تطوير عقار يمنع زيادة الوزن حتى مع تناول الوجبات السريعة!
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
تمكنت الفئران التي تغذت على نظام غذائي غني بالسكر والدهون طوال معظم حياتها، من تجنب زيادة الوزن وحماية أكبادها عندما عولجت بعقار تجريبي جديد.
تم تطوير عقار الجزيء الصغير من قبل فريق بقيادة مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في سان أنطونيو (UT Health San Antonio). ويعرف باسمه المختصر الكيميائي CPACC، ويعمل عن طريق الحد من دخول المغنيزيوم إلى الميتوكوندريا، وهي أجزاء الخلية المسؤولة عن توليد الطاقة وحرق السعرات الحرارية.
وقد تورطت شذوذات الميتوكوندريا في مجموعة من الأمراض، بما في ذلك السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويقول ماديش مونسوامي، عالم الكيمياء الحيوية الجزيئية في جامعة تكساس في سان أنطونيو، المعد الرئيسي للورقة المنشورة التي أبلغت عن النتائج: "هذه النتائج هي نتيجة لعدة سنوات من العمل".
وإلى جانب الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم، يعد المغنيسيوم أحد الأيونات الأربعة الرئيسية ذات الشحنة الموجبة التي تساهم في الوظائف الخلوية في الجسم بطرق متعددة. وفي الواقع، يلعب المغنيسيوم العديد من الأدوار المهمة في الحفاظ على الصحة، مثل تنظيم نسبة السكر في الدم وضغط الدم والمساعدة في بناء عظام قوية. لكن الكثير من المغنيسيوم يبطئ إنتاج الطاقة في الميتوكوندريا.
واكتشف الباحثون الدواء الجديد أثناء دراسة تأثير حذف جين معين يسمى MRS2، والذي يشفر بروتين ناقل المغنيسيوم يسمى Mrs2. ويعمل هذا البروتين كقناة لنقل المغنيسيوم عبر غشاء الميتوكوندريا.
وقاموا بالتحقيق في آثار اتباع نظام غذائي غربي طويل الأمد غني بالدهون والسكر والسعرات الحرارية العالية على الفئران الطبيعية مقارنة بالفئران التي تم حذف جين MRS2 منها.
إقرأ المزيدوأدى حذف MRS2 إلى ظهور فئران أصغر حجما وأكثر صحة مع تحسين استقلاب السكر والدهون في الميتوكوندريا، على الرغم من استهلاك النظام الغذائي الغربي بدءا من عمر 14 أسبوعا، لمدة تصل إلى عام (فترة طويلة من حياة الفأر).
ومن المثير للاهتمام أنه لم تكن هناك علامات على مرض الكبد الدهني في الكبد أو الأنسجة الدهنية لدى الفئران، والتي يمكن أن تنجم عن نظام غذائي غير متوازن، أو السمنة، أو مرض السكري من النوع الثاني.
وفي تجارب أخرى مع إعطاء CPACC، أبلغ الفريق عن نفس تأثيرات حذف جين MRS2. ويعمل الدواء عن طريق تثبيط قنوات المغنيسيوم التي يشفرها الجين. ومرة أخرى، أدى ذلك إلى إنتاج فئران صحية ونحيلة عن طريق تقليل كمية المغنيسيوم المنقولة إلى الميتوكوندريا.
وبطبيعة الحال، لا تنطبق النتائج على الفئران بالضرورة على البشر، وقد لاحظ معدو الدراسة أن لها بعض القيود. ولتقليد متلازمة التمثيل الغذائي لدى البشر، تستخدم طريقتهم الإجهاد الغذائي طويل الأمد. إن وضع النظام تحت ضغط غذائي قصير المدى يمكن أن يساعد في توضيح التأثيرات الرئيسية لحذف MRS2.
ويقول الباحثون أيضا إن استخدام طريقة الحذف الكامل لـ MRS2 يجعل من المستحيل النظر في كيفية تأثير كل نسيج على تنظيم التمثيل الغذائي. ونظرا لانتشار MRS2 على نطاق واسع، فإنهم يؤكدون على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث حول تأثيراته على أعضاء مختلفة مثل الدماغ والقلب والكلى والرئتين والعضلات الهيكلية.
نشر البحث في تقارير الخلية.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا البحوث الطبية السمنة الصحة العامة بحوث
إقرأ أيضاً:
«السمك الناشف».. تقليد غذائي أصيل لأهالي البحر الأحمر في عيد الفطر
يحتفظ أهالي محافظة البحر الأحمر بعادة غذائية متوارثة خلال عيد الفطر، تميزهم عن بقية محافظات مصر، حيث يعتبر "السمك الناشف" أو المالح وجبة رئيسية على موائدهم في أول أيام العيد.
ويعزى هذا التقليد إلى الظروف البيئية التي عاشها الصيادون في الماضي، حيث ابتكروا طرقًا لحفظ الأسماك لتظل صالحة للاستهلاك بعد رحلات صيد طويلة في عرض البحر.
يروي الحاج محمد مصلح، أحد أقدم تجار السمك المالح في المنطقة، أن الصيادين كانوا يقضون شهورًا في البحر دون وسائل تبريد تحفظ صيدهم، ما دفعهم إلى استخدام الملح كأسلوب طبيعي لحفظ الأسماك.
كانوا يقومون بتشريح الأسماك بطريقة احترافية، بشقها من الظهر، ثم توزيع الملح داخل الأنسجة، قبل تركها لساعات حتى تتشبع.
بعد ذلك، تُغسل جيدًا وتُعرض للشمس لتجف تمامًا، وهي العملية التي تضمن عدم فسادها حتى يعود الصيادون إلى الشاطئ، حيث تُعرض الأسماك في مزادات علنية تُعرف محليًا بـ"الدلالة"، ليتم تصنيفها حسب النوع والحجم، ما يحدد أسعارها في الأسواق.
يؤكد مصلح أن اختيار السمك الناشف الجيد يحتاج إلى خبرة، إذ يجب أن يكون لون اللحم طبيعيًا وليس أبيض ناصعًا، كما ينبغي أن يحتفظ بتماسكه عند فركه بين الأصابع، إذ إن تفتته يشير إلى أنه تعرض للتجميد لفترة طويلة أو أنه غير طازج عند تمليحه.
ليس كل نوع من الأسماك يصلح ليصبح "سمكًا ناشفًا"، بل هناك أنواع محددة تُستخدم في هذه العملية، مثل "الشعور"، و"أبو قرن"، و"الغبانى"، و"الرهو"، و"الحريت".
تمر هذه الأسماك بعملية تنظيف دقيقة قبل التمليح، حيث تُغسل بمياه البحر، ثم تُشّرح ويوضع الملح داخل الأنسجة، قبل أن تترك لتجف تحت أشعة الشمس ليوم كامل.
طرق طهي السمك الناشف.. نكهة مميزة ومذاق مختلفعلى عكس الأسماك الطازجة التي تُطهى غالبًا مشوية أو مقلية، يتم تحضير السمك الناشف بطريقة مختلفة تمامًا.
يوضح صالح سليمان الرشندي، أحد أبناء الغردقة، أن الأسر تبدأ في نقع السمك بالماء ليلة العيد، ثم يُطهى في صباح اليوم التالي بعد تخليصه من الجلد والشوك، حيث يُضاف إلى "التسبيكة" المكونة من البصل والطماطم والصلصة والفلفل الأخضر والتوابل، ليمنحه ذلك مذاقًا غنيًا ومميزًا.
ارتفاع الأسعار والإقبال المستمررغم ارتفاع أسعار السمك المالح في السنوات الأخيرة، إلا أن الإقبال عليه لم يتراجع، إذ يعتبره أبناء البحر الأحمر وجبة خفيفة على المعدة بعد شهر من الصيام، ما يجعله الخيار الأمثل لبدء يوم العيد بوجبة شهية وسهلة الهضم.
بهذا، يظل "السمك الناشف" جزءًا أصيلًا من تراث البحر الأحمر، حيث يجمع بين عبق الماضي وخصوصية المذاق، ليحافظ على مكانته كأحد أبرز الأطباق التقليدية التي يحرص الأهالي على تناولها في عيد الفطر.