في واقعة هزت الرأي العام بمحافظة أسوان، أحالت هيئة النيابة الإدارية أربعة متهمين يعملون بمشرحة أسوان  إلى المحاكمة التأديبية العاجلة، وذلك على خلفية اتهامهم بتحصيل مبالغ مالية من ذوي المتوفين دون وجه حق، إلى جانب ارتكابهم لجرائم ومخالفات جسيمة.

تفاصيل جرائم مشرحة أسوان

تعود جذور هذه القضية إلى بلاغ تلقته النيابة الإدارية من مديرية الشؤون الصحية بأسوان، تضمن شكاوى متعددة تقدم بها عدد من المواطنين، مفادها تعرضهم لابتزاز مالي من قبل بعض العاملين بالمشرحة مقابل تقديم خدمات الغُسل والتكفين، رغم أن هذه الخدمات تُقدم مجانًا.

وقد باشرت النيابة الإدارية تحقيقاتها الموسعة، حيث استمعت إلى شهادات المتضررين، بالإضافة إلى أقوال المتطوعين لأعمال الغُسل والتكفين، ومدير الإدارة الصحية بأسوان، ومدير إدارة التفتيش المالي والإداري، ومدير الشؤون القانونية بمديرية الشؤون الصحية، وأفراد الأمن، فضلاً عن عدد من العاملين بالمشرحة. كما قامت النيابة بفحص جميع السجلات والمستندات ذات الصلة.

الاتهامات الموجهةالمتهم الأول: فساد مالي وسرقة متعلقات المتوفين

كشفت التحقيقات أن المتهم الأول، وهو عامل سابق بالمشرحة، قام بتحصيل مبالغ مالية من أهالي المتوفين، زاعمًا أنها رسوم مقابل خدمات الغُسل والتكفين، رغم أنها خدمات مجانية بالكامل. ولم تقتصر مخالفاته على ذلك، بل امتدت إلى سرقة "قرط ذهبي" من جثة امرأة مجهولة الهوية كانت قد توفيت بمحطة قطارات أسوان قبل تسجيل متعلقاتها رسميًا.

كما تورط المتهم في السماح لشخصين غير مخولين قانونيًا بدخول المشرحة لمعاينة إحدى الجثث دون الحصول على تصريح من النيابة العامة. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، حيث قام بتغسيل وتكفين جثة شخص متوفى في جريمة قتل، قبل وصول قرار النيابة المختص.

استغلال الجثث في أعمال مشبوهة

ووفقًا لتحقيقات النيابة الإدارية، فإن المتهم ذاته طلب من إحدى المواطنات المتطوعات حقن جثة إحدى السيدات بمادة ادّعى أنها عقار الفورمالين، رغم أن هذا العقار يُستخدم فقط تحت إشراف طبي دقيق. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل سمح لعدد من النساء بدخول المشرحة مقابل أموال، حيث مارسن أعمال الدجل والشعوذة بجوار الجثث، مستخدمات الأدوات الخاصة بالغُسل، بدعوى مساعدتهن على الإنجاب.

ولم تتوقف جرائم المتهم الأول عند هذا الحد، إذ عُثر داخل ثلاجة حفظ الموتى على عبوات من المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى دعوته لشخصين غير عاملين بالمشرحة لقضاء الليل فيها وتعاطي المشروبات الكحولية.

تورط عاملين آخرين في المخالفات

أما فيما يتعلق بالمتهمين الآخرين، فقد ثبتت ضدهم مخالفات متعددة، حيث قام المتهم الثاني، وهو عامل خدمات معاونة حالي، بتحصيل أموال من ذوي أحد المتوفين بادعاء أنها رسوم مقابل الغُسل والتكفين، رغم أنها خدمة مجانية.

أما المتهم الثالث، وهو مشرف مشرحة سابق، فقد استغل سلطته في توجيه عمال الأمن بالمشرحة لجمع مبالغ مالية وتبرعات عينية من أهالي المتوفين، بل واستولى على جزء منها لصالحه الشخصي، في انتهاك واضح للقانون.

وبالنسبة للمتهم الرابع، وهو المشرف الحالي للمشرحة، فقد ثبت أيضًا تورطه في جمع أموال وتبرعات عينية من أهالي المتوفين، مستغلًا سلطته في تنفيذ هذه المخالفات المالية الجسيمة.

النيابة الإدارية تتحرك بحزم

صرح المستشار محمد سمير، المتحدث الرسمي باسم النيابة الإدارية، أن هذه القضية تمثل اعتداءً صارخًا على حقوق المواطنين، وأن النيابة الإدارية لن تتهاون مع أي تقصير أو تجاوز يمس كرامة الإنسان حتى بعد وفاته. وأكد أن إحالة المتهمين إلى المحاكمة التأديبية العاجلة تأتي في إطار حرص النيابة على تطبيق القانون ومحاسبة المخالفين.

 

تمثل هذه القضية جرس إنذار حول ضرورة تشديد الرقابة على المشارح والمرافق الصحية، لضمان عدم استغلال المواطنين في لحظاتهم الأكثر ضعفًا. ويبقى الأمل في أن تكون هذه المحاكمة التأديبية خطوة نحو ترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية داخل المؤسسات الصحية، وإعادة الثقة للمواطنين في الخدمات العامة التي يجب أن تُقدم لهم بأمانة ودون استغلال.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أسوان النيابة سرقة المشرحة القضية

إقرأ أيضاً:

الفاتيكان يُعلن عن تغييرات جذرية في طقوس دفن الباباوات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أقرّ البابا فرنسيس، قبل وفاته تغييرات جوهرية في طقوس دفن الباباوات، منهيًا قرونًا من المراسم الفخمة والمعقدة، ومعيدًا صياغة هذه الطقوس بما يتماشى مع رؤيته الإنسانية والروحية.


تبسيط مراسم الجنازة


أصدر البابا فرنسيس نسخة معدلة من دليل “Ordo Exsequiarum Romani Pontificis”، الذي ينظم مراسم جنازة البابا، وقد تم تبسيط الطقوس بشكل كبير. أُلغي استخدام التوابيت الثلاثية المصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط، واستُبدلت بتابوت خشبي بسيط مبطن بالزنك. كما أُلغيت منصة العرض المرتفعة (الكاتافالك)، ليُعرض الجثمان داخل التابوت المفتوح مباشرة على مستوى الأرض، دون وجود الصليب البابوي بجانبه.


اختيار موقع دفن غير تقليدي


ففي خطوة تاريخية، أوصى البابا فرنسيس بدفنه في بازيليك سانتا ماريا ماجوري بروما، متخليًا عن التقاليد المتبعة التي تفرض دفن الباباوات في كاتدرائية القديس بطرس. ويعكس هذا القرار ارتباط البابا العميق بالمكان وتكريمه لأيقونة السيدة العذراء مريم الموجودة فيه.


تعديل مراسم إعلان الوفاة


شملت التعديلات أيضًا إجراءات إعلان وفاة البابا، حيث تم نقل هذه اللحظة الرمزية من القصر الرسولي إلى المصلى الخاص بالبابا، ليُضفى على الحدث طابع شخصي وروحي أكثر، يتماشى مع رؤيته لعلاقة الإنسان مع الموت كحدث داخلي وعميق.
 

إدخال رموز رمزية داخل التابوت

بدلًا من التركيز على الزينة الخارجية، تضمّن التابوت الجديد رموزًا ذات دلالة روحية وتاريخية، مثل عملات معدنية ووثيقة تلخص فترة حبريته. وتهدف هذه الرموز إلى تخليد جوهر حياة البابا ومسيرته، بعيدًا عن المظاهر الرسمية والمهيبة.

 

وفاة تعكس حياة متواضعة

بهذه التعديلات، يؤكد البابا فرنسيس أن وفاته، كما حياته، ستكون شهادة حية على التواضع والبساطة، وقربه من الناس، ورغبته في تجريد الكهنوت من المظاهر المادية، والتركيز على الجوهر الروحي.

 

مقالات مشابهة

  • حقوقيون: أمريكا وحلفاؤها الأكثر انتهاكًا للقوانين والمواثيق الدولية في العالم
  • الفاتيكان يُعلن عن تغييرات جذرية في طقوس دفن الباباوات
  • وفاة بطلة فيلم “ماموث” في ظروف غامضة والشرطة تحقق
  • النيابة تأمر بحبس عنصر “الدعم المركزي” المتهم بدهس مواطنين في طرابلس
  • ننشر أسماء باقي المتوفين من الفيوم في حادث ليبيا
  • ننشر أسماء المتوفين من الفيوم في حادث ليبيا
  • النيابة الإدارية تهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء
  • الخطُّ العربيُّ.. الجماليّاتُ الفلسفيَّة والسحرُ الخفيّ
  • الرقص على أشلاء البشر
  • النيابة الإدارية تحيل 4 مسئولين بحى مصر القديمة للمحاكمة التأديبية