موقع 24:
2025-03-01@08:14:03 GMT

قراءات في لبنان الجديد

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

قراءات في لبنان الجديد

يذكّرني ما حصل ويحصل في لبنان، ولنسمِّه لبنان الجديد، بما كان يحصل في المراحل التمهيدية التي مهّدت لتحوّلات المنظومة الاشتراكية الطبيعية عبر الشاشات ومن الداخل شبه الجاهز وبعناصر مدرّبة وببرامج إعلامية. صحيح أنّ لبنان كان وتقدّم وقفز في الحريّة بشكلٍ هائل وجريء مثالاً للميديا ستيت إلى درجة أسميناه يوماً صاحب المقصلة التي تجرّأت على قطع رأس مونتسكيو القائل بأنّه السلطة الرابعة الخاضع للسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، لكنّ الصحيح أيضاً وأيضاً أنّ الحال يبدو اليوم في لبنان مضروباً بألفٍ ويوم، وبالأساليب والخطط والقرارات المصانة دوليّاً لإشباع العيون والآذان والإرادات دحضاً لكلّ تحريم أو إدانة أو حجب ما كان يُعرف بالمحرّمات.

باتت المحرمات التاريخية وكأنّها هندسة المستقبل، وتحقيق السياسات والقرارات الدولية وأخواتها خروجاً نهائياً من التاريخ الدموي الثابت والمُكلف.
لطالما زُجّت الأنظمة والدول والعقائد في أتون من الصراعات بوقود وأساليب حامية كانت تُذكي النيران والحروب المحمولة Portable بالحقائب من وطنٍ إلى آخر كان أقصاها ما شهدناه عبر كوارث «ربيع العرب». كانت تلك بصفتها مقدّمات جاذبة مدروسة لفتح الشهية على المستقبل المرسوم. كلّ ذلك كان يقدّم بتهذيب دولي وصور فاتنة بهيّة، وعلى شكل هدايا ملفوفة بالأفكار المتغيّرة والمتحيّرة وبالأوراق والمشاريع والمبادرات التي كانت تشقّ الطريق نحو العرب ترقّباً لوعودٍ من الأمن والاستقرار والفهم التاريخي الجامع والخبير بشؤون العرب والمسلمين المستقبلية. جاء ذلك كلّه تحت عناوين وأفكار جاذبة تلقّفناها وحاضرنا بها في الجامعات وعلى الشاشات أهمّها: "نهاية التاريخ" ثم "الشرق الأوسط الكبير" وصولاً إلى "صراع الحضارات"، وغيرها من العناوين العالمية التي اجتاحت بمؤلفاتها المجتمعات والأذهان. هكذا نفهم ونقبل واعين وفقاً لمنطق الدبلوماسية الدولية الكبرى كيف تنقلب الأزمنة والأدوار والعصور لتنفتح على تقطيب الجراح الفلسطينية والعربية المُزمنة ليتمّ تجميلها بحروب قاسية ودموية مكلفة جدّاً كما حصل في لبنان تعقبها دبلوماسيات دولية إقليمية ناعمة جديدة وجريئة أو مفروضة سبق رسمها قبل حصولها فرضتها الاستراتيجيات الجديدة في معاقلها الدولية بعيداً من المواقف المنتظرة المتراكمة لدى تقدّم العرب الذين باتوا كما شعوب العالم ينهلون وقد لا يناقشون ذوبانهم الهائل في ماء العولمة.
نعم، يتأرجح لبنان الجديد الذي اعتبرته مثالاً متحيراً بين التطور والتنوع في صفوف الدول غير المستقرة، بينما تُقيم "إسرائيل" وتتقدّم في نصوص الدول الكبرى بماضيها وحاضرها تلويحاً بمستقبلٍ يحمل الملامح التي تتجاوز بكثير ما كان يُسمّى أو يُعرف بالملامح التطبيعية.
كيف أفسّر هذا؟
لطالما كانت إسرائيل سجينة القوسين تدليلاً على عدم الاعتراف بها. يكفي استرجاع النصوص القديمة والراهنة لماماً تأكيداً لهذا الأمر. المسألة أكثر من مقدّسة كانت ولربّما ما زالت تستل طهارتها من المقدس. كنت تقرأ فلسطين أو فلسطين المحتلّة أو الأراضي المحتلة أو الغاصب الإسرائيلي، إلى تسميات أخرى لا حصر لها تنزّ بالتراجع الخجول الملفوف بالحيرة والتخلّي الساكت، لكنّ الجرح الفلسطيني لم يلتئم حتى الأمس في غزّة وجنوبي لبنان لكأنه الجرح العربي التاريخي فكراً وموقفاً توسّع وتعسّل وانحصر سانداً ومسنوداً من إيران في جنوبي لبنان أخيراً، وكأنه لم ولن يعرف اليباس ولا حتى الاسوداد منذ 1948 حتى يوم 18 فبراير(شباط)2025 موعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني المدمّر الباحث عن المعمّر محتفظاً بخمس من التلال شمالي نهر الليطاني تطل على جنوبه في إسرائيل بانتظار تاريخ تطبيق القرار الدولي 1701 نهائياً وفق نصوصه الأممية المعقّدة، والذي اعتبر من أطول نصوص القرارات الدولية في تاريخ مجلس الأمن الدولي.

لنتذكّر أنّه منذ اتفاق كامب ديفيد وتداعياته في أوسلو ومؤتمر مدريد وصولاً إلى الغزو الأمريكي للعراق الذي عرّق التاريخ المعاصر، فاحت في الأجواء السياسية والإعلامية سيناريوهات تُبشّر بتجدد الكوارث الحاصلة في الخط الممتد بين النيل والفرات. إنّه الخط الممطوط نحو اليسار أو نحو اليمين وأقصى هندسته رسم المثلثات فوق رقعة الشرق لتتشابك وتتكامل لتؤلّف "موزاييك" من النجوم لتكتمل الحلقات عبرها، لتصل إلى نسيج البساط الدولي المفلوش فوق رقعة الشرق العربي.
لقد فات العديد من المفكرين العرب والباحثين أن دُور النشر العالمية والكتب والجامعات والخرائط أخرجت وتخرج من أدبياتها مفاهيم الحقوق والأوطان والمصطلحات القديمة في العصر الراهن، لتستبدلها بـ"الشرق الأوسط الجديد"، الذي غار لفترة لكنه لم يمُت أو يذوي بل يظهر قويّاً في زمن نسمع فيه وقع انكسار مصطلح "العالم الثالث"، وتفكك "العالم الثاني" اليوم أو ذوبانه في تجمّعٍ عالمي كبير تديره دول كبرى في تركيب العظمة المتجددة بين كبريات الدول في الشرق والغرب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان فی لبنان ما کان

إقرأ أيضاً:

آخر خبر عن دولار لبنان.. ما الجديد؟

قالت مصادر ناشطة في القطاع المالي لـ"لبنان24" إنَّ تحويلات الدولار من الخارج إلى لبنان نشطت خلال الآونة الأخيرة وذلك عبر مكاتب التحويل المالية.   وأوضحت المصادر أنَّ عمليات التحويل عبر المصارف لحظت استقراراً جيداً، ما يُوفر سيولة دولارية داخل لبنان تُساهم بإرساء استقرارٍ لسعر الدولار وإدماجٍ للعملة الصعبة في السُّوق. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • آخر خبر عن دولار لبنان.. ما الجديد؟
  • لبنان يضبط 2.5 مليون دولار كانت في طريقها لحزب الله
  • العمل في إسبوع.. إشادة بجهود الرئيس السيسي لتوحيد الصف العربي.. والنواب يناقش مشروع القانون الجديد
  • الحسيني: مصر كانت جاهزة للمتغيرات التي حدثت في المنطقة الفترة الأخيرة
  • رئيس هيئة الطيران المدني والنقل الجوي أشهد الصليبي: كانت اللقاءات طموحة وتم الاتفاق على تعزيز التعاون وإننا نؤكد حرصنا على الالتزام بالمعايير الدولية
  • «الباعور» يبحث التحديات التي تواجه «الوكالات الدولية
  • عاجل. غزة التي في خاطره".. ترامب يحول غزة إلى منتجع فاخر ويظهر مع نتنياهو وماسك في "ريفييرا الشرق الأوسط"
  • المنظمة الدولية للهجرة ترفض المشاركة بأي إخلاء قسري للفلسطنيين من غزة
  • خالد عكاشة: تهجير الفلسطينيين من غزة خرق للأعراف الدولية وجريمة تطهير عرقي