الثقة النيابية تحصيل حاصل...فهل تستعيد الحكومة ثقة الناس؟
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
قد تكون الثقة التي نالتها حكومة "الإصلاح والإنقاذ"، وهي نسبيًا ثقة "حرزانة"، مقدمة لا بدّ منها للانطلاقة الحكومية في عملها الشاق، خصوصًا أن ما ينتظرها من صعوبات وعراقيل يتطلب إزالتها أكثر من ثقة 95 نائبًا، وأكثر من النوايا الحسنة، وأكثر من الوعود والالتزامات، وأكثر من الامنيات. وهذا لا يعني التشكيك بنوايا رئيس الحكومة نواف سلام أو التقليل من أهمية حماسة الوزراء الناجحين في مضامير حياتهم المهنية والأكاديمية، ولمعظمهم سجلات نجاح حافلة.
الثقة التي نالتها حكومة "الإصلاح والإنقاذ" ضرورية كإطار عام لمسار طويل لن تكتمل حلقاته قبل استعادة هذه الحكومة أو أي حكومة أخرى ثقة الناس. وثقة الناس تختلف في مضامينها ومفهومها عن ثقة النواب المفترض بهم أن يمثّلوا هؤلاء الناس تمثيلًا صحيحًا، وليس تمثيلًا صوريًا. على هؤلاء النواب أن يكونوا صوت ناسهم في البرلمان، من خلال ما يصدر عنهم من تشريعات تصب فقط في مصلحة المواطن، ومن خلال المراقبة الفعلية، ومن خلال مساءلة السلطة التنفيذية في حال قصّرت بالقيام بواجباتها حيال مواطنيها، ومن خلال المحاسبة الجدّية وسحب الثقة عن الحكومة مجتمعة أو عن أي وزير تثبت الوقائع الدامغة بأنه لم يلتزم بما تعهدّت به حكومته في بيانها الوزاري وفي ما يتعلق بالشق الخاص بوزارته، انطلاقًا من مبدأ أن كل وزير إذا "نظّف" وزارته مما علق بها من ترسبات الماضي ومن كل أسباب الفساد، التي أصبحت في مرحلة من المراحل سمة "الشاطر يللي بيشيلها من تمّ السبع"، وذهب الموظف "الصالح بضهر الطالح".
يكون الإصلاح عن طريق مكافحة الفساد بدءًا بالرؤوس الكبيرة، التي تدير كل عمليات الغش والسمسرة والبرطيل والرشوة. ومتى تمّ تنظيف الدرج الإداري بدءًا من أعلاه يصبح تنظيف الأسفل أسهل من سريان المياه في المنحدرات.
فإذا لم تتصرّف الحكومة في ممارساتها اليومية وكيفية تعاطيها مع الشأن العام بما ينسجم مع ما ورد في خطاب القسم الرئاسي وفي البيان الوزاري بنسبة 10 في المئة في هذه الاربعمئة يومًا فإن الثقة الممنوحة لها نيابيًا ولأسباب كثيرة لم تعد خافية على اللبنانيين، الذين باتوا لكثرة تجاربهم السابقة يعرفون "البير وغطاه"، ربما أكثر من بعض النواب، الذين تلعثموا وهم يلفظون كلمة "سِقة"، وتفركشوا بـ خيال الميكروفون"، لن تحقق المعجزات، خصوصًا إذا ما انتزعت ثقة الشعب منها إن لم تتطابق ممارساتها في السلطة مع ما سبق أن أعلنته والتزمت به. وهذا الشعب الذي اعتاد على كل أنواع التجارب المخيبة للآمال غير متطلب، لكن جلّ ما يطالب به هو قليل من كثير. وهذا القليل لا يحتاج إلى معجزات لكي يتحقّق، وبالتالي فهو في الوقت الحاضر لا يأمل في أن تُعاد إليه أمواله بكبسة زر كما اختفت. هو يعرف أن هذه المسألة أكبر من قدرات حكومة عمرها قصير نسبيًا. لكن جلّ ما يطالبه به، وهذا من حقّه الطبيعي، بأن يضمن بأن ودائعه لن تُشطب في عملية حسابية سريعة، وألا تكون كلمة "عدم شطب الودائع يجب أن تُشطب من القاموس اللبناني" مجرد كلام سبق أن سمعه من رأى جنى عمره يتبخّر كالسراب أكثر من مرّة.
وما يطالب به هذا الشعب المسكين يجب أن يوضع على أجندة أولويات العمل الحكومي، التي اتخذت لنفسها شعار "الإصلاح والإنقاذ". فمن أين ستبدأ لكي تستعيد ثقة الناس بدولتهم؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ثقة الناس من خلال
إقرأ أيضاً:
العمل عن بُعد بنسبة 100% لموظفي حكومة عجمان يوم الجمعة في رمضان
بتوجيهات الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، اعتمدت دائرة الموارد البشرية لحكومة عجمان تطبيق نظام العمل عن بعد يوم الجمعة بنسبة 100% لكافة موظفي الجهات المحلية بالإمارة خلال شهر رمضان المبارك، وذلك تزامناً مع "عام المجتمع".
ووفقًا لتعميم أصدرته الدائرة، ستكون ساعات العمل الرسمية خلال شهر رمضان المبارك من الإثنين إلى الخميس من الساعة 9:00 صباحاً وحتى الساعة 2:30 بعد الظهر، ويوم الجمعة من الساعة 9:00 صباحاً وحتى الساعة 12:00 ظهراً.ونص التعميم على منح الجهات الحكومية المرونة في تطبيق نظام العمل عن بعد المعتمد في حكومة عجمان خلال الشهر الفضيلـ ووفق الضوابط المحددة، وبنسبة 100% يوم الجمعة، بما يضمن استمرارية العمل وعدم التأثير على تقديم الخدمات للمتعاملين.
وتتولى الجهات الحكومية التي تعمل بنظام المناوبة تحديد أوقات الدوام، بما يتناسب مع طبيعة عملها، شرط ألا تتجاوز مدة المناوبة الواحدة خمس ساعات ونصف يومياً.
وأشار التعميم إلى إمكانية تطبيق نظام العمل المرن خلال الشهر الفضيل بقرار من المدير العام في الجهة الحكومية، مع ضمان التزام الموظفين بعدد ساعات العمل المحددة، بالإضافة إلى توفير عدد كافٍ من الموظفين في الوحدات التنظيمية ذات الاتصال المباشر مع المتعاملين لضمان استمرارية تقديم الخدمات خلال ساعات العمل الرسمية.