يحاول السائق نادر عبد الرحيم إيجاد طرق بديلة لإيصال الركاب كلما قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ولكن هذه المحاولات عادة ما تبوء بالفشل.

منذ أكثر من عشرين عاما يعمل عبد الرحيم سائقا ما بين بلدته الساوية جنوب نابلس والمدينة ذاتها، ولكن الحاجز المقام على أراضي بلدة حوارة؛ يشكل عائقا رئيسيا أمام حركته، حيث إن إغلاقه أمام المركبات يضاعف من وقت الوصول إلى البلدة ليصل إلى ساعتين بدلا من ١٥ دقيقة فقط.



وقال لـ "عربي21" إن المسافة بين بلدته ومدينة نابلس لا تتجاوز أكثر من بضعة كيلومترات، ولكن حاجز حوارة يعيق تنقل الفلسطينيين في هذه المنطقة.

مرات عديدة تعرض فيها السائق أسوة ببقية الفلسطينيين لاعتداءات مريرة على الحاجز، حيث يقوم الجنود بتفتيش مركبة الأجرة الخاصة به ويوقفونه على جانب الطريق لتفتيش بطاقات الهوية التابعة للركاب، وإذا كانوا شبانا تتم مصادرة بطاقات الهوية وإيقاف المركبة لساعات.

وأضاف: "الجنود يقومون بمعاقبة المركبات الأخرى التي تنتظر للمرور عبر صف طويل يصل أحيانا إلى مدخل مدينة نابلس، حيث يوقفون المركبة التي تحاول المرور، لساعات طويلة تصل أحيانا ١٢ ساعة على جانب الطريق".

ومنذ أكثر من عام والاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية على الحاجز، ما يضطر المركبات لمحاولة سلوك طريق بلدة عورتا المجاورة رغم أنها تستغرق وقتا أطول وتعتبر طريقا ضيقة بالمقارنة مع الشارع الرئيسي، ولكن في الكثير من الحالات يتم إغلاق حتى تلك الطرق البديلة.


وأشار عبد الرحيم إلى أن نتائج هذا التشديد العسكري خلق أزمة خانقة على الشارع من الجهة التي يسلكها الفلسطينيون فقط وليس المستوطنون، ويضطر بعض المواطنين أحيانا للمبيت خارج منازلهم بسبب الأزمة وإغلاق الحاجز.

وعلاوة على ذلك، تقوم مجموعات المستوطنين برشق الحجارة صوب المركبات العالقة على الحاجز أمام مرأى جنود الاحتلال الذين لا يحركون ساكنا، بل يقومون بالاعتداء على أي فلسطيني يحاول الاعتراض والتصدي لهذا الاعتداء.



حاجز الموت

الناشط ضد الاستيطان بشار القريوتي قال لـ" عربي21" إن حاجز حوارة من الحواجز التي تعرض المواطنين للتضييق اليومي والمضايقات التي يقوم بها جنود الاحتلال.

الحاجز أنشئ منذ عام 2002 مع بداية انتفاضة الأقصى، وقام الاحتلال بإغلاقه لعرقلة حركة المواطنين في محافظات شمال الضفة الغربية المحتلة، وخلال سنوات الانتفاضة منع الاحتلال مرور المركبات عليه بشكل قاطع، حيث اضطر المواطنون يوميا للسير على الأقدام مسافة تزيد على الكيلومتر لقطع مسافة الحاجز.

وأوضح الناشط أن الاحتلال قام خلال الانتفاضة بإنشاء قواعد وحواجز عسكرية أمام المواطنين وأغلق كل مداخل المدن في الضفة، مبينا أن حاجز حوارة يعتبر من الحواجز الكبرى التي تخنق مدينة نابلس تحديدا والتي تتعرض لهجمة كبيرة من قبل الاحتلال ومستوطنيه.

الخناق الكامل الذي يفرضه الاحتلال على المدينة بإغلاق حاجز حوارة يعرض الفلسطينيين لاعتداءات كثيرة على يد الجنود وكذلك المستوطنين الذين يمرون بالقرب منه بأريحية وأمان.

القريوتي أكد أن حالات اعتقال عديدة لفلسطينيين تم تسجيلها على الحاجز بالإضافة لعمليات تنكيل يتعرضون لها بين الحين والآخر، كما شهد عمليات إعدام كثيرة لشبان وفتيات فلسطينيين بحجة نيتهم تنفيذ عمليات فدائية، بحيث أصبح يسمى حاجز الموت أو حاجز القتل.

وأضاف: "أكثر من شهيد رووا بدمائهم هذه المنطقة وتعرضوا للتصفية من قبل جيش الاحتلال الذي يتواجد بشكل مستمر على هذا الحاجز ولا يفارقه بتاتا، ولو غادره الجنود فهناك أبراج عسكرية وآلات مراقبة ترصد كل التحركات الفلسطينية الداخلة إلى مدينة نابلس".

أما سبب إقامة الحاجز في هذا المكان فيعود لكونه موقعا استراتيجيا لدى الاحتلال، لأنه خانق لمدينة نابلس من الجهة الجنوبية بالإضافة لوجود حاجز الحمرا الذي يخنقها من الجهة الشرقية وحاجزي دير شرف وصرة من الجهة الغربية، وكلها تهدف لزيادة القبضة الأمنية على المدينة وكذلك تشكل بعدا استراتيجيا للسيطرة على المناطق الفلسطينية بشكل محكم.

وأوضح أن الحاجز يقع بالقرب من المعسكر الاحتلالي الذي سيطرت عليه "إسرائيل" في الثمانينيات من القرن الماضي، وقام بإنشاء قاعدة عسكرية في بلدة حوارة وسيطر على العديد من الأراضي في المنطقة لأغراض عسكرية وأمنية كما يسميها.

الحاجز لا يبعد عن حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس سوى مسافة قصيرة، والذي يتعرض عليه الفلسطينيون كذلك للتفتيش والإذلال والاعتقال والإعدام، ويمر الفلسطينيون بينهما مع التعرض لكافة أشكال الإذلال والانتظار الذي يعيق حياتهم.

وأشار الناشط إلى أن الفلسطينيين حين يقومون بالتصدي لهجمات المستوطنين يقوم الاحتلال بمعاقبتهم عبر إغلاق حاجز حوارة والتنكيل بهم أثناء مرورهم عليه دون التمييز بين كبير وصغير ولا نساء أو أطفال أو شيوخ.

وتابع: "يتم إغلاق الحاجز لساعات طويلة جدا، وأصبح من يريد التوجه لمدينة نابلس يمكث على الحاجز أكثر من ساعة، وهذا بسبب أن الحاجز أنشئ بأوامر عليا من قياده الاحتلال لخنق المدن الفلسطينية بحيث تصبح كل مدينة خاضعة لحاجز رئيسي كبير".



تقسيم وعزل

في الوقت الذي يدعي فيه الاحتلال أن إقامة الحواجز العسكرية هدفها أمني بامتياز لمحاولة منع العمليات الفدائية؛ فإن المراكز والمؤسسات البحثية الفلسطينية والدولية تؤكد أن إقامتها تخدم المستوطنين بالدرجة الأولى وتعزز الاستيطان، حيث إن كل الحواجز تصادر مساحات من الأراضي وتتحول فيما بعد لمنطقة عسكرية يحظر على الفلسطينيين التواجد فيها أو في محيطها.

بحسب مركز الإحصاء الفلسطيني فإن الحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية قسمتها إلى أكثر من 100 تجمع سكاني تسهم بالحيلولة دون وجود تواصل بين مكونات الجغرافيا الفلسطينية من خلال نحو 165 بوابة حديدية على مداخل المدن والقرى ونحو 600 حاجز عسكري أو سواتر ترابية.

وأوضح أن ذلك يسهل عملية عزل وفصل التجمعات الفلسطينية عن بعضها، بينما يقيد الاحتلال حركة الفلسطينيين في بعض الشوارع والتي يخصصها للمستعمرين، بحيث يصل طول الشوارع التي يمنع الفلسطينيين تماما من استخدامها نحو 40 كم تقريبا، منها 7 كم داخل مدينة الخليل، إضافة إلى نحو 20 كم يتم فرض قيود جزئية على استخدام هذه الطرق من قبل الفلسطينيين.

وفي دراسة لمعهد أريج للأبحاث التطبيقية فإن الفلسطينيين يخسرون حوالي 60 مليون ساعة عمل سنويا بسبب الحواجز الإسرائيلية وقيود الحركة، بحيث تقدر تكلفة الخسائر بنحو 270 مليون دولار، بالإضافة إلى استهلاك وقود إضافي بحوالي 80 مليون لتر سنويا، تقدر تكلفتها بنحو 135 مليون دولار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الاحتلال حاجز حوارة نابلس المستوطنون نابلس الاحتلال مستوطنون الضفة المحتلة حاجز حوارة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة نابلس حاجز حوارة على الحاجز من الجهة أکثر من

إقرأ أيضاً:

بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجيع على قتل الفلسطينيين والعرب؟

تزدحم الصفحات الإسرائيلية الرسمية الناطقة بالعربية بالعديد من "التهاني" بحلول شهر رمضان المبارك، في محاولة لتحسين صورة الاحتلال عربيا وإسلاميا، ضمن جهود الدعاية المنظمة.

وتتبع أغلب هذه الصفحات إما لجيش الاحتلال الإسرائيلي مباشرة أو إلى جهات رسمية أخرى مثل وزارة الخارجية أو وزارة الإعلام والشتات.

عشية حلول شهر رمضان الكريم نتقدم بالتهاني لعموم المسلمين في اسرائيل والعالم قاطبة داعين من الله عز وجل ان تتنامى فيه الألفة بين القلوب وترفرف روح التعايش في المنطقة بأسرها.

نحن لسنا باولاد عمومة فحسب، انما جيران ايضا والله اوصى بسابع جار .
صياما مقبولا وذنبا مغفورا#رمضان_كريم pic.twitter.com/olutgS1fHe — إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) February 28, 2025
وتأتي هذه الدعوات رغم التحريض المباشر في "إسرائيل" منذ سنوات على قتل الفلسطينيين بمختلف أعمارهم، مع اعتبار أن كل غير اليهود من الممكن قتلهم.

بعد ثبوت رؤية هلال #شهر_رمضان نهنئ المسلمين بمناسبة الشهر الفضيل. اللهم صفّد شياطين ودواعش التنظيمات الإرهابية من حماس وحزب الله ووكلاء إيران وغيرهم من الارهابيين وابعد عن اهل الشرق الأوسط دعاة الخير والسلام الارهاب البغيض pic.twitter.com/CLno7coHas — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) February 28, 2025
"عدالة إلهية"
في شباط/ فبراير 2023 قارن الحاخام الإسرائيلي، شموئيل إلياهو، زلزال تركيا وسوريا بـ "غرق المصريين في البحر" وفق القصة التوراتية، قائلا إن الكارثة "عدالة إلهية".

وإلياهو رجل دين مشهور في "إسرائيل"، وهو مقرب من إيتمار بن غفير، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المستقيل، واعتبر في ذلك الوقت الكارثة الإنسانية التي لحقت بسوريا وتركيا بعد الزلزال بأنها "تطهر العالم وتجعله أفضل".

ونشر إلياهو تفسيراته للزلزال ضمن مقال في صحيفة "أولام كاتان"، وهي نشرة أسبوعية يمينية دينية ذات شعبية بين صفوف المتطرفين الإسرائيليين.


ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" مقال الحاخام الذي تضمن قوله: "ليس هناك شك في أن أولئك الذين رأوا المصريين يغرقون في البحر والذين لم يتذكروا الحدث بأكمله من البداية إلى النهاية كانوا سيمتلئون بشفقة كبيرة عليهم وسيحاولون إنقاذهم من الغرق".

وأضاف "لكن بني إسرائيل غنوا الأغاني لأنهم يعرفون المصريين، وفهموا أن هؤلاء الغرقى أرادوا قتل بعضهم والاستمرار في استعباد البقية، لقد غنوا الأغاني لأنهم فهموا أن هناك عدالة إلهية هنا تهدف إلى معاقبة المصريين الذين أغرقوا بني شعب إسرائيل في النيل، حتى يرى جميع الأشرار في العالم ويخافون".

وقال إلياهو: "الله يحكم على جميع الدول من حولنا التي أرادت غزو أرضنا عدة مرات ورمينا في البحر"، مهاجما سوريا وتركيا بالقول: "كل ما يحدث، يحدث من أجل تطهير العالم وجعله أفضل".

"اليهودي مقدس"
في آذار/ مارس 2023، قال الحاخام اليعازر ميلاميد، في كلمة تأبين لمستوطنين شقيقين قتلا في عملية نفذها مقاوم فلسطيني في بلدة حوارة بالضفة الغربية في 26 شباط/ فبراير من العام ذاته: إن "كل يهودي يُقتل لمجرد كونه يهوديا فهو مقدس".

ووسّع ميلاميد صفة القداسة لتشمل جميع المستوطنين، حيث قال "إذا كان هذا هو ما يقال عن كل يهودي، فمن المؤكد أنه ينبغي أن يقال عن المستوطنين الذين يعيشون في الخط الأمامي للاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

وأضاف خلال كلمة التأبين "لم نعد إلى بلادنا لنطرد العرب من ديارهم، بل لجلب الخير والبركة للعالم، ويمكن للعرب أيضا الاستفادة من ذلك"، على حد زعمه.

وفي كلمة أخرى لميلاميد مع عدد من طلابه قال: "طالما أنه لا يوجد عدد كافٍ من اليهود في أرض إسرائيل، فإن أعداءنا مستمرون في الوجود هناك ويقتلوننا"، زاعما أن "حدود إسرائيل هي من نهر النيل في مصر حتى الفرات بالعراق، وأنه لم يتم الاستحواذ سوى على المنطقة المحيطة بنهر الأردن"، في إشارة إلى أرض فلسطين.

وقال ميلاميد: "أحيانا يسأل الأولاد الصغار أسئلة كبيرة بصدق ويفتحون الباب للتفكير العميق، فعندما التقيت مؤخرا بأولاد لإجراء محادثة، سأل أحدهم بجدية وألم: لماذا توجد هجمات إرهابية؟ لماذا يقتل اليهود الصالحون؟"، فأجابهم: "لأنه لا يوجد عدد كاف من اليهود في إسرائيل"، بحسب ما نقلت "القناة السابعة" حينها.

وأضاف: "لا يوجد عدد كافٍ من اليهود في أرض إسرائيل عموما وفي يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية) بشكل خاص، فكما قيل في التوراة: وإذا لم تترك سكان الأرض أمامك، فليكن أن تتركهم عبيدا في عينيك حتى لا يحاصرونك في الأرض التي تسكن فيها".

وتابع: "يعتقد البعض أن المشكلة خارجية، إذا لم يكن هناك أعداء في الأرض، فستنتهي المشاكل، ومع ذلك، فقد تعلمنا من التوراة أن الواقع هو عكس ذلك فإذا لم يكن هناك أعداء، فقد تنشأ مشاكل أكبر من البرية، فمن غير السار الاعتراف بأن القتال ضد العدو يصوغ إسرائيل ويوحدها، ومن يدري ما هي الأزمات والحروب الأهلية التي كنا سنخوضها بدونها. وبمعنى آخر، طالما أنه لا يوجد عدد كافٍ من اليهود للاستيطان في الأرض بأكملها بالطول والعرض، حتى لا تبقى أماكن مقفرة، فإن الله يرى في طريق الطبيعة أن الأعداء سيبقون في الأرض".

وأضاف أنه بعد أن يتكاثر اليهود سيكونون قادرين على التوسع تدريجياً نحو شرق الأردن وجميع أراضي "أرض الميعاد" في إشارة إلى كيان الاحتلال.

تمجيد غولدشتاين 
وفي ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي، أشاد الحاخام البارز في أوساط "الحريديم"، مئير مازوز، بالإرهابي باروخ غولدشتاين الذي قتل 27 مصليا فلسطينيًا عام 1994 في الحرم الإبراهيمي، معتبرا أن جريمته منعت "خطرًا كبيرًا".

وقال الحاخام مازوز: "في مغارة المكفيلة (الحرم الإبراهيمي) وضع العرب فؤوسا وبنادق وسكاكين تحت السجاد الذي يصلون عليه- وكان هناك خطر كبير جدا. وبفضل هذا اليهودي تم تجنب الخطر".
وهذا الموقف تكرر من قبل بن غفير التي وصف أيضا منفذ المجزرة بـ "الدكتور غولدشتاين"وأنه "البطل والقديس والطبيب الذي أنقذ حياة اليهود".

"شريعة الملك"
وفي مطلع عام 2023، أحدث الوزير الإسرائيلي السابق، عامي أيالون، ضجة عقب توثيقه السلبي في أحد كتبه، للقاء جمعه بالحاخام الهشير يتسحاق شابيرا، صاحب فتوى "قتل الأطفال العرب، لأنهم قد يكبرون ويصبحون أشرارا".


وفي ذلك اللقاء، الذي لم يُوضع تاريخ حدوثه، برر شابيرا فتواه بأنه "حسب التوراة والإجماع بين حكمائنا اليهود، فإن التحريم المطلق للقتل ينطبق على اليهود فقط، وليس على الوثنيين".

وجاءت هذه الفتوى ضمن "شريعة الملك" أو "توراة الملك" أو هو مصنف فقهي يهودي من تأليف الحاخامين شابيرا ويوسيف اليتسيور، اللذان أدارا في مستوطنة "يتسهار" في الضفة الغربية، ومدرسة دينية تدعى "مازال يوسف حيا".

ويضم الكتاب المنطلقات والقواعد الفكرية والأيديولوجية التي تدعو لاستباحة وسفك دماء الأغيار (الغوييم وتعني غير اليهود بشكل عام) على أيدي اليهود في أوقات السلم والحرب.

وحرر الكتاب بلغة عبرية قديمة، هو مزيج من أحكام منتقاة وفقا لمجموعة نصوص دينية، معتمدا على تفسيرات وأقوال فلاسفة وعلماء يهود متطرفين من عدة عصور، ويقدم أرضية عقائدية لجنود الاحتلال والمستوطنين تبيح قتل الفلسطينيين.

ويعتبر مؤلفو الكتاب أن "الله خلق هذا الكون من أجل اليهود فقط، وخلق باقي العالم الذي له منزلة البهائم لخدمة اليهود"، ويدعو الكتاب بوضوح إلى قتل وإبادة الفلسطينيين ويقدم أرضية دينية عقائدية تبيح سياسات وأعمال جيش الاحتلال ومستوطنيه تجاه الفلسطينيين.

ويستخلص المؤلّفان أنّ "اليهود يُسمح لهم بقتل الآخرين أكثر مما يسمح للأغيار بقتل أناس من الأغيار الآخرين"، ويتم التركيز في الفصل الرابع على استباحة دماء غير اليهود.

ويتناول الفصل الخامس من الكتاب احكام قتل غير اليهود في الحروب، ويشير إلى "وجوب قتل أيِّ مواطن في المنطقة المعادية يشجع المقاتلين أو يعبر عن رضاه عن أعماله، وجواز قتل مواطني الدولة أو المنطقة المعادية وإن كانوا لا يشجعون دولتهم في أعمال الحرب".

ويبرر الكتاب جواز القتل بأن "الشريعة اليهودية تعتقد أنهم يرغبون في أوقات السلم بسفك دماء اليهود، فيما ويتعاظم هذا الاعتقاد برغبتهم في سفك دماء اليهود في حالة الحرب".

قتل الجميع
في آذار/ مارس 2024، وخلال حرب الإبادة ضد قطاع غزة، دعا حاخام في مدينة يافا إلياهو مالي، إلى "إبادة كل سكان قطاع غزة، بمن في ذلك الأطفال والنساء والمسنين".

وقال الحاخام إلياهو مالي مدير المدرسة الدينية في يافا، التي يخدم طلابها في جيش الاحتلال إنه "يجب اتباع مبدأ (لا تدع نفسا على قيد الحياة) و(إذا لم تقتلهم سيقتلونك)".

وفي اجتماع للمدارس الدينية، اعتبر أن "مخربي اليوم هم الأطفال الذين تركتهم على قيد الحياة في المعركة السابقة"، عندما سئل عن قتل أطفال غزة.

أما عن النساء فقال الحاخام: "هن من ينتجن المخربين"، مضيفا أن "من يشكل خطرا عليك ليس فقط الفتيان في عمر 14 أو 16 ومن يرفع السلاح بوجهك، بل جيل المستقبل ومن ينتجن جيل المستقبل، فالحقيقة لا يوجد فرق بينهم".

وعن المسنين أضاف: "أحكام المدنيين في غزة تختلف عن أحكام المدنيين في مناطق أخرى، ففي غزة وفق التقديرات ما بين 95 إلى 98 بالمئة يؤيدون إبادتنا".

الإبادة بالصواريخ
رغم أن كل هذه الدعوات جاءت في السنوات الأخيرة مع تصاعد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الفتاوى والدعوات التحريضة على القتل جاءت من الحاخام الأشهر في "إسرائيل" وهو عوفاديا يوسف.

ويعد يوسف الزعيم الروحي لحزب "شاس" لليهود الشرقيين ومؤسسه، وهو الحاخام الذي عرف بمواقفه العنصرية المتشددة نحو الفلسطينيين والعرب، فضلا عن معارضته الشديدة للمس بالقضايا المحورية في الصراع مع العرب وأهمها القدس والمستوطنات وعودة اللاجئين.

وعرف عن عوفاديا كرهه الشديد للعرب الذي بلغ حد دعوته إلى إبادتهم جميعا بالصواريخ، ففيتموز/ يوليو 2001 دعا إلى "إبادة العرب بالصواريخ"، وأضاف في "عظة" السبت في كنيس بالقدس بمناسبة عيد الفصح اليهودي أن العرب "يجب ألا نرأف بهم، ولا بد من قصفهم بالصواريخ وإبادة هؤلاء الأشرار والملعونين".

وقال لأتباعه إن "العرب يتكاثرون في المدينة المقدسة كالنمل.. عليهم أن يذهبوا إلى الجحيم".


وبعد ذلك في عام 2004، قال يوسف في خطبة بثتها الفضائيات الإسرائيلية إن "اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو دودة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلا من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث".

وكان يوسف قد أثار عام 2005 عاصفة من الانتقادات في "إسرائيل" عندما "دعا الله في خطبة دينية أن يقضي على رئيس الوزراء السابق أرييل شارون بسبب خطته للانسحاب من قطاع غزة".

مقالات مشابهة

  • استشهاد المنفذ.. عملية إطلاق نار قرب مستوطنة حومش في نابلس
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس
  • عشرات المستوطنين يقتحمون مدينة نابلس
  • تقرير: وفاة أكثر من 3000 ليبي بسبب حوادث الطرق في 2024
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجيع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • كاريكاتير| الموت البطيء في سجون الاحتلال
  • أثناء الصلاة.. الاحتلال ينصب حاجزًا عسكريًا قرب مسجد الريان بالخليل
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة بلدات بالضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم قرية بجنوب نابلس