فرص التيار ضئيلة.. المعارضة تنهي الحالة العونية؟
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
يُعتبر "التيار الوطني الحر"، بزعامة جبران باسيل، أحد أبرز الأطراف المسيحية في المشهد اللبناني، اقله حتى الان، لكنه اليوم يمر بمرحلة استثنائية من العزلة السياسية، بعد أن فقد تقريبًا جميع حلفائه التقليديين داخليًا وخارجيًا. فكيف وصل "التيار" إلى هذه النقطة، وما تداعيات ذلك على مستقبله؟
ارتبط "التيار الوطني الحر"، منذ تأسيسه على يد الرئيس ميشال عون، بتحالفات إستراتيجية شكلت جزءًا من هويته.
خسر "التيار" دعم جزء كبير من قاعدته المسيحية، التي عبّرت عن خيبة أملها من فشله في تحقيق وعود الإصلاح خلال فترة رئاسة عون. تصاعدت الاحتجاجات ضده منذ 2019، واتسعت الفجوة مع "القوات اللبنانية"، الخصم التقليدي، التي استقطبت جزءًا من ناخبيه عبر خطاب معارض أقوى لـ"حزب الله".
على الصعيد الخارجي، لم يعد "التيار" يتمتع بالدعم الذي حظي به سابقًا. فالعقوبات الاميركية على جبران باسيل عام 2020 قلّصت قدرته على الحركة دوليًا، بينما تخلّى عنه كل الواقع العربي تدريجيًا، خاصة ان السعودية رأت في تحالفه مع حزب الله تهديدًا لمصالحها. حتى العلاقة مع فرنسا، التي كانت داعمًا تاريخيًا للمسيحيين، أصبحت متوترة بسبب اتهامات باريس ل"التيار" بالمشاركة في تعطيل تشكيل الحكومات.
يُهدّد غياب الحلفاء مستقبل "التيار" كقوة سياسية مؤثرة. ففي الانتخابات النيابية 2022، خسر عددًا من مقاعده لصالح "القوات اللبنانية" ومستقلين، مما اضعّف قدرته على التأثير. كما أن تحوّله إلى "حزب معارض" بدون خطة واضحة أو شركاء يزيد من مخاطر انهياره، خاصة مع تآكل قاعدته الشبابية التي تبحث عن بدائل خارج إطار الطائفية التقليدية.
قد يعوّل "التيار" على استغلال أي انقسامات في المعسكر المسيحي، أو على أزمات حكومية جديدة لاستعادة الدور، لكن ذلك يحتاج إلى مراجعة نقدية لسياساته، وتبني خطاب إصلاحي حقيقي بعيدًا عن التحالفات المتوقعة. التحدي الأكبر هو إقناع اللبنانيين بأنه قادر على الخروج من عباءة الماضي، في وقت يبدو المشهد السياسي أكثر انفتاحًا على وجوه جديدة.
العزلة التي يعيشها "التيار الوطني الحر" ليست مؤامرة خارجية، بل نتيجة تراكم أخطاء داخلية، والتعامل السيء مع تحالفات لم تعد موجودة. بقاؤه مرهونًا بقدرته على إعادة تعريف نفسه: إما كقوة تجديدية تعيد الاعتبار لخطاب السيادة والشفافية، أو كجزء من تاريخ سياسي انقضى.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
جهود قبلية تنهي قضية قتل بين آل شيبان وآل زيد بصنعاء
الثورة نت/..
نجحت وساطة قبلية اليوم السبت ، في إنهاء قضية قتل بين آل شيبان من قبائل بني مطر وآل زيد من قبائل بلاد الروس بمحافظة صنعاء.
وخلال الصلح القبلي الذي أشرف عليه وزير الداخلية اللواء عبدالكريم الحوثي ومحافظ صنعاء عبدالباسط الهادي، وقاده وكيل أمانة العاصمة علي القفري ووكيلا محافظة صنعاء عبدالله الأبيض ومانع الأغربي ومدير أمن المحافظة العميد مجاهد عايض، واللواء محمد الحاكم والعميد يحيى المؤيدي، أعلن أولياء دم المجني عليه عابد زايد العفو عن الجاني عبد الجليل أحمد شيبان لوجه الله تعالى وتشريفا للحاضرين واستجابة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في إصلاح ذات البين.
وفي الصلح أشاد نائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام بموقف آل زيد وقبيلة بلاد الروس في العفو عن الجاني وإغلاق ملف القضية حفاظا على روابط الدم وتجسيد قيم وأعراف القبيلة اليمنية الأصيلة في التسامح والتصالح والتفرغ لمواجهة العدوان.
واعتبر موقف آل زيد خطوة في الاتجاه الصحيح لمعالجة قضايا الثارات ولم الشمل بين أبناء القبائل وتوحيد الصف لإفشال مخططات العدوان الرامية تمزيق الصف وزعزعة أمن واستقرار المجتمع.
ودعا رسام قبائل اليمن إلى الاقتداء بموقف آل زيد في إنهاء قضايا الخلافات ومعالجة النزاعات والتركيز على العدو الحقيقي الذي يسعى للنيل من اليمنيين وإثارة النزاعات بينهم، مؤكدًا أهمية التصالح والتسامح ومعالجة الخلافات البينية والتفرغ لمواجهة الأعداء واستمرار دعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة والالتفاف حول القيادة الثورية والقوات المسلحة لنصرة الأقصى وخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
بدوره ثمن محافظ صنعاء موقف أولياء الدم من آل زيد في العفو عن الجاني من آل شيبان والذي يُجسد قيم التسامح ووحدة الصف.
وأكد أن معالجة قضايا الصلح القبلي بالعفو والتسامح يمثل كرم القبيلة اليمنية وترجمة عملية لتوجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي واهتمام ورعاية رئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي محمد المشاط الهادفة حل القضايا.
وحث المحافظ الهادي أبناء القبائل إلى الاقتداء بآل زيد وقبائل بلاد الروس في حل الخلافات والنزاعات والتنازل لبعضهم البعض وبما يؤدي إلى تعزيز التلاحم والاصطفاف لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد اليمن وأمنه واستقراره.
وخلال الصلح الذي حضره وكيل وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي هادي عمار، ثمن وكيلا الأمانة القفري والمحافظة الأبيض ومدير أمن محافظة صنعاء العميد مجاهد عايض، موقف آل زيد وقبائل بلاد الروس في السمو فوق الجراح وإعلان العفو عن الجاني.
وأكدوا أن ذلك يُجسدّ توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لحل قضايا الثارات والخلافات والنزاعات البينية، مشيرين إلى أهمية تعميق الروابط الاجتماعية وإصلاح ذات البين ومعالجة القضايا المجتمعية بطرق مرضية للجميع.
بدورهم أكد أولياء الدم من آل زيد أن العفو عن الجاني والتنازل عن ملف القضية يأتي في إطار إرساء ثقافة التسامح والأخوة في ظل ما يمر به الوطن من عدوان وحصار.
وأشاد المشايخ الحاضرون الصلح القبلي، بموقف أولياء الدم في العفو وتجسيد قيم وأعراف القبيلة اليمنية والاستجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في لم الشمل وتوحيد الصف لمواجهة العدوان وإفشال مخططاته.
حضر الصلح القبلي عدد من المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.