رمضان 2025.. بين أمل الشعوب وألم الفقد في غزة وسوريا والسودان
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
يطلّ علينا رمضان هذا العام، كما في كل عام، ببهائه الروحي ونوره الذي يضيء القلوب قبل البيوت، لكنه يحمل معه أيضًا مرآة الحقيقة التي تعكس أوجاع أمتنا. إنه شهر الرحمة والمغفرة، لكنه لا يحجب عن أعيننا جراح غزة التي تنزف، ولا أنين السودان الذي يرزح تحت وطأة الألم، ولا دموع أمٍّ أضحت مائدتها موحشة بعد أن غاب عنها الأحبة شهداء، فصار الإفطار مجرد طقس لا يكتمل، بل ذكرى تفيض بالوجع.
رمضان الذي لطالما كان شهر اللقاءات العائلية والسمر بعد التراويح، أصبح هذا العام في كثير من البيوت موسم الفقد، حيث يجلس الناجون منهكين على موائد لم تعد تكتمل، يسترجعون أصوات من رحلوا، كأنهم لا يزالون هناك، حاضرون رغم الغياب.
لكن وسط هذا المشهد القاتم، ينبعث نور آخر. هناك في الشمال، في سوريا التي تعيش رمضانها الأول منذ أكثر من نصف قرن بعيدًا عن سطوة آل الأسد، تتسلل نسائم الأمل في شوارع لم تعرف الفرح منذ عقود. رمضان هنا ليس فقط شهر الصيام، بل شهر استعادة الحياة، شهر تذوق الحرية ولو بطعم الألم. فالأمل لا يأتي نقيًّا، بل يُعجَن بالدموع، لكنه يبقى أملًا، ينبض في القلوب التي لم تنكسر رغم كل شيء. إنها بداية جديدة، وإن كانت متعثرة، لكنها تذكير بأن الليل مهما طال لا بد أن يعقبه فجر.
يبقى رمضان شهر الرجاء، شهر الدعاء الذي لا ينقطع، شهر اليقين بأن بعد كل ليل طويل لا بد أن يسطع الفجر، وأن من صبروا على الجراح سيشهدون يومًا نور الخلاص.وفي غزة، حيث الصيام امتزج بالصمود، يرفع الأطفال أكفهم في صلاة التراويح، يدعون لمن فقدوهم ولأوطانهم الجريحة. في السودان، حيث الدماء لم تجف، يتشارك الناس القليل مما تبقى لديهم، فموائدهم ليست فقط للطعام، بل دروس في الصبر والتضامن. وفي اليمن، حيث الحصار والجوع، يصبح التمر والماء نعمة يدركها من لا يجدونها.
رمضان يعيدنا إلى جوهر الأشياء، إلى الحقيقة العارية التي لا يجملها صخب الحياة اليومية. إنه يذكرنا بأن الإفطار ليس مجرد طعام، بل اجتماع أرواح، وأن السحور ليس مجرد وجبة، بل فرصة لتضرع صادق بين يدي الله. لكنه يضعنا أيضًا أمام امتحان قاسٍ حين نتأمل موائد باتت فارغة، وبيوتًا فقدت أصوات أحبّتها، وأوطانًا تبحث عن سلامها الضائع.
ومع ذلك، يبقى رمضان شهر الرجاء، شهر الدعاء الذي لا ينقطع، شهر اليقين بأن بعد كل ليل طويل لا بد أن يسطع الفجر، وأن من صبروا على الجراح سيشهدون يومًا نور الخلاص. فسلامٌ على غزة وهي تصوم رغم الجراح، وسلامٌ على السودان وهو يتلمس طريقه بين الركام، وسلامٌ على سوريا التي بدأت تكتب صفحة جديدة في تاريخها، وسلامٌ على كل من جعل من هذا الشهر جسراً يعبر به نحو رحمة الله ونور الأمل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه رمضان العرب رأي أوضاع رمضان مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
من الرفاهية إلى الدعم الاجتماعي.. ما الذي تحتويه حقيبة هدايا الأوسكار لعام 2025؟
ككل عام، لا يعود المرشحون لجوائز الأوسكار إلى منازلهم فارغي الأيدي، سواء فازوا أم لم يفوزوا. ويبدو أن حقيبة هدايا الأوسكار لعام 2025، والتي تصل قيمتها إلى ستة أرقام، ستُعطي المرشحين تجربة استثنائية، لما تتضمنه من جوائز فاخرة.
تستمر شركة Distinctive Assets، المسؤولة عن تحضير حقيبة الأوسكار، في تقديم هدايا فاخرة مثل السلع الراقية ومنتجات أخرى تهدف إلى دعم المجتمعات المحلية. وهذا العام، شملت الهدايا تقديم منتجات وخدمات من الشركات الصغيرة، كذلك سعى المعنيون إلى دعم المجتمع المتضرر من حرائق لوس أنجلوس.
إلى جانب مجموعة من مستحضرات التجميل باهظة الثمن والإقامة في منتجع خمس نجوم، سيحصل كل مرشح على عضوية في Bright Harbour، التي تقدم دعماً للعائلات المتضررة من حرائق الغابات في سبيل التعافي من الكوارث. كما سيحصل كل مرشح على خدمة إدارة مجانية لمشروع تجديد منزل، مقدمة من شركة ميزون للإنشاءات.
وفي هذ السياق، تقول لاش فاري، مؤسسة شركة Distinctive Assets: "نحن نقدم هذه الهدايا ليس فقط للمتعة والرفاهية، ولكن كوسيلة لإحداث فرق في المجتمع، خاصةً بعد الكوارث الطبيعية التي شهدناها هذا العام".
Voir cette publication sur InstagramUne publication partagée par Distinctive Assets (@swagassets)
ماذا تحتوي حقيبة هدايا الأوسكار لعام 2025؟تحتوي حقيبة هدايا الأوسكار لهذا العام على العديد من الهدايا الفاخرة، أبرزها:
- إقامة فاخرة لمدة أربع ليالٍ في منتجع "جوالي المالديف"
- إقامة خمس ليالٍ في منتجع فاخر في تلال سريلانكا
- إقامة في فندق "كوتون هاوس" في برشلونة
- مجموعة من منتجات "مياج" للعناية بالبشرة
- مجموعة من مستحضرات التجميل والعناية بالشعر من "لوريال باريس"
- مجوهرات من OMGIGI
Relatedللمرة الثانية حرائق لوس أنجلوس تؤجل ترشيحات الأوسكار أول أوسكار في تاريخ أوكرانيا من نصيب وثائقي طويل عن الحرب في ماريوبول لا أرض أخرى.. وثائقي مرشح للأوسكار يروي معاناة الفلسطينيين مع الاستيطان بالضفة المحتلة- خدمات لنحت الجسم مع الدكتور توماس سو
- علبة هدايا فاخرة تحتوي على 20 قطعة من منتجات الشفاه من Petty Pout
- مستحضرات العناية بالبشرة من العلامة السويسرية INSTYTUTUM
- كتاب طاولة قهوة بعنوان "رحلة آيسلندا - من الظلام إلى النور" بقيمة 950 دولارًا
- مسحوق الخضروات الغني بالمغذيات الموصى به من الأطباء
- توت العليق المجفف والمغطى بالشوكولاتة من TruFru
- منتجات فاخرة من Beboe
- مجموعة من المنتجات المخصصة للكلاب
وتتضمن الحقائب أيضًا منتجات أخرى لا يمكن تجاهلها، من "كيت براون استوديو" الذي يقدم ملابس كلاب فاخرة، مما يجعل الحقيبة هذه العام مزيجًا متنوعاً.
Une publication partagée par Distinctive Assets (@swagassets)
تأثير الهدايا على المشاهير والمجتمعمن أبرز الأهداف التي يسعى المسؤولون عن تحضير حقيبة هدايا الأوسكار إلى تحقيقها هذا العام، هي تقديم الدعم المجتمعي، فقد أكدت لاش فاري أن الهدايا تأتي "لإسعاد الأشخاص ولإحداث فرق في حياتهم". سواء كانت الهدايا للاستخدام الشخصي أو لمساعدة من فقدوا منازلهم، وتأمل الشركة في أن يكون لهذه الهدايا تأثير إيجابي داخل مجتمعاتهم.
وبينما يتلقى النجوم هدايا باهظة الثمن، يبقى التساؤل حول مدى تأثير هذه الهدايا على المجتمع وكيف يمكن أن تستخدم هذه المنتجات الفاخرة لدعم قضايا أكبر، مثل الكوارث البيئية والمجتمعية.
وإذا كنت تتساءل عن تفاصيل حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام، فسيُقام في 2 آذار/ مارس 2025، وسنكون على موعد مع القصص المثيرة التي سنوافيكم بها قريبًا، بما في ذلك توقعاتنا للفائزين هذا العام.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية 620 أسيرا فلسطينيا إلى الحرية مجددا ضمن آخر دفعة من صفقة التبادل إليكم القائمة الكاملة لترشيحات جوائز الأوسكار 2024 إطلالةٌ مذلة أم إثبات وجود؟ الجدل حول فستان بيانكا سينسوري العاري يكشف كواليس العلاقة مع كانييه ويست جائزة أوسكاركماليات مهرجان الأفلامهوليوود، كاليفورنياسينما