عربي21:
2025-04-22@05:29:27 GMT

العراق: مكافأة الفساد بديلا عن مكافحته!

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

في تخادم فاضح بين القوى السياسية المهيمنة على مجلس النواب العراقي، وبين الفاسدين المحكوم عليهم بقضايا تتعلق بالفساد، أو متهمين بارتكاب هكذا جرائم، شمل قانون العفو الذي صدر الشهر الماضي «جرائم الاختلاس وسرقة أموال الدولة وإهدار المال العام وجرائم الفساد المالي والإداري» في حالة تسديد ما بذمتهم من أموال باجراء تسوية مع الجهة المتضررة تضمن استرداد تلك الاموال.

وتكريسا لذلك التخادم أكد القانون على أن تلك التسوية تجري وفق قانون الديون الحكومية رقم 65 لسنة 1977، أو قانون التضمين رقم 31 لسنة 2015.

وبالعودة إلى قانون العفو العام لعام 2016 سنجد أنه قد شمل أيضا جرائم الاختلاس وسرقة أموال الدولة وإهدار المال العام عمدا بالعفو العام، ولكنه اشترط تسديد «ما بذمته من أموال قبل إطلاق سراحه» وهذا يعني أن حجم التخادم بين تلك القوى السياسية ومرتكبي تلك الجرائم قد تجاوز ما كان عليه في العام 2016، ليصبح تغطية كاملة على الفاسدين، من خلال اللجوء إلى «تسويات» تدلس على تلك الجرائم. اولا من خلال اعتماد قوانين لإجراء تلك التسويات لا علاقة لها بالسرقة أو الاختلاس أو إهدار المال العام من الأصل، كما في قانون الديون الحكومية الذي يتعلق بالديون، أو عبر اللجوء إلى قانون التضمين الذي يتيح تقسيط تلك المبالغ لمدة لا تزيد عن خمس سنوات، وليس تحصيلها قبل إطلاق سراحه! خاصة إذا ما علمنا أن الجرائم الكبرى المتلعقة بذلك الفساد إنما تتعلق بموظفين وصلوا إلى مواقعهم تلك عبر هذه القوى السياسية نفسها، وأنهم في النهاية كانوا مجرد «جباة» لتلك الأمول لصالح «عرابيهم» الذين أوصلوهم إلى تلك المناصب. والخطير هنا أن المشرع لم يتعامل مع تلك الجرائم بوصفها مجرد «دليل» اثبات على فساد أولئك الموظفين، بل تعامل معها على أنها جرائم «مقطوعة» وأن الأموال التي سيتم تسويتها إنما تتعلق بتلك الجريمة المقطوعة، وليس بسياق كامل من جرائم الفساد.

بالعودة الى مشروع قانون العفو العام الذي تقدمت به الحكومة سنجد أنه كان يتضمن مادة وحيدة تتعلق بإعادة تعريف المنتمي إلى الجماعات الإرهابية بوصفه «كل من ثبت بأنه (عمل في التنظيمات الإرهابية أو قام بتجنيد العناصر لها أو قام بأعمال إجرامية أو ساعد بأي شكل من الأشكال على تنفيذ عمل إرهابي أو وُجد اسمه في سجلات التنظيمات الإرهابية».

وبعيدا عن الإشكاليات المتلعقة بهذا التعريف، فقد جاءت تنفيذا للاتفاق السياسي الخاص بتشكيل الحكومة بعد الانتخابات المبكرة في العام 2021 الذي اشترط تعديل قانون العفو العام. وهذا يعني أن مجلس النواب هو المسؤول الحصري عن إضافة تلك المواد المتعلقة بشمول المحكومين والمتهمين بقضايا الفساد، بعيدا عن الاتفاق السياسي المشار إليه، وبعيدا عن مشروع القانون المقدم من الحكومة.

الفساد في العراق لا يتعلق بفساد الأفراد، أي الموظفين العموميين أو الأفراد الذين يمتلكون السلطة أو لديهم مدخل اليها، بل هو فساد بنيوي يشكل جوهر النظام السياسي والدولة
يكشف هذا التخادم الصريح مع الفساد والفاسدين ما كنا نكرره منذ العام 2006 وحتى اللحظة، وهو أن الفساد في العراق لا يتعلق بفساد الأفراد، أي الموظفين العموميين أو الأفراد الذين يمتلكون السلطة أو لديهم مدخل اليها، بل هو فساد بنيوي يشكل جوهر النظام السياسي والدولة، وتمدد ليصبح ظاهرة مجتمعية أيضا. وأن هذا الفساد البنيوي «محصن» ولا يمكن تفكيكه، أو ملاحقة القائمين عليه أو محاسبته، بل لديه القدرة على التغطية على أي فساد يكتشف بسبب الصراع السياسي وعلاقات القوة، ومن ثم فإن أي حديث عن مكافحة الفساد في العراق هو حديث عبثي.
فالقانون الجديد سيسمح لمرتكبي ما أطلق عليه «سرقة القرن» على سبيل المثال، بالحصول على العفو العام، ليس بإعادة ما سرقوه من أموال والمقدرة ب 2.5 مليار دولار، بل ما سجل بذمتهم من أموال «مقدرة» وليس «حقيقية» وبالتقسيط المريح على مدة خمس سنوات، وهذا يعني أنهم سيتمكنون من إعادة هذه المبالغ المقسطة من أرباحهم المتحققة من تشغيل هذه الأموال، وليس من إعادة أصل المال المسروق.

في العام 2020 صدر قانون انتخابات مجلس النواب الذي تضمن مادة نصت على أن من شروط الترشيح «ألا يكون محكوما بجناية أو جنحة مخلة بالشرف او أثرى بشكل غير مشروع على حساب المال العام بحكم قضائي بات، وإن شمل بالعفو عنه».

وبموجب هذه المادة استبعدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العديد من المرشحين ممن حكم عليهم بقضايا فساد وشملوا بقانون العفو العام سنة 2016. ولكن الهيئة التمييزية القضائية نقضت قرار المفوضية المستند إلى القانون، وأصدرت قرارا مسيسا أعاد ترشيح أحد أبرز المتهمين والمحكومين لقضايا فساد، بدعوى أن الجريمة المحكوم عنها ذلك الشخص «لم تكن مخلة بالشرف» كما اشترطت المادة، في تدليس صريح على المادة القانونية، لأن الشخص المذكور سبق الحكم عليه في قضايا فساد، تضمنت بالضرورة إثراء بشكل غير مشروع على حساب المال العام، وبقرار قضائي بات، وشمل بالعفو عنها! وهكذا أفرغت الهيئة التمييزية القضائية للانتخابات المادة من محتواها، وأتاحت للفاسدين المحكوم عليهم بقضايا فساد بالمشاركة في الانتخابات، وأصبح هؤلاء هم من يتيح لغيرهم من الفاسدين الشمول بقانون العفو بكل أريحية.

في مقال سابق قلنا إن التوصيف الأصدق والأكثر دقة للنظام السياسي الذي يحكم العراق اليوم، هو أنه نظام كليبتوقراطي ـ زبائني بامتياز. فالكليبتوقراطية، وتترجم عادة بـ«حكم اللصوص» تمثل المستوى الأفقي الذي يشكل هرم هذا النظام السياسي، وهي تتيح للطبقة الحاكمة استغلال هيمنتها على سلطات الدولة، وأجهزتها، ومواردها، لتوسيع مصالحها الشخصية، الاقتصادية والسياسية، وبالتالي تراكم ثرواتها الشخصية، وسلطاتها السياسية.

أما الزبائنية، والتي تشكل المستوى العمودي للنظام السياسي العراقي، فتعرَّف على أنها علاقة مقايضة (تقوم على المصالح المتبادلة) بين عراب وزبون/ مشتري خدمة يستخدم فيها العراب ذو المكانة السوسيو ـ اقتصادية، نفوذه وموارده لتوفير الحماية أو المصالح، أو كليهما، لمشتري خدمة يكون ذي مكانة أدنى، والذي يقوم بالمقابل بتقديم الدعم والمساعدة، بما في ذلك الخدمات الشخصية، إلى العراب.

وهذا يعني أن جميع سلطات الدولة، ومؤسساتها، والقائمين عليها، هم شركاء أصلاء في هذا الفساد، وليس مجرد متواطئين جماعيا معه. ومن ثم فإن المنطقي في هكذا أنظمة أن يتم ليس فقط حماية الفاسدين الذين يشكلون عمليا «جامعي أموال فساد» لهؤلاء العرابين، بل التغطية عليهم، والسماح لهم في النهاية من الإفلات من العقاب بشكل منهجي، حتى ولو عبر «قوانين» يشرعها مجلس النواب نفسه!
كاتب عراقي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تخادم العراقي الفساد العراق الفساد الإختلاس تخادم سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قانون العفو العام مجلس النواب المال العام من أموال على أن

إقرأ أيضاً:

كيف فعلتَ كل هذا أيها الصابئي المجنون ؟!

بقلم: فالح حسون الدراجي ..

على قلة عددها- قياساً إلى اعداد الطوائف العراقية الأخرى – قدمت الطائفة المندائية الصابئية نماذج استثنائية ومتقدمة جداً في مجالات العلوم والثقافة والشعر والفنون، والإبداع المهني في العراق، ناهيك من نماذجها الساطعة في مسيرة النضال الوطني، ويكفي أن تذكر اسم الشيوعي الصابئي الفذ، الشهيد ستار خضير، وكوكبة الشهيدات والشهداء المندائيين الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الوطن الحر والشعب السعيد، حتى تقف بكامل هيئة الامتنان والاحترام والتقدير لهذه الطائفة العراقية جذراً وانتماءً وحباً وعطاءً وإخلاصاً ..

نعم، فهذه الطائفة التي أعرف ناسها وأرضها وتضاريسها وثمارها ونخيلها، وتقاليدها ورموزها وأغلب تفاصيلها الجنوبية الطيبة، رغم علو جدرانها، وأبوابها السميكة المغلقة التي تمنع على ( الآخر) معرفة طقوسها وسماع شدو طيورها، ورغم كل السرّيّة التي تحيط بحياتها، كنت أعرف الكثير عنها، بسبب وشيجة المواطنة، والمعايشة الطويلة.. فضلاً عن عمق العلاقة التاريخية التي تجمع بين بيئتينا، وشخوصنا أيضاً ..

ومن خلال هذه المعرفة أستطيع القول بضرس قاطع، إن خلف كل قمر صابئي، ونجمة صابئية، و ضوء مندائي لامع، تاريخاً طويلاً من الليالي والصبر والدموع والأحزان والسهر وقصصاً موجعة عن ظلم التمييز، والتحريم والعزل المذل، والمعاناة المرّة، مصحوباً بنضال وصمود و مقاومة شديدة إضافية أبداها هؤلاء القوم، لكل ما يعترض طريق نجاحهم من عوارض وموانع قاسية مضافة إلى العوارض التي تقف عادة في طريق كل عراقي ناجح ومضيء آخر..

وطبعاً فإن السبب يعود لكونهم صابئيين أولاً، وجنوبيين، عماريين ثانياً، حتى أن الكثير من الأخوة المندائيين القادمين من الجنوب الى بغداد اضطر مكرهاً إلى استخدام ألقاب بغدادية، أو قبائل (غربية)، تفادياً من الوقوع في المحظور !

أنا متيقن من أن معاناة هذه الطائفة لا تختلف عن معاناة المهاجرين الآخرين إلى العاصمة بغداد، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، فهم جميعاً يواجهون الضغوطات الناتجة عن الحساسية الطائفية، والمناطقية، والعروبية بل والشوفينية أحياناً في ذلك الوقت، لكن الصابئة – وهذه حقيقة- يعانون بدرجة أكبر من غيرهم، باعتبارهم مندائيين (صبٌة)، ومهاجرين أيضاً !!

وهنا قد يعترض البعض ويقول: إن الصابئة كانوا يعملون في شارع النهر وأسواق بغداد معززين مكرمين !

وأنا أقول : نعم هم كانوا يملكون محلات في شارع النهر ومناطق بغداد، وهذا يعود لأنهم يملكون مواهب عالية في فن الصياغة الذي لم يكن يعرفه غيرهم آنذاك، عدا أنهم أناس مسالمون، طيبون، أمينون، يتمنى كل عراقي أن يتعامل معهم، لكني اسأل هنا وأقول: كم وزير صابئي في حكومات العراق منذ حكومة عبد الرحمن الكيلاني النقيب حتى حكومة محمد شياع السوداني ؟!

الجواب: لايوجد قطعاً، رغم قدراتهم وإمكاناتهم الإدارية والعلمية العالية !

والشيء نفسه يقال عن عدم وجودهم في جميع المناصب العليا الأخرى..!

إن الصابئي العراقي لا يحصل على منصب رفيع إلا إذا غادر بلده العراق، لأن ( الشوفينيين ) لن يسمحوا بذلك .. وأظن أن ما حصل مع عالم الأنواء العالمي، الدكتور عبد الجبار عبد الله في قضية تعيينه رئيساً لجامعة بغداد، وإصرار عدد من القادة القوميين والعناصر البغدادية المتعصبة، على رفض قرار الزعيم قاسم بتعيين هذه القامة العلمية العالية، أصدق مثال على عدم منح الصابئة حقوقهم الوطنية التي يكفلها لهم الدستور وتقرها القوانين العراقية.

وإذا كان العالم عبد الجبار عبد الله قد هرب من العراق إلى الولايات المتحدة مكرهاً ، بعد انقلاب شباط الأسود العام 1963، ونجح في أن يحقق بعلومه واكتشافاته ما لم يحققه علماء أمريكا نفسها، ويضيء الميادين الفيزياوية بنور علمه، فيصنع في أمريكا معروفاً إنسانياً وعلمياً لن تنساه أبداً، ويحصل على منصب مهم يسيل له لعاب علماء أمريكا قاطبة، فإن الطبيب العماري الصابئي، الجراح جبار ياسر صگر الحيدر، المولود في قضاء الكحلاء بمحافظة ميسان قبل تسعين عاماً.. والمتوفى في كندا قبل عدة أيام .. أقول إن هذا الطبيب الفذ صنع ما لم يصنعه غيره من الصابئة والمسلمين والطوائف الأخرى.

فهذا المناضل الوطني، والشيوعي الباسل، الذي أتعب الجلادين، وأذل الحديد الذي كان يوضع في يده وهو يتنقل من سجن إلى آخر، والذي صمد بوجه عصابات الحرس القومي وأمثالهم، وظل ثابتاً على مبادئه وقيمه الوطنية التقدمية دون تراجع.. أقول إن هذا البطل لم يغادر العراق رغم كل العذابات والدمار الذي عاشه في حياته.. نعم فقد بقي ( أبو أسيل) قوياً ومثمراً مثل نخلة البرحي، حتى مغادرته بلاده، بعد أن وصلت سكين الطائفية إلى أعناق أسرته، فغادر مجبراً في نهاية العام 2004 ،بعد أن عمل طبيباً وجراحاً منذ العام 1960 في أرياف وأهوار العمارة والبصرة والناصرية والكوفة والنجف وبغداد، وظل يعمل حتى يوم سفره الطويل.. كما عمل طبيباً مقيماً في الناصرية، ورئيساً للاطباء المقيمين في مستشفى الفرات الاوسط في الكوفة، قبل أن يعزل عن الخدمة بعد اعتقاله إثر انقلاب شباط الاسود العام 1963، ثم ينتقل بعد خروجه من السجن الى بغداد، ويعمل في عيادته الخاصة طبيباً ممارساً. لكنه أعيد للخدمة في وزارة الصحة بعد عام واحد، حيث تم تعيينه (طبيباً مركزياً) في قضاء الميمونة، ليسافر بعدها الى بريطانيا للدراسة في العام 1969 ملتحقاً بكلية الجراحين الملكية البريطانية، ويحصل العام 1974 على شهادة زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية.. ويعود بعدها الى العراق، ليعمل جراحاً اختصاصياً في المستشفى الجمهوري في البصرة، ثم رئيساً لقسم الجراحة، واستاذاً محاضراً في كلية طب البصرة. وفي العام 1976 أوكلت اليه مهمة فتح مستشفى الضمان الاجتماعي للعمال في الرصافة التابع ادارياً الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فعمل على تطويره، وإعادة تبعيته الى وزارة الصحة، باسم مستشفى الكندي العام.. وقد استمرت خدمته في هذا المستشفى جراحاً اختصاصياً، ورئيساً لقسم الجراحة أيضاً.. حتى أصبح مستشفى تعليمياً.. ولعل من المفيد ذكره هنا أن الدكتور جبار ياسر الحيدر أصبح مشرفاً على الدراسات التخصصية العليا في الجراحة العامة، وجراحة المسالك البولية، ورئيساً للجنة العلمية، فقدم في ذلك رغم تعدد مشاغله، بحوثاً علمية قيمة، نشرت في كبريات المجلات العلمية الرصينة وقد استمر عمله مديراً لمستشفى الكندي حتى العام 1994.. حيث اصبح المستشفى تعليمياً بفضل الجهود التنسيقية التي بذلها شخصياً مع وزارة التعليم العالي، وكلية طب بغداد آنذاك، والتي أدت إلى تأسيس كلية طب الكندي..وهذه الكلية واحدة من إنجازاته الفذة.
لقد تقاعد الدكتور جبار ياسر من العمل الطبي الحكومي العام 1994، بعد أن أجرى ما يقارب 25 ألف عملية جراحية كبرى وفوق الكبرى، ووسطى أيضاً- أكرر 25 الف عملية.. ولم يسترح حتى بعد تقاعده الوظيفي إذ قام بإنشاء (مستشفى الفردوس الاهلى) للجراحات التخصصية في بغداد العام 1993، وقد تولى العمل فيه جراحاً استشارياً، ومديراً له أيضاً.. وللحق فإن هذا المستشفى صار عوناً للمرضى الفقراء من العراقيين بلا استثناء ..

هل رأيتم سيرة مجنونة، وتاريخاً باهراً مثل سيرة وتاريخ هذا الصابئي الجنوبي الجميل؟.

لقد كتبت خلال العقدين الماضيين ثلاث مقالات اطالب فيها ثلاثة رؤساء حكومات عراقية بتعيين هذا الرجل العبقري بمنصب وزير الصحة.. ولم يجب رئيسان على مقالاتي، لكن رئيساً واحداً – وهو صديقي- استقبلني في بيته، وقال لي: إذا كان الزعيم عبد الكريم وهو قائد الثورة وزعيم تنظيم عسكري، قد عين الصابئي العالم الكبير عبد الجبار عبد الله رئيساً لجامعة بغداد بشق الأنفس، فكيف تريدني أنا الذي لا يملك تنظيماً عسكرياً ولا بقائد ثورة، أن أعيّن اليوم طبيباً صابئياً وزيراً للصحة، خاصة والجميع يقاتل على المنصب؟!.

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • الأهلي يتسلم مكافأة المشاركة في مونديال الأندية على دفعات
  • الوقائع المؤلمة وساعة القرار
  • كيف فعلتَ كل هذا أيها الصابئي المجنون ؟!
  • هل ينجح العراق في تجاوز الفساد والضغوط لإحياء صناعته العسكرية؟
  • قانون الانتخابات يتصدر الجدل بالعراق ومخاوف من تأجيلها
  • بن طالب بديلا رفقة ليل في مواجهة أوكسير
  • وزير العمل: العراق يعدُّ من الدول الجاذبة للعمالة العربية والأجنبية
  • الجواز الإلكتروني: ثورة رقمية تهزم الفساد في العراق
  • “تأملات في طمأنينة لا تُشبه الخرائط… عن العراق الذي يكتبه الغريب كما يُكتب الحنين”
  • هيئة مكافحة الفساد تناقش مستوى إنجاز خطة الهيئة للعام 1446هـ