راقص البالية بجوانتانامو.. تحتجزه الإمارات ويطلب لجوءا في بريطانيا
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
يناشد يوسف نجل المعتقل السابق في جوانتانامو والمحتجز حاليا في أحد السجون الإمارات رافيل مينجازوف، السلطات البريطانية لقبول طلب منح والده حق اللجوء، وسط مخاوف من تعرضه لتعذيب واحتمال الموت في حال إعادته إلى وطنه روسيا، بحسب تقرير لعمر فاروق في موقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) وترجمه "الخليج الجديد".
ووفقا لرسالة تم تسلميها إلى وزارة الداخلية البريطانية يوم الجمعة الماضي، يطلب يوسف منح والده حق اللجوء والإقامة في بريطانيا، حيث يقيم الابن ووالدته حاليا.
وقال في رسالته: "عانى والدي أكثر من عقدين من السجن والتعذيب وسوء المعاملة، وانفصل عن عائلته لأكثر من عشرين عاما. إنه رجل بريء ويستحق فرصة أن يعيش حياته بحرية وأمان مع عائلته".
وتابع: "لا أستطيع أن أعبر عن الألم والمعاناة التي لا أزال أعانيها أنا وعائلتي نتيجة لهذا. إن العجز الذي نشعر به لا يخففه إلا الأمل في أن يجتمع والدي معنا قريبا".
وبعد إطلاق سراحه من سجن جوانتانامو الأمريكي سئ السمعة إلى الإمارات في عام 2017، تم احتجاز وسجن رافيل لاحقا في الدولة الخليجية وحتى الآن، وآخر مرة تحدث فيها يوسف مع والده كانت قبل عامين.
وبينما كانت السلطات الإماراتية تجري اتصالات شهرية مع يوسف لإطلاعه على وضع والده، بدأ يوسف يخشى أن تتفاقم حالة والده، وقال للموقع عن آخر مرة تحدث فيها مع والده: "كان متوترا وقلقا، وأجرينا مكالمة أقل من دقيقة".
ومنذ احتجاز رافيل في الإمارات، تزايدت المخاوف من إمكانية إعادته إلى روسيا، وقال يوسف في رسالته: "خلال الفترة التي قضاها في جوانتانامو، زار والدي عملاء روس وهددوه بالسجن والتعذيب والموت".
وبحسب فاروق، أعلنت الإمارات مؤخرا عن عزمها إعادة والد يوسف قسرا إلى روسيا. وأدان القرار كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة، حيث أكد خبراء أمميون أن "الإعادة القسرية ستمثل انتهاكا للقانون الدولي".
ومحذرا من إعاة والده إلى روسيا، قال يوسف إنه "سيُقتل، وهذا ما يحدث عادة للأشخاص الآخرين (الذين يُعادون إلى روسيا)".
ولفت إلى أنه سبق أن أرسل طلبا مشابها للحصول على لجوء لوالده إلى وزارة الداخلية البريطانية في 2015، لكن الحكومة رفضت الاستئناف لأن رافيل كان لا يزال محتجزا في جوانتانامو آنذاك.
وقال متحدث باسم الداخلية البريطانية إن الوزارة لا تعلق على حالات فردية. فيما امتنعت الخارجية الأمريكية عن التعليق.
اقرأ أيضاً
الصليب الأحمر: شيخوخة متسارعة تظهر على معتقلي جوانتانامو
أسوأ من جوانتانامو
ورافيل محتجز حاليا في الإمارات، التي وصفها سابقا بأنها "أسوأ من غوانتانامو"، وهو يتعرض لتهديد بإعادته إلى روسيا، بعد أن فر منها منذ أكثر من عقدين، كما أضاف فاروق.
وتابع أن رافيل خدم في فرقة الباليه التابعة لجيش الاتحاد السوفييتي السابق، ثم هرب من روسيا في 2000 لتجنب الاضطهاد بسبب عقيدته الإسلامية وسافر إلى طاجيكستان، ولكن بعد أن مرض ابنه الرضيع، عادت زوجته وطفله إلى روسيا، بينما سافر هو إلى أفغانستان وباكستان.
وأردف أن الشرطة الباكستانية اعتقلته في 2002 (بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة) وباعته مقابل مكافأة أمريكية، بحسب فريقه القانوني. وبعد إرساله إلى قاعدة باجرام الجوية في أفغانستان، حيث تعرض للضرب والتعذيب، وصل إلى جوانتانامو في أكتوبر/تشرين الأول 2002، وأثناء وجوده هناك، كان يُعرف باسم "سعيد الروسي".
وقال منصور عديفي، وهو سجين سابق في جوانتانامو وصديق لرافيل: "التقيت بسعيد (رافيل) في جوانتانامو للمرة الأولى عندما كنا نحتج في 2003.. كان شخصا مهذبا وحساسا للغاية، وقد انضم إلينا في الإضراب عن الطعام احتجاجا على اعتقالنا، واستهدفه الحراس لأنه حاول إقناع الإخوة الآخرين بالانضمام إلينا".
وأضاف: "لم أسمع قط من قبل عن رقص الباليه، لكنه علمنا بعض حركات الباليه من أجل المتعة. كان الأمر مضحكا للغاية، الإخوة ذوي اللحى الطويلة يتعلمون كيفية أداء الباليه."
وفي 2010، قررت محاكمة في جوانتانامو أن الحكومة الأمريكية ليس لديها أساس قانوني لاحتجاز رافيل. لكن الأمر استغرق ست سنوات أخرى حتى يتم إطلاق سراحه ونقله أخيرا من السجن، ووصل إلى الإمارات على متن آخر طائرة غادرت جوانتانامو قبل تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية في يناير/كانون الثاني 2017.
أحلام محطمة
ووفقا لمحاميه غاري طومسون المقيم في واشنطن العاصمة، قالت الإمارات إنه كجزء من اتفاقية نقل مع الولايات المتحدة، سيقضي رافيل ستة أشهر في مركز لإعادة التأهيل قبل إطلاق سراحه، وبعد ذلك سيحصل على وظيفة وسكن.
و"كان حلمه أن يعيش في دولة عربية، لكن الحلم انتهى بعد إرساله إلى سجن إماراتي، حيث تقول عائلته وفريقه القانوني إنه تعرض للتعذيب واحتُجز في حبس انفرادي وحُرم من الماء والرعاية الطبية"، بحسب فاروق.
وزاد بأنه "عندما تم اعتقاله لأول مرة في الإمارات، كانت عائلة رافيل تتلقى تحديثات شهرية من السلطات عنه، وكان بمقدورهم التحدث معه مرة واحدة شهريا".
وقال يوسف: "في البداية، كان يتصل كثيرا.. شهريا تقريبا. وبعد ذلك أصبح الاتصال أقل فأقل. وكانت المكالمات تستمر من دقيقتين إلى ثلاث دقائق، ثم أصبحت أقل من دقيقة".
"وتابع: عندما كان يقول شيئا عن (الإمارات) أو يشتكي، كانوا يغلقون المكالمة على الفور. أعتقد أن هذا بمثابة عقاب. وقال إنهم كانوا يعاقبونه". ورفضت سفارة الإمارات في واشنطن التعليق، وفقا للموقع.
وقال متحدث باسم منظمة "كيج" الحقوقية البريطانية إن "الولايات المتحدت احتجزت وعذبت رافيل بدون تهمة ولا محاكمة.. لقد خُذل مرة أخرى عندما فشلت واشنطن في ضمان حريته عند نقله إلى الإمارات حيث تم سجنه منذ ذلك الحين".
وأردف: "يتعين على وزارة الخارجية الأمريكية والممثلة البارزة لشؤون جوانتانامو تينا كيدانو، تصحيح الوضع بإطلاق سراح رافيل وعودته إلى ابنه في المملكة المتحدة".
اقرأ أيضاً
اعتُقل بالخطأ 14 عاما في جوانتانامو.. موريتاني يقاضي كندا
المصدر | عمر فاروق/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الإمارات روسيا المملكة المتحدة إلى روسیا
إقرأ أيضاً:
توزيع حقن أوزمبيك للتنحيف على مئات السجناء في بريطانيا
اضطرت السلطات البريطانية لمنح مئات السجناء، حقن أوزمبيك، الشهيرة بالتنحيف، بتكلفة قاربت 130 ألف جنيه إسترليني.
وفي حين أن الدواء معروف، لتناوله من قبل المشاهير والمؤثرين لخسارة الدهون، غير أنه في الأصل كان يستخدم لعلاج مرضى السكري، ومنح أخيراً لعدد من سجناء المملكة المتحدة بسبب تشخيصهم بمرض السكري من النوع 2، في السنوات الأربع الأخيرة، وفقاً لأرقام جديدة.
وبحسب "دايلي ميل"، منح 400 سجين الدواء، من هيئة الخدمات الوطنية الصحية.
وتكلف أوزمبيك هيئة الخدمات الصحية الوطنية سعراً ثابتاً قدره 73.25 جنيهاً إسترلينياً لكل وصفة طبية قياسية، وبشكل عام، تم إعطاء 1770 وصفة طبية للسجناء في السنوات الخمس الماضية.
وأظهرت البيانات أيضاً أن 16155 سجيناً، أي حوالي 18 % من إجمالي عدد السجناء، تم اكتشاف إصابتهم بمرض السكري من النوع 2 هذا العام.
هذا بالمقارنة مع 7613 سجيناً (9.5 %) في عام 2020، كما تضاعفت نسبة السجناء الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً والذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 في جميع الفئات العمرية بين عامي 2020 و2024.
وكانت هناك زيادة بنسبة 135 % شملت الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً، مع زيادة كبيرة بنسبة 135% تقريباً بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و54 عاماً، و كانت الفئة العمرية الوحيدة التي شهدت انخفاضاً في الحالة هي الفئة العمرية من 18 إلى 24 عاماً، حيث كان 155 سجيناً في هذه المجموعة مصابين بالسكري، مقارنة بـ 37 هذا العام.