شمال سوريا- عمّقت موجة البرد التي تضرب سوريا وتركيا مأساة النازحين واللاجئين السوريين القاطنين في المخيمات بعد أن سجلت درجات الحرارة في شمال سوريا وجنوبي تركيا انخفاضا إلى نحو 5 درجات تحت الصفر، في وقت يعجز معظمهم عن تأمين وقود التدفئة الباهظ الثمن.

وأمضى أهالي مخيم الأمل للنازحين السوريين في ريف إدلب أياما صعبة، من جراء موجة البرد التي تضرب المنطقة منذ عدة أيام، مؤكدين أنها الأقسى منذ أكثر من عقد وأشدها وطأة على الأهالي الذين خبروا فصول شتاء طويلة صعبة.

موجة البرد التي ضربت المنطقة هي الأقسى منذ سنوات وفق النازحين (الجزيرة) بقايا الملابس وسائل للتدفئة

يقول حسين القدور (55 عاما) أحد سكان المخيم، إنه وأفراد أسرته يخرجون في ساعات النهار بحثا عن أكياس النايلون وبقايا الأغصان اليابسة من أجل إشعالها داخل المدفأة البدائية التي يلقون فيها أي شي قابل للحرق، رغم مخاطر الدخان المنبعث منها.

وأكد القدور للجزيرة نت، أنه غير قادر على شراء الوقود أو حتى الحطب، الذي يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد منه 8 ليرات تركية (العملة المتداولة في إدلب وريفها)، مشيرا إلى غياب مصدر دخل ثابت لديه حيث يعمل في موسم قطاف محصول الزيتون للحصول على أجر زهيد.

إعلان

ولفت النازح السوري إلى أن جميع أفراد أسرته أصيبوا بنزلات برد وسعال، نتيجة المنخفض الجوي وغياب التدفئة داخل الخيام القديمة قدم الحرب السورية، موضحا أن الدعم منقطع عن المخيم بشكل كامل.

في حين تشتكي النازحة مريم المحمد (62 عاما) من آلام مبرحة تتسلل إلى أطرافها ليلا، بسبب البرد الشديد، مما يحرمها لذّة الرقاد والخلود إلى النوم مثل بقية البشر، مؤكدة أنها لم تحصل على وقود تدفئة منذ سنوات.

ومع حلول المغيب تقوم مريم بإلقاء بقايا الملابس البالية في المدفأة الصغيرة، من أجل الحصول على القليل من الدفء، ومع احتراق ما تم جمعه من القماش تضطر وزوجها المسن إلى لف أنفسهم بجميع البطانيات التي بحوزتهم لمواجهة البرد القارس.

معظم النازحين لم يحصلوا على وقود تدفئة مما اضطرهم للالتحاف بالبطانيات (الجزيرة) انقطاع الدعم

يؤكد القائمون على المخيمات أن هناك انقطاعا شبه تام لدعم النازحين وكأنما تحولت قضيتهم إلى مسألة ثانوية بعد سقوط نظام الأسد قبل قرابة 3 أشهر، حيث يتحدث غالبيتهم أن المنظمات توجهت بأعمالها إلى المناطق المحررة حديثا من نظام بشار الأسد المخلوع.

ويؤكد مدير مخيم "الأمل" في شمال سوريا إبراهيم البرهو، أن سكان المخيم لم يحصلوا على أي مساعدات غذائية أو وقود للتدفئة منذ بداية فصل الشتاء، في وقت يعتمد جميعهم على إشعال الأغصان اليابسة وبقايا الكرتون من أجل القليل من التدفئة داخل الخيام.

وحذر البرهو، في حديث للجزيرة نت، من أن غالبية سكان المخيم أصيبوا خلال موجة البرد الحالية بالأمراض، بسبب غياب التدفئة، لافتا إلى نقل العشرات من الأطفال والمسنين إلى مستشفى مدينة دركوش القريبة من المخيم.

المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة تسبب بانتشار أمراض عديدة بين أطفال النازحين السوريين (الجزيرة) آمال العودة

وليس بعيدا عن مخيمات النازحين السوريين، تحدث لاجئون سوريون في مخيم "كلس" جنوبي تركيا، أنهم عاشوا منخفضا جويا قاسيا، منذ نحو أسبوع، مع ظروف معيشية وخدمية تبدو أفضل مما يعيشه النازحون داخل سوريا، بفضل الخدمات التي تقدمها السلطات التركية.

إعلان

يقول أبو أسعد (48 عاما)، وهو لاجئ سوري، أن موجة البرد فرضت حظرا للتجوال داخل المخيم، ما أجبر اللاجئين على التزام الكرفانات التي يعيشون فيها، لافتا إلى أنه لم يطفئ المدفأة الكهربائية طوال الأيام الباردة الماضية.

ومع سقوط نظام الأسد، يأمل أبو أسعد أن يكون الفصل الحالي آخر شتاء يقضيه في المخيم، مع تضاعف آمال العودة إلى الوطن، مؤكدا أنه سيعود لبناء منزله المدمر في ريف حلب الشمالي والاستقرار في سوريا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات موجة البرد

إقرأ أيضاً:

زلزال إسطنبول يُطلق موجة هجرة جديدة: 1.4 مليون غادروا خلال 3 سنوات

ترجمة وتحرير تركيا الان – بحسب إحصائيات الهجرة الداخلية التي أعلنتها هيئة الإحصاء التركية (TÜİK)، غادر مليون و407 آلاف شخص مدينة إسطنبول خلال الفترة الممتدة من عام 2021 حتى عام 2023. وسُجل صافي الهجرة من المدينة بحوالي 225 ألف شخص. ورغم أن 18.3% من سكان تركيا يعيشون في إسطنبول، إلا أن المدينة العملاقة تستحوذ على 30% من الناتج المحلي الإجمالي بقيمة تصل إلى 8 تريليونات ليرة تركية.

بعد الزلزال الذي بلغت شدته 6.2 درجات على مقياس ريختر وكان مركزه بحر مرمرة وشعر به سكان إسطنبول بقوة، بدأت موجة من الخروج من المدينة. وقد لوحظت كثافة مرورية كبيرة باتجاه الخروج من إسطنبول، فيما تحرك من استطاع من سكان المدينة نحو الأقارب أو المنازل الصيفية في الولايات المجاورة، خاصة بعد قرار تعليق الدراسة ليومين.

إحصائيات الهجرة من إسطنبول
أصبحت إسطنبول في السنوات الأخيرة الولاية التي تسجل أعلى معدلات الهجرة الصافية السلبية، وذلك لأسباب متعددة أبرزها غلاء المعيشة. وتشير بيانات هيئة الإحصاء التركية لآخر ثلاث سنوات إلى ما يلي:

في عام 2021، استقبلت إسطنبول 385,328 شخصًا، بينما غادرها 408,165 شخصًا، مما جعلها الولاية الأعلى في عدد المغادرين.

في عام 2022، استقبلت 385,294 شخصًا، وغادرها 418,082 شخصًا.

اقرأ أيضا

كم سعر غرام وأنصة الذهب اليوم؟

الخميس 24 أبريل 2025

في عام 2023، ارتفع عدد الوافدين إلى 412,707 أشخاص، وهو أعلى رقم في السنوات الثلاث، ولكن عدد المغادرين أيضًا بلغ ذروته بـ 581,330 شخصًا.

مقالات مشابهة

  • استمرار موجة الغضب في ألمانيا بعد مقتل شاب أسود برصاص الشرطة
  • انطلاق المخيم الكشفي الثالث بالظاهرة
  • الهرمل تشتعل | والجيش اللبناني يتدخل لوقف توتر الحدود مع سوريا .. تفاصيل
  • الجيش اللبناني يعلن اتخاذ تدابير أمنية لضبط الحدود مع سوريا
  • عمرها 3 سنوات... هكذا خسرت الطفلة لوجين حياتها داخل المنزل
  • موجة من الجدل حول اختفاء الفنانة المعتزلة إيمان الطوخي
  • سفيرة الجامعة العربية أمام جثمان البابا فرانسيس: «تأثرت بشدة وذكرت اللحظة التي تحدثت فيها عن معاناة الفلسطينيين»
  • الجيش اللبناني يتدخل لوقف التوتر على الحدود مع سوريا
  • ذكريات الدم تثير موجة اعتراضات عراقية ضد الانفتاح على الشرع
  • زلزال إسطنبول يُطلق موجة هجرة جديدة: 1.4 مليون غادروا خلال 3 سنوات