طموح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنيل جائزة نوبل للسلام، تزامنًا مع انشغاله بتنفيذ جريمة تهجير الشعب الفلسطيني، يعكس حالة الرجل السيكولوجية المشبعة باضطرابات نفسية معقدة، غير مدرجة حتى اللحظة في كتب علم النفس ومرجعياته البحثية.
الأمريكيون بحاجة عاجلة إلى تقييم قوى زعيمهم الأهوج العقلية، فقد يتمكنون من استدراك مخاطره قبل خراب مالطا، فهو ديكتاتور بلطجي، يقود دولة الحلم الأمريكي والديمقراطية وصاحب أسبقيات جنائية، أدين بارتكاب جرائم جنسية، وبالاحتيال والتهرب الضريبي، كما أنه عنصري قح، ولا يتوقف لحظة عن إطلاق النيران العشوائية على حلفاء بلاده قبل أعدائها، ويمتلك طاقة عجيبة في اختلاق الأزمات والكوارث.
منذ اللحظة الأولى لتسلمه ولايته الثانية، بدأ كالثور الهائج بإصدار سلسلة من القرارات العدائية، فقد أوقف المساعدات لعدة دول منها الأردن ومصر وجنوب إفريقيا، وأغلق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وسرّح العاملين فيها تحت التهديد والبلطجة. كما أوقف دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأقرّ سلسلة انسحابات أمريكية من مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ، وهو بصدد الانسحاب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، ومزّق الاتفاق النووي مع إيران في فترة رئاسته الأولى بتاريخ 8 /5 /02018، وأشعل حربًا جمركية عالمية على الاتحاد الأوروبي والصين وكندا والمكسيك، وتوعّد بتوسيعها لتشمل اليابان ودولًا أخرى.
حلم ترامب بجائزة نوبل للسلام، يبدو تمامًا كـ”حلم نتنياهو بنوبل”، بعد أن فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، وأعاد إدراج كوبا في قائمة الدول الراعية للإرهاب، ويهدد كل لحظة وأخرى باحتلال كندا، وغيّر اسم خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”، وتعهد باحتلال قناة بنما، وتوعّد بشن هجوم على الدنمارك للاستيلاء على جرينلاند، وأصدر عفوًا شاملًا عن 1500 متهم باقتحام مبنى الكابيتول في 2021، وصولًا إلى تدخله في نزاع حول “لعبة غولف” بين منظمي بطولة داخل الولايات المتحدة
الأنكى من ذلك كله، أن الرجل الذي يعلن بكل وقاحة نيته احتلال غزة وتهجير أهلها لإقامة منتجع سياحي فاخر يشبه الريفيرا، يتخيل نفسه بعد ذلك متوجهًا إلى العاصمة النرويجية أوسلو لاستلام جائزة نوبل للسلام، في مشهد دراماتيكي يذكرنا بمؤسس الجائزة نفسه، ألفريد نوبل، الذي اخترع الديناميت، ثم قرر تخصيص جائزة للسلام بإسمه، وكأنه يسعى للتكفير عن إرثه الدموي.
ترامب الطامح باعتراف عالمي بعظمته، نسخة واقعية من ثانوس (Thanos) الذي ظنّ نفسه بطلًا، مقتنعًا بأن الكون يعاني من مشكلة الاكتظاظ، فقرر حل المشكلة بإبادة نصف الكائنات الحية.
وترامب الذي شحن قنابل “إم كيه 84” شديدة التفجير والتدمير إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستخدامها على الشعب الفلسطيني حال استئناف الحرب في غزة أو اشتدادها في الضفة، يستحق جائزة نوبل للتطهير العرقي، والتهجير القسري، ولا يمت لجائزة نوبل بمعرفة أو صلة قرابة.
ربما يتخيل الرجل النرجسي لحظة دخوله على السجادة الحمراء متجهًا إلى منصة تتويجه بنوبل، فيما يعلن عريف الحفل المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية “يوآف غالانت” عن فوزه بالجائزة، التي لن يكتمل مشهدها الهتشكوكي إلا بتسليمها له من قبل رئيس حكومة حرب الإبادة بنيامين نتنياهو نفسه، المطلوب هو الآخر للمحكمة الجنائية، بحضور إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وطاقم جنرالات الدم، وسط تصفيق القاعة التي تضج بقوات لواء غولاني، التي كان يتفنن أفرادها وضباطها بقنص رؤوس الأطفال في غزة.
كاتب اردني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نائب ترامب يحصل على لحظة انتظرها طويلا لمهاجمة زيلينسكي
كان نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس يهاجم أوكرانيا قبل فترة طويلة من الاجتماع العاصف بالمكتب البيضاوي، يوم الجمعة، من خلال وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "بعدم الاحترام"، وسؤاله عما إذا كان قد شكر الولايات المتحدة على دعمها.
وعندما كان فانس مرشحا لمجلس الشيوخ الأميركي في ولاية أوهايو في عام 2022، قال في بودكاست "غرفة الحرب" لستيف بانون إنه يعتقد أنه أمر سخيف أن تركز الولايات المتحدة على الحدود بين أوكرانيا وروسيا. وقال لمقدم البرنامج وهو حليف للرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لا يهمني حقا ما يحدث لأوكرانيا بطريقة أو بأخرى"، على ما أفادت الأسوشيتد برس.
وقال دي فانس لوكالة أسوشيتيد برس شهر مارس 2022، بعد فترة وجيزة من بدء روسيا الهجوم على أوكرانيا: "أعتقد أن هناك الكثير من الديمقراطيات في العالم. وفي كل مرة تدخل إحداها في صراع، لا يجب أن يكون هذا الأمر من شأننا."
واستمر فانس في التعبير عن مواقف منعزلة مماثلة طوال سباق مجلس الشيوخ، الذي فاز به بمساعدة ترامب، وعندما ترشح كنائب لترامب في الانتخابات الرئاسية العام الماضي.
وفي شهر مايو الماضي، قال فانس إن أكبر اعتراضين له على إرسال المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا هو أن الحرب "ليس لها نهاية استراتيجية في الأفق ولن تؤدي في نهاية المطاف إلى أي شيء سيكون جيدا لبلادنا".