ما مصالح حفتر من استهداف قوات المعارضة التشادية في جنوب ليبيا؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أثارت الأنباء الواردة عن تأهب القوات التابعة للواء الليبي، خليفة حفتر في الجنوب الليبي واشتباكها بالفعل مع قوات تابعة للمعارضة التشادية هناك بعض الأسئلة عن أهداف الخطوة واستغلال حفتر للوضع بهدف التخلص من المرتزقة الأفارقة في الجنوب بعدما ساعدوه في حروب متعددة محليا.
ونشرت قوات تابعة للواء "طارق بن زياد" لقطات مصورة توثق اشتباكات عناصرها مع قوات المعارضة التشادية في جنوب ليبيا بعدما استهدفهم طيران المجلس العسكري في تشاد وقصف مواقع لهم داخل الأراضي الليبية.
"مطاردة وليس اشتباكات"
في حين قال المتحدث باسم القوات التابعة لحفتر، أحمد المسماري إن "بعض الطائرات التشادية قصفت داخل الأراضي الليبية في اليومين الماضيين، ولكنها كانت عملية مطاردة فقط لبعض الآليات التابعة للمعارضة التشادية، أما دخول الجيش التشادي إلى الأراضي الليبية يحتاج إلى موافقة القائد العام للقوات المسلحة".
وأوضح أن "قواتهم منعت دخول المعارضة التشادية لأراضي ليبيا، وبالتالي لا يستطيع الجيش التشادي اللحاق بها داخل ليبيا، وإن أرادوا القتال في شمال تشاد وجبال تيبستي هي المراكز الرئيسية لهذه المجموعات، ولن نرضى أبدا بدخول هذه الجماعات المطرودة من تشاد إلى ليبيا"، وفق تصريحات تلفزيونية.
وتواصلت "عربي21" مع المكتب الإعلامي لحكومة الوحدة الوطنية ورئيسها عبدالحميد الدبيبة للتعليق على الأمر لكنه أعتذر كون الجنوب يقع تحت سيطرة "حفتر" وأن الأمر عسكري وغير مصرح لهم الخوض فيه دون ذكر أسباب.
فهل يستغل حفتر حرب تشاد للتخلص من المرتزقة الأفارقة الموالين له؟ وماذا عن مرتزقة "فاغنر" خاصة بعد تخلي روسيا عنهم؟
"خطوة للتخلص من فاغنر"
وأكد وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي أن "ليبيا لا تمانع من دخول أي قوة للقضاء على المرتزقة أو قوات المعارضة التشادية داخل أراضيها، بل تدعم أي تحركات تساعد في إخراج المرتزقة التشادية وقوات المعارضة من الجنوب الليبى أو القضاء عليها".
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "قوات الجيش مستعدة للقيام بتقديم المساندة وقد سبق لفرقة المهام الخاصة للواء طارق بن زياد التابع للقيادة العامة من الاشتباك مع المتمردين التشاديين داخل الحدود الليبية منذ مقتل الرئيس التشادي، إدريس ديبى"، بحسب معلوماته العسكرية.
وأشار الوزير الليبي إلى أن "هذه التحركات فرصة للتخلص من المرتزقة الأفارقة وقد تتخذ القوات المسلحة الموقف نفسه من مرتزقة "الفاغنر" خاصة بعدما تخلت عنهم روسيا، بل هي فرصة لإخراج كافة القوات الأجنبية المتواجدة داخل الحدود الليبية".
وأضاف: "الوضع فى الجنوب الليبي شائك جدا لعدم الاستقرار في دول الجوار مثل النيجر وتشاد والسودان، ومعظم الهجرات تأتي إلى ليبيا من هذه الدول بهدف الوصول للجنوب الأوروبى مثل إيطاليا وفرنسا، وفي السنوات الأخيرة أصبحت السيطرة على منافذ هذه الدول صعبة للغاية لطول الحدود مما يتطلب زيادة فى عدد القوات التى تقوم بحراسة الحدود والقبض على المتسللين".
"لعبة روسية"
في حين رأى الناشط من أقلية الطوارق في الجنوب، موسى تيهو ساي أنه "حتى الآن لا يوجد ما يؤكد تردي العلاقات بين المعارضة التشادية وبين حفتر أو تراجع علاقة الأخير بمرتزقة "فاغنر"، بل حتى ما تنشره قوات حفتر والموالين لها من وقوع اشتباكات بين حفتر والمعارضة التشادية غير دقيق أو مؤكد".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أنه "من الصعب أن يواجه حفتر قوات المعارضة التشادية في الجنوب، وإذا حصل الأمر وتأكد فإنه سيكون ضمن لعبة دولية ستكون روسيا جزءا منها وسيصطف حفتر معها بالإضافة إلى "فاغنر"، فلن يتخلص ممن دعموه يوما"، بحسب تقديره.
"تنسيق وتفاهمات إقليمية"
الصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط قال من جانبه إن "الخطة التي أعلنتها قوات الجيش تتضمن إخلاء الجنوب أو الشريط الحدودي وهذه الخطوة تصب قي هذا المجرى الميداني بشكل دقيق، لكن ملف القوى الخارجية المتواجدة في ليبيا بصفة عامة هو ملف معقد يحتاج لتوحيد المؤسسة العسكرية بشكل صحيح".
وأكد أنه "لا يمكن اتخاذ خطوة الحرب مع قوة موجودة دون تنسيق من أعلى المستويات ما بين الشرق والغرب في دولة كليبيا مترامية الأطراف، ومسألة قتال هؤلاء المرتزقة هي بالدرجة الأولى استحقاق داخلي مهم واستراتيجي أكثر من كونه حرب بالوكالة كون الأرض ليبية والجغرافيا هنا هي التي تحكم"، وفق تعبيره.
وتابع لـ"عربي21": "وبهذه الخطوة سيحقق الجيش مكاسب سياسية على الصعيد الداخلي والخارجي، فداخليا يمكن استثماره والتسويق له على أنه إنجاز كبير للجيش، وخارجيا يفهم الغرب وغيره من الدول الإقليمية أهمية الجيش في ليبيا لبسط الأمن والحد من تنامي تلك المجموعات المسلحة"، كما رأى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات حفتر ليبيا فاغنر ليبيا حفتر فاغنر سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الجنوب
إقرأ أيضاً:
لتسريع انسحابها من الجنوب..لبنان يدعو باريس وواشنطن للضغط على اسرائيل
طالب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الإثنين باريس وواشنطن بالضغط على إسرائيل لتسريع انسحلبها من جنوب لبنان، بعد نحو شهر من سريان وقف إطلاق النار الهش مع حزب الله.
والولايات المتحدة وفرنسا عضوان في اللجنة الخماسية التي تضم أيضاً لبنان وإسرائيل وقوة الأمم المتحدة في لبنان يونيفيل، التي يُفترض أن تحافظ على الحوار بين الأطراف مع تسجيل انتهاكات وقف إطلاق النار ومعالجتها.
ودخل اتفاق الهدنة حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد شهرين من مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.
ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الهدنة بشكل متكرر.
وحثت يونيفيل من جهتها، في بيان على "الإسراع في انسحاب الجيش الإسرائيلي ونشر القوات اللبنانية في جنوب لبنان".
وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق حدودية في جنوب لبنان خلال 60 يوماً، وتعزيز الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة لانتشارها في الجنوب عند الحدود الشمالية للدولة العبرية.
وأكد ميقاتي "يجب أن تراجع أطراف اتفاق وقف إطلاق النار، وهم الفرنسيون والأمريكيون لوضع حد لتلك المماطلة الإسرائيلية والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً" المنصوص عليها.
وأكد أن "التأخير والمماطلة في تنفيذ القرار الدولي لم تأت من الجيش، بل المعضلة هي في الجانب الإسرائيلي".
وأكد ميقاتي ضرورة "حل كل الخلافات بما يتعلق بالخط الأزرق حتى لا يكون هناك أي مبرر لوجود أي احتلال إسرائيلي على أرضنا".
وتابع "نسعى مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والدول العربية خاصة والدول الصديقة لإنشاء صندوق ائتمان يُشارك فيه الجميع من أجل إعادة إعمار كل ما دمّر في الجنوب اللبناني".