تجارب تظهر فعالية الصيام المتقطع في تصحيح إحدى السمات المميزة لألزهايمر
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
بين إحدى السمات المميزة لمرض ألزهايمر اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، وهي الساعة الداخلية التي تنظم العديد من عملياتنا الفسيولوجية.
ويعاني نحو 80% من المصابين بمرض ألزهايمر من هذه المشكلات، بما في ذلك صعوبة النوم وتدهور الوظيفة الإدراكية في الليل. ومع ذلك، لا توجد علاجات موجودة لألزهايمر تستهدف هذا الجانب من المرض.
وأظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو على الفئران أنه من الممكن تصحيح اضطرابات الساعة البيولوجية التي تظهر في مرض ألزهايمر من خلال التغذية المقيدة بالوقت، وهو نوع من الصيام المتقطع الذي يركز على الحد من نافذة الأكل اليومية دون الحد من كمية الطعام المستهلكة.
وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة Cell Metabolism، أظهرت الفئران التي تم تغذيتها وفقا لجدول زمني محدد تحسينات في الذاكرة وانخفاض تراكم بروتينات الأميلويد في الدماغ. ويقول الباحثون إن النتائج ستؤدي على الأرجح إلى تجربة سريرية على الإنسان.
وقالت كبيرة مؤلفي الدراسة باولا ديبلاتس، الأستاذة في قسم علوم الأعصاب في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو: "لسنوات عديدة، افترضنا أن اضطرابات الساعة البيولوجية التي تظهر لدى المصابين بمرض ألزهايمر هي نتيجة للتنكس العصبي، لكننا نتعلم الآن أن الأمر قد يكون العكس، فقد يكون اضطراب الساعة البيولوجية أحد المحركات الرئيسية لعلم ألزهايمر .. وهذا يجعل اضطرابات الساعة البيولوجية هدفا واعدا لعلاجات ألزهايمر الجديدة، وتوفر النتائج التي توصلنا إليها إثباتا للمفهوم لطريقة سهلة ويمكن الوصول إليها لتصحيح هذه الاضطرابات".
ويعد تعزيز الساعة البيولوجية نهجا ناشئا لتحسين النتائج الصحية، وإحدى طرق تحقيق ذلك هي التحكم في الدورة اليومية للتغذية والصيام.
إقرأ المزيد دراسة: الشعور بالجوع يمكن أن يكون مرتبطا بتباطؤ الشيخوخة!واختبر الباحثون هذه الإستراتيجية على نموذج فأر مصاب بمرض ألزهايمر، حيث قاموا بإطعام الفئران وفقا لجدول زمني محدد حيث لم يُسمح لهم بتناول الطعام إلا خلال فترة ست ساعات كل يوم. وبالنسبة للبشر، فإن هذا يعني نحو 14 ساعة من الصيام كل يوم.
وبالمقارنة مع الفئران التي تم تقديم الطعام لها في جميع الأوقات، كانت الفئران التي تم تغذيتها وفقا لجدول زمني محدد تتمتع بذاكرة أفضل، وكانت أقل نشاطا في الليل، واتبعت جدول نوم أكثر انتظاما وتعرضت لاضطرابات أقل أثناء النوم.
كما كان أداء فئران الاختبار أفضل في التقييمات المعرفية من فئران التحكم، ما يدل على أن جدول التغذية المقيد بالوقت كان قادرا على المساعدة في تخفيف الأعراض السلوكية لمرض ألزهايمر.
ولاحظ الباحثون أيضا تحسنا لدى الفئران على المستوى الجزيئي. وفي الفئران التي تم تغذيتها وفق جدول زمني محدد، وجد الباحثون أن الجينات المتعددة المرتبطة بمرض ألزهايمر والتهاب الأعصاب تم التعبير عنها بشكل مختلف. ووجدوا أيضا أن جدول التغذية ساعد في تقليل كمية بروتين الأميلويد المتراكم في الدماغ (تعد رواسب الأميلويد واحدة من أكثر السمات المعروفة لمرض ألزهايمر).
إقرأ المزيد كيف يخبر الدماغ الكبد بالبدء في إعادة التدوير بعد الصيام؟ونظرا لأن جدول التغذية المقيد بالوقت كان قادرا على تغيير مسار مرض ألزهايمر لدى الفئران بشكل كبير، فإن الباحثين متفائلون بإمكانية ترجمة النتائج بسهولة إلى العيادة، خاصة وأن نهج العلاج الجديد يعتمد على تغيير نمط الحياة بدلا من الدواء.
وقالت ديبلاتس: "إن التغذية المقيدة بالوقت هي استراتيجية يمكن للناس دمجها بسهولة وعلى الفور في حياتهم. وإذا تمكنا من إعادة إنتاج نتائجنا على البشر، فقد يكون هذا النهج طريقة بسيطة لتحسين حياة المصابين بألزهايمر وأولئك الذين يعتنون بهم بشكل كبير".
ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار الصحة ألزهايمر الصحة العامة امراض بحوث تجارب مرض الشيخوخة بمرض ألزهایمر
إقرأ أيضاً:
دراسة طبية تكشف عن سبب ارتفاع حالات البلوغ المبكر للفتيات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة، قام بها باحثون من جامعة غازي في تركيا، عن السبب الكامن وراء ارتفاع حالات البلوغ المبكر للفتيات حول العالم، وفقا لما نشرته مجلة ديلي ميل.
وأشارت الدراسة إلى أن الفتيات اللائي يقضين أكثر من ست ساعات يوميا في التحديق في شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر قد يكن أكثر عرضة للدخول في مرحلة البلوغ في وقت أبكر من أولئك اللائي يتعرضن للشاشات وقتا أقل.
وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي حدد فيه الخبراء اتجاها مثيرا للاهتمام لزيادة أعداد الفتيات اللائي يدخلن مرحلة البلوغ في وقت أبكر من متوسط العمر الطبيعي.
كما تُظهر الأبحاث، أن هناك زيادة مذهلة بنسبة 52% في وقت الشاشة للأطفال بين عامي 2020 و2022 ويرجع ذلك على الأرجح إلى عمليات الإغلاق بسبب "كوفيد-19".
وفي الدراسة قسم الفريق 36 فأرا صغيرا إلى ثلاث مجموعات وتعرضت إحدى المجموعتين للضوء الطبيعي بينما تعرضت المجموعتان الأخريان لستة أو 12 ساعة من الضوء الأزرق يوميا.
ثم راقب الفريق الفئران التي تم تقسيمها بالتساوي من حيث الجنس بحثا عن العلامات الأولى لنمو العظام والبلوغ ووجدوا أن مجموعة الضوء الأزرق نمت بشكل أسرع وبالتالي دخلت سن البلوغ في وقت مبكر، حيث إن نوع وكثافة التعرض للضوء المستخدم هنا لا يمكن ترجمتها بسهولة إلى الواقع العملي لكيفية تفاعل الأطفال مع التقنيات القائمة على الشاشة.
وقالت الدكتورة دوروثي بيشوب المتخصصة، في علم النفس العصبي التنموي بجامعة أكسفورد، أن يجب توخي الحذر الشديد في استخلاص أي استنتاجات من هذه الدراسة حول تأثير الضوء من الشاشات على الأطفال وأكدت أن نمو الفئران يختلف تماما عن نمو البشر وأن الأساليب المستخدمة في الدراسة لا تعكس حياة الأطفال.