ما الإستراتيجية العسكرية التي ينفذها الاحتلال بالضفة؟ الفلاحي يجيب
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن عمليات الاحتلال في الضفة الغربية ذات طابع أمني أكثر من كونها عسكرية، موضحا أن التوغلات والتدمير تستهدف فرض واقع جديد وتعزيز السيطرة، خاصة في جنين وطولكرم ونابلس.
وأظهرت صور بثتها الجزيرة اليوم الجمعة تصعيد إسرائيل عملياتها في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، خاصة في جنين حيث دفع جيش الاحتلال بآليات مدرعة في ظل استمرار عمليته العسكرية بالمدينة ومخيمها لأزيد من شهر.
وأوضح الفلاحي، في تحليل للمشهد العسكري بالضفة، أن الاحتلال يدفع بآلياته المدرعة ويستخدم قوة نارية كثيفة في مناطق لا توجد فيها مقاومة مسلحة منظمة، مما يعكس هدفا سياسيا يتجاوز الأبعاد العسكرية التقليدية.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على عمليات المداهمة والتدمير لإرغام السكان على مغادرة المخيمات، في خطوة تعكس توجها لإعادة رسم الخارطة الأمنية في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الإجراءات الإسرائيلية، بما في ذلك تفجير المنازل والاعتقالات الواسعة، تأتي في سياق عمليات تهدف إلى كسر إرادة المقاومة ومنع تشكل أي بنية تحتية عسكرية للفصائل الفلسطينية، لا سيما أن الأخيرة تفتقر إلى قدرات قتالية مماثلة لما هو موجود في غزة، وهو ما يجعل المواجهة غير متكافئة.
إعلانوبيّن أن الاحتلال يوسع نطاق عملياته تدريجيا، حيث بدأت العملية في جنين ثم امتدت إلى طولكرم ونابلس، والآن يجري الحديث عن تحركات في مناطق أخرى، بما فيها الخليل.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يعتمد في تحركاته على معلومات استخبارية تأتي من عدة مصادر، من بينها تعاون أمني مع السلطة الفلسطينية.
نهج تصاعديوبشأن استخدام القوة المفرطة، أكد الفلاحي أن الاحتلال يتبع نهجا تصعيديا دون اعتبار لمبدأ التناسب، مستشهدا بلجوئه إلى قصف جوي وتوغلات مدرعة في بيئات مدنية.
وأوضح أن الهدف الرئيسي لهذه العمليات هو منع الضفة الغربية من التحول إلى جبهة مقاومة شبيهة بغزة، عبر فرض واقع أمني صارم وإحكام السيطرة على المناطق التي تنشط فيها الفصائل المسلحة.
وفيما يتعلق بخريطة العمليات العسكرية، أوضح أن الاحتلال يستخدم وحدات محددة لتنفيذ المهام، حيث تتولى الفرقة 877 المسؤولية عن الضفة الغربية، وتقسم مهامها بين ألوية متخصصة، مثل لواء "منشي" المكلف بالعمليات في جنين وطولكرم.
وأضاف أن الاحتلال يسعى إلى تنفيذ ترتيبات أمنية جديدة تتيح له التدخل العسكري المباشر متى ما أراد، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يختبر إستراتيجيات مختلفة لإيجاد صيغة تمنحه السيطرة الدائمة على المناطق التي يستهدفها.
ويرى الفلاحي أن غياب موقف فلسطيني موحد، سواء على مستوى السلطة أو الفصائل، يسهم في تسهيل تنفيذ الخطط الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الاحتلال يواصل تعزيز وجوده العسكري في الضفة، مما يعني أن العمليات لن تتوقف قريبا.
ومنذ 39 يوما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة، مستهدفا مدينة جنين ومخيمها، كما يستهدف مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 33، في حين يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم الـ20، في إطار عملية أُطلق عليها اسم "السور الحديدي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة أن الاحتلال فی جنین
إقرأ أيضاً:
“رايتس ووتش” تحذر من استنساخ الانتهاكات بغزة في الضفة الغربية من قبل الاحتلال الإسرائيلي
سواليف
حذرت منظمة ” #هيومن_رايتس_ووتش ” الحقوقية الدولية، من #استنساخ انتهاكات قطاع #غزة في #الضفة_الغربية، من قبل #الاحتلال_الإسرائيلي.
وقالت المنظمة الحقوقية، في بيان، إن “الدبابات الإسرائيلية دخلت إلى الضفة الغربية المحتلة للمرة الأولى منذ عقدين”.
وأشارت إلى أن “العملية العسكرية الإسرائيلية، التي تركز على شمال الضفة، هي الأطول منذ الانتفاضة الثانية”.
مقالات ذات صلة “هذا انتحار”.. أصوات في إسرائيل تحذر من تصريحات لابيد بشأن تولي مصر إدارة قطاع غزة 2025/02/27وتفيد الأمم المتحدة بأن مخيمات اللاجئين في جنين، و”نور شمس”، وطولكرم أصبحت “شبه غير صالحة للسكن”.
“هيومن رايتس ووتش”، لفتت إلى أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي هدم أعدادا كبيرة من المنازل والبنى التحتية الحيوية، منها كيلومترات من شبكات الصرف الصحي وأنابيب المياه في جنين”.
وقالت إن “إسرائيل تستنسخ انتهاكات غزة في الضفة الغربية المحتلة، وسبق أن رأينا هذه الأساليب في القطاع”.
وبهذا الخصوص، قال يسرائيل كاتس، الذي كان وزير الخارجية حينها، إن على “إسرائيل” أن “تتعامل مع التهديد في الضفة الغربية، كما تتعامل مع البنى التحتية في غزة، بما في ذلك التهجير المؤقت للفلسطينيين”، وفق ما نقلت المنظمة ذاتها.
أما بتسلئيل سموتريش، وهو وزير ضمن وزارة الجيش (وزير الإدارة المدنية بوزارة الجيش)، فتوعد مرارا من أن سكان الضفة قد يلقون المصير ذاته الذي واجهه فلسطينيو غزة.
ودعت “هيومن رايتس ووتش” الدول إلى التحرك لمنع المزيد من الفظائع في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بطرق منها فرض عقوبات موجهة على المتورطين في الانتهاكات الجسيمة المستمرة، وتعليق نقل الأسلحة إلى إسرائيل، وحظر التجارة مع المستوطنات غير الشرعية.
وارتكبت قوات الاحتلال بدعم أميركي بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.