انطلاق فعاليات تدريب "كنائس قوية التأثير" في وادي النطرون
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انطلقت فعاليات تدريب "كنائس قوية التأثير" في وادي النطرون، بمشاركة أكثر من 500 خادم وقائد روحي من الكنائس الإنجيلية بمختلف المحافظات، وذلك بحضور الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، إلى جانب وفد من فريق "الحياة على الحافة" بقيادة القس تشيب إنجرام، وعدد من القادة الدوليين الذين يقدمون جلسات مكثفة حول القيادة الروحية وتأثير الكنيسة في المجتمع.
في كلمته الافتتاحية، رحّب الدكتور القس أندريه زكي بجميع المشاركين، موجهًا تحية خاصة للقس تشيب إنجرام وفريق "الحياة على الحافة"، مشيدًا بروح التعاون والتفاعل التي تجمع القادة في هذا اللقاء الفريد، ومؤكدًا أهمية تبادل الخبرات الروحية والقيادية بين الكنائس من مختلف الخلفيات. كما شدد على أن الكنيسة مدعوة لأن تكون "ملح الأرض ونور العالم"، وفقًا لتعاليم المسيح، مؤكدًا أن رسالتها تكمن في إحداث تغيير إيجابي داخل المجتمع وتعزيز القيم الدينية والإنسانية.
وخلال كلمته، استعرض رئيس الطائفة الإنجيلية عشر سمات أساسية للكنيسة المؤثرة والحية، موضحًا أنها الكنيسة التي تقدم رسالة الخلاص والحرية، وتتخذ الكتاب المقدس مرجعيةً لها، وتكرس نفسها لتلمذة الآخرين، وتبني مجتمعًا متسامحًا يرحب بالجميع، وتعيش في المجتمع وتخدمه، وتعزز قيم العدالة والرحمة، وتؤمن بأهمية الوحدة والتنوع، وتحمل رسالة الرجاء، وتتبنى فكر الإصلاح والتجديد، وتسعى لتحقيق ملكوت الله على الأرض.
تضمن اليوم الأول عددًا من الجلسات الروحية والتعليمية، حيث قدم القس تشيب إنجرام المحاضرة الأولى التي ركزت على بناء القيادة الروحية وتعزيز دور الكنيسة في تلمذة الأجيال، ثم اجتمع المشاركون في وقت للتسبيح والعبادة بقيادة المرنم ناصف صبحي.
وفي اليوم الثاني، استُكملت الجلسات التدريبية، حيث ألقى القس تشيب إنجرام المحاضرتين الثانية والثالثة، ثم قدم محاضرته الرابعة، التي تناولت سبل تحقيق تأثير روحي حقيقي في الكنيسة والمجتمع. كما شارك القس ديف هولدن في جلسة "من القلب إلى القلب"، التي احتوت على أوقات للصلاة والتأمل الروحي.
ويستمر التدريب حتى ختامه يوم السبت، حيث يتضمن محاضرات حول دور الكنيسة في الإصلاح المجتمعي، وبناء القيادات الروحية، وتعزيز الوحدة بين الكنائس، وتجديد الفكر اللاهوتي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر الطائفة الانجيلية بمصر الكنائس الانجيلية تبادل الخبرات صلاح المجتمع ملكوت الله وادي النطرون قيادة حرية
إقرأ أيضاً:
رشيد حموني يكتب..مغربُنا القويّ في حاجةٍ إلى فضاء سياسي قوي.. وسائط مجتمعية قوية.. وإلى حكومة قوية
رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب
كَأيِّ مغربيٍّ أصيل أشعرُ بفخرٍ عارم بالانتماء إلى هذا الوطن العظيم، وإلى إشراقِ تاريخه وحضارته وهويته، وإلى طموحه الجماعي نحو الازدهار، ولَوْ في عالَمٍ متقلب، ونحو توطيد الاستقرار، ولوْ في مُحيطٍ مضطرب، وذلك استناداً إلى تراكُمِ المكتسبات الوطنية في جميع الميادين.
اليوم، لا يمكنُ لأحدٍ أن يُنكِرَ أنَّ بلدَنا المغرب، بفضل التوجُّهات الوجيهة لجلالة الملك، باتَ قوةً صاعدةً لا تُخطــــــئُـــــها العين، وصارَتْ مكانتُهُ العالمية يُضربُ لها ألفُ حسابٍ وحِساب، على كل الأصعدة.
ويكفي هنا التمعُّنُ في دلالاتِ ثِقة المجتمع الدولي في المغرب وفي مصداقيته، وفي النجاحات الديبلوماسية الفارقة، وفيما أصبح المغربُ، بأجهزته المختلفة، يُجسِّدهُ كنموذجٍ ناجعٍ يُحتذى به في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظَّمة والهجرة غير النظامية.
إنَّ هذه المكانة المتميزة والصورة الرائعة لبلادنا تحتاجُ إلى مواصلةِ واستكمال بناء المسار التنموي-الديموقراطي، بِنَفَسٍ أقوى، دون كَلَلٍ أو مَلَلٍ أو تراخي. كما تحتاجُ إلى اليقظة الضرورية لِصَوْنِ المكتسبات من أيِّ تآكُل ومن أيّ تراجع.
وتحتاجُ كذلك هذه المكانةُ إلى الارتقاء بها وحمايتها من حِقدِ الخُصوم القلائل لبلادنا المسعورين إزاءَ نجاحاتنا، ومن أيِّ تأثُّـــــــرٍ داخلي مهما كان صغيراً بتلك الأصوات النشاز، الجبانة والمعزولة، التي تَــــــــنْـــــعَـــــقُ خارج السرب، وخارج السياق، وخارج الوطن، وخارج التاريخ.
هذه اليقظة مطلوبة أولاً لكيْ نحقق طموحاتنا الوطنية ونُــــــلَــــــبـــّيَ انتظاراتِ مواطناتِنَا ومُواطنينا. فَقَدَرُنا، الذي لا خيار سواه هُوَ بثُّ ديناميةٍ لا تتوقف في المجتمع وفي المؤسسات، على أساسِ تقوية جبهتنا الداخلية ديموقراطيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، ومن خلال جعل الإصلاح ورشاً دائماً ومفتوحاً وشاملاً في كل المستويات والمجالات.
وكما يحتاج هذا التحدِّي إلى معارضةٍ وطنية مسؤولة ونقدية، بنَّاءة واقتراحية ومُنَـــــــبِّـــــهة، تُرَكِّزُ على السياسات والبدائل، وليس على أيِّ شيء آخر، فإنه يحتاجُ أيضاً إلى إعلامٍ حرٍّ ومستقل، بيداغوجي ومسؤول، مُدَعَّمٍ بتكافُــــؤٍ وشفافية، ويشكِّلُ فعلاً “سلطةً رابعة” وضميراً جمْعياًّ جدِّياًّ وتعبيراً راقياًّ عن الرأي العام.
وبالأساس، يحتاجُ تحدّيُّ الارتقاءِ ببلادنا، نحو مراتب الريادة، إلى فضاءٍ سياسي قوي، وحياة ديموقراطية سليمة، وإلى أحزابٍ سياسية ونقاباتٍ قوية ومُجدِّدَة وذات جدوى ومصداقية، تحظى بثقة الناس، ولها القدرة المتطورة على تقديم الإضافة بشكلٍ مسترسل …. وإلى مجتمعٍ مدني حيّ وفاعل يخدم فعلاً مبدأ الديموقراطية التشاركية وليس تابعاً للأجندة والحسابات السياسية ومزاجها المتقلب.
ولأن البناء الدستوري لسنة 2011 أوْكَلَ للمؤسسة التنفيذية اختصاصاتٍ محورية وأساسية، ومَتَّعها بما يلزم ويكفي من إمكانيات ووسائل، فإنه عليها أن تتحمل القسطَ الأكبر من الأعباء والمسؤوليات بنفس قدر وحجم ما تطرحه تحدياتُ حماية المكتسبات والارتقاء بها نحو الأفضل تنمويا وديموقراطيا وحقوقيا.
وعليه، فإن مغرباً أقوى مما هو عليه اليوم يحتاج إلى حكومةٍ قوية بمصداقيتها، تعرفُ كيف تترافعُ عن الإيجابيات، وكيف تُواجِهُ السلبيات، وكيف تستثمر المكتسبات المتراكِمة منذ عقود لتحَوِّلَها إلى فرص للتقدم… حكومة تعرفُ كيف تُدَبِّرُ الأزمات، وكيف تستبقُ الاحتقان لتمنعه.. حكومة تُقنعُ الناس وتتواصلُ معهم، وتعرف كيفُ تُنصتُ إلى المجتمع بمختلف تلاوينه ومشاربه، حكومة تستطيعُ زرع مناخ الثقة، ولها القدرة على تحرير طاقات المجتمع، وخلق التعبئة والحماس والروح الإيجابية، حكومة تُصالِحُ الشباب مع الشأن العام………. حكومة تُقَوّي فعلياًّّ مشاعر الارتباط والانتماء إلى هذا الوطن الجميل والعظيم…..
فمغربُنا القوي، إذن، يحتاجُ إلى حكومةٍ تنجحُ في تحريك الملفات المجتمعية الأساسية، وفي إثراء النقاش العمومي، ولا تتركُ الفضاء السياسي العام أمام انسدادٍ يُخيف ويُقلِق، وأمامَ فراغٍ قاتل تَملؤُهُ الضبابية، ويَملؤُهُ أحياناً، للأسف، مدوِّنون ومأجورون ومؤثرون وأشباهُ مثقفين وأشباهُ سياسيين وأنصافُ مناضلين ومنتحلي صفة “الخبير”…
مغربُنا القوي محتاج إلى حكومةٍ يراها الشعبُ قادرةً على حَمْلِ آلامه وآماله، بحُرقةٍ وتواضُع، وبلا غرورٍ أو استعلاء.. حكومة بكفاءة سياسية وتنموية وتدبيرية وتواصلية وحقوقية حقيقية.. كفاءةٍ يستشعرها الناسُ ويَـــشهدون بها حتى وإِنِ اختلفوا مع بعض القرارات والتوجُّهات.
نحتاج إلى كل ذلك.. من أجل مغربٍ أقوى يفتحُ الآفاق، بعنوان الثقة، مغربٍ تتحقق فيه التطلعات والطموحات لجميع بناته وأبنائه.. على قدم المساواة التامة في كافة المجالات الترابية.