«المصباح الرطب».. مؤشر علمي لقدرة جسم الإنسان على تحمل الحرارة
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
فيما يمكن لجسم الإنسان أن يتحمل قدرا محددا من الحر والرطوبة، تنذر الاختلالات المناخية المتسارعة بتنامي ظاهرة مرتبطة بتضافر عوامل الحر والرطوبة تُعرف بـ«حرارة المصباح الرطب» وقد تكون فتاكة للبشر.أبعد من معدلات الحرارة المطلقة التي تحقق مستويات قياسية بانتظام، يتم تقويم قدرة مقاومة الجسم وفقا لمفهوم «درجة الحرارة الرطبة» أو «المصباح الرطب».
حتى الشخص الشاب الذي يتمتع بصحة جيدة معرّض لخطر الموت بعد ست ساعات عند مستوى 35 درجة في مؤشر «درجة حرارة البصيلة الرطبة الكروية» الذي يأخذ في الاعتبار الحرارة والرطوبة، بحسب بحوث علمية.
عند هذا المستوى، تمنع الرطوبة الموجودة في الهواء الساخن تبخّر العرق، أداة الجسم الرئيسية لخفض درجة حرارته، ما قد يؤدي إلى ضربة شمس، أو فشل أعضاء أو حتى الموت.
وقال الباحث في وكالة «ناسا» كولن رايمند لوكالة فرانس برس: إن العالم شهد مستوى 35 درجة في مؤشر «البصيلة الرطبة» عشرات المرات حتى الآن، لا سيما في جنوب آسيا ومنطقة الخليج في غرب آسيا.
ولم تتجاوز مدة كلّ من هذه الحلقات حتى الآن ساعتين، ولم يُربط أي «حدث وفيات جماعي» بها، بحسب هذا الخبير، وهو المعد الرئيسي لدراسة نُشرت في العام 2020.
لكن مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، إذ كان يوليو 2023 أكثر الأشهر حرّا على الإطلاق على وجه الأرض، يحذّر العلماء من أن وتيرة «المصباح الرطب» ستتضاعف.
وازداد تواتر مستويات الحرارة الرطبة العليا بأكثر من الضعف في كل أنحاء العالم منذ العام 1979، والحرارة «ستتجاوز بانتظام 35 درجة مئوية» في أجزاء مختلفة من العالم إذا وصل الاحترار المناخي في العالم إلى درجتين مئويتين ونصف درجة، بحسب دراسة كولن رايمند.
ويُعد جنوب آسيا وجنوب شرقها، ومنطقة الخليج وخليج المكسيك وأجزاء من القارة الإفريقية أكثر المناطق تعرضا لهذا الخطر.
ويُحتسب تأثير «المصباح الرطب» بشكل أساسي حالياً من خلال بيانات للحرارة والرطوبة، ويقاس مبدئياً عن طريق وضع قطعة قماش مبللة فوق مقياس حرارة وتعريضها للهواء.
وقد أتاح ذلك قياس معدل تبخر الماء من القماش، بما يشبه تعرّق الجلد. ويبلغ الحد النظري لبقاء الإنسان على قيد الحياة عند 35 درجة في حالات «البصيلة الرطبة»، 35 درجة مئوية مع رطوبة بنسبة 100 %، أو 46 درجة مئوية مع رطوبة بنسبة 50 %.
ولاختبار هذا الحد، عمد باحثون في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة إلى تقويم درجات حرارة أشخاص أصحاء في سن الشباب في غرفة حرارية.
وقد وصل المشاركون إلى «الحد البيئي الحرج»، أي عندما يكون الجسم غير قادر على منع درجة الحرارة الداخلية من الاستمرار في الصعود، عند 30.6 درجة في مؤشر «البصيلة الرطبة».
وقال الباحث المشارك في الدراسة دانيال فيسيليو لوكالة فرانس برس: إن الأمر سيستغرق ما بين خمس وسبع ساعات قبل أن تصل هذه الظروف إلى «درجات حرارة خطيرة حقا».
وأشار جوي مونتيرو، الباحث المقيم في الهند والذي نشر أخيراً دراسة في مجلة «نيتشر» العلمية عن «البصيلة الرطبة» في جنوب آسيا، إلى أن معظم موجات الحرّ القاتلة في المنطقة حتى الآن كانت أقل بكثير من عتبة 35 درجة.
لكنه قال لوكالة فرانس برس: إن حدود التحمل تختلف اختلافا كبيرا من شخص إلى آخر. فالأطفال الصغار أقل قدرة على تنظيم درجة حرارة أجسامهم وبالتالي يكونون أكثر عرضة للخطر.
مع ذلك، يبقى المسنّون الأكثر ضعفا، مع وجود عدد أقل من الغدد العرقية، وبالتالي يكونون من أول ضحايا موجات الحر.
كما أن الأشخاص الذين يتعين عليهم العمل في الهواء الطلق هم أيضا أكثر عرضة لخطر الإصابة.
وتؤدي إمكانية تبريد الجسم أحيانا، على سبيل المثال في المساحات المكيفة، دورا أيضا. ناهيك بالوصول إلى المراحيض، لأن الأشخاص المحرومين منها غالبا ما يشربون كميات أقل من الماء ويصبحون أكثر عرضة للجفاف.
وتُظهر أبحاث كولن رايمند أيضا أن ظاهرة إل نينيو المناخية زادت من تأثير «البصيلة الرطبة» في الماضي. ومع عودة هذه الظاهرة أخيرا، ستظهر هذه النوبة الدورية الخطيرة للأرصاد الجوية آثارها الكاملة بحدود نهاية هذا العام وستستمر في العام التالي.
ويقول الباحث: إن المستويات العليا من مؤشر «البصيلة الرطبة» مرتبطة ارتباطا وثيقا بدرجة حرارة سطح المحيط. وقد حطمت المحيطات رقما قياسيا جديدا لدرجات الحرارة العالمية الأسبوع الماضي، متجاوزة المستوى القياسي السابق المسجل عام 2016، بحسب مرصد المناخ الأوروبي «كوبرنيكوس».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: درجة فی
إقرأ أيضاً:
الأتراك يحصلون على حق التجارة والإقامة في جزر سفالبارد النرويجية
أنقرة (زمان التركية) – حصل المواطنون والشركات التركية على حق التملك والإقامة وممارسة الأنشطة التجارية مثل الصيد والتعدين في أرخبيل سفالبارد النرويجية.
يأتي ذلك بعد أن أصبحت تركيا طرفًا في معاهدة سبيتسبيرجن (سفالبارد) مع صدور المرسوم الرئاسي المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 7 مارس 2025.
وبهذه الخطوة، اكتسب المواطنون الأتراك والشركات التركية الحق في التملك والإقامة وممارسة الأنشطة التجارية مثل صيد الأسماك والتعدين في أرخبيل سفالبارد. بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن العلماء الأتراك من إجراء البحوث في المنطقة وسيتمكن الطلاب من الحصول على فرص تعليمية.
ووُقّعت المعاهدة في 9 فبراير 1920 في باريس، وهي سارية المفعول منذ عام 1925، وتعترف المعاهدة بسيادة النرويج على أرخبيل سفالبارد وتمنح مواطني الدول الموقعة عليها حقوقًا مثل الملكية والإقامة وصيد الأسماك والتعدين والبحث العلمي.
ويعتبر هذا التطور خطوة نحو تحقيق هدف تركيا المتمثل في زيادة أنشطتها العلمية والاقتصادية في منطقة القطب الشمالي. وفي الوقت نفسه، يتم الحفاظ على هدف تركيا في أن تصبح عضوًا مراقبًا في مجلس القطب الشمالي.
من ناحية أخرى، تواصل تركيا أبحاثها العلمية في منطقة القطب الشمالي في السنوات الأخيرة. وفي نطاق البعثات الاستكشافية الوطنية للبحث العلمي في القطب الشمالي التي ينظمها مركز مرمرة للأبحاث (TÜBİTAK Marmara Research Centre)، تم الانتهاء من البعثة الرابعة (TASE-IV)، التي تم تنفيذها في المنطقة الاقتصادية الخالصة للنرويج وجزر سفالبارد والمياه الإقليمية في الفترة من 26 يونيو إلى 25 يوليو 2024.
أين تقع جزر سفالبارد؟جزر سفالبارد هي أرخبيل في النرويج في القطب الشمالي. تقع على بعد حوالي 650 كيلومتر شمال البر الرئيسي النرويجي وحوالي 1000 كيلومتر من القطب الشمالي. تقع في المحيط المتجمد الشمالي، ويحيط بها بحر غرينلاند وبحر بارنتس وبحر النرويج. ويختلف متوسط درجات الحرارة في جزر سفالبارد باختلاف الموسم والموقع، ولكن بشكل عام تتمتع بمناخ قطبي بارد وقاسٍ في القطب الشمالي.
خلال أشهر الشتاء (من ديسمبر إلى فبراير): يتراوح متوسط درجة الحرارة من -12 درجة مئوية إلى -20 درجة مئوية. وفي بعض الأوقات يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى -30 درجة مئوية.
الربيع والخريف (من مارس إلى مايو ومن سبتمبر إلى نوفمبر): تتراوح درجات الحرارة عادةً بين -5 درجة مئوية و -15 درجة مئوية.
الصيف (من يونيو إلى أغسطس): يتراوح متوسط درجات الحرارة بين 3 درجات مئوية و7 درجات مئوية. ومع ذلك، يمكن أن تصل في بعض الأيام إلى 10 درجات مئوية.
سفالبارد أكثر اعتدالاً قليلاً من مناطق القطب الشمالي الأخرى على نفس خط العرض بسبب تأثير تيار الغولف ولكن لا يظل الجو بارداً جداً على مدار العام. وغالباً ما يكون الطقس عاصفاً وثلجياً، مع فترات طويلة من الظلام في الشتاء (الليل القطبي) و24 ساعة من أشعة الشمس في الصيف (الليل الأبيض).
Tags: أين تقع جزر سفالبارد؟إقامةالنرويجتركياجزر سفالباردسفالباردمرسوم رئاسي