الجزيرة:
2025-02-28@13:42:07 GMT

تعافي قطاع الذهب في السودان وتسرب نصف الإنتاج

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

تعافي قطاع الذهب في السودان وتسرب نصف الإنتاج

الخرطوم– بعد نحو 22 شهرا من الحرب في السودان، بدأ قطاع التعدين في التعافي وتصاعد معدل إنتاج الذهب وعائداته، غير أن مشكلات في التسويق والتصدير ساهمت في تهريب نحو منتصف المنتج، مما دفع الحكومة إلى البحث عن أسواق جديدة واستجلاب مصافي لتنقيته وإنشاء بورصة للذهب لشرائه بأسعار الأسواق العالمية.

وحسب وزارة المعادن ينتشر قطاع التعدين الأهلي أو التقليدي للذهب في معظم أنحاء السودان، حيث يتمركز في 14 ولاية من بين 18 ولاية في البلاد، ويعمل فيه أكثر من مليوني شخص ينتجون نحو 80% من كمية الذهب المنتجة في البلاد في حين تنتج شركات الامتياز 20%.

وكشفت مصادر أمنية ومشترون للذهب في غرب السودان للجزيرة نت عن أن كل المنتج من الذهب في ولايات دارفور وكردفان (8 ولايات) خارج سيطرة الدولة حاليا ويشتري أغلبه رجال أعمال مرتبطون بقوات الدعم السريع ويهربونه عبر دول مجاورة جوا وبرا.

ويعمل غالبية المُعدنين بأجر في استخراج حجارة تحمل بضع غرامات من الذهب يتم طحنها واستخراج الذهب منها، عبر "طواحين"، وتُستخرج الحجارة من آبار تعطي مؤشرات عبر أجهزة الكشف عن المعادن عن وجود المعدن النفيس.

مطاحن الذهب في السودان حيث يتم إخراج حجارة تحمل بضعة غرامات من الذهب يتم طحنها واستخراج الذهب منها (الجزيرة) تذبذب الإنتاج

ووصل إنتاج السودان من الذهب إلى ذروته عام 2017 بواقع 107 أطنان، وفق خريطة موقع البيانات، ثم تراجع إلى 41.8 طنا في العام الذي يليه، وتدهور الإنتاج عام 2023 الذي اندلعت فيه الحرب إلى 6.4 أطنان.

إعلان

وأعلن بنك السودان المركزي -في تقريره السنوي عن عام 2022- تصدر الذهب أعلى صادرات البلاد غير البترولية بنسبة 46.3% من جملة صادرات السودان الخارجية بقيمة نقدية تساوي 2.02 مليار دولار من إجمالي 4.357 مليارات دولار هي إجمالي صادرات البلاد.

ويوضح محمد طاهر عمر المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية "الذراع الرقابي لوزارة المعادن" أن إنتاج الذهب تجاوز 64 طنا في عام 2024، مقارنة بـ43 طنا في 2022، وبلغت عائدات الصادرات من المعدن النفيس 1.7 مليار دولار، ساهمت في دعم المجهود الحربي، كما عززت الشركة دورها في التنمية الاقتصادية من خلال استقطاب الاستثمارات الأجنبية.

وحسب حديث عمر للجزيرة نت، فإن الشركة كانت تعمل في 14 ولاية قبل الحرب، لكنها تراجعت إلى 6 ولايات، بسبب الأوضاع الأمنية مع تركيز العمليات في ولايات نهر النيل والشمالية والبحر الأحمر وكسلا والقضارف.

إنتاج السودان من الذهب وصل إلى ذروته عام 2017 بواقع 107 أطنان (وكالة السودان للأنباء) خفض الرسوم

ويفيد عمر بأن الشركة نجحت في استعادة توازنها خلال الحرب، عبر تسهيل إجراءات الشركات العاملة في قطاع الذهب، من خلال تسريع المعاملات، وخفض الرسوم، وجمع كل الإجراءات في نافذة واحدة، مما ساهم في زيادة الإنتاج والإيرادات، وتخطط الشركة لرفع الإنتاج في العام الجاري إلى 100 طن.

وأوضح محمد طاهر أن الشركات والمستثمرين الذين غادروا السودان بعد الحرب عادوا للاستثمار مجددا في قطاع التعدين، وأكد عمر أن 3 شركات أجنبية تنتج الذهب حاليا في السودان، وهي مغربية وروسية وأردنية، إضافة إلى مستثمرين من قطر يسعون لدخول القطاع.

ولتشجيع القطاع المنظم من الشركات -يقول طاهر- سيتم خفض رسوم الدولة على شركات إعادة طحن مخلفات التعدين من 28% إلى 20% وعلى شركات الامتياز إلى 18% ويتوقع أن يؤدي إلى قفزة في الإنتاج خلال الشهور المقبلة، ويشير إلى أن القطاع التقليدي ينتج أكثر من 75% من الذهب وما تبقى من الشركات.

إعلان

واعترف عمر بأن 52% من صادرات الذهب تمر عبر القنوات الرسمية، بينما 48% تخرج عن سيطرة الدولة، مما يستدعي مزيدا من العمل لمكافحة التهريب، وتفعيل نوافذ شراء حكومية للذهب المنتج من التعدين التقليدي، وتشديد الرقابة باستخدام تقنيات متطورة، وافتتاح مكاتب في جميع المعابر والمطارات في المناطق الآمنة، لضمان عدم تهريب الذهب.

ويضيف أن الشركة نجحت في السيطرة على شركات التعدين التابعة لقوات الدعم السريع، حيث تعمل 3 شركات منها تحت إشراف وزارة المالية، وتجري إجراءات مماثلة لـ3 شركات أخرى.

وعن السوق الخارجي للذهب السوداني، يقول عمر إن الحكومة تعمل على فتح أسواق جديدة لتصدير الذهب، موضحا أن اختيار الإمارات لتكون سوقا رئيسيا كان بناء على رغبة المصدرين، نظرا لنظامها المالي وسوقها العالمي، ويتم افتتاح أسواق في قطر وسلطنة عمان، وهناك اتجاه نحو السعودية.

رجال أعمال مرتبطون بالدعم السريع يشترون إنتاج الذهب من المُعدنين ويتم تهريبه بعد ذلك (مواقع التواصل) منافذ التهريب

وتكشف مصادر أمنية للجزيرة نت أن كل إنتاج التعدين التقليدي في ولايات كردفان ودارفور يتم تهريبه إلى الخارج ويُقدر بنحو ثلث إنتاج القطاع في البلاد في ظل غياب الرقابة الحكومة وسيطرة قوات الدعم السريع في ولايات ومحليات منتجة في غرب السودان.

ووفقا للمصادر التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، فإن قوات الدعم السريع لديها منجم للذهب في منطقة سنقو الواقعة في محلية الردوم بجنوب دارفور بجانب مناجم أخرى، أبرزها أغبش وضرابة وجمبانة وأم حجارة، ويعمل بها آلاف المُعدنين التقليديين.

وتضيف المصادر ذاتها أن رجال أعمال مرتبطين بقيادات في الدعم السريع يشترون إنتاج الذهب من المُعدنين ويتم تهريبه عبر كل من أفريقيا الوسطى وتشاد ومن دارفور بطائرات صغيرة تهبط في مناطق سيطرة القوات.

كما تنشط شركة الجنيد التابعة للدعم السريع في معالجة مخلفات الذهب التي تخرج من "الطواحين" التقليدية ويعاد معالجتها بأجهزة متطورة بمواقع في منطقة حفرة النحاس القريبة مع الحدود مع دولة جنوب السودان.

إعلان مناجم كردفان

كما تشتري شركة مرتبطة بالحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو في ولاية جنوب كردفان كل المنتج في مواقع إنتاج الذهب في مناطق سيطرة الحركة ويتم تهريبه عبر جنوب السودان، وفقا للمصادر الأمنية.

من جانبه، يقول الصحفي المتخصص في شؤون ولاية شمال كردفان إبراهيم جمعة أن مواقع تعدين الذهب تنتشر في محليات جبرة الشيخ وسودري وأبو حديد والجمامة والمرخ ومنطقة الجبيلات والزراف وأبو زعيمة وأم بادر، ويعد الخام الموجود في شمال كردفان من أجود الأنواع.

ويوضح الصحفي للجزيرة نت أن هناك 3 شركات تعمل في مناطق الإنتاج الذي حقق عائدات كبيرة، لكنه تأثر بالحرب نسبة لوجود المناجم في طريق مسار إمداد قوات الدعم السريع من دارفور في طريقها إلى الخرطوم أو العكس.

البورصة هي الحل

وحسب جمعة، فإن أغلب المنتج من الذهب يهرب عبر قوات الدعم السريع التي تستخدم 5 مهابط ترابية للطائرات الصغيرة تنتشر في نقاط متعددة بخط الإنتاج الغربي بولاية شمال كردفان، بجانب غياب الرقابة الحكومية مما يفقد البلاد موارد كبيرة.

بدوره، يوضح الخبير الاقتصادي هيثم فتحي أنه مع تباطؤ الاستثمارات وتوقف الأنشطة الاقتصادية مثل العقارات والتصنيع، توجهت رؤوس الأموال السودانية نحو التعدين التقليدي للذهب، مما ساهم في زيادة الإنتاج.

ويقول الخبير الاقتصادي للجزيرة نت إن هناك ارتفاعا في أسعار الذهب بالأسواق العالمية، مما يتطلب من الحكومة التعجيل بإنشاء بورصة للذهب، وهو ما من شأنه أن يحد من تهريب الذهب وبناء احتياطي لدى البنك المركزي.

ويتم تهريب نحو 50% من إنتاج الذهب (تقريبا) إلى الخارج، إذ يسعى المعدنون إلى بيعه بأسعار السوق العالمية، وهذا التهريب الواسع يقلل بشكل كبير من العوائد الاقتصادية لصادرات الذهب، مما يقلل من تأثيرها على اقتصاد البلاد، وإذا تم الحد من التهريب، فإن إيرادات الذهب يمكن أن تصل إلى 7 مليارات دولار سنويا، وفقا للخبير.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع إنتاج الذهب فی السودان للجزیرة نت فی ولایات من الذهب الذهب فی الذهب من

إقرأ أيضاً:

تركيا ثاني أكبر دولة عالميا في شراء الذهب بـ 75 طنًا

أنقرة (زمان التركية) – احتلت تركيا المركز الثاني عالميا خلال العام 2024، في شراء الذهب بواقع 75 طنا.

وصل الطلب على الذهب إلى مستويات غير مسبوقة في العام الماضي، مدفوعًا بتأثير حالة عدم اليقين الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة، مثل المخاوف من التضخم أو انهيار التجارة العالمية، واهتمام البنوك المركزية والمستثمرين من القطاع الخاص. واصلت البنوك المركزية استراتيجيتها الشرائية القوية في عام 2024، حيث اشترت أكثر من 1000 طن من الذهب للعام الثالث على التوالي. أضافت البنوك المركزية، التي اشترت ما مجموعه 1051 طنًا من الذهب في عام 2023، 1045 طنًا من الذهب إلى احتياطياتها العام الماضي.

وفي حين أن الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا من بين الدول التي تمتلك أكبر احتياطي من الذهب، فقد سُجلت تركيا كثاني أكبر دولة في شراء الذهب بـ 75 طنًا.

ووفقًا للمعلومات التي تم تجميعها من تقرير ”اتجاهات الطلب على الذهب لعام 2024“ الصادر عن مجلس الذهب العالمي (WGC)، يستمر الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية في الزيادة على المدى المتوسط والطويل.

كانت مشتريات البنوك المركزية للذهب أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت سعر الذهب يحطم رقمًا قياسيًا تلو الآخر. يُذكر أن اتجاه البنوك المركزية إلى شراء الذهب والاحتفاظ باحتياطيات مرتفعة يرجع إلى المخاطر الاقتصادية التي قد تتعرض لها اقتصادات العملات الاحتياطية وتزايد التوترات الجيوسياسية.

وفي حين يوصي البنك الدولي بأن تحتفظ البنوك المركزية بنسبة تصل إلى 22 في المائة من الذهب في احتياطياتها، إلا أنه من الجدير بالذكر أن احتياطيات الذهب في محافظ بعض البنوك المركزية في محافظها تتجاوز هذا الرقم بكثير.

ووفقًا لاستطلاع المجلس، سيستمر هذا الاتجاه لدى البنوك المركزية هذا العام. وذكرت 69 % من البنوك المركزية المشاركة في الاستطلاع أنها ترغب في زيادة نسبة الذهب في محافظها الاستثمارية في السنوات الخمس المقبلة بسبب التضخم والمخاطر الجيوسياسية.

بولندا أكبر المشترين للذهب عالميًا

أصبحت بولندا، التي حققت أعلى مشتريات سنوية للذهب في تاريخ البلاد بـ 90 طنًا العام الماضي، البلد الذي حقق أعلى مشتريات للذهب في جميع أنحاء العالم، حيث رفع البنك المركزي البولندي حصة المعدن النفيس في محفظته إلى ما يقرب من 17%. وتلت تركيا هذا البلد بـ 75 طنًا.

وينما تحتل تركيا المرتبة العشرة الأولى في تصنيفات الدول الاحتياطية العالمية للذهب. وحتى نهاية عام 2024، تمتلك تركيا 615 طناً من احتياطي الذهب. ويشكل هذا 36% من الاحتياطي الأجنبي للبلاد. بالإضافة إلى ذلك، في أسبوع 14 فبراير من هذا العام، ارتفع احتياطي الذهب لدى البنك المركزي بمقدار مليار و912 مليون دولار من 70 مليار و563 مليون دولار إلى 72 مليار و475 مليون دولار.

واعتبارًا من ديسمبر 2024، بلغ إجمالي احتياطيات الذهب لدى البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم 37,775 طنًا من احتياطيات الذهب. وفقًا لمجلس الذهب العالمي، تم استخراج ما مجموعه 216,265 طنًا من الذهب حتى نهاية العام الماضي. ومن هذا الذهب، استُخدم 97,149 طنًا من الذهب في صناعة المجوهرات الذهبية. وتحتفظ البنوك المركزية بحوالي 17 في المائة من الذهب المستخرج.

وتمتلك الولايات المتحدة، وهي الدولة التي تمتلك أكبر احتياطي من الذهب عالميًا، حوالي 8,133.5 طن من الذهب. يمثل احتياطي الولايات المتحدة من الذهب 75 في المائة من إجمالي احتياطياتها الأجنبية. تبلغ القيمة الدفترية لاحتياطي الذهب الأمريكي 42.22 دولار أمريكي للأوقية الواحدة.

 

Tags: احتياطي الذهبالبنوك المركزيةالذهبالولايات المتحدةتركيا

مقالات مشابهة

  • وزير المعادن محمد بشير عبد الله: جهود كبيرة لتذليل كافة المعوقات التي تواجه قطاع التعدين
  • ارتفاع مفاجئ في البورصة التركية وسط موجة بيع للذهب
  • تراجع الذهب عالمياً مع ارتفاع الدولار
  • تراجع الذهب مع ارتفاع الدولار
  • البنوك المركزية تتحصن بالمعدن النفيس كملاذ آمن
  • جولد بيليون: حركة محدودة للذهب العالمي بعد هبوط كبير
  • «المتحدة»: تعاونا مع 10 شركات إنتاج ونقدم 17 عملا من نوعية الـ15 حلقة في رمضان 2025
  • تركيا ثاني أكبر دولة عالميا في شراء الذهب بـ 75 طنًا
  • ترخيص شركات للبحث عن الذهب والنحاس في الاردن