صقور سنجار يستقيلون من البيشمركة: ممارسات إقصائية ضد الإيزيديين
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
1 مارس، 2025
بغداد/المسلة: في خطوة غير متوقعة، أعلنت قوات صقور سنجار في قوات البيشمركة، التي كانت تعرف سابقاً باللواء الرابع شنكال والمكونة من أبناء الطائفة الإيزيدية، عن استقالتها من المهام العسكرية ضمن حدود إقليم كردستان.
وفي بيان نشرته، أكدت القوات قرارها القاضي بترك الواجب العسكري، اعتراضاً على ما وصفته بالسياسات “الهمجية” التي تمارس ضد الإيزيديين، مشيرة إلى سنوات طويلة من التهميش والإقصاء السياسي والعسكري.
الإقصاء والتهميش: صراع مستمر داخل صفوف البيشمركة
تعود جذور هذه الأزمة إلى عام 2014، عندما اجتاحت داعش مناطق الإيزيديين في سنجار، حيث تم تشكيل قوة إيزيدية من أبناء المنطقة بهدف الدفاع عن أنفسهم. ومع أن هذه القوة كانت تتكون من أكثر من 8,000 مقاتل، إلا أن ضباطها لم يُمنحوا أية أوامر إدارية رسمية، مما حرمهم من حقوقهم القانونية والعسكرية، ليظلوا محاربين دون اعتراف رسمي، في خطوة اعتبرتها القوة محاولة لإقصاء الضباط الإيزيديين.
في عام 2016، ورغم إصدار قرار من مجلس وزراء إقليم كردستان بتعيين رتب عسكرية رسمية لبعض الضباط الإيزيديين، جاء عام 2021 ليشهد إلغاء هذه الرتب بشكل مفاجئ، في خطوة مفاجئة وغير مبررة، حيث تم استبعاد الضباط الإيزيديين فقط، بينما تمت ترقية ضباط آخرين.
التهميش في عام 2025: إقصاء ورفض للحقوق الإيزيدية
العام 2025 كان بمثابة النقطة الفاصلة. ففي إطار تشكيل الفرق العسكرية الجديدة، تم استبعاد أكثر من 12 آمر فوج إيزيدي و18 آمر سرية وأكثر من 1,200 مقاتل، رغم أن أبناء الطائفة الإيزيدية يعدون من الأكثر تأثراً بالإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش. استبدلت هذه المناصب ضباط من خارج المكون الإيزيدي، ما يعكس استمرارية سياسات التهميش والتمييز ضدهم.
استغلال سياسي وتدخل في خيارات الشعب الإيزيدي
من جانب آخر، يتهم البيان الأحزاب الكردية، وبالتحديد الحزب الديمقراطي الكردستاني، باستغلال المجتمع الإيزيدي كأداة لتحقيق مكاسب انتخابية. فقد تم فرض مرشحي الحزب على الإيزيديين بالقوة، مع منع القيادات المستقلة أو أي أصوات معارضة تمثل تطلعات الشعب الإيزيدي. وأشار البيان إلى الضغوط المستمرة التي يتعرض لها الجنود وعائلاتهم في المخيمات، حيث يتم التهديد بقطع المساعدات أو الرواتب لضمان التصويت لصالح مرشحي الحزب.
استغلال مأساة الإيزيديين في المحافل الدولية
كما نوه البيان إلى استغلال مآسي الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون على يد داعش للحصول على دعم سياسي ومالي، إلا أن هؤلاء الدعم لم يصل إلى الضحايا الحقيقيين. في الوقت نفسه، اتهمت قوات صقور سنجار القوى السياسية بتحويل المناطق الإيزيدية إلى ساحة صراع سياسي، مما أسهم في تعطيل التنمية وإعادة الإعمار في مناطقهم التاريخية، خاصة في سنجار.
النداء للعدالة والمستقبل: مطالب واضحة لتحسين الوضع الإيزيدي
رداً على هذه السياسات، قدمت القوات عدة مطالب تتعلق بحقوق الإيزيديين. من أبرز هذه المطالب الانضمام إلى القوات المسلحة العراقية تحت إشراف وزارة الدفاع، بعيداً عن الأجندات الحزبية. كما طالبوا بتحرير القرار الإيزيدي من سيطرة الأحزاب، وضمان حقوقهم السياسية دون أي ضغوط. إضافة إلى ذلك، دعوا إلى توفير الخدمات الأساسية في مناطقهم، وأعربوا عن رغبتهم في إعادة بناء سنجار، بما يتماشى مع وحدة العراق.
أما في ما يتعلق بالنازحين، فقد طالبت القوات بضرورة تسريع عودتهم إلى مناطقهم الأصلية وتوفير بيئة آمنة لهم. وفي الختام، توجهت القوة بالشكر إلى الشخصيات الوطنية التي دعمت قضيتهم، مؤكدين على التزامهم بالدفاع عن العراق وشعبه، والعمل من أجل العدالة لشعبهم الإيزيدي.
خلاصة: خطوة غير مسبوقة تثير تساؤلات عن مستقبل الإيزيديين في العراق
تعتبر استقالة قوات صقور سنجار بمثابة خطوة غير مسبوقة تكشف عن عمق الأزمة التي يعيشها المكون الإيزيدي داخل إطار البيشمركة، وتسلط الضوء على العديد من القضايا السياسية والعسكرية التي تؤثر على هذا المجتمع المهم. إن هذه الخطوة قد تكون بداية لمراجعة شاملة لحقوق الإيزيديين ومكانتهم في الدولة العراقية المستقبلية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
أوجلان يدعو حزب العمال الكردستاني لـ "حل نفسه" لإنهاء الصراع مع تركيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دعا زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، في رسالة من معتقله، الخميس، الحزب إلى "حل نفسه" و"نزع سلاحه"، وهي خطوة قد تنهي 40 عامًا من الصراع مع تركيا.
وقال أوجلان: "يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه"، داعيًا إلى عقد مؤتمر للإعلان الرسمي عن ذلك.
وجاء البيان بعد زيارة وفد من حزب "المساواة والديمقراطية للشعوب" التركي المؤيد للأكراد، الذي التقى بأوجلان لاستلام الرسالة.
وكان الهدف من الزيارة تحفيز حزب العمال الكردستاني على التخلي عن السلاح، في خطوة قد تؤدي إلى إنهاء التمرد الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 1984.
ويُتوقع أن يكون لهذه الخطوة تأثير كبير على تركيا، التي شهدت صراعًا دامًا لعدة عقود.
وأوجلان، المعتقل في إمرالي منذ 1999، يعيش في عزلة تامة ولا يتمكن من التواصل إلا نادرًا مع العالم الخارجي.