يديعوت أحرونوت: 5 إشارات تحذيرية سبقت هجوم 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
كشف تحقيق لصحيفة يديعوت أحرونوت إخفاقات استخباراتية كبيرة في الجيش الإسرائيلي بخصوص هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ تلقت القيادة العسكرية عدة مؤشرات تحذيرية قبل الهجوم، ولكنها تجاهلتها أو أوجدت تفسيرات مقنعة لها، مما خلّف شعورا زائفا بالأمان وساهم في إنجاحه.
وأشار التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلي رصد 5 علامات تحذيرية رئيسية في الساعات التي سبقت الهجوم، منها تفعيل عشرات شرائح الهواتف في غزة، وحركات لافتة في تحركات صواريخ حركة حماس، بالإضافة إلى مؤشرات أخرى لم تذكرها الصحيفة الإسرائيلية.
ولكن مسؤولي الاستخبارات تجاهلوا هذه التحذيرات، وأوجدوا لها تفسيرات مقبولة بناء على أحداث سابقة، وقال أحد الضباط "كانت الحدود هادئة للغاية لدرجة أنني لم أجد ما أكتبه في تقريري اليومي" ويعكس هذا برأي الصحيفة حالة التراخي التي سادت في صفوف الجيش رغم تنامي المؤشرات على خطر داهم.
تفكك واستهتاروأضاف تحقيق يديعوت أحرونوت أن السبب الرئيسي في فشل الجيش كان غياب أي آلية تقييم استخباراتي منظمة للإشارات التحذيرية، مما سمح بتفسير كل حالة على حدة على أنها مؤشر غير مهم، ولم يؤد تراكم الإشارات إلى رفع مستوى التأهب الاستخباراتي البتة، وفق التقرير.
إعلانونتيجة لذلك، لم ير قائد القيادة الجنوبية اللواء يارون فنكلمان ورئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي سببا لتحذير الـ671 جنديا المتمركزين على حدود غزة، والذين قتل 157 منهم في هجوم حماس، حسب التقرير.
وتطرق التحقيق أيضا إلى فشل في تبادل المعلومات بين الوحدات الاستخباراتية، إذ تبين أن المعلومات كانت مجزأة ولم يتم إيصالها إلى الجهات المعنية بشكل فعال، وبالتالي لم تتشكل الصورة الكاملة لطبيعة التهديد لدى القادة العسكريين.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لم يتم إطلاع قائد سلاح الجو اللواء تومر بار على العلامات التحذيرية، أما رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء أهارون حليفة، فقد أعلم بالتفاصيل ولكنه لم يشارك في التقييم ليلا والذي كان من الممكن أن يؤدي إلى نتائج مختلفة.
أصم وأعمىوأشار تحقيق الصحيفة الإسرائيلية إلى دور الوحدة 8200 في هذا الإخفاق، إذ كانت تركز بشكل أساسي على تتبع كبار قادة حركة حماس، متجاهلة بذلك مراقبة القادة الأقل رتبة أو الهواتف المحمولة التي فُعّلت في غزة.
وأكد أن الجيش كان أصم وأعمى في الساعات الحرجة قبل الهجوم بسبب غياب بيانات تحديد المواقع الجغرافية، حتى إن أحد مقاتلي حماس صرح -بعد تحقيق مطول- بأنه كان لديه من الوقت ما يكفي ليسلم على أهله ويغادر، ثم يتصل بقائده ويخبره بأنه نسي قاذف الصواريخ في غزة، على حد تعبير الصحيفة.
وكشف التحقيق الذي أجرته يديعوت أحرونوت أيضا عن غياب المساءلة عن الإخفاقات في الجيش، على الرغم من نتائج الهجوم الكارثية.
وأشار إلى أن الفشل في الاستجابة للتحذيرات -إلى جانب نقص التنسيق والمساءلة- جعل الجيش الإسرائيلي غير مستعد للهجوم، وأدى إلى فشل لا تزال إسرائيل تعاني منه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات یدیعوت أحرونوت
إقرأ أيضاً:
نتنياهو غاضب من تحقيق 7 أكتوبر والجيش يقر بـ”الفشل التام”
#سواليف
أثارت نتائج تحقيق أجراه #جيش_الاحتلال الإسرائيلي وأظهرت فشله في #هجوم_7_أكتوبر/تشرين الأول 2023 غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو، في حين استغلها معارضوه للمطالبة بمحاسبته.
وخلص تحقيق أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الإقرار بـ”الإخفاق التام” في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، وكشف عن تفاصيل ومعطيات جديدة عن الهجوم.
وبرر نتنياهو غضبه بأن الجيش نشر النتائج قبل إرسالها إليه، وهو الذي رفض كل دعوات الاستقالة أو الإقرار بمسؤولية الفشل في التعامل مع الهجوم غير المسبوق الذي تعرضت له إسرائيل.
مقالات ذات صلة اضطرابات جوية يوم السبت وحالة ماطرة نهاية الأسبوع المقبل 2025/02/28أما رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته هرتسي #هاليفي فأقر بأخطاء الجيش الإسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية كاملة.
وقال هاليفي في تصريحاته بشأن تحقيقات الجيش “لا مشكلة لدينا في الاعتراف بأننا أخطأنا يوم 7 أكتوبر، وأنا أتحمل المسؤولية، لقد كنت قائد الجيش في ذلك اليوم، والمسؤولية تقع على عاتقي”.
دعوات للمحاسبة
وبينما دعا عضو مجلس الحرب السابق بيني غانتس إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية استغل زعيم المعارضة يائير لبيد النتائج للدعوة إلى محاسبة ما سماها الحكومة الفاشلة.
وقال لبيد عبر منصة إكس إن “الجيش يُظهر شجاعة ونزاهة ويحقق مع نفسه دون أي محاولة للتستر أو التهرب من مسؤوليته”.
وأضاف “حان الوقت لكي تقوم مجموعة الجبناء الفاشلين التي تسمى حكومة إسرائيل بالشيء نفسه بدلا من الهروب من المسؤولية طوال الوقت”.
ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مصادر قولها إن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير سيعين فريقا خارجيا للتحقيق في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول كما أراد سلفه.
وذكرت معاريف أن قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية كان يفترض أن يصدر تحذيرا من الهجوم، لكنه خلص إلى عدم وجود هذا السيناريو.
“تفوق للإرادة الفلسطينية”
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقالت أمس الخميس إن نتائج التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي بشأن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 -والتي خلصت إلى وجود إخفاقات جسيمة في توقع الهجوم والتصدي له- تؤكد تفوق الإرادة الفلسطينية على كل الآلة العسكرية الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم إن مظاهر الإخفاق التي كشفت بعضا منها تحقيقات جيش الاحتلال الإسرائيلي تؤكد تفوق الإرادة الفلسطينية على كل الآلة العسكرية للاحتلال، وقدرة العقل الأمني للقسام على هزيمة مجموع الأجهزة الأمنية الصهيونية.
وأضاف قاسم في بيان عبر تليغرام أن “غطرسة المستعمر الصهيوني ستظل تمنعه من رؤية حقيقة هذا الشعب العظيم الذي يسعى لانتزاع حريته واستقلاله”.
إخفاق تام
وقال مسؤول عسكري لصحفيين اليوم الجمعة إن هجوم “7 أكتوبر كان عبارة عن إخفاق تام، وإن الجيش أخفق في تنفيذ مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين”.
وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم كشف اسمه- أن “الكثير من المدنيين قتلوا في ذاك اليوم، وهم يسألون أنفسهم أو بصوت مرتفع: أين كان الجيش الإسرائيلي؟!”.
وأكد الجيش في ملخص عن التقرير لوسائل الإعلام أن قواته “أخفقت في حماية المواطنين الإسرائيليين، تم التفوق على فرقة غزة (الإسرائيلية) في الساعات الأولى من الحرب، مع سيطرة” فصائل المقاومة على الأرض.
وأقر المسؤول العسكري بأن الجيش كان يتمتع بـ”ثقة مفرطة”، وأساء تقدير قدرات حركة (حماس) قبل أن تشن الهجوم.
وتوصل التحقيق إلى أن الهجوم نفّذ على 3 دفعات تضم قرابة 5 آلاف مقاتل، وأفاد بأن الدفعة الأولى ضمت أكثر من ألف من مقاتلي وحدة النخبة في حماس “الذين تسللوا تحت ستار من النيران الكثيفة”، مشيرا إلى أن الدفعة الثانية ضمت ألفي مقاتل، في حين تخلل الثالثة دخول مئات المقاتلين يرافقهم آلاف المدنيين.
خداع إسرائيل
من جانبها، نقلت “تايمز أوف إسرائيل” عن تحقيق الجيش أن “المحور الذي تقوده إيران وضع خططا لتدمير إسرائيل، وأعداء إسرائيل كانوا أكثر استعدادا لحرب متعددة الجبهات من تقديراتنا”.
وأضافت الصحيفة أن “جهود حماس للتوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل كانت جزءا من حملة خداع”، مشيرة إلى أن الجيش “اعتقد أن أي تهديد عبر الحدود سيتم إحباطه بواسطة السياج الحدودي”.
وقالت إن “معظم ضباط القوات الجوية لم يكونوا في الجنوب بسبب الإجازات، لكن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ عملية “سيف ديموقليس” لمهاجمة العديد من قادة حماس ومقارهم”.
وخلص التحقيق إلى ضرورة “التوصية باتباع سياسة الدفاع الهجومي وزيادة قوام الجيش وموارده لحماية حدود إسرائيل، وعلى الجيش أن يكون مستعدا لهجوم واسع ومفاجئ علينا”.
فشل في البحر أيضا
من جهتها، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن مقاتلي حماس “هاجموا قواتنا المرسلة وكبار الضباط وعطلوا منظومة القيادة والسيطرة، وإن الفوضى إثر هجوم 7 أكتوبر أدت إلى حوادث بنيران صديقة لكنها لم تكن كثيرة”.
وقال المسؤول إن “القادة العسكريين توقعوا غزوا بريا من 8 نقاط حدودية، لكن حماس هاجمت عبر أكثر من 60 نقطة، ومعلوماتنا الاستخباراتية تظهر أن التخطيط للهجوم بدأ في 2017”.
كما تحدثت صحيفة معاريف عن فصل جديد من فشل الجيش الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقالت إن تحقيق الجيش كشف كيف فشلت البحرية الإسرائيلية في تنفيذ مهمتها بمنع زوارق مقاتلي القسام من دخول شواطئ إسرائيل في ذلك اليوم.
ويكشف التحقيق عن واحدة من أصعب الحوادث في “الحملة الدفاعية” التي شنها الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من هجوم طوفان الأقصى، إذ تم الدفع بمقاتلين من لواء غولاني على شاطئ زيكيم بعد وصول قوارب القسام، لكنهم تجنبوا الاشتباك مع المهاجمين وفروا أمامهم، مما أدى إلى مقتل 17 مدنيا على الشاطئ، بينهم مجموعة من المراهقين، وفق معاريف.
وأشار التحقيق إلى أنه رغم التحذير الساعة 4:30 فجرا قبل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول لم تزد البحرية الإسرائيلية انتشارها قبالة غزة حتى مع النشاط غير الطبيعي في بحر غزة ووجود نحو 70 قاربا غزيا قبالة سواحل القطاع، معظمها قوارب صيد وزوارق سحب وقوارب مطاطية صغيرة.