أمضى الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، الذي يبلغ من العمر الآن 75 عاما، ربع قرن في السجن بعد أن قاد جماعة حزب العمال الكردستاني إلى حمل السلاح لقتال الدولة التركية من أجل إقامة وطن كردي.

ودعا أوجلان يوم الخميس من زنزانته في سجن جزيرة إمرالي في بحر مرمرة جنوبي إسطنبول، حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وحلّ نفسه، في خطوة إذا استجاب لها مقاتلو الجماعة فستؤدي إلى إنهاء تمردهم القائم منذ 40 عاما وستكون لها آثار واسعة النطاق على المنطقة.

وأصدر أوجلان، الذي يحظى باحترام الحركة السياسية المؤيدة للأكراد رغم أن معظم الأتراك يصبون عليه جام غضبهم لأنه بدأ الصراع في عام 1984، هذه الدعوة بعد أربعة أشهر من اقتراح بهذا الشأن من حليف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وظهرت على السطح فكرة إعادة التواصل مع أوجلان في أكتوبر وطرحها سياسي غير متوقع وهو دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية والحليف السياسي للرئيس أردوغان.

وفاجأ بهجلي البلاد حين اقترح أنه يمكن الإفراج عن أوجلان إذا نجح في إقناع حزب العمال الكردستاني بإنهاء تمرده.

وعبّر كل من أردوغان وحزب المساواة والديمقراطية للشعوب التركي المؤيد للأكراد عن دعمهم لجهود إنهاء القتال الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص وغيّر شكل السياسة التركية وألحق أضرارا بالبلدات والمدن في جنوب شرق البلاد.

وقال أوجلان في رسالة نشرها أعضاء حزب المساواة والديمقراطية للشعوب يوم الخميس بعد أن زاروه في زنزانته في السجن "أدعو إلى إلقاء السلاح، وأتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة".

وفي رسالته حثّ أوجلان جماعته على عقد مؤتمر والموافقة رسميا على حلّ نفسه.

تاريخ أوجلان 

وُلد أوجلان لأسرة مزارعين في قرية أوميرلي في جنوب شرق تركيا، وتشكلت أفكاره السياسية وسط معارك الشوارع العنيفة بين اليساريين واليمينيين في سبعينيات القرن الماضي.

وانشق عن اليسار التركي ليؤسس حزب العمال الكردستاني في عام 1978، وتعهد بالقتال من أجل دولة كردستان المستقلة بعد تركه كلية العلوم السياسية في جامعة أنقرة.

وكان أوجلان يقود حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، من سوريا حتى هددت تركيا بالحرب في عام 1998، مما أجبر دمشق على طرده.

وسعى للحصول على حق اللجوء في روسيا، ثم إيطاليا واليونان، قبل أن يتم القبض عليه في العاصمة الكينية نيروبي عام 1999.

وبعد أن بدا عليه الاستسلام واليأس، نُقِل جوا إلى أنقرة تحت حراسة قوات تركية خاصة، وحكِم عليه بالإعدام، ثم خُففت عقوبته إلى السجن المؤبد، ليظل هناك منذ ذلك الحين.

وبلغ حضور أوجلان ذروته في عملية سلام جرت بين الدولة التركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني بين عامي 2013 و2015.

وكان أردوغان رئيس وزراء آنذاك، يرى في أوجلان كلمة السر في الجهود التي تستهدف إنهاء القتال.

ومن زنزانته في السجن، برز أوجلان الذي يطلق عليه القوميون الأكراد، تحببا، لقب "آبو" إلى الواجهة.

وظهر في صور نشرتها وسائل إعلام تركية أشيب الشعر ومبتسما، في تناقض حاد مع صوره السابقة التي كان يظهر فيها بزي قتالي حاملا بندقية.

وفي بيان تُلي أمام حشود ضخمة في احتفالات بسنة كردية جديدة في مارس 2015 قال أوجلان "نضال حركتنا القائم منذ 40 عاما الذي كان مترعا بالألم، لم يذهب سدى لكنه في الوقت نفسه أصبح غير قابل للاستمرار".

وكانت تلك المحادثات هي أقرب نقطة اقترب فيها من التوصل إلى حل تفاوضي للصراع.

وبعد أربعة أشهر انهارت عملية السلام ودخل الصراع مرحلته الأكثر دموية التي تركزت في المناطق الحضرية في جنوب شرق البلاد.

وعلى الرغم من سجنه، ظل أوجلان يتمتع بنفوذ كبير، لكن من غير الواضح مدى النفوذ الذي يتمتع به الآن على حزب العمال الكردستاني الذي يتمركز مقاتلوه أساسا في منطقة جبلية بشمال العراق.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أوجلان حزب العمال الكردستاني للأكراد أردوغان تركيا كردستان العراق أوجلان الكردستاني الحزب الكردستاني العمال الكردستاني أوجلان حزب العمال الكردستاني للأكراد أردوغان تركيا كردستان العراق أخبار تركيا حزب العمال الکردستانی

إقرأ أيضاً:

ترقب لرسالة من زعيم العمال الكردستاني المسجون في تركيا غدا

كشف حزب المساواة والديمقراطية للشعوب "ديم" المناصر للأكراد في تركيا، الأربعاء، عن موعد توجيه زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان بيانا مرتقبا له.

ونقلت وكالة رويترز عن المتحدثة باسم الحزب عائشة جول دوغان، إن الحزب سيعقد مؤتمرا صحفيا غدا الخميس بشأن المحادثات مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان.

وأضافت أن أوجلان القابع في عزلة كاملة في محبسه بجزيرة إمرالي  منذ عام 1999 سينشر بيانا متوقعا منه.

ومن المقرر أن يجتمع حزب المساواة والديمقراطية للشعوب مع أوجلان غدا الخميس للمرة الثالثة منذ كانون الأول /ديسمبر الماضي، حسب مسؤول في وزارة العدل التركية.


يأتي ذلك وسط حديث مصادر محلية عن عزم زعيم حزب العمال الكردستاني المدرج على قوائم الإرهاب في تركيا، دعوة حزبه إلى إلقاء السلاح وذلك نتيجة للمحادثات الجارية مع الجانب التركي.

وكان من المقرر أن يوجه أوجلان رسالة إلى أتباعه في 15 شباط/ فبراير الموافق للذكرى السنوية لاعتقاله عام 1999، إلا أن ذلك لم يحدث.

وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة التركية منذ عام 1984 ما أدى إلى مقتل نحو 40 ألفا. ولا يزال أوجلان القابع في محبسه منذ 1999 بتهمة "الخيانة والانفصالية" يتمتع بنفوذ كبير على السياسة الكردية.

ويستعد الحزب المناصر للأكرد في تركيا لعقد مؤتمر صحفي في تمام الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش بمدية إسطنبول عقب الاجتماع مع أوجلان.

ويأمل الحزب أن تكون رسالة أوجلان مصورة لأن هذا سيكون له تأثير أكبر، لكن مصادر من الحكومة والحزب الحاكم أبدت معارضة لأي رسالة مصورة بسبب الحساسيات تجاه حزب العمال الكردستاني، وفق رويترز.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال وزير العدل التركي يلماز إنه من غير الممكن تلبية طلب الحزب الحصول على رسالة مصورة من أوجلان، تماشيا مع بيانات حكومية سابقة.

وقبل أيام، كشفت دوغان دوغان، عن إرسال زعيم حزب العمال الكردستاني  ثلاث رسائل واحدة منها موجهة إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد" شرقي سوريا.


ووجهت بقية الرسائل إلى أوروبا وجبال قنديل شمال العراق، التي يتخذ منها حزب العمال الكردستاني مقرا له.

والشهر الماضي، حث زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي، أوجلان على إعلان حل حزب العمال الكردستاني "دون شروط"، بعد اجتماعه لمرتين مع حزب المساواة والديمقراطية للشعوب، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان.

وعززت المحادثات آمال تحقيق السلام في تركيا، في حين تستمر المفاوضات في سوريا بين "قسد" والحكومة السورية من أجل التوصل إلى اتفاق لدمج قوات سوريا الديمقراطية في وزارة الدفاع وبسط سيطرة دمشق على كافة الأراضي السورية.

مقالات مشابهة

  • تسلسل زمني.. محطات الصراع بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني
  • لإنهاء 4 عقود من النزاع.. "أوجلان" يدعو إلى حل حزب العمال الكردستاني
  • محطات رئيسية في الصراع بين تركيا و"العمال الكردستاني"
  • ألمانيا تصف دعوة أوجلان لتفكيك حزب العمال الكردستاني بـ فرصة تاريخية
  • تركيا.. أوجلان يحث "العمال الكردستاني" على إلقاء السلاح
  • أوجلان يدعو حزب العمال الكردستاني لـ "حل نفسه" لإنهاء الصراع مع تركيا
  • تركيا.. «أوجلان» يدعو حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وحل نفسه
  • خطوة قد تنهي عقودا من الصراع مع تركيا.. أوجلان يدعو حزب العمال الكردستاني إلى حل نفسه وإلقاء السلاح
  • ترقب لرسالة من زعيم العمال الكردستاني المسجون في تركيا غدا