تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مسئولية استمرار الحرب مع روسيا، والتي تجاوزت عامها الثالث، حيث حدثت مشادة كلامية ونقاشا حادا، خلال اللقاء الذى جمعهم في حضور نائب الرئيس جي دي فانس.

واجتمع الرئيسان في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، مساء اليوم الجمعة، حيث قال ترامب لنظيره زيلينسكي، إن الولايات المتحدة تريد إنهاء الحرب مع روسيا، وتحسين العلاقات مع موسكو، واستعادة الأموال التي أنفقت لدعم أوكرانيا، مؤكدا التزام الولايات المتحدة بوقف الحرب مع أوكرانيا عبر الحوار بين (كييف - موسكو).

وأشار ترامب الى إن كلا الجانبين (روسيا وأوكرانيا) يفقدان الآلاف من الجنود، والولايات المتحدة ترغب أن تتوقف هذه الحرب، ويذهب الإنفاق العسكري الى نفقات أخرى ضرورية تتمثل في إعادة الإعمار ما خلفته هذه الحرب.

وقال الرئيس الأمريكي: "أجريت محادثات جيدة جدا مع روسيا وتحدثت مع الرئيس فلاديمير بوتين حول إنهاء هذه الحرب، ولمست موافقة بوتين، وأنه يريد التفاوض، وهو شيء نريده نحن، وسوف يحدث في القريب".

من جهته، انتقد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، الرئيس الأوكراني، بالقول: "أنتم لديكم مشاكل في أوكرانيا منها نقص عدد القوات المسلحة"، فرد الأخير عليه بالقول:"هل أنت زرت أوكرانيا لتعرف ما هي مشاكلنا؟"، قال جي دي فانس "في الواقع شهدت القصص وسمعتها وأعرف ما يجري في بلدكم.. هل تعارض أن لديكم مشاكل في عدد الجنود، والآن تأتي الى المكتب البيضاوي وتحاول أن تهاجم الادارة الأمريكية التي تحاول أن تبحث لك عن حلول؟!".

ورد الرئيس زيلنسكي، بالقول: "أولا: إن أيام الحرب دائما نواجه مشاكل، حتي في أمريكا، ولكن لديكم أنتم محيط لا تشعرون بالحرب الآن وربما في المستقبل"، فقاطعه الرئيس دونالد ترامب، وقال له: "ينبغي أن لا تقول ما الذي سوف نفعله.. نحن نحاول أن نجد حل للمشكلة التي تعاني منها.. أنت لست في موقع لتفرض علينا ما نشعر به.. وضعك سيء جدا، أنت تتلاعب وتغامر بقيام حرب عالمية ثالثة".

بدوره، قال نائب الرئيس الأمريكي للرئيس الأوكراني: "هل وجهت الشكر للولايات المتحدة؟، بل إنك ذهبت إلى بنسلفانيا، وتحدثت ضد المعارضة، ولم تتكلم عن أي امتنان الى الولايات المتحدة، والرئيس دونالد ترامب يحاول أن ينقذ بلدك!".

وأجاب الرئيس زيلينسكي، "إنني منذ بداية الحرب مع روسيا شكرت أمريكا أكثر من مرة"، فرد عليه الرئيس ترامب: "إن رئيسنا السابق جو بايدن، أعطاكم 350 مليون دولار، وأنت لن تكون قويا بدون الولايات المتحدة، وهذه الحرب كان من الممكن أن تنتهي في غضون أسبوعين بل ربما ثلاثة أيام".

وأضاف ترامب،: "لا تقل لنا ما الذي يجب أن نفعله، الناس يموتون وليس لديك ما يكفي من الجنود، ثم تقول لنا لا أريد وقف إطلاق النار، بل أريد أن أستمر في الحرب، إن التصريحات التي تدلي بها تفتقر بشدة الى الإحترام، علما بأن الأوراق ليست معك، بل الأوراق معنا نحن".

يذكر البيت الأبيض ألغى المؤتمر الصحفي المشترك الذي كان مقررا عقده بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بعد هذه المشادة التي وقعت بينهما في المكتب البيضاوي، كما أنه لم يتم التوقيع على إتفاق المعادن بين واشنطن وكييف.

وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن ترامب هو من اتخذ قرار إلغاء مراسم التوقيع مع زيلينسكي، وأصدر توجيهات بأن على الرئيس الأوكراني مغادرة البيت الأبيض.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ترامب زيلينسكي روسيا الحرب مع روسيا الرئيس جي دي فانس موسكو الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی الحرب مع روسیا دونالد ترامب هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تتسامح مع تخريب روسيا لأوروبا

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للزميلين في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في  لندن دانا ألين وجوناثان ستيفنسون قالا فيه إن الأحزاب الشيوعية الكبيرة والمؤثرة في أوروبا الغربية حافظت، أثناء الحرب الباردة، على علاقاتها مع موسكو، والتي تراوحت بين المتعاطفة والخاضعة. وحافظت الولايات المتحدة على مسافة بينها وفي كثير من الحالات دعمت خصومها ماليا وسياسيا.

والآن تواجه أوروبا تحالفا فضفاضا من الأحزاب ذات الميول الروسية، وهذه المرة على الطرف الآخر من الطيف: أقصى اليمين. واتخذت حكومة الولايات المتحدة النهج المعاكس: العناق الدافئ.

وبهذا، تتسامح الولايات المتحدة مع تخريب روسيا لأوروبا ما بعد الحرب التي ساعدت أميركا في إنشائها وتأمينها.



إن الأحزاب التي تدعمها روسيا معادية للاتحاد الأوروبي، وتعارض زيادة الإنفاق العسكري، وتتقبل حجج روسيا حول تهور توسع الناتو والحاجة إلى تأكيد القيم المسيحية اليمينية.

إذا سيطرت هذه الأحزاب وأبناء عمومتها الشعبويون على أوروبا في نهاية المطاف - فهي في حكومات كرواتيا وجمهورية التشيك وفنلندا والمجر وإيطاليا وهولندا وسلوفاكيا، وتحدث تأثيرا في فرنسا وألمانيا - فإنها قد تدمر الناتو، وتحيد أوروبا جيوسياسيا إن لم يكن إخضاعها. هذا هو بالتأكيد أمل روسيا.

إن أوروبا التي أصبحت مظلمة على هذا النحو من شأنها أن تحطم رؤية أمريكا بعد الحرب الباردة لقارة "كاملة وحرة" والتي بذل الاتحاد الأوروبي والتحالف الأطلسي، على الرغم من كل مشاكلهما، الكثير من أجل تعزيزها والتي كانت مصدرا دائما للاستقرار الجيوسياسي.

بالطبع، أوضحت إدارة ترامب ازدراءها لهذه الإنجازات.

في وقت سابق من هذا الشهر، حثّ نائب الرئيس جيه دي فانس القادة الأوروبيين في مؤتمر ميونيخ للأمن على التوقف عن تجنب الأحزاب المتطرفة بينهم. وزعم أن الساسة الألمان يجب أن يزيلوا "جدار الحماية" ضد العمل مع الأحزاب الشعبوية، في إشارة واضحة إلى حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف والمعادي للهجرة.

وفي وقت لاحق، التقى فانس بزعيم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المناهض للهجرة. وهنأ إيلون ماسك، الذي يبدو وكأنه رئيس وزراء الرئيس ترامب، زعيم الحزب على حصوله على المركز الثاني في الانتخابات التي جرت يوم الأحد في ألمانيا.

ثم، في رفض آخر للتضامن عبر الأطلسي، التقى وزير الخارجية ماركو روبيو بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الرياض لمناقشة مستقبل أوكرانيا، واستبعاد أوكرانيا نفسها، وكذلك أوروبا. وبدا من الواضح أن الولايات المتحدة تنوي متابعة التقارب مع روسيا، وهو ما يعني على الأرجح إنهاء العقوبات، وإقناع أوكرانيا بالتخلي عن الأراضي الأوكرانية المحتلة، وربما حتى ضمان استبعاد أوكرانيا الدائم من حلف شمال الأطلسي.

وتابع ترامب المؤتمر بالتلميح بشكل سخيف للصحفيين إلى أن أوكرانيا بدأت الحرب برفضها التنازل عن الأراضي لروسيا. إن وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور" قد مهد الطريق لإرضاء الهدف النهائي لحرب الرئيس فلاديمير بوتن: إزالة الزعيم اليهودي في أوكرانيا كمقدمة لتنصيب عميل روسي بحجة "نزع النازية" من البلاد.

لم يكن بوسع موسكو أن تكتب نتيجة أكثر انسجاما مع حجتها المشكوك فيها بأن توسع الناتو أجبرها على استعادة مجال نفوذها وغزو أوكرانيا. إن هذه الرواية، التي يتبناها إلى حد كبير أقصى اليمين في أوروبا، تعزز التهديد الروسي لأعضاء الناتو الشرقيين، بدءا من دول البلطيق، إذا هُزمت أوكرانيا أو أُجبرت على الاستسلام.

كما أظهر ترامب وأعضاء دائرته تعاطفهم مع الأحزاب الشعبوية اليمينية في النمسا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وإسبانيا وأثروا عليها. وفي بريطانيا، يحاول  ماسك تقويض حزب العمال لصالح حزب الإصلاح اليميني في المملكة المتحدة. وأبدى  ترامب ومن حوله إعجابهم برئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي زار  ترامب في مار إيه لاغو عدة مرات وقدم مخططا حقيقيا للسياسات الاستبدادية للرئيس.

إن التوازي بين الأحزاب الأوروبية التي تميل إلى موسكو أثناء الحرب الباردة والأحزاب اليمينية المتطرفة في القرن الحادي والعشرين ليس دقيقا بالتأكيد. كما تظهر الأحزاب اليمينية المتطرفة درجات متفاوتة من التعاطف مع المصالح الروسية.

كانت الأحزاب الشيوعية الغربية مرتبطة رسميا بالاتحاد السوفييتي أكثر من ارتباط الأحزاب اليمينية المتطرفة الأوروبية اليوم بروسيا  بوتين. قبل الحرب العالمية الثانية، كانت هذه الأحزاب تنتمي إلى الأممية الشيوعية التي تديرها موسكو، والتي حلها ستالين في نهاية المطاف لاسترضاء حلفائه الأمريكيين والبريطانيين الجدد أثناء الحرب.

وتضمنت منظمة الكومينفورم التي خلفتها بعد الحرب شيوعيين فرنسيين وإيطاليين، فضلا عن أحزاب من أوروبا الشرقية مسؤولة مباشرة أمام موسكو، قبل إلغائها في عام 1956. وبحلول سبعينيات القرن العشرين، ادعت بعض الأحزاب الشيوعية الغربية ــ وخاصة في إيطاليا وإسبانيا ــ درجة من الاستقلال عن السوفييت تحت لواء "الشيوعية الأوروبية".

ولكن العامل الثابت كان تقارب موسكو مع الطابور الخامس لتعزيز مصالحها - الكومينفورم في وقت مبكر من الحرب الباردة - وهي مجموعة يمينية دولية اليوم. ويضم اليمينيون اليوم شبه الفاشيين والمسيحيين المتعصبين البيض الذين تدعم آراؤهم وتجتذب المحافظين القوميين المسيحيين في الولايات المتحدة؛ والاستبداد القومي الذي يتبناه بوتين، والذي تحميه الكنيسة الأرثوذكسية الروسية؛ و"الديمقراطية غير الليبرالية" التي يتبناها أوربان.

موسكو مشغولة في أوروبا. لقد أدى الدعم السياسي والمادي الذي يقدمه الكرملين للجماعات اليمينية المتطرفة إلى تعميق الانقسامات الاجتماعية والسياسية الأوروبية، مما مكنها من الاستمرار في تشويه سمعة الديمقراطية الغربية.

يشمل التدخل الروسي عمليات نفوذ سرية يعتقد المسؤولون الألمان أنها اخترقت المؤسسات السياسية الألمانية وحزب البديل من أجل ألمانيا.

في العام الماضي، كشف الصحفيون الألمان عن رسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية بين ضابط استخبارات روسي ومستشار لعضو في حزب البديل من أجل ألمانيا في البوندستاغ لتعزيز محاولات الحزب لوقف شحن ألمانيا للدبابات القتالية إلى أوكرانيا. وقد نفى الضابط والمستشار تورطهما.

تعتقد السلطات التشيكية أن "صوت أوروبا"، وهو موقع إخباري مقره براغ، قام بتحويل الأموال إلى سياسيين في ست دول أوروبية على الأقل كجزء مما وصفته السلطات بعملية نفوذ روسية. وقد نفت روسيا باستمرار تورطها في حملات التضليل ضد الغرب.

وبغض النظر عن تكتيكات روسيا، فإن أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا اليوم تشترك في عداء إدارة ترامب لليقظة والهجرة، تماما كما دافعت الأحزاب الشيوعية الغربية في القرن العشرين عن قضايا وجدتها الإدارات الديمقراطية في الحرب الباردة ملائمة: العدالة الاجتماعية، والحقوق المدنية للأمريكيين من أصل أفريقي، وأجندة مناهضة للاستعمار. ومع ذلك، فإن الإدارات الديمقراطية، على عكس  فانس الآن، لم تقترح قط أن الحكومات الأوروبية يجب أن تستوعبها.



لقد قيمت الإدارات الأمريكية في ذلك الوقت التهديد السوفييتي بأنه خطير للغاية بحيث لا يمكن الانغماس في التجارب السياسية. واليوم، أصبحت المخاطر عالية على الأقل: إذا تسللت روسيا العدوانية تماما إلى السياسة الأوروبية، فقد يعمل وكلاؤها من اليمين المتطرف على تقويض الهياكل السياسية التي بنتها الدول الأوروبية بشق الأنفس لمنع العودة الإقليمية إلى الاستبداد.

وفي توبيخ خفيف لترامب و فانس و ماسك، لم يكن أداء حزب البديل من أجل ألمانيا جيدا كما توقع البعض في انتخابات يوم الأحد في ألمانيا. ولكن مع صعود اليمين المتطرف، أصبحت الحكومات الأوروبية اليوم أكثر عرضة له مقارنة بالشيوعية بحلول ستينيات القرن العشرين، عندما استقر المركز السياسي في أوروبا.

ويبدو أن إدارة ترامب لا تهتم. فقد أوضح  فانس أن الزعماء الأوروبيين المعتدلين لا يمكنهم الاعتماد على الاعتدال الأمريكي، وأن مسؤولي إدارة ترامب من غير المرجح أن يرحبوا بالمعلومات الاستخباراتية التي تسلط الضوء على عمق واتساع التهديد الروسي لأوروبا، وأن الإهمال والخيانة أصبحا جزءا من السياسة الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: أحترم ترامب والشعب الأمريكي ولا أحد يرغب أكثر منا في إنهاء الحرب
  • «ترامب» لـ زيلنيسكي: وطي صوتك وتحدث معي باحترام.. خناقة الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني في البيت الأبيض
  • بعد مواجهة كلامية محتدمة مع الرئيس الأمريكي .. زيلينسكي يغادر البيت الأبيض
  • مواجهة كلامية بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني بالبيت الأبيض
  • لم يوقعا صفقة المعادن النادرة.. ترامب: الرئيس الأوكراني لم يحترم أمريكا في مكتبها البيضاوي
  • مستشار زيلينسكي: هذه خطوط أوكرانيا الحمر لبدء مفاوضات مع روسيا
  • الرئيس الأوكراني يصل إلى الولايات المتحدة
  • الرئيس الأوكراني: ضمانات السلام والأمن هي المفتاح لمنع استمرار الحرب
  • نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تتسامح مع تخريب روسيا لأوروبا