شبكة انباء العراق:
2025-04-23@04:36:32 GMT

يجمعنا مكان وتفرقنا أمكنة

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

هذا المقال لك لتتذكر ..

البداية في المدرسة الإبتدائية، وحيث الكثير من السذاجة، والكثير من المرح، ووجوه المعلمات الجميلات، وأسنانهن البيضاء، وأحمر الشفاه، وشقاوة الصغار وهم يجهلون ماينتظرهم في الغد.. عليهم أن يقرأوا ويتعلموا الحروف والكلمات، وجمعها وترتيبها على خطوط سوداء ناعمة.

. في الخميس يرفعون علم الدولة، ويغنون نشيدهم الوطني، وهناك الصرامة والشدة على وجه المديرة والمعلمين والمعلمات.. ست سميرة، ست مي، ست بشرى، ست فردوس، ست سهاد، ست سوسن، ست مديحة.. ماتزال صورهن تخالط الذاكرة، وتختلط بدموع ساذجة هي نفسها تلك الدموع التي بدأت في الإبتدائية، وهي ذاتها لحظة الإحتضار، وسؤال: أين هن ؟ أين ذهبت وجوههن، أين المعلم هاشم، والمعلم خلف، والمعلم خليل؟ ربما ماتوا جميعا، غادروا عالمنا، لكن قبل ذلك لم نعد نعرف شيئا عنهم، ومع توالي السنين تتوارى الصور..
نترك ذلك المكان الذي جمعنا، وتفرقنا الأمكنة، وكل واحد من هولاء الصغار والصغيرات نضجوا بعض الشيء، وصاروا مستعدين للمدرسة المتوسطة، وحيث المزيد من المرح والشقاوة ومعرفة وجوه جديدة من أماكن لم يكونوا يعرفونها، يجمعهم مكان جديد لسنوات، ثم يتفرقون الى أمكنة عدة، ويأتي المدير حسن، والمدرسون جمال وخليل ونبيل ومنيبة ونجلاء وإيمان وشوكت وعباس وفاضل، ويكبر الصغار، ويغادرون المتوسطة الى أمكنة جديدة…
في الثانوية تختط شوارب الصبيان، وينضجون، وتكبر الطموحات، وتتفتح قلوبهم مثل أزهار الربيع، وهي تغازل الريح الربيعية، ويبدأون بسرقة نظرات من وجوه الفتيات فلانة وعلانة، وتنطلق المشاكسات الى مدى أبعد، صاروا كبارا، وبدأوا يلعبون كرة القدم، ويتنافسون في بطولة تجمع صفوف المدرسة، ويتحدثون عن مباريات الأندية والمنتخبات وكأس العالم، ويرون فريقهم الوطني يتخطى التصفيات، ويشارك في بطولة العالم، ثم تتوارى وجوههم عن بعض، وتجمعهم ذكريات عابرة في سفرات المدرسة والمقاهي والبيوت، وحين كانوا يتشاركون همومهم وأفراحهم وأحزانهم، وفجأة يودعون بعض ليغادروا الى معاهد وجامعات، وربما الى معسكرات الجيش، أو الى الحقول، وربما الإنزواء والضياع مع الأحلام الضائعة في المجهول.
في الجامعة وجوه جديدة، وبعض الوجوه القديمة التي جاء بها القدر لذات المكان، وهذه المرة وجوه من مدن قصية، ومن دول مجاورة وبعيدة، وثقافات ومذاهب وأديان وقوميات ولهجات، وكثير من الأمل في الوصول الى الأحلام، وتكثر الحكايات والمخاوف، وتستمر السنوات حتى إذا جاءت لحظة الحقيقة، وإحتفلوا يوم تخرجهم ضحكوا ورقصوا وغنوا كطير يرقص من الألم وهو ذبيح، يتوزعون حينها في دوائر دولة وتجارات، ويعودون الى مدنهم، أو يهاجرون، ينسون بعضهم، أو يتذكرون، يتلاقى بعضهم في مناسبات، يتواصلون عبر الهواتف والرسائل، ويلتقون ربما بعطف من الصدف المارة كالنسائم.
يمضي الزمان وتبقى هذه الصور
والناظرون الى غد وقد عبروا
وحزن يعتصر الفؤاد وقد ذوى
مثل غصن حين ينكسر

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الآثار القاتلة لوقف الدعم الأمريكي تتجلى في السودان أكثر من أي مكان آخر في العالم

تحقيق في النيويورك تايمز يقول إن الجوع في السودان يفتك بالمدنيين منذ زمن. لكنه تفاقم بعد توقف مساعدات الوكالة ابأمريكية للتنمية الدولية، مضيفا أن 11 طفلا قضوا جوعا الواحد تلو الآخر فور توقف الدعم الأمريكي، مشيرا إلى أن الآثار القاتلة لوقف الدعم الأمريكي تتجلى في السودان أكثر من أي مكان آخر في العالم.الجزيرة – السودان إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 8 وجوه جديدة تنضم لقائمة المنتخب المصري للجودو استعدادًا للبطولة الإفريقية
  • 8 وجوه جديدة تنضم لقائمة المنتخب المصري للجودو استعدادا للبطولة الأفريقية
  • “إنستغرام”.. آلية جديدة لكشف “كذب الصغار”
  • أفضل دعاء لأحفادي الصغار
  • الآثار القاتلة لوقف الدعم الأمريكي تتجلى في السودان أكثر من أي مكان آخر في العالم
  • الضفة الغربية.. موت ودمار بكلّ مكان وخطط لإقامة مستوطنات جديدة
  • "إنستغرام".. آلية جديدة لكشف "كذب الصغار"
  • سياسي كردي:عائلتي البارزاني والطالباني ترفضان صعود وجوه جديدة لقيادة الإقليم
  • «الفارس الشهم 3» ترسم البسمة على وجوه أيتام قرية «SOS»
  • محافظ الدقهلية بمطرانية ميت غمر ودقادوس: المشهد الذي يجمعنا اليوم بتفاصيله أصدق من أي كلمات تقال