لجريدة عمان:
2025-04-02@09:38:13 GMT

القدوة ..

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

استجلاب منافع في البدايات الأولى لعمر المعرفة، وحتى عهد قريب، انتشرت فكرة «القدوة» أي هناك من يقتدى به، ولذلك كان السؤال الشائع في كثير من المناسبات التي يرى فيها أن هناك أثرا ما، لشخصية ما، من قدوتك؟ في الإشارة الضمنية إلى أنه لا بد أن تكون هناك قدوة ما للشخص، حتى يواصل تألقه، أو أنه يعود إلى جذر ما يظل له الأثر الكبير فيما عليه الشخص من تميز في حاضره.

ولعله حتى اليوم هناك من يسأل هذا السؤال الغبي، والغباوة تكبر أكثر عندما تكون الإجابة محددة بشخص ما ذي شهرة معينة، لأنه ليس هناك شخص قدوته شخص آخر، ربما، قد يكون هناك إعجاب بشخص ما، وحتى هذا الإعجاب يظل مرتبطا، فقط، بفترة المراهقة، أما عندما تستكمل النفس توازنها، واستحقاقات وعيها، فلا أتصور أن يكون هناك من يكون في مستوى القدوة لآخرين، مهما بلغ الفرد من التحقق في المجال الذي يمثله، أو يعمل فيه، مع اليقين أن الذكر يأتي بالاقتداء بفلان أو فلانة من الناس، فهو لا يخرج عن كونه نوعا من المجاملة، أو النفاق الصريح، أو الكذب المكشوف، وذلك لسبب بسيط، أن الفرد الطبيعي لا يقبل الهيمنة من آخر، حتى ولو كانت معنوية، مهما بلغ هذا الآخر من الاحترام والتقدير، إلا في حالة استثنائية واحدة وأقصد هنا الهيمنة - وهي أحد الوالدين، أما ما عدا ذلك فلا توجد قدوة من آخر لآخر يماثله في بشريته، مع الأخذ في الاعتبار مجموعة الإنسانيات، وهذه تظل خصوصية مطلقة لا يمكن أن توزع كهبات للآخرين لكي يمتثلها الآخرون من بعد هذا الذي يشار إليه بالبنان.

كل فرد كما يرى الدكتور عبدالله الغتامي عنده القدرة على تمثيل ذاته بالرفض أو النقد، أو الاحتجاج. انتهى معنى كلامه. ومعنى هذا الذهاب إلى امتثال القدوة، هو الانقياد الطوعي، وقد يتحول إلى الانقياد المطلق لشخص ما، حيث ينزله الشخص الآخر هذه المنزلة المبالغ في تقديرها، وهي إن حصلت بهذه الصورة فهي واقعة في مأزق النفاق بلا جدال، والهدف منها استجلاب ما يمكن استجلابه من منافع «اطعم الفم، تستحي العين» وبالتالي فالإشارة إلى القدوة الذي يقتدى به - لن تخرج عن تأثير الفضل على الآخر - المقتدي، فليس هناك هبات توزع بالمجان، ولذلك فمن الأفضل ألا يستشعر من يظن أنه القدوة بشعور الغبطة كثيرا، حتى وإن صارحه الآخرون بذلك، فلن تخرج المسألة عن مرحليتها الزمنية التي تخضع لنوع من الاسترزاق المؤقت، وبخلاف ذلك فالمسألة تتجرد كليا من من هذا الالتزام الذي ظاهره النفاق والكذب، وباطنه حقيقة النفس التي لا تقبل أية وصية عليها من آخرين مهما علا سهم هؤلاء الآخرين قربا ومودة.

لأن خطورة ذلك تكمن في أنه بعد انتهاء المنافع سيركل هذه القدوة بالأقدام، ولن يلتفت إليها، وقد توجه إليها سهام النقد، والقذف، والشتم، فيتحول الشخص من قدوة إلى بلوى، وفي ذلك تحميل الطرف الآخر، ما لا يحتمله، لأن كل فرد في هذه الحياة به من النوازع الذاتية ما به، ومن الإخفاقات في الأداء ما فيه، فكيف يكون الفرد قدوة لآخر، وهو محمل بالأخطاء، وبالنواقص؟ فالقدوة تحتاج إلى كثير من المثالية المتحققة في شخص القدوة، ولا يوجد في الواقع شخص مثالي بمعناه المطلق، نعم، هناك جوانب إيجابية عند كل شخص على حدة، وتظل هذه الصورة محدودة جدا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

صنعاء لـ ترامب: المتاحُ اليوم لن يكونَ متاحًا غدًا.. وأنتَ افهمها وكن مستعدًّا للركوع

الجديد برس..|

أبرقت صنعاء، رسالة إلى الرئيس الأمريكي ترمب، أكّـدت فيها رفع سقفها للسلام.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله الحوثيين في اليمن حسين العزي في تدوينة على (إكس) موجهًا حديثه إلى ترامب: “لم تكن مضطرًّا للتورط معنا، لا سلام إلا بشروطنا وأسقفنا ستواصلُ الارتفاع”.

وَأَضَـافَ: “بعبارة أوضح سلامُ الأمس لم يعد متاحًا وسلام اليوم لن يكون متاحًا غدًا، وهكذا بالشهر وبالعام”.

مؤكّـداً: “عدوانك المُستمرّ يعني أن تكونَ مستعداً للحظة الركوع بين يدي 40 مليون يمني عظيم”.

 

مقالات مشابهة

  • كيف يكون الدعاء في الصلاة؟.. هكذا علّمه الرسول للصحابة
  • مصطفى شعبان: الدراما المصرية قدمت موسما متميزًا وكان هناك تنوع كبير
  • الحاج حسن: هناك أبواق تضع نفسها في خدمة العدو
  • مصدر أمني إسرائيلي: إنشاء قاعدة تركية في سوريا سيقيد عمل قواتنا هناك
  • بريطانيا تناور لإنهاء الرسوم الجمركية الأميركية.. واتفاق جديد قد يكون الحل
  • مستشار ايراني: لن يكون خيار سوى النووي إذا تعرضت ايران لهجوم
  • نائب رئيس حزب الأمة القومي إبراهيم الأمين: هناك فرق بين القوات المسلحة والحركة الإسلامية
  • الخضيري: هناك 3 زوايا للقضاء علي تهيّج القولون العصبي
  • صنعاء لـ ترامب: المتاحُ اليوم لن يكونَ متاحًا غدًا.. وأنتَ افهمها وكن مستعدًّا للركوع
  • حين يكون العيد مُرّاً…!