عربي21:
2025-03-01@14:19:47 GMT

حين تخجل من إلقاء تحية الصباح!

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

ـ 1 ـ

اعتدت أن ألقي تحية الصباح كل يوم على إخوتي وأفراد أسرتي المقيمين في طولكرم ومخيمها، في الآونة الأخيرة صرت أخجل حين أكتب لهم "صباح الخير" وأنا أعلم أنهم لم يروا الخير منذ زمن طويل، بعد أن "حرثت" آليات الاحتلال شوارع المدينة ومخيمها، ودمرت عددا غير قليل من منازلها وكثيرا من بنيتها التحتية، وهجرت جل سكان المخيم، هؤلاء الذين هجروا قبل سبعين عاما ونيف من قراهم ومدنهم شمال فلسطين: يافا وما حولها من قرى، ومدن وبلدات الساحل الفلسطيني، ثم لاحقتهم إلى مخيمهم، وهجرتهم إلى اللامكان!

بالنسبة لي، إعادة إنتاج نكبة أو نكبات صغيرة، في مخيمات ومدن الضفة الفلسطينية، ليست حدثا قابلا للتعاطف الإنساني، إنها كابوس شخصي، ويمس جزءا من عائلتي الصغيرة، فضلا عن عائلتي الكبيرة: أبناء الشعب الفلسطيني، لا يمكن لشخص سوي حتى لو لم يكن فلسطينيا، أن يمارس حياته وروتينه اليومي، وكأن ما يجري على بعد ساعة سفر من سكناه، لا يعنيه، فكيف يكون الحال وأنت أحد ضحايا الكيان المحتل شخصيا؟

ما لا يريد أن يعرفه سموتريتش وبقية العصابة التي تحكم في تل أبيب، أن الزمن تغير، الفلسطيني الذي ترك أرضه جهلا أو قهرا أو تآمرا عام النكبة الأولى، هو ليس الفلسطيني اليوم، ف "لا هجرة بعد الفتح" والفتح هنا هو طوفان الأقصى الذي غير كل مفردات الصراع، منذ نحو ثمانية عقود تحارب "إسرائيل" شعبا غير موجود، وفق مقولة غولدا مئير رئيسة وزرائها السابقة: " لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني" ورغم عدم وجود هذا الشعب(!) لم تنتصر "إسرائيل" على هذا الشعب غير الموجود!حين أرى فيلما وثائقيا عن يافا، وقريتي التي كانت تعيش وادعة على بعد كيلو متر أو أكثر قليلا من المدينة، يحلو لي أن أتخيل ماذا كان سيكون مسار حياتي والآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، لو لم يحصل كل ما حصل من نكبة واحتلال، وأصاب بصداع مركب، وأنا أرى كيف يعاد إنتاج النكبة ولكن بصورة أكثر وحشية وبشاعة خاصة في غزة!

ـ 2 ـ

كان يمكن أن يكون مسار حياتي وآلاف اللاجئين والنازحين مختلفا عما جرى، المخيف أن هذا المسار المفترض ليس مهما أمام ما يحصل الآن من المسارات المخيفة التي تنتظر بقية أبناء الشعب الفلسطيني، سواء من عانوا النزوح واللجوء، أم من لم يعانوا منه، فكل الشعب الفلسطيني اليوم برسم الإبادة الحسية أو المفترضة، عبر القتل فيزيائيا، أو إنهاء استقرارهم وإيقاع حياتهم اليومية، وتخييرهم بين الخضوع للاحتلال والعيش كما العبيد، أو الهجرة "الطوعية!" أو القتل، والحقيقة أن هذه الخيارات اليوم "المتاحة" أمام الشعب الفلسطيني هي نفسها العناصر التي وضعها بتسلئيل سموتريتش في "خطة الحسم" ويجري تطبيقها اليوم بمنتهى الحَرْفية والتفاصيل!

جل العرب وكثير من دوائر صنع القرار في الغرب، منشغلة اليوم بإخراج "أسرى" العدو من أيدي المقاومة في غزة، (لا أحد من هؤلاء يتحدث عن آلاف الأسرى والمختطفين الفلسطينيين في سجون العدو!) وهؤلاء أنفسهم منشغلون أكثر في اليوم التالي في غزة، طبعا بدون المقاومة بتشكيلاتها حماس والجها وبقية الفصائل، ليست مهمة حياة أكثر من مليوني فلسطيني يرتعشون من البرد والجوع وهم يقيمون في خرق بالية على حطام بيوتهم فيما بقي من غزة، المهم أن لا يكون هناك مقاومة، لأنها الوحيدة التي أعادت كتابة التاريخ الحالي ليس لفلسطين وبلاد الشام فقط، بل لكثير من البلاد حتى البعيدة منها.



بالسبة لهؤلاء وأولئك، كانت المقاومة هي "العورة" التي يتعين محوها من الوجود، كي تبقى خيارات سموترتش الثلاثة هي فقط المتاحة أمام الفلسطيني، وفي الوقت التي تقرر فيه المقاومة إلقاء سلاحها (وهي لن تفعل طبعا) فسيكون عليها هي وغزة أن تواجه ما واجهه مسلمو البوسنة والهرسك، حين حاصر الصرب سربرنيتسا سنتين، حيث لم يتوقف القصف لحظة، كان الصرب يأخذون جزءًا كبيرًا من المساعدات التي تصل إلى البلدة، ثم قرر الغرب تسليمها للذئاب: الكتيبة الهولندية التي تحمي سربرنيتسا تآمرت مع الصرب، وضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل "الأمان"! 

ـ رضخ المسلمون بعد إنهاك وعذاب، وبعد أن اطمأن الصرب، انقضوا على سربرنيتسا، فعزلوا ذكورها عن إناثها، جمعوا 12,000 من الذكور (صبيانًا ورجالًا) وذبحوهم جميعًا ومثَّلوا بهم.

ـ كان بعض المسلمين يتوسل إلى الصربي أن يُجهز عليه من شدة ما يلقى من الألم..! 

ـ كانت الأم تمسك بيد الصربي.. ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها، فيقطع يدها ثم يجز رقبته أمام عينيها. 

ـ وبعد ذبح سربرنيتسا.. دخل الجزار رادوفان كاراديتش المدينة فاتحًا وأعلن:  سربرنيتسا كانت دائمًا صربية، وعادت الآن إلى أحضان الصرب، حماس لن تلقي السلاح، ولن يعيد التاريخ نفسه في غزة كما حصل في سربرنيتسا!

ـ 3 ـ

ما لا يريد أن يعرفه سموتريتش وبقية العصابة التي تحكم في تل أبيب، أن الزمن تغير، الفلسطيني الذي ترك أرضه جهلا أو قهرا أو تآمرا عام النكبة الأولى، هو ليس الفلسطيني اليوم، ف "لا هجرة بعد الفتح" والفتح هنا هو طوفان الأقصى الذي غير كل مفردات الصراع، منذ نحو ثمانية عقود تحارب "إسرائيل" شعبا غير موجود، وفق مقولة غولدا مئير رئيسة وزرائها السابقة: " لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني" ورغم عدم وجود هذا الشعب(!) لم تنتصر "إسرائيل" على هذا الشعب غير الموجود!

الطريق لم تزل طويلة أمام تحرير فلسطين، ولكن التحرير بدأ، وحتى ذلك الحين الذي لن يكون بعيدا، سأستمر في إلقاء تحية الصباح على من بقي من أسرتي في طولكرم ومخيمها، وسيردون على التحية بأحسن منها، فهم من يمدني بالأمل والصمود، وهم من يُصدّرون لنا في الشتات الكثير من الأمل والخير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال فلسطين احتلال فلسطين تهجير رأي مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی هذا الشعب فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير العمل: القدس عاصمة فلسطين ونرفض تهجير الشعب الفلسطيني

كتب- محمد أبو بكر:

ترأست مصر ممثلة في محمد جبران، وزير العمل، اجتماع مجلس إدارة منظمة العمل العربية في دورته الـ 102، المنعقدة اليوم الخميس بالقاهرة، بحضور فايز المطيري، المدير العام للمنظمة، وممثلي أطراف الإنتاج الثلاثة في الدول العربية (الحكومات، أصحاب الأعمال، العمال)، إضافة إلى عدد من المنظمات العربية والإقليمية ذات الصلة.

توحيد المواقف العربية وتعزيز التعاون المشترك

أكد "جبران"، خلال كلمته، أهمية توحيد المواقف العربية وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات الراهنة، مشيدًا بجهود الرئيس السيسي في دعم وحدة الصف العربي.

وأعرب عن أمله في أن يسفر الاجتماع عن نتائج إيجابية تلبي تطلعات الشعوب العربية، وتسهم في دعم خطط التنمية، وتعزيز الحماية الاجتماعية، وتشجيع الاستثمار، وخلق فرص عمل، وإعداد الكوادر الشبابية لمواكبة متغيرات سوق العمل.

كما هنأ "جبران"، منظمة العمل العربية بمناسبة مرور 60 عامًا على تأسيسها، وجامعة الدول العربية بمناسبة 80 عامًا على إنشائها، مثمنًا جهود فايز المطيري في تطوير عمل المنظمة وتعزيز دورها العربي والدولي.

وأشار وزير العمل، إلى أن الدورة الحالية للمجلس تأتي في توقيت مهم، يسبق انعقاد مؤتمر العمل العربي في دورته الـ 51، وفي ظل تحديات تؤثر على أسواق العمل وفرص التشغيل في الدول العربية، ما يستدعي مزيدًا من التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء.

أوضاع العمال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة

تناول "جبران"، في كلمته ملف أوضاع العمال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للعالم العربي حتى تحقيق الاستقلال الكامل لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

وشدد على دعم مصر الكامل للشعب الفلسطيني في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية إزاء جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وفي ختام كلمته، أعرب وزير العمل، عن ثقته في أن تحقق الدورة الحالية نتائج مثمرة تعكس التعاون العربي المشترك، داعيًا إلى مواصلة العمل في إطار الحوار البناء لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العمل اللائق في العالم العربي.

شهد الاجتماع مناقشة عدد من التقارير، من بينها متابعة قرارات الدورة السابقة للمجلس، واستراتيجية ريادة الأعمال في الوطن العربي، إلى جانب التقارير المالية والتنظيمية، واستعدادات المنظمة للمؤتمرات والفعاليات العربية والدولية المقبلة.

اقرأ أيضًا:

بفارق 52 دقيقة.. تعرف على أقصر وأطول يوم صيام في رمضان 2025

وزيرة التنمية المحلية تُحيل 25 موظفًا للتحقيق بسبب الغياب بدون إذن

4500 فرصة عمل.. رئيس الوزراء يفتتح مصنع "إيجيبت كادي" للمنسوجات

ارتدوا الملابس الشتوية الثقيلة.. تحذير من "الأرصاد" للمواطنين بشأن الطقس

مساعدات ووقود..استقبال 179 شاحنة عبر معبري العوجة وكرم أبو سالم تمهيدًا لإدخالها إلى غزة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

محمد جبران وزير العمل تهجير الشعب الفلسطيني فلسطين

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة فرص عمل متاحة في لبنان برواتب تصل لـ750 دولار أمريكي.. التخصصات والتقديم أخبار العرابي: القضية الفلسطينية تتعرض اليوم إلى أكبر هجمة منذ 1948 أخبار المستشار محمود فوزي: الحكومة تُعد تشريعًا لتنظيم العمالة المنزلية أخبار فتح باب التقدم لـوظائف قيادية بوزارة العمل أخبار

إعلان

رمضانك مصراوي

المزيد دراما و تليفزيون رمضان 2025.. تعرف على أبرز شخصيات "معاوية" المسلسل المثير للجدل "صور" جنة الصائم الإفتاء: تجديد نية الصيام كل يوم في رمضان الأصل والأفضل.. ونية واحدة تكفي سفرة رمضان منها السمبوسة.. أشهر 5 أكلات على مائدة إفطار أول يوم رمضان أخبار وتقارير بفارق 52 دقيقة.. تعرف على أقصر وأطول يوم صيام في رمضان 2025 رمضان ستايل سعر خيالي لـ جوانتي محمد رمضان المفقود.. ومكافأة لمن يجده

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد دراما و تليفزيون رمضان 2025.. تعرف على أبرز شخصيات "معاوية" المسلسل المثير للجدل "صور" جنة الصائم الإفتاء: تجديد نية الصيام كل يوم في رمضان الأصل والأفضل.. ونية واحدة تكفي سفرة رمضان منها السمبوسة.. أشهر 5 أكلات على مائدة إفطار أول يوم رمضان أخبار وتقارير بفارق 52 دقيقة.. تعرف على أقصر وأطول يوم صيام في رمضان 2025 رمضان ستايل سعر خيالي لـ جوانتي محمد رمضان المفقود.. ومكافأة لمن يجده

إعلان

أخبار

وزير العمل: القدس عاصمة فلسطين ونرفض تهجير الشعب الفلسطيني

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك عطل يضرب انستاباي للتحويلات اللحظية للأموال عبر الموبايل بفارق 52 دقيقة.. تعرف على أقصر وأطول يوم صيام في رمضان 2025 رسميا.. الخريطة الكاملة لمسلسلات وبرامج رمضان على قنوات "MBC" ومنصة "شاهد" (صور) للإعلان كامل للإعلان كامل 21

القاهرة - مصر

21 11 الرطوبة: 34% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني.. تحية تقدير من وزير الداخلية للعاملين في المديرية
  • السيسي: ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 58 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 58 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة
  • وزير العمل: القدس عاصمة فلسطين ونرفض تهجير الشعب الفلسطيني
  • الإمارات: صون حقوق الشعب الفلسطيني موقف ثابت
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 57 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 57 لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة
  • البرلمان العربي يرفض أي رؤية لتهجير الشعب الفلسطيني ويدينها