباحة لأندية الأحساء والهيئات والمراكز
  • المشي بين الوجبات: متى يكون أكثر فائدة لصحتك؟
  • إلهام أبو الفتح تكتب: في شم النسيم .. أين حديقة الحيوان؟