الرجال يصطادون بينما النساء يأكلن فقط.. معتقد خاطئ!
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
ترجمة: أحمد بن عبدالله الكلباني
قد يؤمن الكثيرون بالمعتقد السائد أن الرجال على مر التاريخ هم فقط من يصطادون لأجل ويحضرون الطعام للبيت، إلا أن هذا المعتقد غير صحيح تماما. فوفقًا لدراسة حول طبيعة المجتمعات من مناطق مختلفة من العالم، تبين أن 80 بالمائة منها تقوم فيها النساء بعمليات الصيد والبحث عن الطعام، وفي ثٌلث تلك المجتمعات تقوم النساء فعلا بصيد حيوانات كبيرة تزن حوالي 30 كيلوجراما، هذا بالإضافة إلى قيامهن بصيد حيوانات أصغر.
ويشير الباحثون في هذه الدراسة إلى أن العينة التي شملها البحث ليس بالماضي فقط، بل في بعض المجتمعات في الحاضر أيضا، وبَيْن دراسة الماضي والحاضر يتضح أن النتائج مماثلة تقريبا، وتقول الباحثة «كارا وول شيفلير» من جامعة واشنطن: «لدينا بالفعل معلومات عن مجتمعات عديدة تعود إلى ما يقرب 150 سنة، قمنا بدراستها وفق المنهج الأثنوغرافي - وهو نوع من البحث النوعي الذي يتضمن الانغماس في مجتمع أو منظمة معينة لمراقبة سلوكهم وتفاعلهم عن قرب ويعرف كذلك بنهج وصف الأعراق البشرية - المأخوذ عن عينات من كافة قارات العالم، وبناءً على ذلك أعتقد أننا حصلنا على نموذج جيد عما يقوم به الناس في المجتمعات المتعددة».
تعطينا الدراسات أدلة عديدة على أن النساء كن يصطدن بأنفسهن في الثقافات السابقة، ومن تلك الأدلة على سبيل المثال، ما كشفته دراسة أجريت عام 2020، حيث اكتشف الباحثون جثثا لـ 27 شخصا تعود إلى عصور قديمة في الأمريكيتين، وكانت تلك الجثث مدفونة مع أدوات صيد، ونصفهم من النساء، رغم ذلك كان القائمون على الدراسة مترددين في التوصل إلى استنتاج بأن هؤلاء النساء كن صيادات فعلا.
وتقول «كارا وول شيفلير» كذلك: «الرؤية السائدة تفترض دائما أن الرجال هم الصيادون، بينما النساء تتغذى فقط ولا تقوم بالصيد»، ولكن فريقها البحثي حلل بيانات قاعدة تسمى بـ «دي - بلاس»، وتحتوي تلك القاعدة على سجلات بحثية لحوالي 1400 مجتمع إنساني حول العالم خلال 150 عاما الماضية، وشملت قاعدة البيانات معلومات عن 63 مجتمعا تتعلق بالصيد، و50 من تلك المجتمعات كانت النساء تصطاد فيها.
وكانت هناك معلومات تتعلق بـ 41 % من تلك المجتمعات توضح ما إذا كانت النساء تصطاد بنية مسبقة أم عن طريق الصدفة، بمعنى إذا صادفت النساء حيوانا بشكل عرضي بينما كن يجمعن النباتات، وفي 87 % كانت النساء فعلا تنوي الصيد مسبقا، أي أنهن خرجن للصيد، وتقول «وول شيفلير» إن هذا الرقم أعلى مما كانت تتوقعه.
وفيما يتعلق بالمعلومات حول حجم الحيوانات التي تصطادها النساء فقد توافرت تلك المعلومات لـ 45 مجتمعا، 46 % من النساء كن يصطدن الحيوانات الصغيرة مثل السحالي والقوارض، و15 % كان صيدهن متوسط الحجم، و33 % كانت حيوانات كبيرة الحجم، و4 % من تلك المجتمعات تصطاد النساء فيها حيوانات متعددة الأحجام، ولم تشمل تلك الدراسة بيانات الرجال في الصيد.
كما أشارت الدراسة إلى أن للنساء استراتيجيات في الصيد تفوق في مرونتها استراتيجيات الرجال، فـ «النسوة يستخدمن مجموعة واسعة من الأسلحة وأدوات الصيد، كما أنهن يذهبن بشكل جماعات» كما تقول «وول شيفلير».
وتوصلت الدراسة إلى أن النساء يمكنهن الصيد بمفردهن، أو مع شريك من الرجال، أو برفقة الأطفال، كذلك مع كلاب الصيد، وذلك وفقا لما تقوله «وول شيفلير»، وفيما يتعلق بالأدوات والأسلحة كان القوس والسهم من أكثر الأدوات الشائعة حول العالم، ولكن ثبت أن النساء كن يستخدمن السكاكين والرماح والشباك.
80 % هي نسبة المجتمعات التي تعتمد على الصيد والتي تشارك فيها النساء، وربما تكون تلك النسبة أكبر نتيجة لطبيعة حركة النساء أثناء الحمل والرضاعة، وفي بعض الحالات سجل قيام نساء بالصيد وهن يحملن أطفالهن على ظهورهن، كما أظهرت الدراسة أن هناك مجتمعات تُحرم على النساء صنع واستخدام بعض أسلحة الصيد، مما دفعهن للبحث عن بدائل، كما تقول «وول شيفلير».
ويقول «راندي هاس» وهو باحث من جامعة وأين ستيت، الذي أجرى فريقه الدراسة على مدافن الأمريكيتين في عام 2020: «تظهر النتائج، إلى جانب الاكتشافات الأثرية المتعلقة بالموضوع، بشكل مقنع أن تقسيم العمل من أجل العيش كان أكثر تنوعا مما يُعتقد في السابق».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من تلک
إقرأ أيضاً:
وفاة بريطاني بسرطان المخ بعد تشخيص خاطئ.. «افتكروه بيمثل»
لم يكن يتخيل البريطاني ستيفن بلاكستون، أن تنقلب حياته رأسًا على عقب، بسبب تشخيص خاطئ من الأطباء، بعد أن اعتقدوا في البداية أنه غير مريض ويتظاهر بأعراض المرض فقط، قبل أن يكتشف الحقيقة المفجعة بإصابته بسرطان المخ، ما سبب له صدمة هزت أركان حياة عائلته، وانتهى الحال به إلى الوفاة، لتحمل ابنته على عاتقها مسئولية نشر قصته، لاتخاذ الإجراءات الاحتياطية لأي مريض عند الشعور بنفس الأعراض، التي أجبرتهم على مُواجهة واقع مرير لم يكونوا يتوقعوه أبدًا.
«قالوا لي بيمثل» تشخيص خاطئ يتسبب في وفاة رجل بسرطان المختروي هولي رودس ابنة الرجل البريطاني، وهي تتحدث عن والدها بحزن، أن الأطباء أخبروها أنّه ربما يكون قد يتظاهر بأعراض المرض، ورفض الطبيب تشخيص إصابته بسرطان المخ، وقالوا إنه فقط يدّعي ذلك، إذ ظل يعاني من صداع شديد واضطراب في الكلام، وأرجعوا أعراضه إلى مجرد التوتر، ووفقًا لحديثها لـ«ديلي ميل» البريطانية، كانت كل الأعراض تدل على إصابته، منوهة إلى أنه لابد من عدم تجاهل العلامات التحذيرية التي تشير إلى الإصابة بهذه الحالة.
شعرت «هولي» بصدمة، إذ لم تكن تظهر الاختبارات إصابته بالورم، إلا أنه بعد إجراء فحص بالتصوير المقطعي ظهر الورم، وتضمنت خطط العلاج لهذا السرطان خضوع المرضى للجراحة قبل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، وعلى الرغم من خضوعه لأشهر من العلاج الشاق، توفي بعد تسعة أشهر فقط من موعده الأول مع طبيبه العام عن عمر يناهز 53 عامًا، بسبب الورم الذي نما على الجانب الأيسر من دماغه، الذي كان قد تفشى بعد أن انتقلت الجلطة الدموية إلى قلبه.
وتشارك آلان ابنته، في ماراثون لندن تخليدًا لذكراه، لجمع الأموال لأبحاث أورام المخ، وذلك منذ إطلاق حملة جمع التبرعات JustGiving، التي جمعت فيها بالفعل أكثر من 1000 جنيه إسترليني، وقالت كارول روبرتسون، مديرة الفعاليات الوطنية في مركز أبحاث أورام المخ: «نحن ممتنون للغاية لهولي لأنها تولت هذا التحدي المذهل في ذكرى والدها، وتصميمها وشجاعتها ملهم حقًا، فكل خطوة تخطوها في الماراثون ستساعدنا في زيادة الوعي وجمع الأموال اللازمة لإجراء أبحاث حيوية حول أورام المخ».
وذكر الدكتور أحمد كامل، أخصائي جراحة المخ والأعصاب، في كلية طب القصر العيني، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن هناك عدة أعراض لإصابة الشخص بسرطان المخ، منها الشعور بالصداع بشكل متكرر، ووجود زغللة في العين وعدم الإتزان، مع وجود زيادة في ضغط المخ، والتعرض لغيبوبة خاصةً في المراحل الأخيرة من المرض، ونوه خلال حديثه لـ«الوطن»، إلى أن الورم السرطاني يتسبب في حدوث جلطات كبيرة في المخ أو نزيف شديد أو في حالة كونه بالقرب من جذع المخ، وفي بعض الحالات يؤدي إلى الوفاة، لذلك يجب في أول الشعور بهذه الأعراض التوجه إلى الطبيب.