بعد جدل اليابان.. ما هي المياه المشعة وهل من الآمن إطلاقها بالمحيطات والبحار؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أثارت خطة السلطات اليابانية بشأن تصريف أكثر من مليون طن من المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما المنكوبة للطاقة النووية، الكثير من الجدل واستياء بعض الدول المجاورة، بسبب مخاوف من أن تؤثر تلك العملية، التي ستمتد لنحو 3 عقود، على البيئة.
ووافقت الحكومة اليابانية قبل عامين على الخطة باعتبارها "ضرورية"، لتفكيك المحطة التي تديرها شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو).
وقوبلت الخطة بانتقادات أيضا من مجموعات الصيد المحلية، التي تخشى الضرر على سمعتها وتهديد سبل عيش أعضائها.
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، صباح الثلاثاء: "لقد طلبت من تيبكو الاستعداد سريعا لتصريف المياه وفقا للخطة التي أقرتها هيئة تنظيم الأنشطة النووية، وأتوقع أن يبدأ التصريف في 24 أغسطس، إذا كانت الظروف الجوية مواتية".
هل من الآمن إطلاق المياه من محطة فوكوشيما النووية؟تعهد كيشيدا أن عملية صرف المياه المشعة "ستتم بشكل آمن مع مراقبة تأثيرها عن كثب".
ووصفت السلطات اليابانية ذلك الإجراء بأنه "خطوة ضرورية لإيقاف تشغيل محطة فوكوشيما دايتشي"، بعد نحو 12 عاما من وقوع زلزال هائل وما أعقبه من موجات تسونامي أدت إلى انهيار 3 مفاعلات نووية.
وبعد مراجعة دامت عامين، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في يوليو، أن النهج الذي تبنته اليابان "يتوافق مع معايير السلامة الدولية ذات الصلة".
والثلاثاء، قالت الوكالة التي افتتحت مكتبا في المحطة، إنها ستبقى في الموقع "لتقييم مدى سلامة عمليات تصريف تلك المياه المشعة مع مرور الوقت".
ويشير العلماء الذين يدعمون الضوء الأخضر للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن المنشآت في جميع أنحاء العالم قامت بمثل هذه العمليات، والتي تقع ضمن المعايير التنظيمية، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وقال أستاذ العلوم البيئية في جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة، جيم سميث: "في أي موقع نووي آخر في العالم، سيعتبر هذا إطلاقًا روتينيًا لمياه الصرف الصحي المعالجة بمستويات منخفضة جدًا من النشاط الإشعاعي".
وحذر علماء آخرون، بما في ذلك لجنة استشارتها 18 دولة من جزر المحيط الهادئ، من أنهم "لم يروا معلومات كافية لدعم سلامة التصريف"، لافتين إلى أن التأثيرات المحتملة على المحيط الهادئ "لم تتم دراستها بشكل واف".
ووصف جاك لوتشارد، النائب السابق لرئيس اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع، وهي هيئة استشارية مستقلة، نظام تصريف المياه في اليابان بأنه "فعال للغاية"، لكنه استدرك: "لم تكن هناك أي مشاورات حقيقية مع السكان المحليين.. وهذه معضلة لم يفت الآوان بعد لمعالجتها".
ما هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه المياه على الحياة البحرية؟خلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن خطة "التصريف التدريجي والمراقب للمياه المعالجة إلى البحر" سيكون لها "تأثير إشعاعي ضئيل" على الناس والبيئة.
وأوضح أستاذ الأبحاث في جامعة هاواي في مانوا، مدير مختبر كيوالو البحري، بوب ريتشموند، أن "التلوث الناجم عن النويدات المشعة في المياه الملوثة يمكن أن ينتقل من قاع الشبكة الغذائية عبر الكائنات الحية الصغيرة، كالعوالق النباتية، إلى أكبرها مثل أسماك التونة".
والنويدات المشعة، بحسب موقع وكالة الطاقة الذرية، هي النظائر المشعّة، ولدى هذه النظائر فائض من الطاقة تُطلقه في شكل إشعاعات. والنظائر يمكن أن تنشأ بشكل طبيعي أو أن تُنتَج اصطناعيًّا.
وقال ريتشموند إن "النويدات المشعة تتراكم بمرور الوقت، وتصل في النهاية إلى مستويات عالية بما يكفي لتدمير خلايا الحمض النووي الريبوزي (DNA) والحمض النووي الريبي (RNA) إذا تم تناولها من خلال المأكولات البحرية، مثل المحار والكركند"، موضحا أن ذلك قد يثير مخاوف بشأن الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.
وزاد: "لا يمكننا الاستمرار في استخدام المحيط باعتباره مكب نفايات لكل شيء لا نريده على الأرض، دون عواقب وخيمة".
وحذر ريتشموند من أن آثار قرار اليابان ستكون "محسوسة أولا في جميع أنحاء المجتمعات الساحلية اليابانية، ثم في بقية أصقاع المعمورة من خلال تيارات المحيطات".
وتابع: "لن تبقى النويدات المشعة داخل حدود اليابان.. لأنها ستنتشر عبر المحيط الهادئ، وفي نهاية المطاف في جميع أنحاء العالم، وستظهر العواقب مع مرور الوقت، وليس على الفور".
من يعارض الخطة؟رغم الضمانات التي قدمتها كل من الحكومة اليابانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد حثت مجموعات صيد الأسماك والجماعات البيئية طوكيو، على التخلي عن الخطة، مما أثار تساؤلات بشأن عواقبها.
وانتقدت منظمة "السلام الأخضر في شرق آسيا" خطة التصريف، قائلة إنها "تتجاهل الأدلة العلمية ومخاوف الصيادين".
وقبيل موسم الصيد في فوكوشيما في شهر سبتمبر، تخشى مجموعات صناعة صيد الأسماك من الإضرار المحتمل بسمعة بضائعها، التي لا تزال تحمل وصمة التعرض للإشعاعات.
وفي هذا الصدد، قالت الحكومة اليابانية إنها "ستراقب جودة المياه بعد إطلاقها"، ووعدت بتقديم تعويضات مادية للعاملين في صيد الأسماك.
وقد واجهت خطة التصريف اعتراضات من المسؤولين والمحتجين في كوريا الجنوبية، وذلك بالرغم من أنحكومة سيول أكدت أن الخطة "تلبي المعايير الدولية إذا تم التعامل مع المياه كما هو مخطط له".
وقال الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ، جون لي، في بيان على الإنترنت، الثلاثاء، إنه يعارض القرار، متعهدا "بتفعيل إجراءات مراقبة الواردات على الفور" ضد الأغذية اليابانية.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، القرار بأنه "أناني وغير مسؤول"، مردفا في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء: "المحيط ملك للبشرية وليس مكبا لتصريف المياه الملوثة نوويًا في اليابان".
كيف تتم معالجة المياه المشعة وما هو التريتيوم؟تمر المياه الملوثة عبر نظام ترشيح يهدف إلى إزالة العناصر المشعة، وذلك بغية تقليل تركيزات التريتيوم، وهي مادة مشعة يصعب فصلها عن الماء.
وتقول السلطات اليابانية إن تركيز التريتيوم سينخفض إلى مستويات قليلة جدا.
وتتضمن الخطة، المقرر أن تبدأ الخميس، تصريف المياه المعالجة بمعدل أقصى يبلغ 132 ألف غالون يوميًا، عبر نفق تحت الماء قبالة سواحل اليابان، حيث ستقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة عمليات الإطلاق.
وقال سميث إنه من المتوقع أن تكون كمية التريتيوم في مياه الصرف الصحي "أقل بنحو 7 مرات من الحد المسموح به لمياه الشرب في منظمة الصحة العالمية".
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الناس يتعرضون للتريتيوم بكميات صغيرة، من خلال تناول ماء الصنبور أو مياه الأمطار.
وأضاف سميث: "ستكون هناك كميات ضئيلة من النشاط الإشعاعي الآخر في الإطلاق لأن المعالجة ليست مثالية بنسبة 100 بالمئة، كما هو الحال في المواقع النووية الأخرى حول العالم"، مردفا أن هذه العملية "ستكون بمستويات ضئيلة".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
تتويج اليابان بكأس العالم للحلويات
بفضل تحفة فنية من الشوكولاتة، فازت اليابان بكأس العالم للحلويات، متقدمة على فرنسا وماليزيا، لتحتفظ تالياً بلقبها في نهاية يومين من المنافسة قرب مدينة ليون في وسط فرنسا.
"إنه أمر لا يصدق!".. توصيف أطلقه الفريق الياباني أثناء صعوده إلى أعلى درجة من منصة التتويج، في رابع فوز للبلاد منذ عام 1989، تاريخ إطلاق المسابقة التي تقام تقليدياً في إطار المعرض الدولي للمطاعم والضيافة والطعام "سيرها"، وهو تجمّع سنوي كبير للمهنيين في القطاع.
وقال بيار إيرميه، صانع المعجنات والشوكولاتة الفرنسي، الذي يترأس المسابقة أيضاً "ما صنع الفارق حقاً هو قطعة الشوكولاتة"، مشيداً بالفريق الذي يتمتع "بالقوة والرغبة الحقيقيتين في الفوز".
وتنافس في هذه المباراة النهائية ثمانية عشر فريقاً من كل أنحاء العالم، من الأرجنتين إلى كوريا الجنوبية مروراً بجزر موريشيوس.
وضمّ كلّ فريق صانع شوكولاتة وخبير سكريات وصانع مثلجات مخضرماً، وكان لديه 9 ساعات لإكمال 3 تحديات بناءً على موضوع مشترك: وضع بلدهم في دائرة الضوء.
كان عليهم إعداد ثلاث حلويات مجمدة تعتمد على هريس الفاكهة، وحلوى مطعم يتم إعدادها في أطباق ضمن وقت قصير، وأخيراً، مجموعة من الإبداعات الصغيرة القائمة على الشوكولاتة، يمكن تناولها على طريقة الأطعمة المبيعة في الشوارع.
وصنع كل فريق أيضاً ثلاث قطع فنية، أشبه بتحف حقيقية تم تجميعها بالتوازي (واحدة من السكر، وواحدة من الشوكولاتة، وواحدة من الجليد المنحوت).
وقدّم الفريق الياباني شخصية مسرحية يابانية مهيبة، تتكون تقليدياً من اللونين الأحمر والأبيض، وفانوساً يابانياً، فضلاً عن قطع من سكر الشعير، أيضاً بألوان اليابان.
وفازت اليابان (2023) وإيطاليا (2021) بالنسختين الأخيرتين. وفازت فرنسا باللقب في عام 2009 مع جيروم دي أوليفيرا، وفي عام 2002 مع كريستوف ميشالاك.