عن الوثيقة في كتب التراث العماني
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
كان للتأليف عند العمانيين في العصر الإسلامي وما تلاه مناهج وطرائق، ولهم في استمداد المعارف مسالك ومشارب، ومع أن التراث العماني لم يخرج جلُّه عن قالب علوم الشريعة الإسلامية التي يتصدّرها الفقه، لكنْ لم يَحُل ذلك دون تعدد مصادر التأليف التي اتكأ عليها المصنِّفون وأخذوا منها. والحق أن المكتوب من المصادر كان موازيًا للمروِيّ، لكن المصادر المكتوبة كانت الغالب مما اعتمده أرباب التأليف لا سيما أولئك الذين صنّفوا الكتب المطوّلة في الفقه وعلم الكلام.
على أنه قد يكون المراد بالوثائق فيما ذكره العوتبي ليس مطابقًا للتعريفات المعاصرة، لكن الاصطلاح اليوم ينطبق إلى حد بعيد على المكاتبات أو المراسلات، والحجج الشرعية نحو الأحكام والصكوك والوصايا وما في حكمها. وهذه الأصناف من الوثائق رغم أن الحال يقتضي أن تبقى في أيدي أصحاب العلاقة ثم من يأتي بعدهم، نُقِل بعض منها في كتب الفقه في سياقات متعددة أبرزها النوازل والجوابات الفقهية، أو سياق الاستدلال الفقهي، أو مما زاده المطالِعون والنُّسّاخ والمعلقون. وبالمثل انتشر نقل الوثائق التي يدخل بعضها في مفهوم (السِّيَر) مثل عهود الحكّام إلى ولاتهم وعمّالهم، أو رسائل العلماء إلى بعضهم، وكل ذلك داخل أيضًا في باب ما يُعرَف بالسياسة الشرعية.
على أن الكثير من الوثائق بكل أشكالها نُقِلَتْ في المخطوطات ضمن ما يُعرَف بـ "خوارج النص"، سواء بخطوط النسّاخ أو بأيدي من جاء بعدهم، فأصبح بعضها في حكم النصوص المستقلة ضمن مجموع، ولها أمثلة كثيرة فيما وصلنا من مخطوطات، وقد تعرَّضت لهذا المبحث في كتاب (المخطوط العماني – التاريخ والتقاليد).
أما عن قيمة المنقول من الوثائق في كتب التراث العماني فحسبنا إن علمنا أن تلك الكتب غدت مصادر وحيدة لتلك الوثائق التي يرجع بعضها إلى أزمنة لم تصلنا منها أصول وثائقية قَطّ، أو بقي قليل نادر يرجع إلى عصور لاحقة.
وليس بعجيب أن يشتغل الدارسون برصد واستقراء الوثائق المنقولة في كتب التراث الإسلامي عامة، فهناك عشرات الدراسات التي عُنِيت بالوثائق التفتت إلى ما نُقِل في الكتب المصنَّفَة من وثائق، ولعل من أبرز أمثلتها دراسة محمد حميد الله (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة) التي يقول في مقدمتها: "وإذا كانت أصول الوثائق قد ضاعت فقد حفظ لنا رواة الحديث والمؤرخون جملة صالحة منها كما يظهر ذلك في تذكرة المصادر التي ألحقناها بهذا الكتاب".
وفي هذه السلسلة نود أن نتعرّض لأمثلة من الوثائق التي تحفل بها الكتب العمانية، مع محاولة اكتناه ما تتضمنه من دلالات تاريخية حضارية، واستقراء ما تدور حوله من قضايا، وما وردت فيه من سياقات. ونكاد نزعم أنه لو جُمِع شتات تلك الوثائق لتشكّلت موسوعة وثائقية كبيرة، ولغدت مرتعًا لدراسات التاريخ والحضارة وفروع أخرى من العلوم الإنسانية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من الوثائق فی کتب
إقرأ أيضاً:
لم ينتحر.. عميل سابق في "سي آي إيه" يكشف مفاجأة بشأن هتلر
أشار ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، إلى "أدلة جديدة صادمة" تشير إلى أن الزعيم النازي أدولف هتلر ربما "زور موته وفر إلى الأرجنتين"، وسط محاولات من أتباعه لإحياء إمبراطوريته من جديد.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن العميل السابق في "سي آي إيه" بوب بير، أنه يعتقد بوجود أدلة متزايدة على أن هتلر لم يمت بالطريقة المذكورة في الروايات المعروفة، بل زور انتحاره في برلين بتاريخ 30 أبريل 1945 وفر إلى الأرجنتين.
ويتوقع بير أن تكشف مجموعة من الوثائق القادمة من الأرجنتين عن روابط محتملة بين هتلر وحكومة بوينس أيرس، التي قد تكون وفرت له الحماية.
ويعتقد بير أن الأرشيفات التي تحتوي على معلومات حول النازيين الفارين إلى الأرجنتين بعد الحرب العالمية الثانية قد تكشف عن جهود حقيقية لبناء "الرايخ الرابع" هناك، مشيرا إلى تورط مسؤولين أرجنتينيين في دعم النازيين، وفي عمليات غسيل أموال وغير ذلك، حسبما ذكرته الصحيفة.
هجوم نووي
كما يتوقع الضابط السابق الكشف عن صلة بين الرئيس الأرجنتيني آنذاك خوان بيرون، وتمويل مختبر للاندماج النووي في خمسينيات القرن الماضي، بقيادة عالم نازي على جزيرة هويمول قرب باريلوتشي.
وأضاف تقرير "ديلي ميل": "يعتقد العميل السابق أن هناك محاولات جادة لإقامة رايخ رابع، بما في ذلك خطط لهجوم نووي على مانهاتن".
وأوضح بير أن الوثائق المتوقعة قد تتضمن آثارا ورقية أو مالية تشير إلى تورط الحكومة الأرجنتينية آنذاك في بناء موقع اختباء نازي محتمل في مقاطعة ميسيونس بالأرجنتين، وهو الموقع الذي اكتشف خلال أعمال تنقيب عام 2015.
وذكر أن هذا الاكتشاف في ميسيونس يعد "أكثر الاكتشافات إثارة" المرتبطة بالنازيين في الأرجنتين حتى الآن.
وقال بير للصحيفة: "تم إنفاق الكثير من المال لبناء مجمع سكني يحتوي على أنظمة صرف صحي وكهرباء في منطقة نائية تماما"، وأضاف أن "تذكارات نازية، بما في ذلك عملات ألمانية تعود لفترة الحرب العالمية الثانية، تم العثور عليها في المنطقة".
وأضاف: "إذا كنت ستخفي هتلر، فهذا هو المكان المثالي للقيام بذلك".
وبينما تؤكد الروايات التاريخية السائدة أن هتلر وزوجته إيفا براون انتحرا في برلين في أبريل 1945، فإن عددا من كبار القادة النازيين، من بينهم أدولف أيخمان وجوزيف منغليه، فروا بالفعل إلى الأرجنتين.
وفي تطور جديد، وافق الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي على رفع السرية عن هذه الوثائق بعد اجتماع مع مسؤولي مركز "سيمون فيزنتال" في فبراير الماضي.
من جهة أخرى، أبدى المحقق السابق في جرائم الحرب لدى الأمم المتحدة، جون سينسيتش، تحفظه تجاه المزاعم بشأن محاولات إقامة رايخ رابع في الأرجنتين.
ويعتقد سينسيتش أن العديد من النازيين الهاربين ربما ظلوا "يسيرون على نهج هتلر، وربما لم يصدقوا أنه مات، لكنهم كانوا مجرد نازيين محبطين يعيشون في الماضي وفروا إلى هناك هربا من الملاحقة القضائية".
ويتزامن نشر التقرير مع الذكرى الـ136 لميلاد هتلر، في 20 أبريل 1889.