الجزيرة:
2025-02-28@19:20:21 GMT

هل يكون العلاج الجيني هو مستقبل الطب؟

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

هل يكون العلاج الجيني هو مستقبل الطب؟

لطالما كان الإنسان في حروب ضروس ضد الأمراض المختلفة ومسبباتها التي تقصر حياته، وبينما تطورت العلوم الطبية حتى تمكنت من خفض خطورة مسببات الأمراض الخارجية مثل البكتيريا والفيروسات، فإنها حتى الآن فشلت في مواجهة مسببات الأمراض الداخلية، وهي الجينات التي تسبب في حدوث بعض الأمراض مثل ألزهايمر والسرطان وفقر الدم المنجلي.

اقتصرت الجهود الطبية حول هذه الأمراض لسنوات طويلة على علاج الأعراض التي تنتج عنها، وذلك لأن الأطباء يفتقرون إلى الآليات التي تجعلهم يعالجون المسبب الرئيسي للمرض، على الأقل كان الأمر كذلك حتى كشفت شركة "ماموث للعلوم البيولوجية" (Mammoth Bioscience) عن تقنيتها الجديدة التي تدعى "كريسبر" (CRISPR) في محاضرة ألقاها تريفور مارتن المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة ضمن قمة الويب 2025 التي اختتمت فعالياتها في العاصمة القطرية مؤخرا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"حرب غزة" كانت السبب..لقاء الجزيرة نت مع مؤسس مبادرة "تكنولوجيا من أجل فلسطين"list 2 of 2لقاء حصري مع المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا لفهم "ثالوث" ريادة الأعمالend of list العلاج الجيني كحل للأمراض المستعصية

تتسبب الجينات البشرية في مجموعة من الأمراض المختلفة، وهي أمراض تنتج عن وجود جين بعينه في تركيبة الحمض النووي للإنسان وفي بعض الأحيان بسبب غياب جين أو وجوده بشكل مغلوط. ورغم أن العلم اكتشف السبب وراء العديد من هذه الأمراض، بل استطاع تحديد الجينات التي تسببت فيها، فإن الطب المعاصر لم يكن يملك الأدوات المناسبة للتصرف بناء على هذه المعرفة وعلاج الأمراض بشكل نهائي.

إعلان

وهنا يأتي دور تقنية "كريسبر" التي طورتها "ماموث"، فبحسب ما قاله تريفور مارتن في محاضرته فإن تقنية "كريسبر" تعمل ببساطة على معالجة المشاكل الجينية الموجودة في الحمض النووي، وعبر هذه التقنية يمكن التخلص من المسبب الرئيسي للمرض، سواء كان عبر حذف الجين المسؤول عنه أو بتعديله بشكل يجعل المرض غير بارز.

وبينما تبدو هذه التقنية مستقبلية وبعيدة المنال، فإن الشركة استطاعت تقديم العلاج الأول الذي يستغلها، وهو علاج لمرض فقر الدم المنجلي الذي يتسبب فيه خلل جيني يجعل كريات الدم الحمراء غير قادرة على حمل الأكسجين بشكل ملائم.

طُرح العلاج الذي يعتمد على هذه التقنية بالفعل في الولايات المتحدة، وهذا يعني أنه اجتاز كل الاختبارات اللازمة وحصل على الموافقات كافة، وقد أثبت العلاج فاعليته في حل المشكلة تمامًا وتجنبها أيضًا في بعض الحالات.

تقنية "كريسبر" التي طورتها "ماموث" تعمل ببساطة على معالجة المشاكل الجينية الموجودة في الحمض النووي (قمة الويب) أشبه بتعديل المستندات النصية

قدم تريفور شرحًا مبسطًا للطريقة التي تعمل بها تقنية "كريسبر"، ومن أجل تقريب آلية عمل التقنية للمستخدمين، وضح أن التقنية تتعامل مع التركيب الجيني والحمض النووي للإنسان بشكل يشبه تعامل تطبيقات تعديل المستندات النصية مع المستندات.

وللتوضيح، فإن التقنية تستطيع البحث عن تركيب جيني بعينه في الحمض النووي للإنسان، وذلك أشبه بما يقوم به محرك البحث في تطبيقات تعديل النصوص. فعندما تجد هذا التركيب الجيني بعينه، فإنها تستطيع تعديله، إما عبر حذف الأحماض الأمينية المتسببة في المرض، أو إضافة أحماض نووية جديدة لعلاج المرض.

استلهم فريق "ماموث" هذه التقنية من مراقبة البكتيريا بعد تعرضها للإصابة بالفيروسات التي تعدل الحمض النووي الخاص بها، فقد وجد الفريق أن البكتيريا تقوم بإزالة التتابع الجيني الذي قام الفيروس بتعديله، في خطوة منها لحماية نفسها، لذا قام الفريق باستخراج هذه الآلية من البكتيريا وإطلاق اسم "كريسبر" عليها، وقد فازت إحدى أعضاء الفريق البحثي في الشركة بجائزة نوبل للعلوم عن أبحاثها في تقنية "كريسبر".

إعلان آفاق لا حدود لها

اختتم تريفور حديثه عن تقنية "كريسبر" بالتوضيح أن هذه التقنية ليست حديثة العهد رغم أنها لم تكن مشهورة في السابق، ولكن أبحاث الفريق تمكنت من تحسين التقنية وتصغير حجمها بشكل يضيف لها مزيدًا من الاستخدامات ويجعلها قادرة على استهداف الحمض النووي البشري.

وأشار أيضًا إلى أن التقنية تفتح آفاقًا لا حدود لها في العلاج الطبي، وهو ما تأمل الشركة القيام به في المستقبل. فبدلًا من الاكتفاء بعلاج الأمراض الجينية مثل ألزهايمر وغيره، يمكن للتقنية أن تنتقل إلى مرحلة أبعد من ذلك عبر التعديل الجيني للإنسان، وإضافة جينات بعينها إلى الحمض النووي الخاص به أو حتى تعديل جينات بعينها للتخلص من العوامل المحفزة للجلطات القلبية مثلًا أو العوامل المحفزة لأمراض مثل السمنة.

بالطبع، تواجه مثل هذه التقنيات عادة تحديات قانونية وتشريعية جمّة، ولكن وجود هذه التحديات لا ينفي وجودها أو يقوض من أهميتها، ففي النهاية يمكن أن تساعد تقنية "كريسبر" في القضاء على أمراض لطالما قضت على البشر مثل السرطان وألزهايمر وغيرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب الحمض النووی هذه التقنیة

إقرأ أيضاً:

المدينة الطبية تطلق تقنية متطورة لتصوير الأوعية الدموية

"عمان" شهدت المدينة الطبية الجامعية، ممثلة بقسم الأشعة والطب النووي في مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان، إطلاق خدمة تصوير الأوعية الدموية باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون عوض الصبغة الملونة (اليود) لأول مرة في سلطنة عمان، ما يمثل نقلة نوعية في مجال الأشعة التداخلية والقسطرة.

وقال الدكتور راشد السكيتي رئيس قسم الأشعة والطب النووي: "إدخال غاز ثاني أكسيد الكربون كبديل آمن للصبغة التقليدية المستخدمة لتصوير الأوعية الدموية في إجراءات الأشعة التداخلية والقسطرة سيسهم بشكل كبير في التقليل من حدوث تفاعلات تحسسية أو التأثير على وظائف الكلى لدى المرضى الذين قد يعانون من مضاعفات نتيجة استخدام الصبغات التقليدية.

وأوضح الدكتور خليفة الوهيبي استشاري أول جراحة أوعية دموية بمستشفى جامعة السلطان قابوس، بالمدينة الطبية الجامعية: "بفضل هذه التقنية المتطورة، أصبح بإمكان الأطباء إجراء التدخلات الوعائية طفيفة التوغل بدقة وأمان أكبر، مما يسمح بتطبيق خيارات علاجية أوسع للمرضى الذين يحتاجون إلى تدخلات دقيقة ومعقدة".

يُعد هذا الإنجاز خطوة مهمة نحو تطوير الخدمات الطبية المقدمة للمرضى بالمدينة الطبية الجامعية، ويعكس التزام المدينة الطبية الجامعية بتوطين التقنيات الطبية الحديثة والاستفادة منها في سلطنة عمان تماشيًا مع أهداف واختصاصات المدينة الطبية الجامعية و"رؤية عمان 2040".

مقالات مشابهة

  • نقل 6 أطفال مصابين بضمور العضلات الشوكي إلى الإمارات للعلاج الجيني
  • جستنية يُحذر الاتحاد من مهازل تقنية الفار.. فيديو
  • الأطباء: الطب الشرعي المعني بتحديد المضاعفات الناتجة عن الإهمال
  • أيمن عبد العزيز غاضبًا بعد مباراة الزمالك ضد زد: «أين ذهبت تقنية الفيديو؟»
  • استشاري يوضح أبرز الأمراض الجلدية التي تحدث خلال الصيام ..فيديو
  • محافظ الدقهلية: تحصين أكثر من 133 ألف رأس أبقار وأغنام ضد الجلد العقدي
  • شركة نفط الوسط تدخل تقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة الآبار النفطية
  • المدينة الطبية تطلق تقنية متطورة لتصوير الأوعية الدموية
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: الخيار العسكري قد يكون ضرورياً لوقف برنامج إيران النووي