سودانايل:
2025-04-22@21:34:27 GMT

المستقبل السياسي

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

بقلم بروفيسر محمد يوسف سكر

كلنا نعلم ان التحزب والانقسام غير الموضوعي هي أساس التخلف في مسيرة السودان السياسية. ونعلم أيضا ان الممارسة السياسية الديموقراطية تبنى على تمثيل البعض للكل مما يترتب عليه ان تكون هنالك تنظيمات سياسية تتبلور فيها الآراء والرؤى حول قضايا الحكم ومصالح الوطن والمواطن أينما كان ودون تمييز- وينعم الناس بالحرية والسلام والعدالة.

وعادة ما توثق هذه المبادئ والقيم فيما يسمى الدستور وهو أبو القوانين التي تحكم كل صغيرة وكبيرة في الحكم وفي المعاملات.

لقد توافقت تجارب الدول الكبرى على ان يكون هنالك حزبان كبيران يمثلان الاتجاهات الفكرية الرئيسة بالبلاد، وذهب البعض الى اختيار نظام الحزب الواحد، ولكن هذا الاتجاه الأخير تولدت فيه آفات التسلط والقهر والإفلات من المحاسبة. وإذا أخذنا مثل الاتحاد السوفيتي نرى ان التجربة التي استمرت حوالي نصف قرن من الزمان تبخرت في غضون أشهر وتفرق الجمع، وبعد سنوات ظهرت الدول المستقلة بخصائصها السيادية والاقتصادية والثقافية بعد ان كانت مغمورة تحت غطاء الحزب الواحد والثقافة الواحدة. ولكننا نرى دولة الصين تزدهر تحت نظام الحزب الواحد ربما لوجود ثقافة واحدة تؤلف بين القلوب، ولكننا نرى أيضا اضطهادالأقليات الذين يتوقون الى تأكيد وجودهم وهويتهم.

السودان الان في مفترق الطرق وبعضه يقود الى المزيد مما سبق وبعضها قد يؤدي الى العدم- لذلك تبرز حاجة ملحة لتصور جديد لإعادة صياغة المشهد السياسي. لا يمكن ان يوافق عاقل بان بلدا ممزقا متخلفا يحتاج الى هذا الكم الهائل من الأحزاب. ربما فرضت هذه الحالة الانقسامات التقليدية المتعددة، وحالة الظلم الواقع على أطراف البلاد رغم ان وسطها ليس أحسن حالا، ورغم ذلك هو محسود عليه. ولا يعقل ان يكون هنالك مثل هذا الكم الهائل من البرامج والحلول السياسية.

لقد قتلت هذه الحالة بحثا من التقليديين والعقائديينو"المتفيقهين" واخرين عددهم ابن خلدون حتى امتلأت مقدمته وأصبحت سفرا يرجع اليه امثالنا بعد أكثر من نصف الالفية الأولى. وارجو ألا أكون من بعض هذه الفئات.... واشهد الله أنى "ما أردت الا الإصلاح"

وبسم الله الرحمن الرحيم… نبدأ... لماذا لا يكون لدينا حزبان “ ودعونا نسيميهما تسمية أولية: حزب الإتحادالفدرالي" (FUP) الذي يبني برامجه ان الركيزة الأولى للسياسة الرشيدة وهي سيادة الدستور والقانون – أما حزب "الاتحاد والتنمية"(UDP) فترتكز برامجه على الحداثة في التخطيط والتنمية وعدالة التوزيع للسلطة والثروة – من البديهي ان هذه الأسماء ما هي الا تعبير عن مفاهيم ومضامين جديدة في وضعنا السياسي بديلا للقواعد التقليدية القديمة، لعلها تجد التربة الصالحة لتنمو، أو تجد "التربة" الجاهزة لتوءد. وما هي الا أسماء يوجد مثلها الكثير والاجود منها أكثر. وما الغرض منها الا ان تكون مؤشرا مبدئيا الى التسميات التي تجمع ولا تفرق والتي ربما تكون ذات دلالات أقرب الى تطلعات عامة الناس بالقرى والأرياف.

ومع ما تقدم نعود ونقول ان لا يمنع الدستور قيام عدد محدود من الأحزاب الصغيرة التي ربما تثري الساحة السياسية بالأفكار المبتكرة وليس عبر الانقلابات العسكرية!

وربما يكون الاختلاف الوحيد بين الأحزاب الكبيرة يكمن في مبادئ الحكم المحلي وكيفية تطبيقها وفي سياسات وألوياتالتنمية، وكما هو معروف فهي المسائل الموضوعية المختلف عليها تاريخيا وحديثا. وبعد ذلك فليتنافس المتنافسون فياختيار القادة وفي السياسات والبرامج التي تهم الوطن والمواطن وسوف يتم تقييمها من قبل الناخبين على ضوء الاقتناع بالقيادات الواعية وعلى إنجازات الحزب وليس على أي أسس تقليدية أخرى.

يتضح مما سبق ان لا مكان للطائفية،او الولاءات القبلية، أو العرقية، او الوراثة في التنظيم السياسي الجديد – اما بالنسبة للولاءات العقائدية والمجددين فمرحبا بهم في الأحزاب الجديدة التي سوف تستفيد من قدراتهم في التنظيم وفلسفة التحليل والاقناع وليرضوا بمقدراتهم على التأثير المنطقي على مستوى السياسات والبرامج الاجتماعية والثقافية التي يتبناها الحزب. ولعلهم قد وعوا الدرس من تجاربهم السابقة – وربما يكونوا سابقين لزمانهم في بلد متخلف ما زال اهله اميون يعيشون تحت خط الفقر.

من المتوقع أن يجد الحزبان صعوبة في وضع أهداف مختلفة لان احتياجات المواطنين واضحة للعيان، ولكنهما سوف يصلا الى الحلول بوسائل مختلفة وعبر سياسات وبرامج متعددة تعتمد على رؤية الحزب وعلى خيال وعبقرية قيادته . إذا نكون قد وصلنا الى القيادة المستنيرة التي تتنافس على الوصول الى الحكم عبر احتياجات الشعب وليس لأي غرض آخر.

الخطوة التالية هي صياغة هذه المبادئ بصورة واضحة وتضمينها في الدستور وفي قانون الأحزاب.

بروفيسر محمد يوسف سكر
profmys@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الأردن.. حزب جبهة العمل الإسلامي يجمد عضوية مُتهمين في خلية تصنيع الصواريخ

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جمّد حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية لجماعة الإخوان في الأردن)، تجميد عضوية 3 متهمين وردت أسماؤهم في لائحة الاتهام الصادرة عن النيابة العامة لمحكمة أمن الدولة في ما يسمى "خلية تصنيع الصواريخ"، بحسب بيان للهيئة المستقلة للانتخاب.

وأفاد بيان الهيئة أن حزب جبهة العمل الإسلامي أبلغ سجل الأحزاب في الهيئة، الثلاثاء، بأنه قرر تجميد عضوية ثلاثة أشخاص وردت أسماؤهم في في القضية ممكن وُجهت إليهم تهم "جناية تصنيع أسلحة بقصد استخدامها على وجه غير مشروع" و"جناية القيام بأعمال من شأنها الاخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر".

وقالت الهيئة إنه "في ضوء تدقيقها للأسماء الواردة في لائحة الاتهام تبين لدى سجل الأحزاب وجود 3 أسماء مسجلين لدى حزب جبهة العمل الإسلامي".

وطلب سجل الأحزاب من جبهة العمل الإسلامي تزويد الهيئة المستقلة للانتخاب "بأي إجراء اتخذه الحزب في ضوء أحكام نظامه الأساسي ولوائحه الداخلية".

يأتي هذا في وقت قال وزير الاتصال الحكومي، محمد المومني، الثلاثاء، إن "حقائق وإجراءات قادمة سيتم الإعلان عنها من قبل وزارة الداخلية قريبًا".

وأعلنت الحكومة الأردنية الأسبوع الماضي تفاصيل القبض على 16 شخصًا "ضالعًا بنشاطات غير مشروعة تابعتها دائرة المخابرات العامة بشكل دقيق منذ عام 2021". وقالت إنه كان لديهم "مخططات" تستهدف "الأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل الأردن".

وطالب أعضاء في مجلس النواب الأردني، الاثنين، بإعلان جماعة الإخوان المسلمين "جماعة محظورة وإرهابية"، تنفيذًا لقرار حلها الصادر في عام 2020، ودعا بعضهم إلى حل حزب جبهة الإسلامي ومساءلة أعضائه، ضمن التفاعلات الحالية منذ الإعلان عن توقيف "خلية تصنيع الصواريخ".

في المقابل، رفض رئيس كتلة جبهة العمل الإسلامي في البرلمان، صالح العرموطي، وهو نقيب المحامين الأردنيين السابق، "أي مزاودة"، قائلا إن الكتلة لم تكن في تاريخها سوى مع "الوطن وأمنه واستقراره". 

مقالات مشابهة

  • الأردن.. حزب جبهة العمل الإسلامي يجمد عضوية مُتهمين في خلية تصنيع الصواريخ
  • ظهور ملائكة في سماء العراق
  • مفوضية الانتخابات: حل (3) أحزاب بدون ذكر أسمائها لتلقيها أموالاً من الخارج
  • الانتخابات البلدية: عجزٌ في التحالفات وتلزيم يفضح الخسارة!
  • الكشف عن الوجهة المقبلة لدي بروين!
  • تنسيقية شباب الأحزاب تنعى البابا فرنسيس
  • سياسي كردي:عائلتي البارزاني والطالباني ترفضان صعود وجوه جديدة لقيادة الإقليم
  • ضربة للتمويل الخارجي: ثلاثة أحزاب تُسدل ستارها في العراق
  • مفوضية الانتخابات:(310)حزباً في العراق
  • [ الأحزاب السياسية العميلة لما تنبسط حاكميتها الدكتاتورية ]