قبل ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، هدد مسؤول إسرائيلي باستئناف الحرب على غزة. ومن جانبها طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الوسطاء والضامنين والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للدخول في المرحلة الثانية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أحد المسؤولين أن العودة إلى الحرب ليست مناورة تفاوضية، وأن هناك تفاهمات مع واشنطن لدعم تحركات إسرائيل إذا اختارت العودة للقتال.

يأتي ذلك بعد أن عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة الماضية مشاورات بشأن انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية ووزراء الدفاع والخارجية والشؤون الإستراتيجية والمالية.

وعاد الوفد الإسرائيلي المفاوض الليلة الماضية من القاهرة بعد أن رفضت حركة حماس طلبا إسرائيليا لتمديد المرحلة الأولى 42 يوما إضافيا، وعدم الدخول في المرحلة الثانية المتفق عليها.

وقد وصفت مصادر الجانبين جولة المباحثات غير المباشرة بينهما في العاصمة المصرية بأنها كانت غير جيدة. كما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن نتنياهو يبحث مع وزرائه إمكانية استئناف الحرب. وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن إسرائيل رفضت الانسحاب من قطاع غزة وإنهاء الحرب.

لكن موقعي "أكسيوس" الأميركي و"والا" الإسرائيلي أشارا الى أن الوفد الإسرائيلي سيعود للقاهرة في وقت لاحق.

وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا وفق ما هو متفق عليه، لكنها تهربت من ذلك. .

موقف حماس

في المقابل، وصفت حماس شروط إسرائيل بأنها غير معقولة وحملتها المسؤولية عن تعثر المفاوضات، وجددت التأكيد على التزامها الكامل بتنفيذ كل بنود الاتفاق بجميع مراحله وتفاصيله.

وطالبت حماس الوسطاء والضامنين والمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي، للالتزام بدوره في الاتفاق بشكل كامل، والدخول الفوري في المرحلة الثانية، دون أي تلكؤ أو مراوغة.

إعلان

وأكد حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس أنه لا توجد الآن أي مفاوضات مع حماس بشأن المرحلة الثانية من اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول إعادة الأمور إلى نقطة الصفر.

وقال في تصريحات صحفية إن "الاحتلال يتهرب من الالتزام بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة، ويريد استعادة أسراه مع إمكانية استئناف العدوان على القطاع" الفلسطيني المدمر.

خطة إسرائيلية

وفي سياق متصل، نقلت "غارديان" عن مسؤولين في المجال الإنساني قولهم إن "الجيش الإسرائيلي قدم للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة خطة لإدارة غزة تتضمن فرض سيطرة إسرائيلية أكثر صرامة مما كانت عليه قبل الحرب، وإن الخطة تثير الشكوك بشأن نية حكومة نتنياهو الانسحاب".

وأضافت الصحيفة البريطانية أن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية عرضت مخططا لتوزيع الإمدادات عبر مراكز لوجستية خاضعة لرقابة مشددة، حيث يتم تسليمها إلى فلسطينيين خضعوا للتدقيق الأمني.

وأشارت إلى أن المخطط نسخة تمت تجربتها قبل أكثر من عام في غزة، ويحمل اسم "الفقاعات الإنسانية" لكن التجربة أجهضت بعد بضع محاولات في منطقة شمال غزة.

واكتملت أول أمس الخميس عمليات تبادل الأسرى بالمرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد نجاح الوساطة التي قادتها قطر ومصر والولايات المتحدة.

وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد حرب إبادة إسرائيلية ضد القطاع الفلسطيني على مدى 15 شهرا، مما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف شخص، ودمار هائل لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المرحلة الثانیة المرحلة الأولى

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: التهديد باستئناف حرب غزة لتحقيق رؤية ترامب استعراض فارغ

مع مرور الوقت، يتضح أن هدف الاحتلال الإسرائيلي من الحرب الحالية ليس فقط إزالة التهديد الماثل أمامه، ولا القضاء على قوى المقاومة الفلسطينية واستعادة الأسرى، بل أيضًا إعداد الأرضية لارتكاب أفعال تشكّل جريمة حرب، مع أن ما مرّ من أحداث بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار كانت ضرورية كي يفهم الوسط الإسرائيلي عدم جدوى استمرار الحرب، بسبب التغيير الدراماتيكي المتوقع في أهدافها.

وذكر الكاتب بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، عيناف شيف أن "الوزير يسرائيل كاتس المتفاخر دائما بنفسه، ولا يعيره رئيسه بنيامين نتنياهو أي أهمية، وينشغل دائما بالعرض المسرحي البائس الفارغ باستخدام متكرر لكلمة لقد أمرت ولقد أمرت، وآخرها استعراضه بالتهديد أن حرب غزة "الجديدة ستكون مختلفة في شدتها عما سبقها من وقف إطلاق النار، ولن تنتهي دون أن تستسلم حماس وهزيمتها وإطلاق سراح جميع المختطفين، بما يسمح بتحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة". 


وأضاف شيف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "لا ينبغي لنا تجاهل التصريحات الفارغة الرنانة التي قد نستنتج منها أن غزة قبلت خلال الخمسمائة يوم الأخيرة بالرؤية الإسرائيلية الطامحة لهزيمة حماس، وإطلاق سراح جميع المختطفين، وكأن هذين الهدفين لم يكونا متعارضين طوال أشهر الحرب، مما كلّفنا إزهاق العديد من أرواح المختطفين، كما شهد بذلك سلف كاتس في منصبه، يوآف غالانت وكبار أعضاء فريق التفاوض". 

وأوضح أن "اللافت للنظر هنا حالة اللامبالاة التي أضاف بها كاتس هدفا جديدا للحرب، وهي تمكين تحقيق رؤية ترامب بشأن غزة، وبلغة أقل ركاكة خطة تهجير الفلسطينيين من غزة، التي تتعارض مع القانون الدولي والأخلاق الإنسانية، مما يؤكد أننا أمام شخص عقله مسحوب، وغير قادر على هضم مفهوم التعقيد تماماً كما لا يستطيع جسده هضم الحديد المنصهر".


وأكد أن "هذا البيان يجب أن يكون ماثلا أمام أعين الجنود حين يتم إرسالهم لاحقا لاقتحام جباليا وخانيونس للمرة الرابعة أو الخامسة، فلا أحد يهتم بالعدد، لكن هذه المرة ليس فقط لهزيمة حماس، ولا لإنقاذ من تبقى من المختطفين، وإنما من أجل إعداد الأرضية لارتكاب أعمال تشكل جريمة حرب، متمثلة بتهجير الفلسطينيين من غزة". 

وأوضح أن "كاتس لا يتحدث بمعزل عن المشاعر السائدة في الحكومة والائتلاف، فقد ذكر مسؤول سياسي قبل أسبوع أن الحكومة تقف وراء رؤية ترامب "الثورية" لمستقبل غزة، وتفاخرت وزيرة الاستخبارات غيلا غمليئيل بخطة "الهجرة الطوعية" التي قدمتها في بداية الحرب، لكن في ذلك الوقت، لم يرغب أي مسؤول بسماعها، فيما نفت السفارة الإسرائيلية في واشنطن ذلك، واستغرق الأمر خمسمائة يوم، حين جاءت نتائج الانتخابات الدرامية في الولايات المتحدة لطرح خطته الخاصة بتهجير أهل غزة".

مقالات مشابهة

  • مكان تكشف عقبات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • دول المنطقة تتحمل عبء إعادة إعمار غزة دون الاحتلال أحد بنود الخطة العربية:حماس تطالب الوسطاء بالضغط على العدو الصهيوني للدخول في المرحلة الثانية
  • كاتب إسرائيلي: التهديد باستئناف حرب غزة لتحقيق رؤية ترامب استعراض فارغ
  • المرحلة الأولى من اتفاق غزة.. إسرائيل تريد التمديد وحماس ترفض
  • إسرائيل تحاول تمديد المرحلة الأولى لاتفاق غزة.. وحماس تردّ
  • خروقات للاحتلال في غزة.. وحماس تطالب بالبدء في المرحلة الثانية
  • محور فيلادلفيا إلى الواجهة مجددا.. هل يصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟
  • قبل السبت.. إسرائيل تلوح بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا
  • مساع لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة وحماس تدعو للالتزام بالاتفاق