لجريدة عمان:
2025-04-22@12:29:25 GMT

النجوم بأسمائها العربية

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، ارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم "سهيل" وهو أشهر النجوم العربية، وهو ثاني أكثر النجوم لمعانا في السماء بعد نجم الشعرى اليمانية الذي سنتحدث عنه غدا، ونجم سهيل له حضورا بارز في الثقافة العربية، وذلك لأن العرب يستبشرون بظهوره، لأنه يتزامن ظهوره مع انخفاظ درجات الحرارة وانتهاء موسم القيظ، والبشارة بقدوم موسم الأمطار، ويوجد مثل شائع في شبه الجزيرة العربية وهو "إذا طلع سهيل لا تامن السيل"، كما أن العرب كانوا يتفائلون بهذا الاسم فقد تفائل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم باسم "سهيل" لما علم أن قريشا أرسلت "سهيل بن عمر" ليفاوض المسلمين في صلح الحديبية فقال عليه الصلاة والسلام: "لقد سهل أمركم".

ويظهر نجم سهيل في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية قبل أن يراه سكان الجزيرة العربية في 24 أغسطس تقريبًا من كل عام، ومع ظهوره يبدأ النهار في القصر، وتنخفض درجات الحرارة تدريجيًا، وتبدأ ما تسمى بـ "الأربعينية، وهي فترة انتقالية بين الصيف والخريف، وتشير الدراسات الحديثة هذا النجم يبعد عن الأرض حوالي 310 سنوات ضوئية، وهو يتميز بلونه الأبيض المائل إلى الصفرة، ويبلغ تألقه أضعاف تألق الشمس، مما يجعله مرئيًا بسهولة في الليالي الصافية، وقد قام برصده تلسكوب "هابل"، مما أظهر أنه أكبر بكثير من الشمس، وأحد أضخم النجوم في مجرّة درب التبانة.

فقد أظهرت البحوث الحديثة أن قطر نجم سهيل حوالي 71 ضعف قطر الشمس، وكتلته تقدر بحوالي 8 إلى 9 أضعاف كتلة الشمس، وتبلغ درجة حرارة سطح نجم سهيل حوالي 7,350 كلفن، مما يجعله أكثر سخونة من الشمس، التي تبلغ درجة حرارة سطحها حوالي 5,778 كلفن.

ونجم سهيل رغم سطوعه، إلا أنه لا يمكن رؤيته من جميع أنحاء الأرض، فهو يشاهد بوضوح في شبه الجزيرة العربية، وشمال إفريقيا، والهند، وأستراليا، ولا يمكن رؤيته أبدًا في أوروبا وشمال الولايات المتحدة، لأنه يقع في نصف الكرة الجنوبي، وأفضل وقت لرؤيته هو قبل الفجر، عندما يكون منخفضًا في الأفق الجنوبي.

ولذلك كان له دور أساسي في تحديد الاتجاهات لعدة قرون، وخصوصًا في المناطق الصحراوية والبحرية، فقد اعتمد عليه العرب الذين يعيشون في الصحراء لمعرفة طريق الجنوب، لأنه لا يُرى في نصف الكرة الشمالي، وكان البحراة العرب وأبرزهم البحار العماني أحمد بن ماجد يستخدمونه في الملاحة، خاصة في المحيط الهندي والخليج العربي، حيث ساعدهم على الإبحار ليلاً دون الحاجة إلى البوصلة.

وكان هذا النجم حاضرا في الأدب العربي فهو يمثل رمزا للجمال والعظمة، فقد تغنى الشعراء به، ووصفوه بأنه "نجم الجنوب" الذي يضيء الطريق للعاشقين والمسافرين، في قصائدهم، ولعل أشهر القصائد التي ورد ذكر هذا النجم فيها هي قصيدة مالك بن الريب التي يرثي فيها نفسه، فعلى الرغم من أن هذه القصيدة هي قصيدة حزينة ولكنه استخدم هذا النجم للدلالة على الرضى والفرح برؤيته لأنه يطلع من جهة أحبابه وأهله فقال يخاطب أصحابه الذين حضروا وفاته:

أقول لأصحابي إرفعوني فإنني

يقر لعيني أن سهيل بدا ليا

وأن سهيلا لاح من نحو أرضنا

و أن سهيلا كان نجما يمانيا

ومن أطرف القصص وأمتعها ما روي عن الشاعر المخزومي القرشي الشهير عمر بن أبي ربيعة واستخدم نجم سهيل في نكتة فلكية هجا بها رجلا يسمى سهيل، فقد ذكرت كتب الأخبار أن عمر بن أبي ربيعة كان يحب امرأة تسمى الثريا، وكان يتغنى بها في بعض أشعاره، ولكنه سافر وعند عودته علم أن رجلا يسمى سهيلا وكان قبيح الوجه قد خطب الثريا وتزوجها وانتقل بها إلى مصر فعندما عاد عمر بن أبي ربيعة من سفره أخبروه بالخبر، فغضب وكتب هذه الأبيات الطريفة التي وضف فيها معرفته بعلم الفلك ومواقع طلوع نجم سهيل ونجمة الثريا فقال:

أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً

عَمرَكَ اللَهَ كَيفَ يَلتَقِيانِ

هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَقَلَّت

وَسُهيلٌ إِذا اِستَقَلَّ يَمانِ

ولا يمكن الحديث عن نجم سهيل دون التطرق إلى الأساطير التي نسجت حوله، ففي التراث العربي، يُروى أن سهيل كان شابًا جميلًا، أحب فتاةً تدعى "الجوزاء"، لكن القدر فرّق بينهما، فتحول هو إلى نجم في الجنوب، وهي إلى مجموعة نجوم في الشمال.ومنذ ذلك الحين، أصبح سهيل رمزًا للحب الأبدي الذي لا يموت.

كما تُروى حكاياتٌ أخرى تربط سهيل بالحكمة والمعرفة، ففي بعض القصص، يُقال إن سهيل كان عالمًا عظيمًا، تحول إلى نجم بعد موته ليظلّ منارةً للعلماء والباحثين، هذه الأساطير تعكس مدى تأثر الثقافة العربية بهذا النجم، وتحويله إلى رمزٍ يحمل معانيَ أعمق من مجرد جرم سماوي، كما انهم يستعينون بهذه القصص لربط النجوم ببعضها ومعرفة مواقعها في السماء.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذا النجم نجم سهیل

إقرأ أيضاً:

تصوير جنازة سليمان عيد تثير أزمة بين النجوم.. ما القصة؟

أثار تصوير نعش الفنان الراحل سليمان عيد خلال جنازته موجة من الغضب والاستياء في الأوساط الفنية بمصر، إذ اعتبر عدد من الفنانين أن ما حدث يمثل انتهاكاً صارخاً لحرمة الموتى وتجاوزاً للمعايير الأخلاقية والمهنية.​

بدرية طلبة: “مهزلة لا تُحتمل”

ووصفت الفنانة بدرية طلبة ما جرى خلال جنازة سليمان عيد بأنه “مهزلة جنازات”، مشيرة إلى أن عدسات المصورين أصبحت تتسابق نحو اللقطة التي تُحقق التفاعل والانتشار على حساب حرمة الميت ومشاعر أهله.

وتساءلت باستنكار عن هوية هؤلاء الأشخاص الذين يظهرون فجأة وسط الجنازات دون أي مساءلة أو تنظيم، معتبرة أن ما يحدث لا علاقة له بالعمل الصحفي المهني.

وقالت إن من غير المقبول أن يزاحم هؤلاء أهل المتوفى وأصدقاءه لمجرد البحث عن مكسب أو مشاهدات، وناشدت السلطات بضرورة التدخل، ومنع من أسمتهم بـ”أصحاب الصفحات” من التواجد في مثل هذه المناسبات ما لم يكن لديهم تصريح رسمي وهوية صحفية واضحة.

طه دسوقي: “الفنان مادة للعرض”

في منشور مطول، عبّر الفنان طه دسوقي عن امتعاضه الشديد، مما وصفه بتجاوز حدود التغطية الإعلامية، مؤكداً أن الفنان حين يُنتج عملاً فنياً، فإنه يطرح مادة يحق للجمهور والنقاد مناقشتها، لكن لا يعني ذلك أن تصبح حياته الخاصة، بكل ما تحمله من مشاعر إنسانية، عرضة للتصوير والنشر.

وتساءل دسوقي بمرارة: “منذ متى أصبح الفنان نفسه هو المحتوى؟” مستنكراً بشدة أن تتحول مناسبات شخصية مثل الفرح أو العزاء إلى عناوين تتداولها الصحف، أو فيديوهات يجري تسويقها تحت لافتات مثيرة مثل: “شاهد انهيار فلان”، وكأن لحظة الألم أصبحت فرصة لصناعة المحتوى.

 

وأكد أن تصوير شخص، وهو يبكي على قريب راحل، لا يحمل أي مضمون إعلامي أو إنساني، بل يُعد شكلاً من أشكال التطفل المرفوض.

وتابع مستنكراً: “لو شخص التُقطت له صورة مع زوجته في مطعم دون إذن، فسيعتبر المصوّر متحرشاً أو متطفلاً، لكن إن كان هذا الشخص فنانًا، فجأة يُطلب منه أن يلوّح بيده للجمهور كأن حياته بالكامل مشهد سينمائي”.

وفي ختام حديثه، دعا طه دسوقي العاملين في الصحافة والإعلام إلى مراجعة أنفسهم والتفريق بين ما هو شأن عام، وما هو حق شخصي لا يجب المساس به.


مطالبات بوقف التصوير

من جانبها، طالبت الشاعرة منة القيعي بضرورة صدور قرار رسمي يمنع التصوير داخل الجنائز والعزاءات.

وتفاعل عدد من النجوم مع المنشور، إذ أبدت الفنانة هنادي مهنا تأييدها للمطالبة بوقف التصوير، فيما أوضح الفنان عمر حسن يوسف أن هناك قرار مفعل منذ العام الماضي، ولكن أغلب من يرتكبون هذه التصرفات عبارة عن “مرتزقة”، ولا ينتمون لمهنة الصحافة.

الجدير بالذكر أنه، في صباح الجمعة 18 أبريل 2025، رحل الفنان المصري سليمان عيد عن عمر ناهز 64 عاماً، إثر أزمة قلبية مفاجئة، تاركاً خلفه إرثاً فنياً حافلاً ومحبين كُثر في الوسط الفني والجمهور.​

وأُقيمت صلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة في المسجد الكبير بالمجمع الإسلامي في الشيخ زايد، بحضور عدد كبير من الفنانين والمحبين الذين حرصوا على وداعه الأخير.

مقالات مشابهة

  • المسند: أشعة الشمس التي تصل إلى كوكب الأرض لا تقوم بتسخين الغلاف الجوي
  • الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون توقع عقداً مع الشركة القطرية ‏للأقمار ‏ الصناعية سهيل سات لبث قناة الإخبارية السورية بجودة عالية ‏
  • لقطات طريفة لـ محمد عبده مع صحفيين ورابح صقر
  • "حد يخبر سهيل"
  • موسكو تطلق أول خريطة تفاعلية باللغة العربية لتسهيل تجربة السياح العرب
  • العربية لحقوق الإنسان تتقدم بالتعازي للكاثوليك العرب وحول العالم في وفاة البابا فرانسيس
  • 22 مليار دولار قيمة الصادرات العربية التي تهددها رسوم ترامب وهذه هي الدول المتضررة
  • لف على الناس كلها في غرب سهيل.. آخر رحلة لـ سليمان عيد قبل وفاته
  • قلبي موجوع.. منشور مبكي من ابن الراحل سليمان عيد
  • تصوير جنازة سليمان عيد تثير أزمة بين النجوم.. ما القصة؟