الصوم هو عبادة دينية وممارسة صحية أثبتت الدراسات العلمية أنها تعود بفوائد صحية عديدة على جسم الإنسان. فإلى جانب كونه عبادة، فإن الصيام له تأثير إيجابي على مختلف أجهزة الجسم، مما يجعله أسلوبًا طبيعيًا لتعزيز صحة الإنسان، وتحسين وظائف الأعضاء، وتقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.
عند الصوم، يحصل الجهاز الهضمي على فرصة للراحة من عملية الهضم المستمرة أثناء النهار، مما يساعد على تقليل الالتهابات، وتحسين صحة الأمعاء، وبالتالي تعزيز كفاءة عمليات الهضم والامتصاص، مما يؤدي إلى تقليل مشاكل عسر الهضم، والانتفاخ، والتهابات القولون، في الجانب الآخر، يعمل الصوم على تحفيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يسهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.
تتحسن حساسية الجسم لهرمون الأنسولين بالصوم، مما يسهم في تنظيم مستويات السكر في الدم، ويقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. أيضا يقل إنتاج هرمون الأنسولين في النهار بسبب عدم تناول الطعام، مما يسمح للجسم باستخدام الدهون المخزنة كمصدر للطاقة، وبالتالي تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم بشكل أكثر كفاءة والتخلص من الدهون.
فيما يخص صحة القلب والأوعية الدموية، عندما يصوم الإنسان تقل عنده مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وذلك من خلال خفض الصوم لمستويات الكوليسترول الضار (الكوليسترول منخفض الكثافة) وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد (الكوليسترول عالي الكثافة)، وتقليل مستويات الدهون الثلاثية التي تؤدي إلى انسداد الشرايين، كذلك يعمل الصوم على خفض مستويات ضغط الدم وتحسين مرونة الأوعية الدموية مع تقليل الالتهابات التي قد تؤدي إلى أمراض القلب.
جهاز المناعة يتأثر بالصوم أيضًا، حيث يحفّز الصوم الجسم على التخلص من الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة، كما يعزز إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تساعد في مكافحة العدوى، ويقلل من مستويات الالتهابات في الجسم، مما يحد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
أثبتت الدراسات أن الصوم يعزز كذلك صحة الدماغ عن طريق تحفيز إنتاج بروتينات عصبية تحمي الخلايا الدماغية وتحسن وظائف المخ، مما يؤدي إلى تعزيز التركيز والانتباه وتقوية الذاكرة، أيضا يقلل الصوم من خطر الإصابة بأمراض عصبية مثل الزهايمر وباركنسون، بسبب تأثيره كمضاد للأكسدة والالتهابات.
يعد الصوم فرصة سانحة لخسارة الوزن بشكل صحي، من خلال تقليل السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا، وحرق الدهون المخزنة في الجسم للحصول على الطاقة، خاصة عند اتباع نظام غذائي متوازن بعد الإفطار، هذا يؤدي إلى تحسين عملية التمثيل الغذائي وزيادة كفاءة حرق الدهون.
من التأثيرات الأخرى للصوم، أنه يقلل من آثار الشيخوخة وذلك بتقليل إنتاج الجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا، وتعزيز عملية إصلاح الخلايا وتجديد الأنسجة، مما يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل أمراض القلب والخرف.
عند الامتناع عن الطعام والشراب، يمر الجسم بمراحل مختلفة من التكيف الأيضي لاستخدام مصادر طاقة بديلة. خلال الساعات الأولى، يعتمد الجسم على الجلوكوز المخزن في الكبد للحصول على الطاقة.
بعد ذلك، يبدأ في استخدام الدهون المخزنة كمصدر بديل للطاقة، مما يساعد على فقدان الوزن. بعد حوالي 12 إلى 16 ساعة، تبدأ عملية الالتهام الذاتي، وهي عملية طبيعية يتم فيها إزالة الخلايا التالفة وتجديد الأنسجة، مما يحسن من صحة الجسم ويقي من الأمراض.
وبعد 24 إلى 48 ساعة، تنخفض مستويات الأنسولين بشكل كبير، مما يحسن حساسية الجسم له، كما يبدأ الجسم في زيادة إنتاج هرمون النمو، الذي يلعب دورًا مهمًا في بناء العضلات وتجديد الخلايا.
للحفاظ على صيام صحي ومتوازن، من الضروري شرب كميات كافية من الماء خلال فترة الإفطار لتعويض السوائل المفقودة ومنع الجفاف.
كما يُنصح بتناول وجبات متوازنة تضم البروتينات والكربوهيدرات الصحية والدهون الصحية لضمان حصول الجسم على العناصر الغذائية اللازمة.
من المهم أيضًا تجنب الأطعمة الدهنية والمصنعة، مثل المقليات والسكريات المكررة، حيث قد تؤدي إلى زيادة الوزن والشعور بالخمول.
بالإضافة إلى ذلك، يُفضل ممارسة الرياضة بشكل معتدل، مثل المشي بعد الإفطار، لتعزيز اللياقة البدنية وتحسين عملية التمثيل الغذائي. ولتجنب اضطرابات الجهاز الهضمي، ينبغي عدم الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار، بل يُفضل تناول كميات معتدلة تساعد الجسم على الاستفادة من الصيام بشكل صحي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: خطر الإصابة الجسم على یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
هل ارتجاع الطعام إلى الحلق بعد الفجر يبطل الصوم؟.. أمين الفتوى يوضح
يُواجه بعض الصائمين مشكلة ارتجاع الطعام أو السوائل من المعدة إلى الحلق أثناء الصيام، مما يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على صحة الصوم.
وأجاب الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن هذا السؤال موضحًا الحكم الشرعي لهذه المسألة.
وأوضح أمين الفتوى أن الحكم الشرعي في هذه الحالة يتوقف على كيفية حدوث الارتجاع، فإن كان بغير إرادة الإنسان وغلب عليه، فلا يفسد الصيام، بشرط ألا يتعمد ابتلاع ما رجع إلى فمه، بل يجب عليه إخراجه وعدم بلعه مرة أخرى. أما إذا ابتلعه عمدًا بعد وصوله إلى فمه، فإن ذلك يُبطل الصوم.
وأضاف الشيخ محمد عبد السميع أن العلماء فرقوا بين ما إذا كان الطعام أو السائل الذي ارتد من المعدة قد خرج من الفم أم لا.
فإذا خرج من الفم ثم ابتلعه الإنسان مرة أخرى، فإن ذلك يؤدي إلى فساد الصيام، لأنه يُعتبر إدخال شيء جديد إلى الجوف بإرادة الإنسان. أما إذا لم يخرج من الفم وبقي داخل الفم، فإنه لا يؤثر على صحة الصيام.
وأشار أمين الفتوى إلى أن الفقهاء اتفقوا على أن من غلبه القيء فلا شيء عليه، أما من تعمد القيء، فصيامه فاسد.
كما شدد على ضرورة أن يتحرى الصائم في مثل هذه الأمور، وأن يسأل أهل العلم إذا وقع في شك حتى يطمئن إلى صحة صيامه.
وبناءً على ذلك، فإن الصائم الذي يعاني من ارتجاع الطعام أو السوائل إلى الحلق أثناء الصيام عليه أن يحرص على عدم ابتلاعها عمدًا، وأن يلفظها إذا وصلت إلى فمه، وذلك حتى لا يُبطل صيامه عن غير قصد.