نايلة دي فريج: فكَّرنا في أبنائنا ونحن نكتب تاريخ لبنان المصوَّر
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
- الرسوم التوضيحية تُكمل النص وتساعد على فهمه وتضفي جانباً ترفيهياً على الموضوع الجاد
صدرت مؤخراً طبعة جديدة مزيدة من كتاب "تاريخ لبنان المصوَّر"، للكاتبتين نايلة دي فريج وماريا سعد، بمصاحبة رسوم الفنان فضل الله داغر. يسرد الكتاب تاريخ لبنان بالصورة، ويصطحب القارئ في رحلة تاريخية ابتداء من العصر الحجري، مروراً بنشأة لبنان الكبير، وما تلاها من أحداث كبرى، وصولاً إلى الألفية الجديدة، وبالتحديد عام 2088.
وفي إجابتها على سؤال "عُمان" عن سبب توقفهما في سرد الأحداث داخل الكتاب عند هذا العام بالذات، قالت نايلة دي فريج: "لا يمكننا الاقتراب أكثر، لأننا نعتبر أنه يجب أن يكون هناك ما لا يقل عن 10 سنوات من التراجع لاكتساب ما يكفي من الموضوعية".
وحول ما حرصت على إضافته، هي وماريا سعد، في هذه النسخة المحدثة. تقول: "النسخة الأولى توقفت عند عام 1975، ومنذ ذلك الحين عشنا الحرب اللبنانية، وتبنَّى البلد دستوراً جديداً، وهو دستور الطائف، وانسحبت القوات السورية، وحاولنا إعادة بناء وطن، رغم الصعوبات. كان مهماً التأريخ لكل هذه المراحل المهمة لفهم لبنان اليوم".
أسألها ماذا أضافت الرسومات للكتابة؟ فتجيب: "العالم أصبح بصرياً للغاية، فالرسوم التوضيحية تُكمل النص وتساعد على الفهم بشكل أفضل، كما تضيف جانباً ترفيهياً رغم جدية الموضوع. وفضل اللّٰه داغر فنان موهوب جداً".
ما المختلف بين كتابهما وبين كتب التاريخ؟ تقول: "هذا الكتاب يستعرض الأحداث والتواريخ المهمة، ويقدم إطاراً ومرجعاً. أما من يريد التعمق أكثر في تاريخ لبنان، فعليه الرجوع إلى كتب المؤرخين. هدفنا هو تحفيز القرَّاء على المعرفة".
وهل كان مؤلماً تقديم صورة الحرب الأهلية ببشاعتها؟ تجيب: "كل بلد يمر بلحظات مؤلمة وأخرى سعيدة. من المهم أن نروي الواقع كما هو، حتى لو كان مؤلماً، لكننا نحاول دائمًا الإبقاء على بصيص من الأمل، لأن التاريخ عملية مستمرة لا تتوقف".
وتؤكد أخيراً: "ماريا وأنا, نؤمن بالعيش المشترك. من الضروري أن نتعرف على بعضنا البعض لحل المشاكل، والبحث عن القواسم المشتركة، وبناء وطن، حتى لو كان الطريق طويلاً. هذا العمل هو مساهمتنا في هذه المسيرة، من أجل استعادة بلد يكون العيش فيه جميلاً. لدينا أبناء وأحفاد، وفكرنا فيهم أثناء إنجاز هذا العمل".
وقال الناشر في بيان إن الكتاب في نسخته الأولى، التي نُشرت في عام 1987، ألقى الضوء على لبنان في الفترة الممتدة من العصر الحجري وحتى اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975. أما هذه النسخة المحدَّثة فتتابع رواية القصة حتى العام 2008. ومع ذلك فإن القارئ بإمكانه أن يستشفَّ مؤشرات الانهيار الحالي.
وكتبت دي فريج وسعد، في مقدَّمة "تاريخ لبنان المصوَّر"، أن "لبنان يمرُّ اليوم بأزمة خطيرة متعددة الجوانب، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً". وأوضحتا أن الهدف من الكتاب هو "أن نشجِّع القراء على الغوص أكثر في تاريخ لبنان ونبعث برسالة أمل ببلدٍ تربطنا به أمتن الأواصر". وأعربتا عن اعتقادهما "الراسخ بأن لبنان لن يخلو من تيارات وأفراد قادرين على بناء وطن سيّد وحرٍّ ومستقلٍّ على أسس عادلة وصحيحة ومتينة، رغم الرياح العاتية التي تعصف بمنطقتنا".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تاریخ لبنان
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: اتفاق المرحلة الثانية أكثر صعوبة وحرب غزة قد تعود
ركزت صحف عالمية اهتمامها على التطورات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية أخرى.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة نجا على مدى الأسابيع الستة الماضية رغم المخاطر والاتهامات المتبادلة وصدمة اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة والسيطرة على القطاع.
ونقلت الصحيفة عن محللين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يواجهون ضغوطا سياسية متضاربة تجعل التوصل إلى اتفاق المرحلة الثانية أكثر صعوبة بكثير من المرحلة الأولى، و"قد يكون استئناف الحرب مجرد مسألة وقت".
وحذر الكاتب جدعون ليفي في مقال بصحيفة هآرتس الإسرائيلية من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، مضيفا "لا تنسوا أن إسرائيل هي التي حرضت عليها، وهي وحدها التي ستتحمل المسؤولية عن الحرب المقبلة في الضفة الغربية".
ورأى الكاتب أن الأفق الدبلوماسي لإسرائيل لم يعد يتألف إلا من حرب تلو الأخرى، من دون أي بديل آخر على الطاولة، مشيرا إلى 3 خيارات على جدول الأعمال، وهي: استئناف الحرب في غزة، وقصف إيران، وشن حرب في الضفة الغربية.
إعلان
وفي الشأن السوري، وصفت صحيفة لوتون السويسرية مؤتمر الحوار الوطني -الذي جمع نحو ألف شخص في دمشق من مختلف مكونات المجتمع السوري بعد 14 عاما من الحرب وسقوط بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي- بـ"الوعد الذي حققه الرجل القوي الجديد في دمشق الرئيس أحمد الشرع".
وتساءل مقال في صحيفة الغارديان البريطانية "ماذا لو اضطرت بريطانيا إلى الدفاع عن نفسها في وجه الولايات المتحدة؟"، خاصة أن كثيرا من الأنظمة الاستخباراتية والعسكرية البريطانية مشتركة أو تعتمد على الولايات المتحدة.
وطرح المقال -مع زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن- احتمالات، أحدها أن روسيا لا تشكل تهديدا للهيمنة الأميركية، ولكن أوروبا باقتصادها المماثل للاقتصاد الأميركي ووجود دبلوماسي وسياسي عالمي قوي "قد تشكل تهديدا بالنسبة إلى ترامب".
وفي الشأن الأميركي، رأى مقال في صحيفة واشنطن تايمز أن ترامب يعرف أن الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي أكثر أهمية من تغير المناخ.
ووفق المقال، فإن هناك تفاهما وطنيا وحزبيا على أن الذكاء الاصطناعي هو سباق الفضاء الجديد، و"هو السباق الذي لا نجرؤ على خسارته أمام النظام الشيوعي المستعبد والمجرم في بكين".