تحليل: ترامب يراهن على التقرب من روسيا لإضعاف الشراكة بين بكين موسكو
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
بكين "أ ف ب": إن كان التقارب المفاجئ الذي باشره دونالد ترامب مع روسيا سيؤدي حتما إلى إعادة رسم العلاقة بين موسكو وبكين، فمن غير المرجح برأي خبراء أن يؤثر على شراكتهما المتينة.
ابتعد الرئيس الأمريكي عن ثلاث سنوات من الجبهة الغربية الموحدة التي تشكلت بوجه الغزو الروسي لأوكرانيا، مستبعدا في الوقت الحاضر كييف والأوروبيين من مفاوضات سلام قد تصب لصالح الكرملين.
وسيكون لهذا النهج انعكاسات على الصين، الشريكة الأساسية التي توجهت إليها روسيا عندما فرض عليها الغرب عقوبات اقتصادية شديدة وعزلة دبلوماسية.
ورأت يون سون من مركز "ستيمسون" الأميركي للدراسات أن "اعتماد روسيا على الصين سيتراجع تلقائيا" بعد إيجاد تسوية للنزاع.
وأوضحت أن "روسيا معروفة تقليديا بمهارتها في المناورة الدبلوماسية والتلاعب الاستراتيجي"، وإن كانت حرمت من هذه القدرة خلال الحرب في أوكرانيا، فإن "هذا المجال سيتاح من جديد عندما تتحسن العلاقات الروسية الأمريكية".
تدعو الصين إلى احترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول، بما يشمل أوكرانيا، وتؤكد أنها طرف محايد في النزاع من دون أن تندد علنا بالغزو الروسي، لا بل عززت علاقاتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية مع موسكو.
وأثار هذا الموقف انتقادات من الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جو بايدن ومن الأوروبيين الذين دعوا باستمرار الدبلوماسية الصينية إلى الضغط على روسيا لوقف الحرب.
ومع فتح ترامب باب التفاوض مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لم تعد بكين تبدو في موقع الوسيط، أقله على المدى القريب.
"النأي بالنفس"
وحمل هذا التغيير في النهج الأمريكي بعض المحللين السياسيين على إقامة مقارنة بين سياسة الإدارة الحالية وسياسة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون الذي قام في 1972 بزيارة مفاجئة إلى الصين شكلت مدخلا للاعتراف الدبلوماسي وسمحت للولايات المتحدة بمباغتة الاتحاد السوفياتي وعزله في وقت كان على خلاف مع الصين.
وهذا ما يوحي بأن التقارب الحالي بين ترامب وبوتين قد يجذب موسكو إلى واشنطن ويقوض العلاقة الصينية الروسية.
لكن إليزابيث فيشنيك من معهد ويذرهيد إيست إيجيان في جامعة كولومبيا لفتت إلى أن هذه المقارنة تنم عن "قراءة خاطئة للتاريخ" لأن الصين في عهد نيكسون كانت "ضعيفة ومعزولة" وتخشى اندلاع حرب مع الاتحاد السوفياتي.
أما اليوم، فالصين قوة عظمى وتقيم علاقات وثيقة مع موسكو، خلافا لما كانت عليه الحال في الماضي.
ورأى ألكسندر غابويف مدير مركز كارنيغي لروسيا وأوراسيا، ومقره في برلين، متحدثا لوكالة فرانس برس أن روسيا "ستحاول حتما أن توهم ترامب بأنها تريد أن تنأى بنفسها عن الصين".
لكنه شدد على أن موسكو تعتبر بكين دعامة لاستقرارها بمواجهة ترامب الذي يبقى خاضعا لاعتبارات تتعلق بالانتخابات.
وتساءل "لماذا يجازفون ويختلفون مع بكين، في حين أنهم يعولون عليها بصورة متزايدة وأن اقتصاديهما متداخلان ويتقاسمان هدفا إستراتيجيا هو إضعاف هيمنة الولايات المتحدة؟".
اتصال بين شي وبوتين
كذلك رأت يون سون أن واشنطن لن تتمكن من "تقويض التحالف بين روسيا والصين المبني على مصالح عميقة وثابتة" لكنها قد تنجح في "بلبلة طبيعة هذا التعاون ومداه".
وفي مؤشر إلى متانة العلاقات الصينية الروسية، جرت مكالمة هاتفية الإثنين بين الرئيسين شي جينبينغ وفلاديمير بوتين.
وأثنى شي بهذه المناسبة على "الجهود الإيجابية" التي تبذلها موسكو ودول أخرى لإيجاد تسوية في أوكرانيا فيما "أطلعه" بوتين على مضمون المحادثات التي جرت مؤخرا بين روسيا والولايات المتحدة.
ووصل الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو الجمعة إلى بكين حيث التقى شي جينبينغ ووزير الخارجية وانغ يي.
وهذه ثاني زيارة يقوم بها شويغو إلى بكين خلال ثلاثة أشهر، في مؤشر إلى تكثيف الحوار بين البلدين وفق وسائل الإعلام الروسية.
واعتبرت اليزابيت فيشنيك أنه بنظر الصين "السيناريو الأمثل سيكون احتفاظ روسيا بما كسبته من أراض في أوكرانيا وعودتها إلى صفوف الأسرة الدولية".
وتابعت أن هذا "سيحض كذلك القادة الصينيين على ضم الأراضي التي يطالبون بها هم أنفسهم بعيدا عن أي عقاب"، في إشارة إلى تايوان.
وقال تشاو لونغ من معاهد شانغهاي للدراسات الدولية أن بوسع الصين لعب دور في تسوية النزاع من خلال تشجيع الحوار بين الطرفين أو "تقديم منصة" للتفاوض.
كما لفت إلى أن الصين بإمكانها المساعدة في تنظيم عمليات حفظ السلام في أوكرانيا بعد الحرب و المساعدة في إعادة إعمار البلاد "من خلال الاستفادة من المزايا التنافسية للشركات الصينية".
ب
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
كييف: موسكو تستعد لشن هجوم عسكري جديد لزيادة الضغط على أوكرانيا
جاء هذا الادعاء من كييف بعد هجوم ليلي شنته روسيا على أوكرانيا، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وفقًا للسلطات.
حذر مسؤولون أوكرانيون ومحللون عسكريون من استعداد القوات الروسية لشن هجوم جديد خلال الأسابيع المقبلة، في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط على أوكرانيا وتعزيز موقف موسكو في أي مفاوضات محتملة حول وقف إطلاق النار.
وأشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن هذا الهجوم قد يدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تأجيل محادثات السلام، والسعي لتحقيق مكاسب إقليمية إضافية.
وأعادوا تأكيد الادعاءات المستمرة بأن روسيا لا تبدي اهتمامًا حقيقيًا بإجراء مفاوضات جادة لإنهاء الحرب.
مع دخول موسم الربيع الأكثر ملاءمةً للعمليات العسكرية، ذكر محللون وقادة عسكريون أن الكرملين يخطط لتنفيذ هجوم متعدد الجبهات على طول خط الجبهة الذي يمتد لنحو 1000 كيلومتر.
ووفقًا لمعلومات استخباراتية نقلها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن القوات الروسية تستعد لشن هجمات جديدة في مناطق سومي وخاركيف شمال شرق البلاد، وكذلك في منطقة زابوروجيا.
Related"أوروبا يجب أن تثبت قوتها"... قمة باريس تبحث نشر قوات في أوكرانيابوتين يقترح تشكيل إدارة مؤقتة لأوكرانيا تحت رعاية الأمم المتحدةصفقة المعادن بين أوكرانيا وأمريكا: شروط جدلية ومستقبل غامضوفي السياق، شنت روسيا هجومًا ليليًا واسع النطاق على أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 36 آخرين، وفقًا للسلطات المحلية.
وفي بلدة دنيبرو شرق أوكرانيا، أدى الهجوم إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 21 آخرين، بالإضافة إلى اندلاع حريق كبير في مجمع مطاعم، حسبما أكدت السلطات.
من جهتها، أفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن موسكو نفذت 172 هجومًا باستخدام طائرات بدون طيار، بما في ذلك طائرات خداعية، خلال الفترة من الجمعة إلى السبت. وأوضحت أن 94 طائرة بدون طيار تم إسقاطها، بينما اختفت 69 طائرة عن الرادارات.
كما تعرضت مناطق سومي وخيرسون وخاركيف لهجمات إضافية.
اتفاق استخباراتي مع دول الاتحاد الأوروبيوأعلن زيلينسكي، يوم الجمعة خلال مؤتمر صحفي في كييف، عن توقيع أوكرانيا اتفاقيات مع عدة دول من الاتحاد الأوروبي لتعزيز قدراتها الاستخباراتية، بما يشمل الوصول إلى "التقنيات والأقمار الصناعية ذات الصلة".
ولم يحدد زيلينسكي الدول الأوروبية المشاركة، لكنه أكد أن فرنسا وبريطانيا ستشاركان في اجتماع مقبل في أوكرانيا، متوقعًا انعقاده "خلال الأسبوع".
وقال: "ستشارك فرنسا وبريطانيا وأوكرانيا بالتأكيد".
في البيان نفسه، أكد الرئيس الأوكراني وجود قوات أوكرانية في منطقة بريانسك الروسية، مشيرًا إلى أن هذه القوات اتخذت "الإجراءات المناسبة" بالقرب من منطقة كورسك الروسية "لتخفيف وعرقلة" تمركز القوات الروسية.
وفي يوم الجمعة، أعلنت كييف استلامها جثث 909 جنود قتلوا خلال القتال، في أكبر عملية إعادة للجثامين منذ بدء الحرب. وذكر مقر تنسيق معاملة أسرى الحرب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أنه "تمت إعادة جثث 909 من المدافعين الذين سقطوا في القتال إلى أوكرانيا".
من جانبها، أفادت وزارة الدفاع الروسية عبر قناتها على تطبيق تلغرام بأن الهجمات الأوكرانية استهدفت البنية التحتية للطاقة في الفترة بين الجمعة وصباح السبت.
منتج شريط الفيديو • Lucy Davalou
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إسطنبول تحتضن أكبر تظاهرة منذ عقد: ملايين الأتراك يُطالبون بالحرية لإمام أوغلو جهود متواصلة لتجفيف مستنقع في ليتوانيا لاستعادة جنود مفقودين ومركبة عسكرية واشنطن وطهران تتبادلان رسائل حادّة... هل تتكرّر تجربة اتفاق 2015 أم أنّ الظروف تغيّرت؟ روسياطائرة مسيرة عن بعدالحرب في أوكرانيا