موقع إيطالي: الضفة الغربية سجن بلا جدران وقمع بلا حدود
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
أكد تقرير نشره موقع "ليفت" الإيطالي أن الضفة الغربية تشهد تصعيدا خطيرا من طرف الاحتلال الإسرائيلي، حيث تحولت إلى سجن مفتوح مع انتشار مئات الحواجز العسكرية، وشنّ عمليات واسعة النطاق في جنين والخليل وطولكرم، بدعم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال الكاتب فيديريكا ستاني، في تقريره، إن الجميع تساءل عن سبب قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتصف يناير/كانون الثاني 2025، لاتفاق لا يختلف جوهريا عن ذلك الذي اقترحه الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في مايو/أيار 2024.
وأضاف الكاتب أنه من المحتمل أن يكون ترامب قد عرض على نتنياهو وقتها خطة تتضمن الضم التدريجي للضفة الغربية، إلى جانب وعد بتنفيذ تطهير عرقي في قطاع غزة، لتوقيع الاتفاق.
حواجزوتابع أنه ابتداء من اليوم الموالي، بدأت التقارير تتوالى عن حملات اعتقال جماعية في بيت لحم والخليل، إضافة إلى عمليات عسكرية واسعة النطاق في جنين، الواقعة ضمن المنطقة (أ)، حيث لا يُفترض، وفقا لاتفاقات أوسلو، أن يكون للجيش الإسرائيلي أي نفوذ أو سلطة فيها.
وأشار الكاتب فيديريكا ستاني إلى أنه حتى اليوم، توجد مئات الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، مما يحرم الفلسطينيين المقيمين في هذه المناطق من حرية التنقل للعمل أو تلقي العلاج الطبي أو الذهاب إلى المدارس.
إعلانوخلال الساعات الـ72 الأولى من اتفاق غزة، قُتل ما لا يقل عن 15 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة، من بينهم 13 في جنين، وكان من بين الضحايا فتى يبلغ من العمر 16 عاما، وطفلة لم تتجاوز الثانية، أصابها قناص برصاصة في رأسها بينما كانت بين ذراعي والدتها الحامل بطفلها الثاني.
كما شوركت مقاطع فيديو تُظهر عمليات هدم وعمليات إعدام ميدانية في الشوارع. وتُظهر الصور الواردة أن مخيم جنين للاجئين لم يعد له وجود يُذكر. والمشهد ذاته يتكرر في طولكرم ومحيط الخليل.
تهجير واعتقالاتفي غضون ذلك، أُجبر مئات الفلسطينيين على مغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح من قبل الجنود الإسرائيليين، في حين اعتقل العشرات، لا سيما من الشباب، بشكل تعسفي خلال الليل. وتمتلئ الزنازين -التي تُفرغ عبر تبادل الأسرى في إطار اتفاق وقف إطلاق النار– فورا بمعتقلين جدد.
وقال فيديريكا ستاني إن الضفة الغربية تحولت بالفعل إلى سجن مفتوح، حيث ينتشر المستوطنون الإسرائيليون المسلحون وقوات الشرطة والجيش وأجهزة الاستخبارات، التي تنفذ عمليات قمعية مميتة على نطاق واسع.
وتحدث عن محاولة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تنفيذ أولى محاولات إضعاف بؤر المقاومة داخل مخيم جنين منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول. آنذاك، عبّرت الصحف الإسرائيلية عن ارتياحها الكبير، مشيدة بالسلطة الفلسطينية.
وذكر الكاتب أن علي عوض، الناشط في منظمة شباب الصمود التي تعنى بتعزيز المقاومة السلمية ضد عمليات الهدم والإخلاء في منطقة مسافر يطا في محافظة الخليل، تعرّض لهجوم من قبل المستوطنين في قرية التوبة يوم الأحد 26 يناير/كانون الثاني.
بعدها بنحو 4 أيام اعتقلت لويزا مورغنتيني، النائبة السابقة لرئيس البرلمان الأوروبي، والبرلمانية الأوروبية المستقلة، والتي تتولى حاليا قيادة منظمة رابطة السلام مع فلسطين، وذلك إلى جانب صحفي كان يرافقها لإعداد تقارير عن المستوطنات، ودليل سياحي فلسطيني من القدس المحتلة يدعى سامي حرييني.
إعلانوشدد الكاتب على أن كل تلك الحوادث تؤكد أن إسرائيل تهاجم وتجرّم أي شكل من أشكال المقاومة، سواء كانت مسلحة أو سلمية، محلية أو دولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يستولي على 52 ألف دونم في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، السبت، عن استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلية على أكثر من 52 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت الهيئة (رسمية) في بيان بمناسبة ذكرى يوم الأرض، أن "إسرائيل" أصدرت منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عدد 13 أمرا عسكريا لإنشاء مناطق عازلة حول المستوطنات، وأقامت 60 بؤرة استيطانية جديدة بالضفة.
وأشارت إلى أن "من بين الـ 52 ألف دونم التي تم الاستيلاء عليها، 46 ألف دونم خلال العام 2024، تحت مسميات مختلفة، منها إعلان محميات طبيعية، وأراضي الدولة، وأوامر الحجج العسكرية وغيرها".
وتحل غدا الأحد في فلسطين الذكرى السنوية التاسعة والأربعون لـ"يوم الأرض" الذي تعود أحداثه إلى العام 1976 عندما صادرت "إسرائيل" مساحات شاسعة من أراضي المواطنين العرب لديها وأدت الاحتجاجات إلى استشهاد وإصابة عشرات منهم.
ويُحيي الفلسطينيون في جميع أماكن تواجدهم "يوم الأرض" في 30 آذار/ مارس من كل عام، من خلال إطلاق عدة فعاليات وأنشطة وطنية.
وقالت هيئة "مقاومة الجدار" إن "المساحة التي استولت عليها قوات الاحتلال بحجة أراضي الدولة بلغت أكثر من 24 ألف دونم، في أكبر عمليات من الاستيلاء منذ أكثر من 3 عقود".
ولفتت إلى أن "قوات الاحتلال تواصل إصدار إخطارات الهدم التي تتبعها بعمليات الهدم المستمرة للبناء الفلسطيني، حيث بلغ مجموع الإخطارات في العام الماضي 939 إخطارا شملت الهدم ووقف البناء".
وأوضحت أن 60 بالمئة من تلك الإخطارات تركزت في محافظات الخليل وبيت لحم ورام الله والقدس، إلى جانب 684 عملية هدم تركزت معظمها في المناطق المصنفة "ج" في محافظات القدس والخليل ونابلس وأريحا".
وبينت الهيئة الفلسطينية أن "عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ ما مجموعه 770 ألفًا، يتمركزون في 180 مستعمرة، و256 بؤرة".
وفي 20 تموز/ يوليو 2024، قالت محكمة العدل الدولية إن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني" مشددة على أن للفلسطينيين "الحق في تقرير المصير"، وأنه "يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة".
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه دون جدوى.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 939 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.