سرايا - صرح قاضي محكمة العدل الدولية باتريك روبنسون، بأنه يجب على المملكة المتحدة أن تدفع تعويضات لدول الكاريبي عن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، بقيمة تقدر بنحو 24 تريليون دولار.

وقال: "إنهم (المملكة المتحدة) لا يمكنهم الاستمرار في تجاهل أسوأ الفظائع التي ترمز إلى وحشية الإنسان. فقد تم دفع التعويضات عن جرائم أخرى وبشكل أسرع بكثير من التعويضات عن أسوأ الفظائع في تاريخ البشرية - نظام العمل بالسخرة عبر المحيط الأطلسي".



وأضاف: "أعتقد أن المملكة المتحدة لن تكون قادرة على محاربة حركة التعويضات، فهذا ما يقتضيه التاريخ والقانون".

وفي وقت سابق، شارك روبنسون، المولود في جامايكا، في إعداد تقرير لشركة "براتل غروب" الاستشارية الأمريكية، حول ضرورة قيام الدول الغربية بدفع تعويضات عن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.

وفي دراسة نشرت في يونيو الماضي، قيل إن أكثر من 30 دولة تم تصدير العبيد منها يمكنها الاعتماد على التعويض. ووفقا للتقرير، يتعين على المملكة المتحدة وحدها أن تدفع 24 تريليون دولار كتعويضات، منها 9.6 تريليون دولار يجب أن تذهب إلى جامايكا.

وقال روبنسون موضحا سبب هذا الرقم الضخم: "هذه ليست تقديرات لفترة خمس أو عشر سنوات. فهي تأخذ في الاعتبار كامل فترة نظام العمل بالسخرة عبر المحيط الأطلسي، أي مئات السنين. وعلاوة على ذلك، لم يتم دفع التعويضات [عن تجارة الرقيق] أبدا".

وشدد القاضي على أنه لا يمكن دفع التعويضات على الفور، بل تدريجيا على مدى 10 إلى 25 سنة، وأوضح بأنه إذا رفضت الدول الغربية دفع التعويضات، فمن الممكن إعادة توجيه القضية إلى المحاكم الدولية.

وأضاف: "أعتقد أن التسوية هي الأرجح من خلال الدبلوماسية السياسية، التي تأخذ في الاعتبار أحدث الجوانب القانونية، لكنني لا أستبعد إجراءات المحكمة، تغير الزمن. ويجب على المملكة المتحدة، بما في ذلك حزب المحافظين وحزب العمال والأحزاب المهمة الأخرى، أن تأخذ في الاعتبار حركة التعويضات".

وفي أبريل الماضي، رفض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أثناء حديثه في مجلس العموم بالبرلمان البريطاني، الاعتذار نيابة عن المملكة المتحدة عن تورط لندن السابق في تجارة الرقيق.

كما واجه الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا، حتى قبل اعتلائه العرش في سبتمبر 2022، خلال رحلاته إلى دول الكومنولث، بانتظام دعوات من السكان المحليين لإدانة السياسة الاستعمارية للإمبراطورية البريطانية علنا والاعتراف بمسؤولية الملوك، بسبب ممارسة المملكة المتحدة تجارة الرقيق.

وتعبيرا عن أسفهم إزاء الصفحات المظلمة من تاريخ البلاد، رفض أفراد العائلة المالكة البريطانية الاعتذار المباشر لسكان المستعمرات السابقة.

وكما لاحظت وسائل الإعلام البريطانية، يسعى ممثلو العائلة المالكة بهذه الطريقة إلى تجنب المشاركة في المناقشات حول التعويضات المحتملة من لندن فيما يتعلق بتجارة الرقيق، والتي روجت لها بريطانيا بنشاط في القرنين السابع عشر والثامن عشر.

وفي السنوات الأخيرة، ظلت دول منطقة البحر الكاريبي تتحدث بشكل متزايد عن الحاجة إلى مثل هذه التعويضات.
 
إقرأ أيضاً : واشنطن تطالب كوريا الشمالية بإيقاف مشروع إطلاق القمر الاصطناعيإقرأ أيضاً : جاسوس صيني يحصل على معلومات من آلاف المسؤولين البريطانيينإقرأ أيضاً : السعودية تطلق إنذارا أحمر وتحذيرات واسعة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: المملکة المتحدة تریلیون دولار

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: بريطانيا وفرنسا منفتحتان على تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن بريطانيا وفرنسا منفتحتان على تقبّل فكرة تخلّي أوكرانيا عن أراضٍ سيطرت عليها روسيا.

تنازل أوكرانيا عن الأراضي

وأوضحت الصحيفة، في تقريرها، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض مقترحًا أمريكيًا يعترف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، كجزء من اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.

من المقرر أن يعقد دبلوماسيون من المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وأوكرانيا، والولايات المتحدة محادثات جديدة في لندن اليوم الأربعاء، بهدف تأمين وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات بين أوكرانيا وروسيا.

وتأتي هذه المحادثات وسط تكهّنات متزايدة بأن روسيا قد تكون مستعدة لإنهاء الحرب على طول خطوط المواجهة الحالية، مقابل الحصول على تنازلات كبيرة.

ورغم تسارع وتيرة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، لا يزال هناك قدر ضئيل من الوضوح بشأن اتجاه هذه الجهود، أو ما إذا كانت ستُفضي إلى نتيجة ناجحة.

وكان من المتوقع أن يصل المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، ووزير خارجيته ماركو روبيو إلى لندن، لكنهما انسحبا، وأرسلا بدلًا منهما مبعوث ترامب إلى أوكرانيا، الجنرال كيث كيلوج.

مباحثات أمريكية - بريطانية

وفي مساء الثلاثاء، تحدّث روبيو مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بشأن ما يأمل أن تكون "اجتماعات فنية جوهرية ومثمرة".

ووصف لامي المحادثة بأنها "مثمرة"، مشيرًا إلى أنها تأتي قبيل "لحظة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا وبريطانيا والأمن الأوروبي الأطلسي"، حيث تستمر المحادثات بوتيرة متسارعة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي إنه سيُعيد جدولة زيارته إلى المملكة المتحدة خلال الأشهر المقبلة، وكتب عبر منصة X: "أتطلع إلى متابعة المناقشات الجارية".

من جهته، أعلن البيت الأبيض أن ويتكوف سيسافر إلى موسكو هذا الأسبوع لعقد اجتماعه الرابع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

مقالات مشابهة

  • وزير البترول يبحث مع رئيس وزراء بريطانيا التعاون في مجال الطاقة
  • حجم اقتصاد المدفوعات الرقمية في أفريقيا من المتوقع أن يبلغ 1.5 تريليون دولار بحلول العام 2030 وفقًا لتقرير جديد
  • صحيفة: بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدرس حلا وسطا بشأن أوكرانيا
  • بريطانيا تستضيف جولة جديدة من المحادثات بشأن أوكرانيا
  • المملكة والهند ترحبان بتوسيع مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي الهندي والتنسيق بينهما في المنظمات والمحافل الدولية
  • وول ستريت جورنال: بريطانيا وفرنسا منفتحتان على تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا
  • فريق الأتمتة: مشروع تحديث الجمارك يسير وفق خطة محكمة بالتعاون مع الأمم المتحدة
  • بريطانيا وصمود .. محاولة الإلتفاف على الدولة والشعب السوداني
  • كنوز غير مستغلة| دولة عربية تمتلك ثروات طبيعية تقدر بـ 16 تريليون دولار
  • وفد من أوكرانيا يبحث في بريطانيا وقف إطلاق النار