المعارضة أمام تحدي النجاح من داخل السلطة
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
في مشهدٍ سياسيٍ استثنائي، تمكنت "المعارضة اللبنانية" من تشكيل حكومة نواف سلام بقيادةٍ حاسمةٍ وأغلبيةٍ غير منقوصة، ربما للمرة الأولى منذ عقود ما بعد اتفاق الطائف. هذا التحول يعكس تغييراً جوهرياً في موازين القوى الداخلية، مع تحالفٍ غير مسبوق بين قوى سياسية متنوعة تهدف إلى تجاوز الاستقطابات التقليدية. لكن فرصة النجاح هذه ليست خالية من التحديات، بل تواجه اختباراً وجودياً في ظل أزمات لبنان المتراكمة، من انهيار اقتصادي واجتماعي إلى تحديات أمنية مرتبطة بسيادة الدولة.
أبرز تحدٍّ يواجه هذه المعارضة هو قدرتها على تحويل خطابها الإصلاحي إلى سياسات ملموسة. خطابها الحالي يركز على محاربة الفساد واستعادة الثقة الدولية عبر إصلاحات اقتصادية وقضائية، لكن العقبات هائلة. فبنية النظام الطائفي تعيق أي تحوّل جذري، كما أن الخلافات الداخلية ضمن التحالف الحاكم قد تطفو مع أول اختبار حقيقي، خاصةً حول قضايا مثل العلاقة مع "حزب الله" أو التعامل مع الملف الأمني. إضافة إلى ذلك، فإن توقعات الشارع مرتفعة بعد سنوات من الانهيار، وأي تأخر في تحقيق نتائج قد يُترجم خيبة أمل واسعة.
التحدي الآخر مرتبط بخطاب السيادة وقدرة الدولة على الحماية، وهو محور يُختبر في قضايا مثل تحرير الجنوب من دون الحاجة لسلاح "حزب الله". إذا فشلت الحكومة في تعزيز دور الجيش والأجهزة الأمنية كبديل عن سلاح المقاومة، فإن سردية الحزب عن "مقاومة الاحتلال" ستبقى مسيطرة. هنا، يصبح نجاح الحكومة في توحيد قرار السيادة شرطاً لتفكيك الخطاب الاخر، لكن هذا يتطلب دعمًا دولياً وإقليمياً قد لا يكون متوفراً بسهولة، خاصة في ظل تعقيدات الملف الإقليمي.
أما سيناريو الفشل، فيعني انهيار شرعية التحالف الحاكم قبل الانتخابات المقبلة، مما يعيد ترميم قوى الموالاة التقليدية، ويُعيد إنتاج الأزمة بأبعاد أكثر خطورة. الفشل هنا لن يكون مجرد خسارة سياسية، بل ضربةً لشرعية فكرة التغيير ذاتها، التي التفت حولها شرائح واسعة من اللبنانيين. كما سيعيد ترسيخ السردية التي تقول أن "البديل" غير قادر على الإدارة، مما يفتح الباب لعودة النخب القديمة تحت شعارات الاستقرار الوهمي.
فرصة هذه المعارضة التاريخية مرهونة بقدرتها على تحقيق معادلة مستحيلة: إصلاح النظام من الداخل من دون التفكك تحت وطأة تناقضاته، وإثبات أن الدولة قادرة على الحماية من دون الاعتماد على سلاح خارج مؤسساتها. النجاح، ولو جزئي، قد يغير وجه لبنان السياسي، لكن الفشل سينهي مشروعا سياسيا كاملا، ويُعيد البلاد إلى مربع الاستقطابات المألوف.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اشتباك فلسطيني في لبنان.. مخاوف من حرب قد تتجدّد
توتر جديدٌ هيمن على العلاقة بين حركتي "فتح" و "حماس" في لبنان وسط مخاوف من تجدّد الاشتباكات المسلحة بين الطرفين وتحديداً داخل مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا.أسباب التوتر الجديد تكمن إثر تعرّض أحد المنتسبين لـ"فتح" ويُدعى طارق قهّار السيد لاعتداءٍ شديد داخل حرم الجامعة اللبنانية الدولية في صيدا، ما أسفر عن إصابته بجروحٍ في الرأس بالإضافة إلى كسر في اليد.
المُفارقة أن من اعتدى على السيد هم أشخاص ينتمون إلى "حماس"، والأمر هذا تبنته حركة "فتح" بشكلٍ علني خلال بيانها الذي كشف الحادثة، ما يعني اتجاه الأمور إلى "تصعيد" علني واضح بين الطرفين بعد جولاتٍ من التهدئة حصلت سابقاً وأسفرت عن "تبريد" العلاقة لاسيما خلال حرب غزة.
تقول مصادر فلسطينية لـ"لبنان24" إنَّ المُعتدين على السيد استدرجوه داخل الجامعة وانهالوا عليه بالضرب، مشيرة إلى أن السبب وراء الاعتداء هو منشورات كتبها السيد سابقا وانتقد فيها "حماس".
المعلومات الأخيرة تشير أيضاً إلى أن المعتدين فروا إلى داخل مخيم عين الحلوة، ومن الممكن أن يكونوا قد تحصنوا داخل منطقتين، وهما حطين والطوارئ.
ما جرى أثار تساؤلات عن إمكانية حصول "موجات انتقامية" ضدّ منتقدي "حماس"، وفق ما تقول المصادر التي اعتبرت أنَّ وجود أي أصوات "معارضة" يعني إمكانية تعرضها لعمليات تصفية أو إيذاء مثلما حصل مع السيد.
تلفت المصادر إلى أنَّ عدم تسليم المطلوبين إلى الدولة اللبنانية في قضية الاعتداء ستولد احتقاناً داخلياً في عين الحلوة، ما قد يؤدّي إلى إشكال مسلح يمكن أن يتطور لاشتباك كبير، وتابعت: "ما هي مصلحة حماس في كل ذلك؟".
من جهتها، تردّ مصادر مقربة من "حماس" على الاتهامات الموجّهة إليها، وتقول لـ"لبنان24" إنها ترفض أي اعتداء مهما كان، مشيرة إلى أنّ الحركة لا تغطي أي معتد مهما كان شأنه.
أمام كل ذلك، لا تنفي المصادر مخاوفها من تفاقم عمليات الاعتداء على ناشطين ينتقدون "حماس" علناً، مشيرة إلى أنّ ما يجري يمهد لنشوء هواجس شديدة تتعلق بإمكانية حصول اقتتال داخلي فلسطيني يؤدي إلى تفجير الوضع داخل المخيمات وبالتالي انعكاس الأمر على الداخل اللبناني.
وحتى الآن، فإن مخيم عين الحلوة الذي يتحصّن فيه المطلوبون، لم ينتهِ بعد من ترميم آثار الاشتباكات الماضية وتحديداً تلك التي اندلعت عام 2023. في المقابل، فإن مسألة فرار المطلوبين إلى هناك وتمركزهم داخل مناطق محمية، قد يفتح الباب الفعلي أمام مناقشة مسألة سلاح المخيمات وبسط الجيش سلطته هناك لوضع حد لكل فلتان أمني يحصل.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة "لبنان 24": تجدد الإشتباكات عند الحدود اللبنانية - السورية لناحية حوش السيد علي Lebanon 24 "لبنان 24": تجدد الإشتباكات عند الحدود اللبنانية - السورية لناحية حوش السيد علي 25/04/2025 11:01:38 25/04/2025 11:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير "arabnews": هل انتهت "حرب لبنان" حقاً؟ Lebanon 24 تقرير "arabnews": هل انتهت "حرب لبنان" حقاً؟ 25/04/2025 11:01:38 25/04/2025 11:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 "أخطر ثغرة" تهدّد "حزب الله".. الحربُ قد تتجدّد منها Lebanon 24 "أخطر ثغرة" تهدّد "حزب الله".. الحربُ قد تتجدّد منها 25/04/2025 11:01:38 25/04/2025 11:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 حزب الله يرمي "كرة الجنوب" في حضن الدولة ومخاوف من معضلة قادمة Lebanon 24 حزب الله يرمي "كرة الجنوب" في حضن الدولة ومخاوف من معضلة قادمة 25/04/2025 11:01:38 25/04/2025 11:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد Lebanon 24 لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد 02:00 | 2025-04-25 25/04/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 نشر قانون رفع السرية المصرفية في الجريدة الرسمية Lebanon 24 نشر قانون رفع السرية المصرفية في الجريدة الرسمية 03:39 | 2025-04-25 25/04/2025 03:39:27 Lebanon 24 Lebanon 24 الحجار: ننتظر معلومات أمنية من الأردن Lebanon 24 الحجار: ننتظر معلومات أمنية من الأردن 03:33 | 2025-04-25 25/04/2025 03:33:51 Lebanon 24 Lebanon 24 البيطار بدأ باستجواب حسان دياب Lebanon 24 البيطار بدأ باستجواب حسان دياب 03:21 | 2025-04-25 25/04/2025 03:21:38 Lebanon 24 Lebanon 24 عون: السياسة لخدمة الإنسان لا الحاكم Lebanon 24 عون: السياسة لخدمة الإنسان لا الحاكم 03:18 | 2025-04-25 25/04/2025 03:18:24 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة سياح مصدومون في لبنان Lebanon 24 سياح مصدومون في لبنان 14:53 | 2025-04-24 24/04/2025 02:53:37 Lebanon 24 Lebanon 24 إعلامية لبنانية تُطالب بتشريح جثمان صبحي عطري.. وتُفجر مفاجأة عن سبب الوفاة! Lebanon 24 إعلامية لبنانية تُطالب بتشريح جثمان صبحي عطري.. وتُفجر مفاجأة عن سبب الوفاة! 04:11 | 2025-04-24 24/04/2025 04:11:19 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور... بارجة قبالة منطقة ضبية Lebanon 24 بالصور... بارجة قبالة منطقة ضبية 04:59 | 2025-04-24 24/04/2025 04:59:46 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو... هذه حقيقة حصول غارة على طريق ضهر البيدر Lebanon 24 بالفيديو... هذه حقيقة حصول غارة على طريق ضهر البيدر 06:56 | 2025-04-24 24/04/2025 06:56:00 Lebanon 24 Lebanon 24 القانون أُقِرَ.. طباعة أوراق نقديّة من فئات جديدة؟ Lebanon 24 القانون أُقِرَ.. طباعة أوراق نقديّة من فئات جديدة؟ 06:09 | 2025-04-24 24/04/2025 06:09:46 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب محمد الجنون Mohammad El Jannoun @MhdJannoun صحافي وكاتب ومُحرّر أيضاً في لبنان 02:00 | 2025-04-25 لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد 03:39 | 2025-04-25 نشر قانون رفع السرية المصرفية في الجريدة الرسمية 03:33 | 2025-04-25 الحجار: ننتظر معلومات أمنية من الأردن 03:21 | 2025-04-25 البيطار بدأ باستجواب حسان دياب 03:18 | 2025-04-25 عون: السياسة لخدمة الإنسان لا الحاكم 03:00 | 2025-04-25 عون الى الامارات... مرحلة جديدة من التعاون فيديو أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 25/04/2025 11:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 25/04/2025 11:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 25/04/2025 11:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24