لطيفة بنت محمد: حريصون على بناء حوار حضاري مع العالم
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
دبي: «الخليج»
التقت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، آرثر ماتلي، سفير الاتحاد السويسري لدى الدولة.
تم خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين دولة الإمارات وسويسرا، في ضوء الروابط الوثيقة التي تجمع البلدين الصديقين في مختلف المجالات كالتعليم والتجارة والثقافة، ورؤيتهما المشتركة والطموحة تجاه الاقتصاد الإبداعي، إلى جانب بحث سبل التعاون بين دبي وسويسرا، وتوطيد الشراكات بينهما في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية.
وجرى خلال اللقاء التركيز على دور التراث الثقافي والإرث الإبداعي كأبرز ركائز الهوية الثقافية والوطنية للمجتمعات والأفراد، ومناقشة أهمية التبادل الثقافي بين دبي وسويسرا وضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بينهما في المجالات الإبداعية المختلفة كالتصميم والتراث والأدب، انطلاقاً من المخزون الغني الذي يتمتع به الجانبان.
كما ركّز اللقاء على أهمية الابتكار وتفعيل أدواته للارتقاء بالقطاع، ما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي يسعى لها الطرفان. وأكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد حرص دبي ودولة الإمارات على بناء جسور حوار حضارية مع العالم تسهم في توطيد التعاون وخلق الحلول المبتكرة التي تنعكس إيجاباً على مختلف القطاعات والمجالات، معربة سموّها عن أملها أن يكون هذا اللقاء مقدمة لمرحلة جديدة من التعاون في مجال التبادل الثقافي والمعرفي. كما تطرق اللقاء إلى أهمية مشاركة الخبرات والرؤى الهادفة لتحقيق نمو ونهضة القطاع الثقافي والإبداعي، واستشراف فرص المستقبل.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات دبي الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد
إقرأ أيضاً:
قصة الإمبراطورية التي تأكل نفسها
انهمك كثيرون في تحليل الآثار الاقتصادية لقرارات فرض الإدارة الأميركية تعريفة جمركية على الواردات من معظم دول العالم. وهي آثار تتدرج من ارتفاع التضخم، ومن ثَم زيادة الأسعار في معظم دول العالم، إلى الدفع نحو تفكيك جزء لا يستهان به من هيكل الاقتصاد العالمي، وفتح الباب أمام حروب تجارية واسعة النطاق، لكنّ للقرار آثارًا سياسية وثقافية أيضًا.
وإذا أردنا أن نفهم التبعات السياسية والثقافية لهذا القرار، فعلينا أن نعود إلى الوراء قليلًا، وتحديدًا إلى السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي، فوقتها تصرّفت الولايات المتحدة في السياسة الدولية مثلما يتصرّف ترامب في الاقتصاد، فرفعت شعار "نحن أميركا"، واندفع خبراؤها يتحدثون عن الانفراد بقمة العالم، والانتصار الحاسم للرأسمالية في شقها الاقتصادي، والليبرالية في شقها السياسي، وهو ما حاول أن يُسوقه فرانسيس فوكوياما في كتابه "نهاية التاريخ وخاتم البشر" (The End of History and the Last Man).
ولم يكتفِ الأميركيون بهذا، بل سعوا إلى صناعة عدو متوهَّم أو متخيّل، فاستحضر ريتشارد نيكسون في كتابه "الفرصة السانحة" (Seize the Moment) الإسلام عدوًا، ووسع صامويل هنتنغتون في كتابه "صدام الحضارات" (The Clash of Civilizations)، الذي لم يبتعد عن توجهات جهاز المخابرات الأميركية CIA (وكالة الاستخبارات المركزية)، مفهومَ العدو، ليجعل الحضارة الغربية في مواجهة حتمية مع الحضارات الأخرى، خصوصًا الإسلامية والكونفوشيوسية.
إعلانلم يمرّ عقد واحد على هذه النزعة الجامحة حتى وجدنا بعض عقلاء بيوت الفكر وخبراء السياسة الأميركيين يتحدثون عن "حدود القوة"، بعد أن أدركت الولايات المتحدة أن قدراتها العسكرية الضخمة، حيث تنفق بمفردها عشرة أضعاف ما تنفقه أوروبا كلها على التسلح، لا تعني بالضرورة أنها قادرة على تحقيق ما تريد وفرضه عنوة على من تشاء، في أي وقت، وأي مكان.
ففي الصومال، وبعد عملية أطلقت عليها واشنطن "التدخل الحميد"، عجز الجيش الأميركي عن تثبيت وجوده على أرض دولة ضعيفة، مفككة، بل وفاشلة وفق المقاييس الدولية وقتها.
وفي أفغانستان، التي هاجمتها أميركا في أكتوبر/ تشرين الأول 2001، ظهرت مقاومة فعلت بالأميركيين ما سبق أن فعلته بالسوفيات.
وفي العراق، الذي أسقط الجيش الأميركي عاصمته في 9 أبريل/ نيسان 2003، ظهرت مقاومة لم يستطع الأميركيون معها صبرًا. ولم تمنع العقوبات الاقتصادية إيران من مواصلة برنامجها للتسلح، ووضع بوتين روسيا على ميزان القوى الدولي بعد غياب، وتقدمت الصين في ركائز القوة حتى صارت المنافس الأساسي للأميركيين.
وعلى مدار عشرين سنة، لم يكن الاقتناع بـ"حدود القوة"، هو وحده الذي ينمو ويجذب أنصارًا له في ربوع الولايات المتحدة، إنما أيضًا الانشغال بالإجابة عن سؤال جوهري طرحه بعض علماء السياسة والمثقفين الأميركيين، وهو: "لماذا يكرهوننا؟" أي "لماذا يكرهنا العالم؟"
إذ لاحظ هؤلاء أن الناس في مشارق الأرض ومغاربها لم يعودوا منشغلين بالنظر إلى الولايات المتحدة بوصفها "زعيمة العالم الحر"، كما كان سائدًا أيام الحرب الباردة (1947–1991)، إنما بكونها، ومن حيث الواقع، محض "إمبراطورية استعمارية" أخرى، لا تختلف عن سابقاتها، حتى أخذت بعض الكتابات تقارن بينها وبين الإمبراطورية الرومانية.
وتعمَّق هذا الفهم بعد أن ظهر، للقاصي والداني، أن ملفّ حقوق الإنسان نفسه ليس سوى إحدى أدوات السياسة الخارجية الأميركية، تستخدمه ضد أنظمة حكم لا تتوافق مع المصالح الأميركية عبر العالم أو تناهضها، فتضغط عليها وتبتزها، وتغض الطرف عنه مع حكومات تصنفها على أنها حليفة أو صديقة، أو على الأقل يمكن أن تقدم منفعة للسياسة الأميركية في المستقبل المنظور.
إعلاناليوم، تتسبب قرارات الرئيس ترامب بفرض "التعريفة الجمركية" في جلب الكراهية لبلاده، بعد أن أدت سياساته، خلال ولايته الأولى، إلى تحطيم صورة الولايات المتحدة باعتبارها "أرض الأحلام" بالنسبة لكثيرين حول العالم.
ويتعمق هذا المنحى بقرارات طرد مهاجرين، وفرض قيود على آخرين، بمن فيهم طلاب علم، كانت واشنطن تعتبرهم في الماضي إحدى أدوات نقل "الثقافة الأميركية" إلى أرجاء المعمورة، والتي بدورها تترجم إلى منافع اقتصادية وسياسية.
إنّ رد فعل مختلف الدول على قرار ترامب، الذي أعلنه فيما أسماه "يوم التحرير" وعزاه إلى "حالة طوارئ اقتصادية"، يبين أن هناك، في الخلفية، إدراكًا للتوحش الأميركي، حتى لو كانت النزعة الاقتصادية والتجارية البحتة تغلف تصريحات مختلف المسؤولين في تعقيبهم على هذه الخطوة.
بل يتزايد الشعور بالاستهانة والاستخفاف الأميركي بالعالم، الذي وصل إلى حد أن تشمل هذه التعريفة جزيرتي "هيرد" و"ماكدونالد" في القطب الجنوبي، اللتين تسكنهما طيور البطريق، ولم يدخلهما إنسان واحد منذ عشر سنوات، ما حدا برئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيز، إلى القول: "لا يوجد مكان على الأرض في مأمن من هذه القرارات".
واختيار اسم "يوم التحرير" لمثل هذا الإعلان لا يخلو، في حد ذاته، من معنى سياسي وثقافي، إذ يحول التعريفة الجمركية من إجراء اقتصادي إلى إشارة رمزية تريد أن تقول للعالم إننا وحدنا في وجه الجميع، وأن النظام الدولي الحالي عليه أن يتغير لصالحنا، ولو عنوة. ولا يكفينا الانفراد بالقمة، بل منع أي أحد من مجرد التفكير في الصعود إلينا.
وكما يهدم الرئيس ترامب، تباعًا وفي إصرار، الأسس والتقاليد السياسية والدستورية والبيروقراطية والأمنية داخل الولايات المتحدة نفسها، فإنه يفعل هذا خارجها.
وهي مسألة بدأت بالخروج من منظمات أممية، واستهانة بالقانون الدولي، ثم حديث صريح عن غزو دول والاستيلاء على أخرى، وبعدها اتّخاذ قرار الرسوم الجمركية دون تشاور أو تفاوض أو تفاهم مع أحد.
إعلانقد تكون هذه الحالة المستعلية هي أقصى حد تبلغه الإمبراطورية التي تعتقد أنها منفردة بقيادة العالم، وبعدها يبدأ منحنى القوة في الهبوط، لا سيما أن الجميع الآن بات يدرك، مع التوجهات الترامبية، أن "الحلم الأميركي" تحول إلى "الخطر الأميركي"، وأن الصبر عليه لا يمكن أن يطول، وأن طرق مواجهته يجب أن تتعدد وتتسع وتتعمق، اللهم إلا إذا قرر الرئيس ترامب تغيير سياسته، وهذا صعب، أو انتبه من يخلفونه إلى أن استفزاز العالم كله ليس في صالح بلادهم.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline